PCP

يا عمال العالم اتحدوا

لماذا حزب شيوعي؟

لماذا حزب شيوعي؟ كثيرة هي الأسماء والمسميات التي تصاغ لغرض التعبير ، سواء ابتعد الاسم أو اقترب من عكس المضمون في معانيه ودلالاته ، إن المسمى يكون أكثر واقعية إذا كما يقال "اسم على مسمى" باللغة الدارجة ، أي أن يكون المسمى كمظهر انعكاس حقيقي ومعبر عن المضمون وهنا يبرز سؤال بحجم الجبل هل فعلا جميع الأحزاب أو الحركات أو الجبهات في تسميتها تشكل انعكاس لمضمون حقيقي ولماذا تسعى بعض الأحزاب أو الحركات أو الجهات لتغير الاسم أو تعديله أو شطب شعار أو تحويره ؟؟؟ تعلمنا أبجديات الأدب الماركسي اللينيني أن أسس قيام أي حزب ماركسي لينيني هو ليس مجرد تجميع هلامي لأعضاء يتبنون قضايا عادله ، وإنما الشرط الأساسي في بناء الحزب اللينيني هي وحدة مكوناته الثلاثة الفكرية والتنظيمية والسياسية وإن أي إخلال بأحد هذه الوحدات الثلاث تفقد الحزب مسمى "حزب". إن محاولة بعض الأحزاب تفصيل ماركسية خاصة أو اجتزاء الماركسية بمكوناتها الثلاث المعروفة هي سياسة تضليل لا تعكس سوى التراجع للخلف أحيانا باسم الواقعية وأحيانا لتغيرات جذرية على مصالح الكثير من أعضاء الحزب خاصة الصف القيادي والذي تهرم عزيمته كلما تقدم بها العمر وكأن تحقيق الأهداف مرتبط بشخصه الكريم أو شخوصهم "الكريمة" أو لأن الحزب أصبح يعتبر شركة خاصة بيدهم كمجلس إدارة لا يحق لأي من موظفيها إبداء رأي أو نقد باعتبار أنها الإدارة الرشيدة المنزهة. إن الماركسية اللينينية ومليون شارة تأكيد تحت اللينينية ، وذلك أن لا أحد ينكر أن اللينينية هي الإمتداد الطبيعي للماركسية فمن يستطيع إنكار ما قدمه لينين من مساهمات نظرية واقتصادية وسياسية ، فهل ينكر حملة لواء التخلي عن اللينينية مساهمة لينين "كمثال" في تعريف المادة وهل ينكر هؤلاء المتخاذلون إسهامات لينين في الثورة الاشتراكية أم إسهامه في آليات بناء الحزب التنظيمية وغيرها الكثير الكثير.... كثيرة هي الأحزاب التي تتبنى في برامجها قضايا العدالة والمساواة والدفاع عن المسحوقين لكن ليس حبا في مصلحة هؤلاء الفقراء والمضطهدين بل أن هذا التبني يأتي في سياق ضرورات المد الجماهيري ولحشد جيش الجماهير لحركتهم أو ما يسمونه حزبهم أو جبهتهم وذلك لأهمية هذه الطبقة أو الفئات في معركة النفوذ والسيطرة ، فجميعنا يعرف أن الغالبية المطلقة من أي شعب في ظل الرأسمالية الإمبريالية هم الفقراء المعدومين من وسائل الإنتاج ، وفي ظل سلطة رأس المال فإن النفوذ الأعظم والكلمة الفصل في أي من قضايا الشعوب وأموره هو بيد الرأسمالي وهم القلة في أي مجتمع فجميع الإحصائيات في أفضلها تؤكد أن نسبة الأغنياء في أي مجتمع وعلى النطاق العالمي لا تتجاوز كمتوسط 16% وهم يتحكمون بمجمل الإنتاج العالمي ، وباقي الجماهير 84% تعمل لصالح هذه الفئة أو تحت إمرتها بالرغم من أن الرأسمال الاجتماعي ليس لها ملكيته ، ولكنها هي المتصرفة فيه. لذا فإن تسمية الحزب الشيوعي هي انعكاس للجوهر (المضمون) فالحزب الشيوعي لا يتبنى الشعارات والدفاع عن مصالح العمال والفلاحين ولا يشدد على الأسس اللينينية في بناء الحزب من باب الترف والتضليل لهذه الفئات بل هو تبني لفكر هذه الطبقة وضرورة سيادتها "دكتاتورية البروليتاريا" وضرورة الإنهاء الجذري لأسباب الاستغلال التي اكتشف قوانينها الموضوعية الرفيق كارل ماركس ، انه تبنى فكر الطبقة العاملة وتشكيل أداتها التنظيمية الصلبة القادرة على إخراج حلم العدالة والمساواة وعدم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان . إن قيام مجتمع العدالة والمساواة هذا الحلم البشري لا يتحقق بالأماني والسلم الطبقي بل يتحقق بنضال ثوري بكل معنى الكلمة من ثورية جذرية وهو ما شهدته التجربة السوفيتية على يد لينين هذه التجربة التي يتغنى المحرفون بفشلها وكأنهم نسوا أو تناسوا أن مسيرة التاريخ ليست صعودا بخط عمودي وعلى الرغم أن ليس معرض حديثنا عن تحليل سبب انهيار التجربة فلا يمكن أن ينسى أو يتناسى أي من المتغنين بفشل التجربة ، ما قدمته للبشرية أليست هذه التجربة التي قادها لينين وحزبه هي التي نقلت الاتحاد السوفيتي من بلد زراعي متخلف إلى بلد صناعي مثل بقوته الاقتصادية والسياسية قطبا عالميا خلال فترة زمنية قياسية نسبة إلى التطور الذي تشهده باقي المجتمعات أليست هذه التجربة هي التي حمت البشرية من انتصار الوحش النازي. نعدد ذلك للمدعين التمسك بالماركسية والمتخلين عن اللينينية وكأن الماركسية اللينينية بضاعة يمكن أن تجزأ وتعرض بالسوق الرأسمالي ، لا يا حضرات المهزومين ، الماركسية اللينينية ليست للبيع بالجملة ولا بالتقسيط ، والسلع التي تباع هم من حملوها يوما وأصبحت تتعارض ومواقعهم الطبقية الجديدة ونفسيتهم التي نخرها الوهن لذالك يا حضرات إن التاريخ سيجلكم أكثر إن تنحيتم جانبا أو تعيدوا تقيمكم لذاتكم طبقيا ضمن اللاهثين لمنصب سفير أو وزير. بقلم الرفيق أبو يوسف (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني