PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فوضوية أم اشتراكية ؟الجزء الاول-المنهج الجدلي

يوسف فيساريونوفيتش ستالين ترجمه :معز الراجحي و عبد المطلب العلمي الفهرسة: I - المنهج الجدلي II - النظرية المادية III- الإشتراكية البروليتارية إن الصراع الطبقي هو محور الحياة الاجتماعية اليوم. خلال هذا الصراع ، كل طبقة تسترشد بايديولوجيتها الخاصة بها . البورجوازية لها ايديولوجيتها - ما يسمى بالليبرلية . البروليتاريا لها أيضاً ايديولوجيتها : و هي كما نعلم ، الإشتراكية . لا يمكن اعتبار الليبرالية كلاً و غير قابلة للتجزئة : فهي مقسمه الى اتجاهات مختلفة وفقا لمختلف شرائح البرجوازية. الإشتراكية بدورها ليست كلاً و ليست غير قابلة للتجزاة : فهي أيضاً تشمل إتجاهات مختلفة. نحن لن نسهب هنا في تحليل الليبرالية : من الأفضل أن نؤجل ذلك لمرة أخرى . نريد فقط أن نعرف القراء ما هي الاشتراكية وتياراتها . في رأينا،ذلك سوف يكون ذو أهمية كبرى بالنسبة لهم . تشمل الاشتراكية ثلاثة تيارات رئيسية: الإصلاحية،و الفوضوية والماركسية. الإصلاحية (بيرنشتاين وغيره)، الذي يرى الاشتراكية هدفا بعيد المنال، ولا شي غير ذلك ، و الذي عملياً ينفي الثورة الإشتراكية ويسعى إلى إقامة الاشتراكية بالوسائل السلمية ؛ الإصلاحية التي تبشر ليس بصراع الطبقات بل تعاونها - و هذه الإصلاحية ذاتها تتحلل يوماً بعد يوم ، و تفقد من يوم لآخر علامات الإشتراكية ؛ و ليس هناك حاجه، حسب راينا ، لكي نستعرض ، في هذه المقالات عن الاشتراكيه تعريف الإصلاحيه . يختلف الأمر تماما في ما يخص الماركسية والفوضوية: فكلتاهما معروفتان بانهما تياران اشتراكيان ؛ و الاثنتين تنخرطان في معركة شرسة فيما بينهما ، الاثنتان تريدان الظهور أمام أعين البروليتاريا كعقيدتين إشتراكيتين حقيقيتين ، و بالطبع ،فإن تحليل هذين الإتجاهين و مقارنتهما سيكونان اكثر اثاره للأهتمام بالنسبه للقارئ . نحن لسنا أولئك الناس الذين إذا ما ذكرت كلمة "الفوضوية " يديرون وجوههم بإزدراء و يصرحون باشارة سأم :« و ترغبون بالانشغال بهذا ، بل إنه حتى لا يستحق عناء الحديث عنه !» . نحن نعتقد أن « نقداً » رخيصاً كهذا هو شئ تافه و لا فائدة منه . نحن لسنا أولئك الناس الذين يطمئنون أنفسهم بفكرة أن الفوضويين، كما يقال ، « ليس لديهم دعم من الجماهير، وبالتالي، فهم لا يشكلون خطراً للغاية » . إن المسالة ليست بمعرفة وراء من يمشي اليوم " جمهور " أكثر أو أقل كبراً : المسالة تتعلق بجوهر العقيدة . إذا كان " مذهب " الفوضويين يعبر عن الحقيقة فانه بالطبع سوف يشق لنفسه بالضرورة طريقاً و سيحشد الجماهير حوله . لكن إذا كان متضارباً و قائماً على أسس خاطئه فإنه لن يدوم طويلا و سيظل معلقاً في الفراغ . إن إخفاق الفوضوية هو الذي لا بد من تبيانه . يظن البعض أن لدى الماركسية والفوضوية نفس المبادئ ; و أنه لا يوجد بين الاثنتين إلا اختلافات تكتيكيه ، بحيث أنه ،حسب اعتقادهم ،من المستحيل تماما معارضة واحدة بأخرى من التيارين. لكن هذا خطأ كبير. نحن نعتقد أن الفوضويين هم أعداء حقيقيون للماركسية. بالتالي فإننا ندرك أيضا الحاجة إلى خوض معركة حقيقية ضد أعداء حقيقيين. إذا يجب أن نحلل "مذهب" الفوضويين من البدايه الى النهايه و أن نفحصه بعمق من جميع الجوانب. الحقيقة هي أن الماركسية والفوضوية تقومان على مبادئ مختلفة تماما على الرغم من أن الاثنتين تدخلان الحلبة رافعتين راية الاشتراكية .إن حجر زاوية الفوضوية -هو الفرد الذي يكون تحرره ، بالنسبة لها ، الشرط الأساسي لتحرير الجمهور و المجموعة . حسب الفوضوية تحرير الجماهيرمستحيل مادام الفرد لم يتحرر بعد و من ذلك شعار " كل شيء من أجل الفرد " . على عكس ذلك فإن حجر زاوية الماركسية هي الجماهير ، التي يكون تحررها ، الشرط الأساسي لتحرر الفرد . وهذا يعني، أنه حسب الماركسية ،لا يستطيع الفرد أن يتحرر ما دامت الجماهير لم تحرز ذلك بعد ، و من ذلك شعار " كل شيء من أجل الجمهور ". من الواضح هنا أننا بصدد مبدئين ينفي احدهما الآخر و ليس بمجرد اختلافات تكتيكية . تهدف مقالاتنا إلى المواجهة بين هذين المبدئين المتعارضين،إلى مقارنة الماركسية والفوضوية و بذلك تسليط الضوء على مزاياهما و عيوبهما . نرى أنه من المجدي في هذا الخصوص أن نبين للقارئ منهج هذه المقالات . سوف نقدم أولا تعريفاً للماركسية ؛ مروراً بتذكير وجهة نظر الفوضويين حول الماركسية، ثم سنطرح نقد الفوضوية نفسها . بالتحديد: سنعرض المنهج الجدلي ،وجهة نظر الفوضويين حول هذا المنهج و نقدنا ؛ النظرية المادية ، وجهة نظر الفوضويين و نقدنا (سوف نتحدث في هذا المجال عن الثورة الإشتراكية ، و عن الديكتاتورية الإشتراكية ، و عن برنامج الحد الأدنى ، و بشكل عام ، عن التكتيك )؛ فلسفة الفوضويين و نقدنا ؛ التكتيك و التنظيم لدى الفوضويين ؛ و في الختام فإننا سنقدم استنتاجاتنا. سنحاول اثبات أن الفوضويين، بما أنهم دعاة اشتراكية المجتمعات الصغيرة ليسوا باشتراكيين حقيقيين. سنحاول أيضاً تبيان أن الفوضويين ، بما أنهم ينكرون ديكتاتورية البروليتاريا ، ليسوا بثوريين حقيقيين . الآن لنشرع بالعمل . I - المنهج الجدلي : «في الكون كل شيء يتحرك ... الحياة تتغير ، القوى المنتجة تنمو ، والعلاقات الاجتماعية القديمة تنهار .» (كارل ماركس) إن الماركسية ليست فقط نظرية الاشتراكية ؛ فهي تصور مكتمل للعالم ، نظام فلسفي تنبع منه طبيعياً إشتراكية ماركس البروليتارية . هذا النظام الفلسفي يحمل إسم المادية الجدلية . لهذا فأن شرح الماركسية هو أيضاً شرح للمادية الجدلية . لماذا يحمل هذا النظام إسم المادية الجدلية ؟ لأن منهجه جدلي، و نظريته مادية . ما هو المنهج الجدلي ؟ يقال ان الحياة الاجتماعية في حالة حركة و نمو مستمرين . وهذا صحيح: لا يمكن أن نعتبر الحياة شيء ثابت و جامد ؛ انها لا تتوقف ابدا على مستوى معين ؛ انها في حركة دائمة و عملية دائمة من التدمير والخلق . هذا هو السبب في أنه يوجد دائماً في الحياة الجديد و القديم ، ما ينمو و ما يموت ، العنصر الثوري و العنصر المضاد للثورة . المنهج الجدلي يؤكد أنه يجب علينا أن ننظر إلى الحياة كما هي عليه حقا .لقد شاهدنا ان الحياه في حركه دائمه ،إذن علينا ان نطرح السؤال: إلى أين تمضي الحياة؟ لقد رأينا أن الحياة تقدم مشهد دمار وخلق متواصلين ؛ إذاً فإن واجبنا أن ننظر للحياة في دمارها و نشوءها و أن نطرح السؤال : ما الذي يفنى و ما الذي ينشأ في الحياة ؟ ما ينشا وينمو في الحياة من يوم لآخر لا يقهر، لا يمكننا إيقاف حركته إلى الأمام. وهذا يعني أنه، على سبيل المثال، إذا أتت إلى الحياة البروليتاريا كطبقة و نمت من يوم لآخر فإنها رغم ضعفها و قلة عددها كما هو الحال اليوم، سوف ينتهي الامر بها، بالرغم من ذلك بأن تنتصر .لماذا ؟ لأنها تنمو، و تقوي نفسها وتمضي إلى الأمام . من ناحية أخرى ، من تصيبه الشيخوخة في الحياة يتجه الى القبر، و بالضرورة سوف يهزم ، حتى وإن كان يمثل اليوم قوةً جبارة . و هذا يعني أنه، على سبيل المثال ، إذا فقدت البورجوازية الأرضية شيئا فشياً من تحت اقدامها و تراجعت يوماً بعد يوم ، فبالرغم من قوتها و عديدها اليوم إلا إنه ستتم هزيمتها في نهاية المطاف .لماذا ؟ لأنها كطبقة تتحلل و تضعف ، تصيبها الشيخوخة و تصبح عبئا لا جدوى منه في الحياة. ومن هنا تاتي الأطروحة الجدلية المعروفة جيدا: كل ما هو موجود واقعياً ، بمعنى كل ما ينمو من يوم لآخر هو عقلاني ، وكل ما يتحلل يوماً بعد يوم ، هو غير عقلاني و ، بالتالي ، لن يكون بمنأى عن الهزيمة . لنعط مثالاً على ذلك. في الثمانينيات من القرن الماضي،نشأ جدل كبير بين المثقفين الثوريين الروس . حيث اكد الشعبويين أن القوة الرئيسية القادرة على أن تاخذ على عاتقها "تحرير روسيا" هي البرجوازية الصغرى في الريف والمدينة. لماذا؟ سألهم الماركسيون . لأنه، يجيب الشعبويون ، البرجوازية الصغرى في الريف والمدينة تشكل حاليا الأغلبية ؛ فضلا عن ذلك ، فإنها فقيرة وتعيش في بؤس . يرد الماركسيون: صحيح ، تشكل البرجوازية الصغرى في الريف والمدينة اليوم الغالبية و هي حقا فقيرة ، ولكن هل هنا بالذات المعضله ؟ فالبرجوازية الصغيرة تشكل منذ مدة طويلة الأغلبية، لكن ، ومن دون مساعدة من البروليتاريا ، لم تبدأ ،حتى الآن ، أي مبادرة في النضال من أجل "الحرية". لماذا؟ لأن البورجوازية الصغرى ،كطبقة، لا تنمو على العكس من ذلك، فهي من يوم لآخر تتحلل و تتفكك إلى بورجوازية و بروليتاريا . من جهة أخرى، و من البديهي أن الفقر ، هو أيضاً ليس ذو أهمية حاسمة هنا : إن "عراة الأقدام" * هم أشد فقراً من البوجوازية الوضيعه لكن لا أحد يقول أن بإمكانهم أن ياخذوا على عاتقهم "تحرير روسيا". كما نرى، الامر لا يتعلق بمعرفة ما هي الطبقة التي تشكل الأغلبية اليوم ، أو ما هي الطبقة الأكثر فقراً ، ولكن في معرفة ما هي الطبقة التي تقوى و ما هي الطبقة التي تتحلل . وبما أن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي تنمو وتقوى دون توقف ، و التي تدفع الحياه الاجتماعيه نحو الامام ، و تحشد حولها كل العناصر الثورية ، وجب علينا الإعتراف بأنها القوة الرئيسية للحركة الراهنة و أن نلتحق بصفوفها و ناخذ على عاتقنا توجهاتها التقدمية . هكذا يجيب الماركسيون . دون شك ينظرالماركسيون للحياة ديالكتيكيا ، في حين أن الشعبويين يستدلون كميتافيزيقيين لانهم يتصورون الحياة كشيء ثابت . هكذا يعتبر المنهج الديالكتيكي تطور الحياة. ولكن هناك حركة و هناك حركة اخرى. كان هناك واحدة ، في الحياة الإجتماعية خلال "أيام ديسمبر" (1)وبعد أن نهضت البروليتاريا من انحنائها ، هاجمت مستودعات الأسلحة و راحت تطارد الرجعية . لكن يجب علينا ايضا ان نسمي حركه اجتماعيه ،حركه السنوات السابقه ، عندما كانت البروليتاريا ، في ظروف التطور « السلميه » تكتفي بالإضرابات المعزولة و إنشاء نقابات صغيرة . إنه من الواضح أن الحركة تأخذ أشكالا عديدة. يعلمنا المنهج الجدلي أن الحركة تتخذ شكلين: الشكل التطوري و الشكل الثوري. تكون الحركة تطورية عندما تتابع العناصر التقدمية تلقائيا عملها اليومي و تراكم تغيرات كمية طفيفة إلى النظام القديم . تكون الحركة الثورية عندما تتحد هذه العناصر ذاتها ، تسكنها فكرة مشتركة ثم تندفع ضد معسكر العدو لتدمير النظام القديم جذريا ، تحدث تغييرات نوعية، وتنشئ نظاماً جديداً. إن التطور يمهد للثورة ويوفر لها تربة خصبة ، في حين أن الثورة تختم التطور، وتعزز من عمله اللاحق. العمليات نفسها تجري في الطبيعة. يبين تاريخ العلم أن المنهج الجدلي هو منهج علمي مطلق : بدءا بعلم الفلك إلى أن ننتهي بعلم الاجتماع ، و في كل المجالات ، تتأكد فكرة أن ليس هناك شيء أبدي في العالم، و أن كل شيء يتغير ، و كل شيء ينمو . إذن ، كل شيء، في الطبيعة ، يجب أن ننظر اليه من وجهة نظر الحركة و النمو . و هذا يعني أن روح الديالكتيك تسكن كل العلوم الحديثة. فيما يتعلق بأشكال الحركة،و بما أنه، وفقا للجدلية فأن تراكم التغييرات الكمية الطفيفة تؤدي ، في نهاية المطاف ، إلى تغييرات نوعية كبيرة ، هذا القانون يسري على قدم المساواه في تاريخ الطبيعة . يبين نظام مندلييف الدوري للعناصر بوضوح مدى الأهمية في تاريخ الطبيعة و حقيقة أن التغييرات النوعية تتولد عن التغييرات الكمية . تشهد على ذلك ،في مجال البيولوجيا، نظرية ال "لماركية الجديدة" ، النظرية التي أخذت مكان الداروينية الجديدة . نحن لن نقول أكثر حقائق من تلك التي ابرزها فريدريك إنجلز بشكل كاف في "ضد دوهرينغ" . هذا هو جوهر المنهج الجدلي . **** ما هو رأي الفوضويين حول المنهج الجدلي؟ الكلٌ يعلم أن هيغل هو الأب الروحي للمنهج الجدلي.قام ماركس بتنقية و تطوير هذا المنهج. بطبيعة الحال الفوضويين ايضا يعرفون هذه الحقيقة ، هم يعلمون أن هيغل كان محافظاً ،لذلك انتهزوا الفرصه ليعنفوا هيغل واصفينه *بالمرمم* (2) أنهم " يبرْهِنون" بحماس على أن "هيغل هو فيلسوف استعادة الملكية ... و أنه يمجد الدستورية البيروقراطية في شكلها المطلق ؛ و أن الفكرة العامة لفلسفته حول التاريخ تخضع للاتجاه الفلسفي الخاص بفترة إستعادة الملكية و أنها تخدم هذه القضية " ... الخ ... (انظر نوباتي رقم 6 شيركيزشفيلي) (3). "يثبت" الفوضوي المعروف جيدا كروبوتكين نفس الشيء في أعماله.(انظر، على سبيل المثال كتابه* علوم و فوضوية * باللغة الروسية.). إن كروبتكين يتلقى دعماً بالإجماع من قبل الكروبوتكينين لدينا ، يرددون معا ما ذكره كروبوتكين ،بدئا من شيركيزشفيلي إلى ش.غ. (انظر الاعداد من صحيفة نوباتي ). والحقيقة هي أنه، في هذه النقطة، لا أحد يجادلهم . على العكس من ذلك، فإن الجميع متفقون على أن هيجل لم يكن ثوريا. ماركس وإنجلز أنفسهم، قبل كل الآخرين،أثبتوا في كتاب نقد النقد النقدي(4) أن المفاهيم التاريخية لدى هيجل تتناقض جوهرياً مع فكرة سيادة الشعب .والحقيقة هي أنه، في هذه النقطة، لا أحد يجادلهم . على العكس من ذلك، فإن الجميع متفقون على أن هيجل لم يكن ثوريا. ماركس وإنجلز أنفسهم، قبل كل الآخرين،أثبتوا في كتاب نقد النقد النقدي أن المفاهيم التاريخية لدى هيجل تتناقض جوهرياً مع فكرة سيادة الشعب . ومع ذلك، فإن الفوضويين "يبرْهِنون " و يعاودون كل يوم "برهنة " أن هيغل كان من مؤيدي "استعادة الملكية ".لماذا يفعلون ذلك؟من المرجح أن يكون ذلك من أجل ضرب مصداقية هيغل وجعل القارئ يشعر أن هيجل "الرجعي " لا يمكن أن يكون له غير منهج " مقيت " و منافٍ للعلم . هكذا يعتقد الفوضويون أن بامكانهم دحض المنهج الجدلي . نحن نصرِّح أنه ، بهذه الطريقة ، هم لا يبرهنون إلا على جهلهم. فباسكال و لايبنتز لم يكونا ثوريين ، لكن منهج الرياضيات الذي إكتشفاه يعترف به الآن كمنهج علمي . لم يكن ماير وهيلمهولتز ثوريين ، لكن اكتشافاتهما في علم الفيزياء وفرت أساساً للعلوم. لم يكن لامارك وداروين ثوريين أبداً ؛ لكن منهجهما التطوري وضع العلوم البيولوجية على قدميها .... لماذا لا يتم الإقرار بحقيقة أنه بالرغم من كونه محافظاً ، إستطاع هيجل أن يبتكر المنهج العلمي الذي يُدْعى جدلي ؟ لا، بهذه الطريقة، لن يبرهن الفوضويون على شيء غير جهلهم. لنتابع . حسب الفوضويين « الجدلية هي ضرب من الميتافيزيقا »، و بما أنهم « يريدون تخليص العلم من الميتافيزيقا،و الفلسفة من علم اللاهوت » ؛ فانهم يصدون عن المنهج الجدلي . (انظر نوباتي الأعداد 3 و 9: بقلم ش.غ.، انظر أيضا العلوم والفوضوية ، كروبوتكين.) آه! هؤلاء الفوضويون!هم يريدون ، كما يقال ، رمي الإثم على الجار . لقد نضجت الجدلية في الصراع ضد الميتافيزيقا، و غمرت نفسها بالمجد خلال هذه المعركة ؛ ولكن ، بالنسبة للفوضويين ، الجدلية ، هي ضرب من الميتافيزيقا ! تؤكد الجدلية أنه لا يوجد شيء أبدي في العالم، و أن كل شيء يمر، و كل شيء يتغير: الطبيعة والمجتمع والعادات والتقاليد،والأفكار حول العدالة،والحقيقة نفسها تتغير، لهذا السبب تنظر الجدلية لكل شيء بروح نقدية ؛ لهذا السبب تنكر الحقيقة التي عُينت مرة وإلى الأبد . بالتالي فهي تنكر كذلك المبادئ المجردة، المبادئ « الدوغمائية الجاهزة التي لا يبق لنا بعد اكتشافها سوى أن نحفظها عن ظهر قلب » (أنظر فريدريك إنجلز، لودفيغ فيورباخ). الميتافيزيقا، تخبرنا شيئا مخالفاً تماماً . العالم،بالنسبة لها ، هو شيء أبدي و ثابت (انظر فريدريك إنجلز: ضد دوهرينغ)، لقد تم تعريفه مرة و إلى الأبد من قبل شخص أو شيء ما .هذا هو السبب في أن الميتافيزيقيين يرددون عبارات "العدالة الأبدية" و " الحقيقة الثابتة ". يقول برودون "الأب الروحي" للفوضويين، أنه يوجد في العالم عدالة متأصلة عُينت مرة وإلى الأبد والتي يجب أن تكون أساس المجتمع في المستقبل. لهذا السبب كان برودون يدعى بالميتافيزيقي . صارع ماركس برودون بواسطة المنهج الجدلي و بيّن أنه ، بما أن كل شيء متغير في العالم ، ف "العدالة" يجب أن تتغير أيضا و أنه ، تبعاً لذلك ،ف "العدالة المتأصلة " هي هذيان ميتافيزيقي (أنظر كارل ماركس، بؤس الفلسفة ). لكن تلاميذ الميتافيزيقي برودون الجورجيين يقولون لنا باستمرار "إن ديالكتيك ماركس، هو ضرب من الميتافيزيقا!. تعترف الميتافيزيقيا بعديد من الدوغمائيات الغائِمة ، على سبيل المثال، ال«مجهول»، ال«شيء في ذاته»،و، وفي نهاية المطاف ، فإنه يتدهور إلى علم اللاهوت الأجوف . على عكس برودون و سبنسر، ناهض انجلز هذه الدوغمائيات بواسطه المنهج الجدلي. (انظر لودفيغ فيورباخ). لكن الفوضويين ، تلامذة برودون و سبنسر، يقولون بأن هذين الاخيرين هما من العلماء في حين أن ماركس و انجلس هما ميتافيزيقيين ! هناك أحد الأمرين: إما الفوضويين يضللون أنفسهم ، أو أنهم يجهلون ما يقولون . على أية حال، هناك شيء واحد مؤكد هو أن الفوضويون يخلطون بين النظام الميتافيزيقي لدى هيغل و منهجه الجدلي . غني عن القول نظام هيغل الفلسفي، الذي يقوم على فكرة ثابتة، هو ميتافيزيقي من بدايته إلى نهايته .لكن ذلك ليس أقل بداهة في أن المنهج الجدلي لدى هيغل ، الذي يدحض كل فكرة ثابتة ، هو من بدايته إلى نهايته علمي و ثوري . لهذا السبب ، أخضع كارل ماركس النظام الميتافيزيقي لهيغل إلى انتقادات قاسية ؛ و في الوقت نفسه أشاد بمنهجه الجدلي قائلا« لا ينحني امام اي شيئ ، لأن جوهره نقدي و ثوري . » (انظر رأس المال، المجلد الأول، الخاتمة). لهذا السبب يرى انجلز فرقا كبيرا بين منهج هيغل و نظامه . « إن من يشدد على نظام هيغل قد يكون محافظاً في هذين المجالين . على العكس ، فإن الذي يعتبر المنهج الجدلي هو الجوْهر ، يستطيع، سواء في الدين او في السياسة، أن ينتمي إلى المعارضة الأكثر تطرفا »(انظر لودفيغ فيورباخ). الفوضويين لا يرون هذا الاختلاف و يكررون دون تفكير، «أن الجدلية هي ضرب من الميتافيزيقا » . لنتابع . يدعي الفوضويون أن المنهج الجدلي عارٍ و هو "نسيج من الحماقات "، و "منهج سفسطات "، و " قَفْزَةٌ إنْقِلابيَّه في المنطق " (انظر نوباتي ، رقم 8: ش.غ.)، و منهج " بواسطته نثبت بنفس السهولة الحق والباطل"(انظر نوباتي، رقم 4.مقال ف. تشيركيزشفيلي) . وهكذا، بالنسبة للفوضويين، المنهج الجدلي يبرهن عن الحقيقة كما عن الزيْف على حد سواء . قد يبدو للوهلة الأولى، أن هذا الاتهام من قبل الفوضويين غير خالٍ من الأساس . استمعوا ،على سبيل المثال ، ماذا يقول انجلس عن اتباع المنهج الميتافيزيقي : ... » و إن جوابه هو " نعم-نعم، لا-لا و ما عدا ذلك فهو إثم" و بالنسبة له فالشي ، إما موجود أو غير موجود، وكذلك لا يمكن أن يكون الشي هو ذاته و غيره في نفس الوقت . الإيجابي و السلبي ينفيان بعضهما البعض بشكل مطلق ... » (انظر ضد دوهرينغ. التمهيد ( "كيف ذلك !"، يتحامل الفوضويون . أيعقل أن نفس الشيْء الواحد يمكن أن يكون في نفس الآن جيد و سيئ ؟ هذه "مغالطة" واضحة ، و " لعب على الكلمات " فهذا يعني انكم "تريدون أن تثبتوا بنفس السهولة الحقيقة و والبهتان!... ومع ذلك، , لنتأمل جوهر الأشياء. اليوم، نطالب بجمهورية ديمقراطية. هل يمكننا القول بان الجمهورية الديمقراطية جيدة في جميع النواحي أم أنها في جميع النواحي سيئة ؟لماذا ؟ لأن الجمهورية الديمقراطية ليست جيدة إلا في جانب واحد ، في أنها تقضي على النظام الإقطاعي ؛ إلا أنها سيئة من جانب آخر ، عندما تعزز النظام البرجوازي. ولذلك نقول: بقدر ما تدمر الجمهورية الديمقراطية النظام ألإقطاعي فأنها جيدة، ونحن نناضل من أجل ذلك، ولكن بقدر ما تقوي النظام البورجوازي فإنها سيئة، ونكافح ضدها. يترتب على ذلك أن نفس الجمهورية الديمقراطية الواحدة "جيدة" و "سيئة" على حد سواء - في نفس الوقت "نعم" و "لا" . ويمكن أن نقول نفس الشيء في ما يخص يوم العمل بثماني ساعات: بل هو أيضا "جيد" بقدر ما يعزز البروليتاريا، و "سيئ" بقدر ما يرسخ نظام الأجور. انها بالضبط هذه الحقائق التي أخذها انجلز في الاعتبار عندما عرف ، في التعابير المذكورة أعلاه ، المنهج الجدلي. الفوضويون ، لم يفهمو ذلك ، و يعتبرون هذه الفكرة الواضحة تماما "مغالطة" ضبابية". بطبيعة الحال، الفوضويين أحرار في أن يلاحظوا هذه الحقائق أم أن يعرضوا عن ذلك؛ فبامكانهم حتى ان لا يلاحظوا الرمال على الشاطئ الرملي ، فذلك من حقهم. لكن ليتركوا بسلام المنهج الجدلي الذي ، على خلاف الفوضوية، لا يرى الحياة مغمض العينين، والذي يشعر بنبض الحياه و يقول صراحة : بما أن الحياة تتغير و هي كذلك في حركة، فإن لكل ظاهرة من ظواهر الحياة اتجاهان: أحدهما إيجابي والآخر سلبي، و يجب علينا أن ندافع عن الأول و نرفض الثاني. لنتابع أكثر .بالنسبة لفوضويينا فإن " التطور الجدلي هو تطور كارثي من خلاله ، يتم اولا تدمير الماضي ، ومن ثم يظهر المستقبل بشكل مستقل تماماً ... لقد تولدت الكوارث الطبيعية لدى كوفييه عن أسباب مجهولة ، الكوارث لدى ماركس و انجلس ، هي متولدة عن الجدل " ."(انظر نوباتي، رقم 8ش.غ.). في عدد آخر ، المؤلف نفسه كتب ما يلي:" ترتكز الماركسية على الداروينية وتتعامل معها دون روح نقدية . "(انظر نوباتي رقم 6). لنفكر في ذلك مليا ! ينكر كوفييه نظرية التطور الداروينية، فهو لا يعترف إلا بالكوارث الطبيعية ، و المعلوم أن الكارثة هي انفجار غير متوقع، " وليدة اسباب مجهولة ." و يدعي الفوضويون بأن الماركسيين يرتكزون على كوفييه، وبالتالي يرفضون الداروينية. ينكر داروين نظرية الكوارث الطبيعية لكوفييه، و هو يعترف بالتطور المتدرج . و ها هم الفوضويون أنفسهم يدعون أن "الماركسية ترتكز على الداروينية دون روح نقدية ،" وهذا يعني أن الماركسيين ينكرون نظرية كوفييه للكوارث . بإختصار ، يتهم الفوضويون الماركسيين بالانحياز لكوفييه ، و في نفس الوقت ، ينتقدون انحيازهم لداروين و ليس لكوفييه . تلك هي الفوضوية ! و كما يقول المثل :قامت الارمله بجلد نفسها بيدها ! من الواضح أن ش.غ في العدد رقم 8 من نوباتي قد نسي ما قاله في العدد رقم 6. أي منهما كان على صواب :العدد رقم 8 أم رقم 6؟ لنعود للحقائق. يقول ماركس: "في مرحلة معينة من تطورها، تدخل القوى المادية المنتجة للمجتمع في تناقض مع علاقات الإنتاج القائمة، أو، وهذا ليس إلا تعبيرا قانونيا، مع علاقات الملكية .. . عندها يبدأ عصر الثورة الاجتماعية ]لكن] لا تختفي اي تشكيله اجتماعيه أبدا قبل أن تتطور جميع القوى المنتجة متيحه لها الفسحه الكافيه ..." (انظر كارل ماركس، مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي ،المقدمة.( إذا طبقنا هده النظرية الماركسية على الحياة الاجتماعية المعاصرة ، تكون النتيجة أنه يوجد بين القوى المنتجة المعاصره، والتي لها طابع اجتماعي ، وشكل لالإيستيلاء على ملكية المنتوج ، و الذي يكون له طابع خاص ، تناقض جوهري ، و هذا التناقض يجب أن يفضي إلى ثورة جتماعية(انظر ف. انجلز ضد ديورينغ الباب الثاني الفصل الثالث ). كما نرى، فإن الذي يولد الثورة، وفقا لماركس وإنجلز، ليست "الأسباب المجهولة " لدى كوفييه، ولكنها أسباب اجتماعية واضحه المعالم ، و تسمى ب "تطور القوى المنتجة". كما نرى، تحدث الثورة ، وفقا لماركس وإنجلز، عندما تنضج القوى المنتجة بما فيه الكفاية، وليس بشكل غير متوقع، كما يعتقد كوفييه. فمن البديهي أنه ليس هناك شيء مشترك بين نظرية كوفييه حول الكوارث و منهج ماركس الجدلي. من ناحية أخرى، فإن الداروينية لا ترفض فقط نظرية الكوارث لكوفييه ، ولكن أيضا التطور المتدرج بالمعنى الجدلي بما في ذلك الثورة، في حين أنه من وجهة نظر المنهج الجدلي فإن التطور والثورة، والتغيرات الكمية و النوعية هما شكلان ضروريان لنفس الحركة الواحدة. من الواضح أنه لا يمكن الجزم بأن "الماركسية ... تنظر للداروينية دون روح نقدية . " يترتب على ذلك أن نوباتي قد أخطأت في كلتا الحالتين، في العدد رقم 6 كما هو الحال في العدد رقم 8. وأخيرا، فإنن الفوضويين يعيبون علينا في أن الجدلية ... لا توفر إمكانية، لا للخروج أو الاندفاع خارج الذات، و لا للقفز فوقها . (انظر نوباتي العدد 8 ش. غ.). و هذه، أيها السادة الفوضويين،هي الحقيقة، وهنا ايها المحترمون، أنتم على حق تماما: المنهج الجدلي، هو في الواقع،لا يقدم أي إمكانية من هذا القبيل. ولماذا؟ لأن " الإندفاع خارج الذات والقفز فوق الذات" هو شأن الماعز البري، في حين أن المنهج الجدلي أنشي للبشر . هذا هو السر! ... هذه هي في المجمل وجهة نظر الفوضويين حول المنهج الجدلي. من البديهي أن الفوضويين لم يفهموا المنهج الجدلي لماركس وإنجلز، و اخترعوا جدلية خاصةً بهم ،ليحاربونها بكل شراسة. بالنسبة لنا نحن، لا يسعنا إلا الضحك أمام هذا المشهد ، لأنه لا يمكن أن نتوانى عن الضحك عندما نشاهد رجلاً يصارع نزوته الخاصة، يدحض افكاره الخاصة ، وفي الوقت نفسه يوكد بكل حماس انتصاره على الخصم. الهوامش : 1. يتعلق الأمر هنا بالتمرد المسلح للبروليتاريا بموسكو في ديسمبر كانون الاول عام 1905. 2. المقصود مناصر إستعادة بوربون أو إستعادة الملكية ،اي أحداث إستعادة الملكية في فرنسا الذي يطلق على الفترة التي تلت الأحداث المتتالية للثورة الفرنسية (1789–1799). 3. نوباتي*النداء * الصحيفة الأسبوعية للفوضويين الجورجيين، كانت تصدر في تفليس عام 1906. 4. العائلة المقدسة . *المصطلحات و المفاهيم :"النظام الدوري للعناصر" لمندلييف* الجدول الدوري للعناصر الكيميائية, والذي يعرف أيضا بـ (جدول مندلييف، الجدول الدوري للعناصر، أو فقط الجدول الدوري) وهو عرض جدولي للعناصر الكيميائية المعروفة. على الرغم من وجود جداول سبقت جدول مندلييف إلا أن بناء هذا الجدول يعزى بشكل عام إلى الكيميائي الروسي ديمتري مندلييف, حيث قام في عام 1869 بترتيب العناصر بالاعتماد على السلوك (الدوري) للخصائص الكيميائية للعناصر، ثم قام هنري موزلي عام 1911 بإعادة ترتيب العناصر بحسب العدد الذري، أي عدد الإلكترونات الموجودة بكل عنصر. ومع مرور الوقت تم تعديل مخطط الجدول مرات عديدة، حيث أضيفت عناصر جديدة مكتشفة، كما أضيفت نماذج نظرية طورت لتفسير سلوك العناصر الكيميائية . : نظرية ال "لماركية الجديدة"* neolamarckisme : نظرية ال "لماركية الجديدة أو النيولماركية هي حركة ظهرت في نهاية القرن التاسع عشر و تقوم بتطوير نظرية لامارك على أساس الاكتشافات الجينية الجديدة. و لامارك هو جان باتيست بيير أنطوان دي مونيه شوفالييه دي لامارك و هو أول من اقترح نظرية المادية والآلية لتصنيف الكائنات من خلالها أسس نظرية تطورها. كانت له نظريتان ،الأولى ان الكائنات الحية واعضائها تتحور نتيجة للاستخدام اوعدمه ، اما الثانية فان هذه التحورات قابلة لان تورث للأبناء. أو إستعادة الملكية : استعادة بوربون * هو الاسم الذي يطلق على الفترة التي تلت الأحداث المتتالية الثورة الفرنسية (1789–1799) ونهاية الجمهورية الأولى (1792–1804) ثم نهاية الإمبراطورية الفرنسية الأولى تحت نابليون (1804–1814/1815) عند استعادة تحالف القوى الأوروبية بالأسلحة للنظام الملكي لورثة البيت بوربون، الذين أصبحوا مرة أخرى الحائزين للمملكة من فرنسا. استعادة بوربون هي (حوالي) 6 أبريل 1814 حتى انتفاضات شعبية ثورة تموز/يوليه من عام 1830، باستثناء الفاصل الزمني "الأيام المئاة"، و كانت أقل من سنة كاملة في الاستعادة، إستعادة الحكم الملكي لبوربون مرة أخرى جعلت الملكية لا تمتع بشعبية مع عامة السكان من فرنسا لكن الأسرة الملكية مرة أخرى أرغمت على الفرار من باريس ، حيث تنفجرت اضطرابات مدنية وانهارت السلطة المدنية. كروبوتكين * بيوتركروبوتكين ولد 27 نوفمبر 1842 في موسكو وتوفي 8 فبراير 1921 في دميتروف قرب موسكو، هو منظر الفوضوية الشيوعية ، وعالم الجغرافيا.الموضوع الرئيسي لعديد من اعماله هو إلغاء أي شكل من أشكال الحكم لصالح المجتمع الذي لا يمكن إلا أن تحكمه مبادئ المساعدة المتبادلة والتعاون، دون اللجوء إلى مؤسسات الدولة. نظرية الكوارث الطبيعية لدى كوفييه : جورج كوفييه * وهو أحد موسسي علم التشريح المقارن هو العلم الذي يهتم بدراسة التشابة والاختلاف في تشريح المتعضيات. ويتعلق بالتطور. قد صار عمله أساس علم الحفريات الفقرية وقد أجرى تعديلات مهمة على تقسيم المملكة الحيوانية، وقام بترتيب الحفريات والكائنات الحية ضمن هذا التصنيف وبرهن على أن الانقراض حقيقة علمية. كان كوفييه يؤمن أن الكائنات الحية يجب أن تصنف طبقاً للوظيفة وليس المظهر، وقد خاض جدلاً عنيفاً مع معاصره جيفري حول نظرية التطور والارتقاء، فقد أفترض أن الأنواع الجديدة نشأت بعد سلسلة من الفياضانات المتكررة ويذكر له أيضاً أن دراسته لحوض أنهار باريس هي مصدر نظرية ترابط الطبقات الحيوية. كذلك كان كوفييه من ألد أعداء نظريه لامارك في التطور ولم يؤمن بنظرية التطور العضوي ولكنه آمن بتكرار عملية الخلق بعد الكوارث الطبيعية. هذه الترجمةاعتمدت على الأعمال الكاملة لستالين النسخة الفرنسية المجلد الأول و كذلك المجلد الاول من الاعمال الكامله باللغه الروسيه. نشر الموضوع لاول مره على شكل حلقات في الاعداد5،6،7،8،11،18و25 ديسمبر1906 و1 يناير 1907 من جريده اخالي درويبا الجورجيه.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني