PCP

يا عمال العالم اتحدوا

موقف الحزب الشيوعي اليوناني من منبر ويب و التطورات في الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة

يتوجه الحزب الشيوعي اليوناني إلى أعضاء و كوادر الحزب الشيوعي الأمريكي و إلى العمال المناضلين في الولايات المتحدة كما والأحزاب الشيوعية و العمالية. أيها الرفاق، في شباط 2011 قام رئيس الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأمريكية سام ويب بنشر مقال في مجلة " Political Affairs" وتحديداً في نسختها الألكترونية، هذا و حمل المقال المذكور عنوان: "حزبُ الاشتراكيةِ في القرن ال 21: كيف طبيعته، ما ذا يقول، ماذا يفعل؟"، وعلى الرغم من مرافقة المقال المذكور بتوضيح تمهيدي، الذي يزعم : "إن المقال يعبرعن وجهات نظر الكاتب. ولا يمثل بالضرورة وجهات نظر رسمية لأية منظمة أو جماعة"، فمن الواضح لنا أن تموضع زعيم حزب شيوعي حول قضية مهمة كهذه، يستحق اهتماما خاصا. هذا و كان حزبنا قد تلقى في يوم 16شباط/ فبراير، رسالة من هيئة تحرير المجلة المذكورة، احتوت رجاءاً نحو إبداء رأينا بالمقال المذكور. هذا و ارتأى حزبنا بعد دراسة المقال المذكور و الإطلاع على ردود الفعل الناجمة عنه في صفوف الشيوعيين سواءاً في الولايات المتحدة وعلى المستوى العالمي، تقديم موقف علني عبر رسالته هذه التي يمليها واجبه من منطلق كونه جزءاً من الحركة الشيوعية العالمية. و عليه يقول تقييمنا: أننا بصدد منبر متكامل تفككي انحلالي مؤلف من 29 موضوعة، و هو منبر يطرح نفسه أمام الحركة الشيوعية العالمية، مقترِحاً مراجعة شاملة و تحريفاً للمبادئ والتقاليد الثورية للحركة الشيوعية. هذا و يعتبرالحزب الشيوعي اليوناني و باعتباره فصيلاً من الحركة الشيوعية العالمية، أن من واجبه التصدي للمنبر المذكور العامل على التشكيك بضرورة وجود حزب للطبقة العاملة في الولايات المتحدة، و على معاداة الحركة الثورية عامةً و المُناهِضة للإمبريالية عالمياً، هذا و كان المؤتمر ال18 لحزبنا قد أشار في سياق قراره: "يجب أن نقوم بمعركة التصدي للنزعة العاملة على تحويل الأحزاب الشيوعية لإشتراكية ديموقراطية، الجارية عبر تدخل كل من آليات الامبريالية، و العداء للشيوعية، و وسائل الإعلام البرجوازية، حيث ينبغي علينا القيام بهذه المعركة بثبات، من منطلق الدفاع عن الدور التاريخي لكل من الطبقة العاملة وطليعتها المنظمة، و عن مبادئ الماركسية - اللينينية والاشتراكية. حيث يضطلع واجبنا المذكور بأهمية أعظم أثناء مواجهته لهجمة العداء للشيوعية المتصاعدة سواءاً في الإتحاد الأوروبي أو عالمياً." الرفاق الأعزاء إن المنبر المعروض اليوم، من خلال مقال رئيس الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأمريكية، يشكِّلُ تتويجاً لعملية "تكيُّفٍ" جرت على مدى العقد الماضي، كما يقول مؤلِفُه. و بالفعل فقد جرت و منذ وقت، تطورات تابعها الشيوعيون اليونانيون في كل من اليونان والولايات المتحدة بقلق، و هي التالية: تسليم أرشيف الحزب الشيوعي الأمريكي للدولة البرجوازية في الولايات المتحدة و إمبرياليتها عام 2007. ايقاف اصدار النسخة المطبوعة لكل من صحيفة (Peoples" Weekly World) ومجلة (Political Affairs) مع تغيير في طابع الثانية. انكماش وتفكك تنظيمي في قوى الحزب. اتِّباع الحزب المذكور لسياسة "ذيلية" تابعة لأحد "دعامتي" النظام السياسي البرجوازي في الولايات المتحدة، أي الحزب الديمقراطي. مواقف الحزب المذكور تجاه أهداف الإمبريالية الأمريكية (على سبيل المثال رفضه الانسحاب الفوري من العراق). اعتراضه و إعاقته لصدور بيان مشترك ختامي عن الاجتماع الاستثنائي للأحزاب الشيوعية والعمالية في دمشق عام 2009، وذلك لاحتواء النص النهائي على موقف مطالب بانسحاب قوات الإحتلال الامبريالي من العراق. حيث ازداد تفاقم الحقائق المذكورة في إطار المؤتمر ال29 للحزب المذكور، حيث لم يكن من باب الصُدفة، أمر نشر المقال المذكور في مجلة (Political Affairs)، بعد المؤتمر. حيث لم يقتصر تشكيك المقال بضرورة الحفاظ على اسم الحزب، بل وصل أيضا للتشكيك بإمكانية و بضرورة وجود حزب شيوعي في الولايات المتحدة اليوم. يأتي منبر ويب كتتويج للمسار المذكور، داعياً علناً للتخلي عن النظرية الماركسية اللينينية، حول تطور العالم والمجتمع ولإلغاء المركزية الديمقراطية وتقويض مبادئ "الحزب من نوع جديد. " كما و نود لفت انتباهكم إلى الجوانب الرئيسية التالية للمنبر المذكور : في مسألة نظرية الحزب : يقترح المنبر استبدال نظريتنا بمزيج انتقائي ضمن حدود الإيديولوجية البورجوازية الليبرالية.و يشن هجوماً مباشراً على الماركسية اللينينية، التي تشكل بدورها إحدى الحتميات الرئيسية لوجود وعمل حزب من النوع الجديد، فكما اثبت لينين : "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية.....لا يستطيع القيام بدور مناضل الطليعة إلا حزب يسترشد بنظرية الطليعة" فعبر المنبر المذكور يجري تقديم العديد من الموضوعات كجديدة، في حين تشكل بطبيعتها موضوعات قديمة بالية انتهازية (على سبيل المثال، الماركسية اللينينية كنظرية استُقدمت من عند الغرباء، و طابعها معادٍ للديمقراطية، وتشويه الماركسية من قبل ستالين، وما إلى ذلك..) و هي عبارة عن جملة موضوعات تجرد الحركة العمالية من سلاحها، مُسلِّمة إياها لبراثن النظام الاستغلالي بلا سلاح نظري. في مسألة الطرح السياسي للحزب الشيوعي يعزز المنبر المذكور، الرأي القائل بامكانية وجود حلول لصالح الطبقة العاملة في ظل الرأسمالية. وهكذا يطرح كحل بديل مسار مايعرف بإعادة الهيكلة الرأسمالية "الخضراء". بالإضافة إلى ذلك، يعتبر منبر ويب توصيف الأزمة بأنها أزمة فيض الإنتاج الرأسمالي.غير كافٍ، مشوهاً لجوهر فيض تراكم رأس المال ، حيث يقوم بربطها بتقلص فرص الاستثمار. حيث يذكر في مقاله : "نحن لا نرى من أين سيأتي زخم النمو المستدام و الازدهار الاقتصادي، إلا من خلال ( New Deal) أخضر جديد على الصعيد العالمي." تشكل هذه التصورات "تكراراً" لنظريات اشتراكية ديموقراطية و انتهازية، حول قضايا النمو الاقتصادي والركود، حيث تعمل على تجميل الرأسمالية وعلى إخفاء جوهرها الطبقي، و ذلك من أجل قيادة الأحزاب الشيوعية نحو التخلي عن هدفها الاستراتيجي لكي تدعم السياسات والمقترحات الهادفة إلى تحقيق الرأسماليين لأرباح إضافية جديدة تحت عنوان "حماية البيئة"، في حين يجري فيه تسليع كل من الطبيعة والثروة الطبيعية مع تدمير الكوكب الجاري بكافة الأساليب. حول قضية الأفق و المنظور الاشتراكي : يرفض المنبر المذكورالنضال من أجل الاشتراكية. مغيِّباً نهائياً مفهوم الثورة. مُقترحاً لعملية مستمرة من المراحل المتعاقبة، حيث تتشكل تحالفاته على أساس"تغيير ميزان القوى في اتجاه تقدمي"، لا على أساس سمة العصر والمصالح الطبقية للطبقة العاملة. إن الرأي المذكور يحكم على الحزب بالخضوع للظروف اللحظية، و يمنعه من العمل على حشد القوى في استراتيجية هادفة لإسقاط الرأسمالية. ومع ذلك، ففيما يتعلق بنا فمن الواضح أن تكتيك حزب شيوعي معينٍ هو خاضع لاستراتيجيته المتجسدة بإسقاط الرأسمالية وبناء المجتمع الاشتراكي – الشيوعي. إن تموضع ويب يلغي عمليا الهدف الاستراتيجي للحزب الشيوعي، و من ناحية الاستنتاج فهو يسعى إلى تقويض طابع الحزب الشيوعي. فالاشتراكية هي على أي حال على جدول الأعمال، نظرا لأننا نعيش عصر الإمبريالية كأعلى مراحل الرأسمالية وآخرها. إن كلاً من راهنيةِ و ضرورةِ الإشتراكيةِ - الشيوعيةِ تتجليان في حقيقة واقع مآزق الرأسمالية و طرقها المسدودة، و في الحروب الامبريالية، والأزمات الاقتصادية، والمشاكل الضخمة على الصعد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية وغيرها، المتولدة من المجتمع الرأسمالي. فعلى الحزب الشيوعي معالجة جملة تكتيك و تحالفات، بغرض تسهيل حشد القوى و توحيد صف الطبقة العاملة والتحالف الاجتماعي مع الشرائح الشعبية، عاملاً على إنضاج العامل الذاتي من أجل استيلاء الطبقة العاملة على السلطة، حيث لا ينبغي على الحزب أن يقع في "أسرِ" تحالفاتٍ ومراحل تقوده بدورها "للنضال تحت راية غريبة" من أجل منطق إدارة الرأسمالية. في قضايا بناء الحزب الشيوعي و تماسكه: هذا و يطرح منبر ويب تجاوز الأحزاب الشيوعية. حيث يجري الحديث عن "حزب الاشتراكية في القرن 21،"المعتنق" للماركسية في تفهُّمٍ لها كتقليد نظري واسع يتجاوز بدوره حدود الحركة الشيوعية". و كلام عن "حزب لا يناضل من أجل مصالح الطبقة العاملة ولكن لمصلحة الأمة بأسرها." إن التموضع المذكور ينفي ضرورة وجود حزب شيوعي في الولايات المتحدة و في كل العالم. هذا و كان الحزب الشيوعي اليوناني قد تصدى و عالج بنجاح، وجهات نظرٍ مماثلة ظهرت في حزبنا، منذ حوالي 20 سنة، تحت تأثير الفكر الغورباتشوفي حينها. حيث خاض شيوعيو اليونان حينها معركة حامية للتصدي لهذه الآراء الانتهازية، للحفاظ على الحزب الشيوعي، و لصون وتعزيزطابعه الثوري والطبقي و الأممي. فاليوم، و بعد مرور 20 عاما على ذلك، يستطيع الشيوعيون، و ليس فقط في اليونان ولكن في جميع أنحاء العالم يمكن أن يحكموا بإيجابيةِ النتائجِ التي حققها الحزب الشيوعي اليوناني كحاصلٍ للمعركة المذكورة. حيث استطاع الحزب الشيوعي اليوناني الوقوف على قدميه، و قام بمعالجة قضايا نظرية وسياسية مهمة، و ذلك دون الإنحراف عن مبادئ الماركسية اللينينية. كما قام بإقرار برنامج جديد له، و توصل إلى استنتاجات جادة حول أسباب اسقاط الاشتراكية، مُثرياً بذلك مفهومه حولها. كما و قام بمبادرات جدية رامية لتحقيق وحدة الحركة الشيوعية على الصعيدين الإقليمي والدولي. مُعززاً روابطه أيضاً مع الطبقة العاملة وغيرها من الشرائح الشعبية، و معززاً من تأثير مواقفه ومكانتها، و ذلك عِبر تصدره لدور رائد في إعادة تشكيل وتنمية الحركة العمالية النقابية ذات التوجه الطبقي و في نضالات العمال القاسية الإضرابية في بلدنا. فلو كان الحزب الشيوعي اليوناني قد دخل حينها أي قبل 20 عاماً، في مدار تفكك و انحلال، لكانت الحركة الشعبية فقدت دعامة أساسية لها، و لم نكن لنرى أياً من المنجزات المذكورة أعلاه. على مستوى الصراع الأيديولوجي: يرفض منبر ويب، النضال ضد الإيديولوجية البرجوازية والانتهازية. فالحزب الذي يطرحه المنبر المذكور، هو حِزبٌ مُتنصِّلٌ من الصراع الايديولوجي. فكما يذكر المقال في سياقه : "ان الحزب الاشتراكي لا يُناصب العداء لكلٍ من الليبراليين ودعاة الهويات السياسية، و حركات الموضوع الواحد، والقادة التقدميين الوسطيين لكبرى الحركات الاجتماعية، والاشتراكيين الديمقراطيين، و المنظمات غير الحكومية المحلية التي لا تستهدف الربح، والحلفاء غير الصادقين والشعب." أيستطيع حزب شيوعي القيام بتنوير الطبقة العاملة والشرائح الشعبية، إذا لم تكن له جبهة أيديولوجية في مواجهة الآراء المُروجة للرأسمالية كطريق أحادي الإتجاه، و تجاه الآراء الداعية ببساطة لأشكال مختلفة في إدارة المجتمع الاستغلالي؟ إن الإجابة التي يقدمها الحزب الشيوعي، هو أنه من المستحيل تطوير نضال الشعب، دون جبهة ايديولوجيةٍ ثابتةٍ ومتسقة في مواجهة النظريات الغير علمية البرجوازية والانتهازية. ولا سيما في ظل الظروف الراهنة، حيث انفضح دور المنظمات غير الحكومية المختلفة المرتبطة بشكل مالي وغيره، مع المنظمات الامبريالية، كما و انفضح دور الإشتراكية الديمقراطية أثناء حكمها، حيث أثبتت عملياً، تشكيلها لدعامة أساسية للنظام السياسي البرجوازي، فعلى الشيوعيين إذن ألا ينسحبوا من جبهة العمل و النضال الفكري، بل يجب أن يرفعوا من حدة النضال المذكور في مواجهة كافة القوى المذكورة. الإنتهازية التنظيمية : يرفض منبر ويب التنظيم اللينيني، وتنظيم طليعة الطبقة العاملة في موازاة الصراع الطبقي من أجل إلغاء الاستغلال. كما ويرفض التنظيم اللينيني لأنه رفض النضال من أجل الاشتراكية، في انحياز لصالح البرجوازية و تأبيد الرأسمالية. و هكذا يطرح مواجهة جهاز الدولة المتصف بالقوة و الخبرة، حسباً لرأيه "حزباً" مبنياً على شبكة الإنترنت، على مبدأ تنظيمي قاضٍ بفتح الأبواب : "إن دخول الحزب لا ينبغي أن يكون أمراً أصعب من الإنضمام للمنظمات الاجتماعية الأخرى." وهكذا نرى أنه يقوم بالقضاء على مبادئ تنظيمية مجَّربة للحزب الشيوعي من النوع الجديد التي وضعت منذ عهد لينين، ولكنه يروج لفكرة حزب على نمط المنظمات غير الحكومية، و ذلك في تناسب مع محتواه الذي هواقتراح نحو "حزب شيوعي" في إطار النظام البرجوازي، سيعمل بدوره على تخليص و"تصحيح"الرأسمالية، لا على إسقاطها. حزب ثورةٍ أم حزب إصلاح؟ في إجابته حول هذه القضية الأساسية التي طرحت جاءت قبل حوالي 100 عاماً، يجيب ويب لصالح الإصلاح. وبالتالي يلغي بآرائه مفهوم الحزب كطليعة للطبقة العاملة ، مخضعاً عمله لأدنى وعي طبقي (منطلقاً من المطالب التي تتصف باستعداد الجماهير للنضال من أجلها). بطبيعة الحال، تُعطى الأولوية لخط الإصلاحات والتدخل عبر روابط الدولة البرجوازية. حيث يتحول النضال من أجل الإصلاحات على أرضية الإمبريالية، بنظر الحزب "الجديد" من "وسيلة" إلى غاية. حقا، في أي مكان أدى مسار إصلاح النظام الرأسمالي إلى إلغاء استغلال الإنسان للإنسان، و إلى إحقاق تطلعات العمال؟ إن "وصفة"الإصلاحات اختبرت من قبل الشعوب عبر مرور كل أشكال الحكومات للإشتراكية الديمقراطية ويسار الوسط، والتي أثبت الواقع العملي تشكيلها لحاملٍ رئيسي , أداة فرض إجراءات ضد عمالية ضد شعبية، و كونها شكلت دعامات للمنظمات والحروب الامبريالية. "ماركسية"... خالية من ماركس : يشكك ويب بالطابع الطبقي للديموقراطية البرجوازية. حين يكتب ما يلي : "إن ما أشكِّكُ به هو فكرة إخضاع الكل للطبقات و للصراع الطبقي، بغض النظر عن الظروف". فهو يشكك بطبقية الدولة البرجوازية، أي ديكتاتورية الاحتكارات الامريكية حيث يزعم "إن خط النضال ليس فقط ضد الدولة، ولكن من أجل كسب النفوذ والمواقع، ومن ثم القدرة على إجراء تغييرات (داخل و خارج الدولة)". هذا و كان ماركس في وقته قد رفض هذا الموقف الانتهازي القديم، الذي جرى إحياؤه من قبل تيار الشيوعية الأوروبية المفلس. فهذه الحقيقة و بمعزل عن غيرها، يمكنها أن تقودنا لاستنتاج أن "الماركسية" التي يتطرق لها المنبر كأساس نظري ما يدعى ب "حزب القرن ال21"، ليس له اي علاقة بماركس بل هو عبارة عن تحريف مبتذل، هادف لدفن النظرية الثورية، و لتضليل العمال. الأوهام المتعلقة بشأن دور الحكومة الأمريكية والاحتكارات: يعمل منبر ويب على تغذية الأوهام و خدمة إخضاع الشعب في الولايات المتحدة لحكومته، أي لتلك القوة الإمبريالية الكبرى: "إن المسألة ليست أن تنغلق حكومة الولايات المتحدة في قوقعة وطنية، ولكنها مسألة عودة دخولها للشؤون العالمية على أساس التعاون والسلام المساواة والمتبادل....". وفي الوقت نفسه، يغذي أوهاماً متعلقة بنسخة "مؤنسنة" للاحتكارات : "أجزاء كبيرة من طبقة الاحتكار المتعددة الجنسيات، تركت كُلاً من الشعب الأمريكي والاقتصاد والدولة لقدرهم... إن ولاء أجزاء كبيرة من النخب المتعددة الجنسيات نحو القطاع العام، ونحو اقتصاد نابض بالحياة ومجتمع عصري قد ضعف...". فما دام قد تخلى عن المقاربة الطبقية للمجتمع، فمن المتوقع أيضاً كنتيجة، تبنِّي الموضوعات المذكورة من قبل رئيس الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأمريكية. فنحن بصدد موضوعات لا تمت بصلة لتاريخ ونضالات الحزب، بل لا تمت بصلة للواقع. إن استمرار احتلال العراق وأفغانستان، والحرب الامبريالية الجديدة في ليبيا تشير لنشاط حكومة الولايات المتحدة خارج "قوقعتها الوطنية". كما و تبسط و تطور الحكومة المذكورة نشاطها الموازي الضد عمالي الضد شعبي الطابع، في دفاعها عن مصالح الإحتكارات داخل البلد، أيضاً. يرفع المنبر وتيرة تبني خط "الذيل" لسياسة كل من رأس المال والحزب الديمقراطي : إن تعزيز الرجعية السياسية هو عنصر متأصل في الامبريالية، و يتفاقم أثناء ظروف الأزمة حيث يجري تفسيره على أنه "تطرف يميني" ، أمر يفضي بدوره إلى استنتاجات تقوم باغتصاب كل من الحقيقة والواقع، و هي كالتالية : "الانتصار الانتخابي في عام 2008 فتح الباب و لمرة أخرى" لانفجار حرية "(!)،"نقول و بقوة أيضا أن ليس للقوى المستقلة الفرصة لفهم الحزب الديمقراطي. قد يكون هذا صحيحا ولكن من الخطأ أن نستبعد ذلك منذ الآن". إن المساواة و الخلط بين الطبقة العاملة وحركتها و بين بيروقراطيي AFL-CIO (اتحادات نقابات أمريكا) هو متفق مع خط التحالف المذكور مع قطاعات من رأس المال. انعطاف نحو العداء للشيوعية : يشكل مقال ويب علامة عبور علني الى ضفة العدو الطبقي، ونحو التماشي الكامل مع عداء الدولة المعاصر للشيوعية. حيث يدعو ويب نحو " صدامٍ واضح مع ستالين"، وينضم إلى الهجوم المفتري الجاري على بناء الاشتراكية التي قدمت الكثير للشعب السوفييتي، مع قيامها بدور رئيسي في نصر الشعوب على الفاشية. ففي جوهرها تحاول هذه الموضوعات، إخفاء واقع المشاكل المعقدة للصراع الطبقي في الاتحاد السوفييتي ونضال السلطة العمالية الشاق ضد برجوازية الريف،الكولاك. ففي الواقع يتبنى المقال كل أشكال تبسيط المشاكل المعقدة، كاحتدام الصراع الطبقي، بغرض التشهير بالإتحاد السوفييتي. كما و يقوم بخطوة أخرى ملتقياًَ مع هافل، و فاليسا و كافة المعاديين للشيوعية في الاتحاد الأوروبي و مع الأكثر رجعية منهم، مشيرا الى "جرائم ضد الانسانية". داعماً للتوجه العامل على حظر الأحزاب الشيوعية وحظر الدفاع عن الاشتراكية حيث يذكر "أن يصف أحدٌ ما، هذه الفظائع كأخطاء، لهو خطأ إجرامي". وكما هو معروف في أوروبا يتبنى التيار الانتهازي المتمثل بما يعرف بحزب اليسار الأوروبي، تموضعً مماثلاً مُزوراً للتاريخ. أيها الرفاق الأعزاء في الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة الأعضاء و كوادر وأصدقاء الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة يا عمال الولايات المتحدة الواعين يدعوكم الحزب الشيوعي اليوناني، و في هذه اللحظة المصيرية جدا لحزبكم، أن تأخذوا بعين الإعتبار أن ظهور الحزب من نوع جديد للمرة الأولى، سبب حينها اندلاع هجمة ايديولوجية شرسة عليه استهدفت هويته و طابعه و اسسه التنظيمية. حيث كان كافة التحريفيين في كافة العصور من أنصار تفكيك حزب الطبقة العاملة، مشكلين بطبعهم دعائم للطبقة البرجوازية. هذا و كانت الطبقة البرجوازية و أنصارها قد أدركوا و منذ البدء دور الحزب في تحرر الطبقة العاملة وحركتها، السياسي. حيث يتجلى و يتبلور استمرار هجوم البرجوازية الأيديولوجي حتى أيامنا، أمر نراه في مقال ويب. كما وندعوكم إلى أن تأخذوا في اعتباركم، أن الحزب يتمكن من القيام بدور الطليعة البروليتارية، عبر تحقيقه لشرط وحيد هو تسلحه بوحدة الإرادة، و وحدة العمل، و وحدة الانضباط الصارم. كما و أن الحزب يتطور في غضون نضال لا هوادة فيه ضد الإيديولوجية البرجوازية والانتهازية. و هو حزب أممي في طبيعته، و جزء لا يتجزأ من الحركة الشيوعية العالمية. كما و تؤكد تجربتنا أن الفعل هو معيار الحقيقة، مظهرة بذلك حقيقة تعزيز و توسيع العمل الجماهيري كنتيجة لاتباع خط النضال الثوري. و ذلك عبر تجذير مطالب الكادحين و طرح أفق و منظور للنضال، مساهماً في تغيير موازين القوى. إن عمل الحزب المستقل يشكل شرطاً من أجل معالجة سياسة تحالفات خاضعة لخدمة استراتيجية الإطاحة الرأسمالية. وعلاوة على ذلك نعتقد أنه يجب الإحاطة بكم علماً، بأن ضرورة الثورة الاشتراكية وبناء التشكيل الجديد الاجتماعي والاقتصادي الشيوعي، لا تتحدد عبر موازين القوى المتشكلة في تلك اللحظة أو غيرها، بل تتحدد من جهة العمل على حل التناقض بين رأس المال و العمل. إن التغيرات الناتجة عن الثورة المضادة في كل من الاتحاد السوفييتي والبلدان الاشتراكية الأخرى لم تغير من طبيعة عصرنا، فهو عصر الانتقال من الرأسمالية إلى الاشتراكية، التي تشكل بدورها ضرورة راهنية، تثبتها، حقيقة معناة ملايين الكادحين و العاطلين عن العمل من الاستغلال و من تفاقم المشاكل الناتجة عن النظام الاستغلالي. ونعتقد أن استبدال مبادئ الماركسية اللينينية بمقاربات تحريفية تحت حجة الخصوصية الوطنية، هو أمرألحق و يُلحق أضرارا كبيرة بالحركة الشيوعية. فلا يُمكن لأية خصوصية وطنية إلغاء ضرورة إسقاط الرأسمالية ثورياً، و ضرورة الاستيلاء على السلطة السياسية من قبل الطبقة العاملة، و التملك الاجتماعي لوسائل الإنتاج والتخطيط المركزي. إن الأزمة الاقتصادية التي تتجلى في العالم الرأسمالي مع احتدام النزاعات الإمبريالية، هما أمران يجلبان للواجهة أمر راهنية الاشتراكية. حيث تكتسب ضرورة التصدي لموجة عداء الدولة للشيوعية، و ضرورة الدفاع عن الاشتراكية المعروفة من قبلنا و عن تقدمتها نحو الطبقة العاملة الأممية، كما ضرورة الدفاع عن هوية و تقاليد الحركة الشيوعية الثورية. الرفاق الأعزاء في الحزب الشيوعي في الولايات المتحدة لقد أسقطت التطورات و الخبرة التاريخية، الآراء التي تحدثت عن "نهاية التاريخ"، و عن "تجاوز الماركسية اللينينية"، و عن " نهاية الأحزاب الشيوعية". و بدلا من ذلك، تظهر اليوم و بقوة أكثر، الحاجة لاحزاب شيوعية متجذرة في صفوف الطبقة العاملة و مواقع العمل، متصفة بالإيمان بالماركسية اللينينية والأممية البروليتارية. كما و لا يزال العمل الواعي من أجل تناسب وضع الحركة العمالية مع الحاجة إلى حزب ثوري للطبقة العاملة، مهمةً رئيسية، وتحدٍ يواجه رواد الكادحين و الشيوعيين في جميع بلدان العالم، وبالتأكيد وفي مقدمتهم أولئك المتواجدون منهم، في الولايات المتحدة. هذا و يشكل أمر معارضة المنبر المذكور الإنتهازي الإنحلالي ورفضه، مطلباً نابعاً من التقاليد التاريخية للحركة الشيوعية والعمالية في الولايات المتحدة، كما و يشكل شرطاً لإعادة إحياء المُثُلِ الشيوعية الثورية في كل من الحركة العمالية والمجتمع في الولايات المتحدة. قسم العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية في الحزب الشيوعي اليوناني 10 - حزيران - 2011


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني