PCP

يا عمال العالم اتحدوا

حول ستالين مجددا ...دفاعا عن اللينينية دائما-..... الجزء الأول

ننطلق في هذا المقال من كون مقولة " الستالينية " هي بدعة خروتشوفية صرفة ، فباعتقادنا لاوجود لشيء إسمه الستالينية ولا ضرورة له إن نظريا أو سياسيا ، إلا من اجل تشويه الماركسية اللينينية والتي اختصرناها في العنوان باللينينية ، منطلقين من استحالة الفصل بين الماركسية واللينينية إلا من أجل ضرورة البحث وإيصال الفكرة بشكل مبسط ما أمكن ، فمقولة "الستالينية " أو الستالينيون إن استعملت بغرض التشويه والنيل من البلاشفة والبلشفية او بغرض الدفاع عنهما يصب في نفس الخانة ، بما أنهما يؤكدان كليهما الدعاية التحريفية التي قادها خروتشوف ضد الماركسية اللينينية . إننا إذ نحاول ونسعى للدفاع عن إرث ستالين كرمز وقائد ثوري ، لا نفعل ذلك انطلاقا من تقديسنا لشخص اي شخص ولا حجزا لفكرنا في متحف الماضي والتاريخ أو تأليه للموتى أو تحويل لشخصيات تاريخية من بشر إلى طواطم ...كما تسعى الدعاية الليبرالية المتصهينة أن توحي ، بل هو بنظرنا جزء من مهامنا في فضح الدعاية الامبريالية المستندة على مهاجمة ستالين وشيطنته من أجل تشويه وتصفية انجازات الثورة الاشتراكية ومن أجل كبح كل أفق ثوري تحرري للجماهير المقهورة والتي نرى أن خلاصها الوحيد يكمن في بناء مجتمع خالي من الاستغلال والاستيلاب وبوابته الاشتراكية ، سلاحها الأمضى في معركتها تلك هو الماركسية اللينينية ...إنها معركة الحاضر من أجل المستقبل وإن أخدت من وقائع التاريخ ودروس الماضي مادة أو وسائل لها.خصوصا بعد الهجمة الامبريالية الشرسة على حركة التحرر الوطني وكل الحركات الثورية ، ودعمها للأنظمة الرجعية في كل مكان ولحليفها الصهيوني . إن دفاعنا عن إرث ستالين هو مساهمة متواضعة في هذه الحرب المستعرة بين الامبريالية وأبواقها وبين الماركسية اللينينية سلاح الطبقة العاملة وكل كادحي البشرية في معركة التحرر والحرية والانعتاق ، وهو فضح للدعاية الرجعية والاصلاحية والتحريفية خادمة البرجوازية من داخل ذات الكادحين والمستثمرين في الأرض. إن الكثير الكثير من الشيوعيين يجدون أنفسهم محرجين وغير مرتاحين ومترددين في هذا الحقل من الصراع ، وهو صراع إيديولوجي بامتياز ،لأن الأمر ليس كما يحاول تصويره الأعداء كما بعض الأصدقاء ، ليس دفاعا عن شخص ولا تمجيدا له في مواجهة المناوئين له ومشوهي تاريخه ، بل هو دفاع عن الماركسية اللينينية وأبدع صور تجسيد مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا، هو دفاع عن التجربة الاشتراكية السوفياتية وتقييم لها بعد قراءتها طبعا ،بكل إنجازاتها وإخفاقاتها ، إنه نداء لإعلاء راية الشيوعية في وجه الانتهازيين من أعدائها . على هذه الأرضية نريد للنقاش أن يستوي ، وكل محاولة لشخصنته، أي النقاش ، بقدر ما يبتعد عن المنهج العلمي، المادي التاريخي، بقدر ما يقف أصحابه على نفس أرضية أعداء الماركسية اللينينية وأعلامها، فليس كل مدافع عن ستالين أو ممجد له، كفرد خارج كل سياق تاريخي، هو مدافع عنه من موقع الطبقة العاملة ، فقد يخدم هكذا منهج الأعداء والرجعية أكثر مما يعيد الاعتبار لمسألة ستالين و إرثه. 2- نظرة أخرى عن ستالين: " لقد كنت من أعداء الستالينية عن قناعة منذ سن السابع عشر , فكرة القيام بمحاولة اغتيال ستالين استأثرت بأفكاري ومشاعري ، لقد درسنا الامكانيات التقنية لاغتياله ، وانتقلنا للتهييء الفعلي لذلك ...لو حكم علي بالاعدام في سنة 1939 فإن هذا القرار كان سيكون صحيحا . لقد وضعت خطة لاغتيال ستالين وهذه جريمة أليس كذلك ؟ ...لما كان ستالين على قيد الحياة ، كنت أرى الأمر على نحو مختلف ، ولكن الآن وأنا أقترب من قرن من حياتي أقول : ستالين كان أكبر شخصية في هذا القرن ، أعظم وأكبر عباقرة السياسة ، التعاطي أو التقييم العلمي اتجاه شخصية ما تختلف عن التقييم الذاتي..." ) ألكسندرزينوفييفles confessions d’un homme en trop / 25février 1993 ) أن يتحدث قيادي سوفياتي معروف ، يعيش في ألمانيا ما بعد انهيار جدار برلين ، شخص كان يكن عداء لستالين لحد المشاركة في محاولة ارهابية لاغتياله ، أن يتحدث شخص ملأ الكتب من أجل تشويه إرث ستالين أن ...أن يضطر مثل هذا القيادي للاعتراف في آخر أيام حياته (وقد تجاوز عقده الثامن) بإرث الرفيق ستالين الخالد وبمكانته في التاريخ ، هذا قد ينصف أحد أبرز القادة البلاشفة المبدئيين ، القائد ستالين ...وهذا ما قد يدفع رفاقه إلى التنقيب وسط ذاك الإرث الخالد الذي خلفته ممارسة سياسية مبدئية بديلة عن القائم ، أضافت الكثير إلى المكتبة والممارسات الثورية للأحرار عبر تاريخ الانسانية الطويل في صراعها ضد أنظمة الاستغلال والاضطهاد. عند رجل مثل زينوفييف ، وهو يرى التخريب الممنهج لكل ما راكمته الطبقة العاملة وشعوب الاتحاد السوفياتي من مكتسبات وإنجازات ، ومخاطر المجاعة والبطالة وارتفاع مستوى الجريمة والفقر ، وبروز النعرات العرقية والشوفينية المنحطة ، كل هذا قاده في شيخوخته إلى مراجعة كل الأحكام المسبقة لفترة مراهقته . عدد كبير من البشر ومنهم من يدعي الثورية أو الشيوعية لم يمتلكوا تلك الجرأة ولا ذاك القدر من الشجاعة الذي عبر عنه زينوفييف في كتابه ذاك.ولأن الشجاعة تلزمنا ، إن نحن أردنا أن نرفع التحدي ونواجه حرب البروباغندا البرجوازية بمختلف تلاوينها ضد ستالين أو ما يصطلحون عليه" الستالينية" في زمن لا يخفت فيه قصف الأبواق الرجعية للانقضاض تشويها لإرث ستالين وهول الدعاية المعادية له. عدد من الشيوعيين اليوم كما بالأمس يجدون حرجا والكثير من الضيق على هذا المسرح وعلى هذه الواجهة من واجهات الصراع الطبقي ضد أعداء الماركسية اللينينية ، أن ندافع عن إرث ستالين هو مهمة لا غنى عنها في دفاعنا على الماركسية اللينينية والفكر الشيوعي , بمبدئية وليس من أجل التكسب والاسترزاق السياسيين كما كانت تفعل بعض الأحزاب الشيوعية الكلاسيكية. كل ما يستطيع فعله وقوله أكبر أعداء ستالين شراسة الآن أو بالأمس ، قاله ومارسه خروتشوف سنة 1956 ، منذ ذلك الحين كل حرب الاشاعات والدعاية التي سيقت ضد ستالين ، من النازيين إلى التروتسكيين مرورا بكسنجر إلى الثنائي خروتشوف غورباتشوف ، تحاول أن تظهر بمظهر الحقيقة . الدفاع عن الإرث التاريخي لستالين والحزب البلشفي مهمة وإن كانت بالغة الصعوبة ، نتيجة للكتل الكبيرة المترسبة من جراء تلك الدعاية المكثفة ضده ، لكن لا محيد عنها ، خصوصا بعد الارتماء السافر لأغلب النخب في التطبيل للرأسمالية العالمية وتحول جزء من أنصاف الشيوعيين إلى دعاة لأنسنة نظام الاستغلال والفوضى القاتلة . كل الشيوعيين المبدئيين تنظيمات وأفراد مدعوون اليوم إلى نفض ما تراكم من دعاية مسمومة منذ خمسينات القرن الماضي وفضحها ، ومواجهة الحرب الايديولوجية التي تخوضها أعتى الاجهزة الاعلامية في العالم وعلى امتداد عشرات السنين ، وبدعم من التحريفية السوفياتية منذ عهد خروتشوف . لا أحد يستطيع التملص من الحقيقة التالية : بعد 35سنة من إدانة "الستالينية" غورباتشوف يقضي نهائيا على كل الانجازات البلشفية أيام ستالين ، وطبعا حينما تتم إدانة الستالينية في عهد خروتشوف ويتواصل مسلسل تهديم الارث ليصل إلى منتهاه إبان عهد غورباتشوف ، سيصبح لينين شخصا غير مأسوف عليه في URSS ، إدانة " الستالينية " كانت القشة التي تخفي ضرب كل المشروع اللينيني أي بكلمة إدانة كل الماركسية اللينينية . إعادة اكتشاف والكشف عن الحقيقة الثورية لقادة الحركة الشيوعية السوفياتية والأممية البروليتارية مهمة جماعية ومتواصلة وملزمة لكل الشيوعيين المبدئيين بالعالم . 3- راهنية ستالين: في 20 غشت (أو ليلة 19 غشت) 1991 تردد صدى فشل انقلاب ياناييف في العالم كله ...تماثيل لينين أسقطت وأفكاره أدينت ، هذا الحدث أثار العديد من الجدالات وسط الحركة الشيوعية العالمية والثورية ، بل دفع بالعديد من التيارات التحريفية أن تخلع ثوب الحشمة وتظهر سافرة عارية ، إما مطبلة ومرددة لكل شعارات خروتشوف ، أو متنكرة لكل النظرية الماركسية اللينينية التي طالما هللت لها أو تكسبت بها ...ومن تلك التيارات التصفوية الانتهازية من رأت فيها فرصة عمرها من أجل لملمت خرقها الدعائية ومن أجل احتلال موقع لها ضمن صفوف الانتهازية بل قد حلمت بقيادة الصف التحريفي الانتهازي وأقصد هنا بعض تيارات التروتسكوية. وبعضهم دخل الكهف بعد أن حطمت تماثيل القادة العظماء ولم يخرج منه ، وهؤلاء لم يتمثلوا النظرية قط بل كانوا أدوات حزبية أو إيديولوجية فقط، مبررهم أن ذلك لم يكن متوقعا . في المؤتمر 28 في يوليوز 1990 يعلن بوضوح القطيعة مع الاشتراكية والمرور إلى الاقتصاد الرأسمالي . أي تحليل ماركسي للتغيرات المتلاحقة في URSS يقود في نهاية 1989 إلى النتيجة التالية :" غورباتشوف منخرط في تطور بطيء ومتدرج ولكن ممنهج لإرساء الرأسمالية ، ظهره للحائط يبحث عن مساندين ، سياسيين واقتصاديين ، من طرف الامبريالية ، وبالمقابل يترك الغربيين يفعلون عمليا كل ما يريدون في URSS......ببلقنة إفريقيا والعالم العربي ضمنوا الشروط الدنيا للهيمنة الامبريالية .العقول الأخصب خيالا في الغرب بدأوا يحلمون فيما سيقع بعد إعادة الرأسمالية إلى URSS وما سيحققونه من أرباح اقتصادية وسياسية... " URSS et la contre revolution de velours « ludo martens » (ترجمة خاصة) لقد توازى تفجير نصب لينين بالديناميت مع تفجر حملة دعائية مكثفة وتحريضية تدعي فشل الماركسية اللينينية ، في حين أن التحليل الماركسي كان حاضرا في الأساس ، بل الوحيد القادر والوحيد الذي يمكن من كشف الشعارات الديماغوجية " الديمقراطية والحرية" و"الغلاسنوست والبروسترويكا " أو " الشفافية والاصلاحات الاقتصادية" و "التجديد والحداثة" .... في سنة 1956 عقب الثورة المضادة الدامية في هنغاريا ، تم تدمير نصب ستالين ، 35سنة بعد ذلك تم تحويل نصب لينين إلى مجرد غبار. التخلص من نصب ستالين ولينين يؤرخان أو يشيران إلى نقطتي قطيعة مع الماركسية . في 1956 خروتشوف يهاجم إرث ستالين وكل إبداعه ، من أجل تغيير الخط الأساسي للحزب الشيوعي ، كل التحولات السياسية والاقتصادية التي جاءت من بعد أدت إلى القطيعة النهائية مع الاشتراكية ، قطيعة ابتدأت مع المؤتمر العشرين واستنفدت مع غورباتشوف في 1990. علينا أن نتأمل اللوحة التالية :بعد 35سنة من الحرب ضد إرث ستالين وإدانته وصب كل القاذورات فوق قبره ، نلاحظ أن غاية هذه الحرب ليس شخص ستالين في ذاته ولا رفاقه ، بل الهدف كان كل فكر لينين ومنجزات الثورة الاشتراكية . خروتشوف بدأ عمله التخريبي -الخياني مصرحا أنه ينتقد أخطاء ستالين من أجل إعادة النقاء إلى اللينينية الأصلية (هذا التعبير تستعمله وتفضله بعض الزمر التروتسكوية في تعبئتها) وتطوير النظام الشيوعي ، غورباتشوف قام بنفس الوعود الديماغوجية من أجل حرف وإلهاء ما تبقى من قوى قوى يسار في الحزب . الآن بعد هذه المدة من الزمن لنتوقف أمام الحقائق التالية: تحت ذريعة العودة إلى لينين تمت العودة إلى القيصر ، وتحت ذريعة تطوير الشيوعية ، تم إرساء الرأسمالية المتوحشة في ابشع صورها إجراما. ليست صدفة أن نجد في أيامنا هاته ، ضمن كل الدعاية البرجوازية تقريبا والبرجوازية الصغرى ، كل أنواع الاشاعات والأكاذيب تروج ضد ستالين والتي نجدها في الاعلام النازي خلال الحرب العالمية الثانية ،وهذه علامة ان الصراع الطبقي على المستوى العالمي بات أكثر فأكثر سفورا ووضوحا. بالطبع الاعلام الرسمي وشبه الرسمي ، أو للدقة الاعلام الرجعي ، يتحدث كل يوم على الفشل النهائي للشيوعية في العالم ، لكننا نسجل هنا أنه إن كان هناك من فشل فيURSS ، فإنه فشل للتحريفية ، التي عبر عنها خروتشوف منذ 1954 ، ووصلت إلى السلطة عبر انقلاب أبيض أو أسود ، ساهمت في ذلك الانقلاب مجموعة من العوامل منها الذاتي ومنها الموضوعي .تلك التحريفية التي وصلت إلى الافلاس السياسي التام ، والركوع أمام الامبريالية واستجدائها , وأوصلت إلى الكارثة الاقتصادية ، المآل الحالي للرأسمالية المتوحشة والفاشية بدول URSS توضح جيدا إلى ماذا يوصل التخلي عن المبادئ الثورية العامة للماركسية اللينينية وعن ديكتاتورية البروليتاريا. لنقرأ جيدا هذا المقطع كنمودج مصغر للخطاب الانتهازي التحريفي وإعادة لوك مضمون خطاب خروتشوف بعد 52سنة في المغرب "إن تجربة بناء الاشتراكية في URSS تؤكد ضرورة وحيوية احترام الديمقراطية الداخلية في التنظيم السياسي المستقل للطبقة العاملة وعموم الكادحين وفي علاقته مع التنظيمات الذاتية المستقلة للجماهير الشعبية كما تؤكد على ضرورة احترام الديمقراطية على صعيد المجتمع ككل بدءا من إقرار التعددية الفكرية والسياسية كطريق لمعالجة التناقضات في مجتمع طبقي وبما يضمن أن يشق طريقه نحو الاشتراكية " من وثائق المؤتمر الوطني الثاني 2008 لحزب النهج الديمقراطي ضمن كراس بذات العنوان ص 33 35سنة والتحريفية تجهد نفسها من أجل النيل من ستالين من أجل شيطنته وتجريمه ، وبمجرد أن يتم ذلك ، تتم تصفية لينين واللينينية كتحصيل حاصل . خروتشوف المسعور ضد ستالين ، غورباتشوف يلحقه بعد 5سنوات من غلاسنوسته ، في حربه ضد "الستالينية" . وتجدر الملاحظة جيدا هنا أن تفكيك نصب لينين لم تسبقه حملة سياسية ودعائية ضد فكره وإبداعه ..فالحملة ضد ستالين كانت كافية . عندما يهاجم كل الفكر السياسي لستالين ويلغى ويجرم ، ببساطة يكون كل إرث لينين وفكره قد تم إلغاؤه وتجريمه . 4- "جرائم" ومحاكمات : - في الأربعينات من القرن الماضي اقتحمت القوات الهولندية إحدى قرى جاوة وقتلت أكثر من 120قرويا من أصل 400من سكانها ، أي أن تلك القوات أبادت أكثر من ربع سكان تلك القرية وقد اعترفت هولندا رسميا بارتكابها لتلك المجزرة ...وهناك أكثر من 100ألف قتيل في تلك الحرب الاستعمارية ...من تكلم أو يتكلم عن تلك الدماء ..ومن يتكلم عن أسماء أولئك القتلة . - الحرب الاستعمارية في الجزائر خلفت مليون ونصف المليون شهيد ...أين القتلة وأسماؤهم ؟ وما موقع الضحايا وتلك الدماء من قاموس المفتتنين بالديمقراطية الفرنسية أو ديكتاتورية البرجوازية والمطبلين لشعاراتها الديماغوجية ، بل أين دموعهم ولو كانت دموع تماسيح؟ - قصف شمال المغرب بالغازات السامة وحرب الإبادة بمنطقة الريف من طرف الامبريالية ضد جمهورية تقدمية شمال المغرب بقيادة الزعيم الخالد عبد الكريم الخطابي ،ومازالت المنطقة لحدود الآن تعاني من ويلات ومخلفات تلك الأسلحة المستعملة ضد شعب حلم يوما بالحرية والتحرر...أين تلك الدموع وأين محاكمة القتلة ؟ - الحرب الامبريالية ضد الشعب العراقي والتي مازالت مستمرة ، والتي خلفت مليونين من الشهداء في حصار دام 12سنة واحتلال وحرب أهلية..،ومازال سكان الفلوجة يعانون جراء الأسلحة الكيماوية التي استعملت لإخضاع منطقتهم؟ أين المتأنسنون أصحاب دموع التماسيح وموقفهم جرائم إلاهة الحرية عندهم "أمريكا" ومن يتحدث عن ديكتاتورية بوش وأوباما وغيرهم وعن إجرامهم ..الغريب أن هؤلاء المجرمين والموثقة جرائمهم بالصوت والصورة ،يعتبرون عند البعض حماة للحرية وفاتحين ديمقراطيين ؟ بئس العين وبئس الموقع الذي يرى المجرم الفعلي فاتحا ومدافعا عن الديمقراطية والحرية ، وترى القائد المناضل فعليا لنوع آخر من الديمقراطية اي ديمقراطية البروليتاريا وهي هي ديكتاتوريتها "مجرما". طبعا هنا لا نتحدث عن نوع من البشر لا يغضب ولا يتضامن مع الدماء المسالة إلا بشرط موافقة الامبريالية وإذنها كما يجري في سوريا ..حيث يتباكى أعتى الديكتاتوريون والمجرمون على دماء الشعب السوري ، في حين أن الدم الفلسطيني الذي سفك منه الكيان الصهيوني أكثر من 200ألف شهيد ولا اللبناني ، أو الأفغاني إن تعلق باحتلال إمبريالي فلا يستحق أي دمع فالمقل تجف . هذه نماذج فقط لبشر قتلتهم آلة الاجرام والقتل الامبريالي دون محاكمة قد تبرر ديكتاتورية البرجوازية و"عدالتها" ...في المقابل : نجد من يصف ستالين بالديكتاتور والمجرم لأنه حكم بالاعدام على مجموعة من الخونة ضمن محاكمة بوخارين زينوفييف وكامنيف محاكمة حضرها العديد من سفراء العالم في عام 1938 وهي المحاكمة التي تناولها الرفيق حسقيل في إحدى مقالاته الرائعة ، وسوف نعود إلى تلك المحاكمة وغيرها في المقبل من الأيام فقط نعيد نشر هذا المقطع من إعتراف بوخارين أمام المحكمة التي لم يطعن في عدالتها وشفافيتها أحد باعتقادي :"بدأ بخارين كلمته الاخيرة كما يلي: "حضرة المواطن الرئيس والمواطنين القضاة، اتفق كل الاتفاق مع المواطن مدعي الدولة بخصوص اهمية المحاكمة، التي جرى فيها فضح جرائمنا الخسيسة، الجرائم التي اقترفتها كتلة ’اليمينيين والتروتسكيين’ التي كنت احد قادتها والتي اتحمل مسؤولية جميع نشاطاتها" "هذه المحاكمة وهي المحاكمة النهائية في سلسلة من المحاكمات قد فضحت جميع الجرائم والنشاطات الخيانية، انها فضحت الاهمية التاريخية وجذور نضالنا ضد الحزب والحكومة السوفييتية." من مقالة للرفيق حسقيل مع تحياتياتنا له. خاتمة أولى : لن نمل القول أو التذكير لكل الزمر التحريفية الانتهازية التي تتراجع عن المواقف والمبادئ في كل منعطف من منعطفات الصراع الطبقي وعقب كل تراجع للحركة والفعل المناهض للأعداء الطبقيين , أنه في المراحل التي يعجز فيها المناضل الثوري على الفعل إيجابا في الواقع وفي الوقت الذي نعجز فيه على المواجهة والتصدي للسيل الجارف لإيديولوجية الاستغلال والمستغلين ، فأقله الحفاظ على المبادئ وعلى نقاوة الفكر الثوري أي الحفاظ على الفكر الثوري مسننا بدل رمي الصدأ عليه. ولعل أبلغ نموذج قد نسوقه في هذه الحالة ، ما تعرفه القضية الفلسطينية من تطورات ، والذي ساهم فيها جزء من الفلسطينيين كانوا حتى الأمس القريب رفاق سلاح ، فبإسم الواقعية والحنكة السياسية وضرورة المراجعة والتعامل البراغماتي مع المستجدات فقدت كل الحقوق التاريخية وتم التسليم بكل شيء من الأرض حتى العرض ولو ينجز طوال عقود من أوسلو وقبلها من رهانات على الامبريالية والتحريفية سوى السباحة في مستنقع الصهيونية وخدمة مشروعها ...ترى لو تم الحفاظ على الأقل على المواقف والمباديء ولم يحجزوا نضال رفاق الغد من أجيال المستقبل...باسم ذات الشعارات مضافا إليها عبادة الشخصية والجمود العقائدي والتكلس الفكري سوف نحارب من ذات الأبواق ، لكننا نقول أننا على الأقل نسعى للحفاظ على ذاكرة ثورية حقيقية ونقية ، ونحن نواجه بكل إمكاناتنا المتواضعة كل الأعداء الذين يحيطون بنا من كل جانب ، وإن تعبنا أو عجزنا (مع أنه لايحق لنا ذلك كحفدة لماركس وإنجلز وللينين وستالين ولعبد الكريم الخطابي ورفاق للشهداء رفاق عبد اللطيف زروال)، فحسبنا اننا لم نتراجع مع المتراجعين ولا هادننا تحريفيا انتهازيا ولا كنا أبواقا للامبريالية وأذنابها .ولا مجال للتذكير بمقولة لينين التي يجب أن تعلق على صدر كل ثوري مبدئي :"" فأن يعمل(المرء) بلا كلل ، حتى في الوضع الذي قد تغير ، على المناداة بالثورة ، وعلى تحضير قوى الطبقة العاملة للثورة ، ألا تلك هي جريمته الرئيسية ، ألا تلك خطيئة البروليتاريا الثورية من وجهة نظر الاصلاحيين . لا جدوى للمرء أن " يحمل حيث انهزم سابقا " تلك هي حكمة المرتدين والذين يستسلمون للقنوط بعد كل هزيمة ". المراجع لهذا الجزء وغيره: http://iraq4all.dk/archive/Book/ss/SS6.htm على هذا الرابط نماذج للدعاية الرجعية - كتاب زينوفييف : Confessions d un homme en trop, - URSS et la contre revolution de velours « ludo martens » -Un autre regard sur staline : « ludo martens » -البروسترويكا –حرب الخليج -خطابات مختلفة لستالين - مقالة للرفيق حسقيل بالحوار المتمدن :"شذرات من محاكمة بوخارين" الحوار المتمدن


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني