PCP

يا عمال العالم اتحدوا

من الأزمة إلى الوضع الثوري.. النضال ضد الانتهازية يتخذ أهمية خاصة

من الأزمة إلى الوضع الثوري.. النضال ضد الانتهازية يتخذ أهمية خاصة موضوعات مداخلة فيكتور تيولكين الأمين الأول لحزب العمال الشيوعي في روسيا في الاجتماع العالمي العاشر للأحزاب الشيوعية والعمالية، سان باولو تشرين الثاني /2008/. 1 ــ هل يمكن الحديث حول الأزمة في الحركة الشيوعية العالمية في وقتنا الراهن؟ برأينا أنه ممكن، لأنه أولاً جرت هزيمة مؤقتة للاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وفي دول أوروبا الشرقية، وثانياً لأنه بالرغم من المحاولات التي عملياً قام بها كل حزب لتحليل أسباب ذلك، إلا أن الحركة الشيوعية العالمية لحد الآن لم تتوصل إلى استنتاج مشترك. لذلك إذا استعملنا التعابير التي كان يستخدمها لينين تستمر حالة التشتت والتأرجح، وبما فيه أنه يلحظ العديد من الأحزاب والتيارات الذين حفظوا من الشيوعية أسماءها فقط. وانطلاقاً من هذا فنحن متفقون مع رأي الرفاق اليونانيين بضرورة تكوين القطب الشيوعي على أساس الوضوح الإيديولوجي والتراص التنظيمي. 2 ــ من نظريتنا معلوم، وهذا ما كان يشير إليه لينين، أنه بالنسبة للشيوعيين الانحراف الأخطر، هو الانحراف اليميني. طبعاً نحن نتذكر مقولة ستالين أن الانحرافين «كلاهما الأسوأ» أو أن الأسوأ ذلك الانحراف الذي لا نـُقدر خطره في الفترة المعينة. ولكن لينين بذاته قد أشار أن الانحراف اليساري أو «مرض اليسارية الطفولي» ينتج عن انعدام الصبر، ومن الشعور الحثيث بالحل الأسرع لمسائل الثورة والبناء الاشتراكي، وأن هذا المرض خاضع للعلاج بشكل أيسر. أما الانتهازية فهي ليست فقط الحركة إلى اليمين بل هي ورم سرطاني سياسي حيث تضع المسألة على الشكل «إما أو إما». إما الشفاء أو أن الشيوعي السابق ينتقل إلى خدمة الرأسمال. ونركز بشكل خاص، على أن هذه الموضوعة النظرية جرى إثباتها من خلال الممارسة العملية، وبالدرجة الأولى من خلال تجربة الحزب الشيوعي السوفييتي. إن انحرافه إلى اليمين، والذي بدأ ملحوظاً بعد انعقاد المؤتمر العشرين، والذي تخلى عن الموقف الطبقي وعن مبدأ ديكتاتورية البروليتاريا، وبتصوير مؤسسة الدولة كتشكيلة غير طبقية لسائر الشعب وما شابه انتهى بأنه جرى في المؤتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي الإقرار بالتوجه نحو السوق، نحو الخصخصة أي نحو الرأسمالية. وبهذا الأسلوب أوصل الحزب الشيوعي السوفييتي بذاته، وتحت العلم الأحمر، الشعب السوفييتي إلى الرأسمالية، هذا الشيء الذي حذر منه الشيوعيون القويمون (حركة المبادرة الشيوعية) في المؤتمر الثامن والعشرين متوجهين بتحذيرهم هذا للحزب والشعب بما سمي آنذاك ببيان الأقلية (1259 صوت مؤيد مقابل 2012 صوت معارض للبيان و 414 صوت مستنكف من خلال التصويت في المؤتمر). وقد ورد في هذا البيان ما يلي: «نجد من الضروري تنبيه كل الشيوعيين في البلاد بأن الموقف المتوجه نحو السوق والعلاج القسري المنافي للمتطلبات الموضوعية للاشتراكية بأساليب رأسمالية سيأتي ليس بنمو الإنتاج ومستوى الحياة، بل إلى هبوطهما الحتمي، وسيؤدي إلى استياء اجتماعي واسع، وسيجلب العناء المرير للشعب ... وأن الحزب يجب ألا يقوم بإعادة البناء التي ستؤدي إلى سوء وضع الشعب ... أما بما يخص الحزب الشيوعي فإنه ببساطة سوف لا يتحمل مثل هذه الهزة (11 تموز 1990، محاضر جلسات المؤتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي)». واليوم هذا الموضوع حول الإملاء الذي فرضه الموقف التحريفي للانتقال إلى ما سمي بسياسة اشتراكية السوق، يبقى ذا راهنية قصوى، لأن هذه الحقبة المخزية من تاريخ الحزب الشيوعي السوفييتي، حسب وجهة نظرنا، يمكن أن تكررها بعض الأحزاب الشيوعية الحاكمة ــ مثل الحزب الشيوعي الصيني وغيره. وكما أشرنا سابقاً الحزب الشيوعي السوفييتي نفسه هو الذي أوصل الشعب السوفييتي إلى الرأسمالية وهو، هذا الحزب، لم يتحمل هذه الصدمة. ومن حيث الخطوط العامة في فترة انعقاد المؤتمر الثامن والعشرين لم يعد الحزب الشيوعي السوفييتي حزباً شيوعياً، فهذا الحزب لم يعد يعبر عن مصالح الطبقة العاملة والجماهير الكادحة، وكان قد تخلى عن الأساسي في الماركسية ــ أي عن نظرية ديكتاتورية البروليتاريا، وبقي هذا الحزب شيوعياً اسمياً فقط. لذلك في عام /1991/ وبعد أن منع يلتسين نشاط الحزب الشيوعي السوفييتي لم يهب الشعب لنجدة الحزب. ومع ذلك كله، كان هناك داخل الحزب الشيوعي السوفييتي صراع إيديولوجي حاد وقاس، وكان هناك شيوعيون ناضلوا ضد التحريفية والانتهازية والانحراف اليميني، ضد غورباتشوف، وهذا النضال مستمر وفي أشكال أخرى بين هذه التيارات وتلك الأحزاب، التي من بينها من يقف على المواقف الماركسية ــ اللينينية القويمة، وبين الآخرين الذين يستمرون بخط غورباتشوف بحلة جديدة متجهين حسب تعبيره «إلى حزب جديد من حيث المضمون ومن حيث التسمية». وإن المقولة الأكثر تركيزاً التي تعبر عن الموقف الإيديولوجي لهؤلاء هي «إن روسيا قد استنفذت مخزونها الثوري». وبما أنه، كما أشرنا، هذا الخط هو استمرار منطقي لسياسة الحزب الشيوعي السوفييتي أيام غورباتشوف، لذلك فالرفاق الذين يمثلون هذا التوجه لا يحبون أن يستذكروا ولا يقيّمون بأي شكل نتائج المؤتمر الثامن والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي (المؤتمر الأخير الذي انعقد في ظل وجود الاتحاد السوفييتي). 3 ــ لماذا الانحراف اليميني خطر لهذه الدرجة، ولماذا النضال ضده صعب، بالرغم من أنه واضح للعيان كما أن الدلائل التي تفضح هذا التيار كونه معادٍ للماركسية منطقية ومفهومة؟ لأنه في هذه الحالة يجري التصاق هذا الانحراف مع سياسة البرجوازية والقوى الحاكمة بأوسع مدلول لهذا الكلام. وقد أشار لينين بأن البرجوازية تدعم دائماً ذلك الحزب الانتهازي الذي يشبه، من حيث تسميته ومقولاته المستعملة، أكثر ما يكون الحزب الثوري الحقيقي. أي أن الشيوعيين من خلال نضالهم ضد الانحراف اليميني، مضطرون عملياً، أن يكافحوا ليس فقط الانتهازيين والتحريفيين في وسطهم، بل أن يخوضوا النضال ضد كل الطبقة البرجوازية والحكومة التي تمثلها. 4 ــ إلى جانب ذلك لقد أشار لينين، واليوم نحن نستوعب هذا بشكل جيد، بأن البرجوازية دوماً كانت ترسل، وسترسل، عملاءها إلى الأحزاب الشيوعية والعمالية. واليوم، على خلاف الحال في بداية القرن الماضي، راكمت البرجوازية خبرة هائلة في هذا المجال، ولديها إمكانيات أكبر في هذا المجال بما في ذلك وسائل الإعلام المتطورة ومراكز ومعاهد للأبحاث، والمخابرات وطبعاً المال ثم المال ثم المال. 5 ــ يجب الانتباه بشكل خاص إلى أسلوب الانحراف اليميني للأحزاب اليسارية من خلال التمويل الحكومي الرسمي للمنظمات السياسية التي لها تمثيل برلماني. وهذا الشيء واضح بشكل جيد من خلال مثال حزب اليسار الأوروبي, ومثل هذه العملية يمكن أن نلحظها في روسيا المعاصرة. ففي هذا العام اتخذ البرلمان قانوناً خاصاً رفع من خلاله تمويل الأحزاب البرلمانية بمقدار أربعة أضعاف (فابتداءً من كانون الثاني /2009/ سيكون مقدار التمويل يساوي /20 روبل/ ــ أي ما يقارب /0.80/ دولار للصوت الواحد الذي يحصل عليه الحزب في الانتخابات البرلمانية). وعلى سبيل المثال بالنسبة للحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية سيقارب هذا المبلغ /7/ مليون دولار. إلى جانب ذلك سيطبق مثل هذا النظام على المشاركين في الانتخابات الرئاسية. الانتهازيون يعيدون النظر في الموضوعة الماركسية ــ اللينينية حول الرسالة التاريخية للطبقة العاملة تحت حجة تغيير الأوضاع وهيكلية الاقتصاد، محولين الصراع الطبقي برمته إلى حملة انتخابية دائمة، نافين أشكال الصراع العملية من الإضرابات والمظاهرات والمتاريس والأشكال الأخرى للنضال غير البرلماني، ناعتين إياه بالتطرف. وهم ينظرون إلى الطبقة العاملة فقط ككتلة من الناخبين. وعلى سبيل المثال ورد في خطابات مرشح الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية في الانتخابات الرئاسية غينادي زيوغانوف الكلام التالي: «هناك أسلوبان لحل المسألة ــ أما من خلال ورقة الاقتراع أو باستخدام الحجارة. أما الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية سيبقى من أنصار الانتخابات الشريفة والمحترمة والعادلة». وبالمناسبة فإن فلاديمير بوتين أثناء رئاسته للجمهورية تكلم حول الموضوع نفسه قائلاً: «إن روسيا استنفذت مخزونها على الثورات والحروب الأهلية في القرن العشرين»، و «الشيوعيون أما سيغيرون توجهاتهم البرنامجية، وفي هذه الحالة سيتحولون إلى حزب برلماني يساري طبيعي من الطراز الأوروبي، أو سيزولون من الساحة السياسية». وكما نرى أن البرجوازية في روسيا (بل وفي العالم أجمع) تحاول أن تملي على الشيوعيين قواعد بنائهم الحزبي، ويجب القول، أنها نجحت بذلك في العديد من الحالات. 6 ــ إن الوضع الذي وضعناه سابقاً يؤدي بالانتهازيين، الذين اختاروا طريق العمل البرلماني فقط، إلى الوضع الذين يكافحون فيه ليس فقط من أجل أصوات الناخبين، بل أيضاً يبدأون النضال ضد الشيوعيين القويمين وضد التيارات اليسارية الراديكالية، لأنهم ينظرون إلى أولئك كمنافسين لهم في الانتخابات. وعملياً إننا نلحظ اختيار وتثبيت شكل مريح لحال التنظيم في وضعية المعارضة البرلمانية مُدخله في نظام الديمقراطية البرجوازية ومشكلة حلقة عضوية لهذه المنظومة، ومؤمنة بذلك رسوخ المنظومة وثباتها. 7 ــ والنقطة الهامة التي يجب الانتباه إليها أن هذه الأحزاب لا تذهب إلى اليمين لحد النهاية. وهذا الحال معروف منذ أيام الأممية الثانية. فهذه الأحزاب لا تغيّر تسميتها، فهي تستغل الشعارات، والعبارات، وذاكرة الناس، وتاريخ النضال. وفي ذلك يكمن التعقيد الكبير والخطر الكبير. فلو ذهب هؤلاء إلى اليمين حتى النهاية ــ لكان ذلك الشيء لا بأس به، ففي مكانهم الشاغر يمكن أن تنبت سنابل لأحزاب ثورية حقيقية، تستطيع أن تقوم بنضال فعلي ضد البرجوازية. وتدرك البرجوازية بشكل جيد الخطر الذي سيهددها في هذه الحالة، لذلك فهي لا تسمح للانتهازيين أن يتحولوا بشكل نهائي إلى اشتراكية ــ ديمقراطية برجوازية. كما يجب الانتباه إلى الأسلوب التكتيكي للانتهازيين، حيث عند أي احتدام في الوضع، وعند أي تشكيك من قبل الجماهير في إخلاصهم، كالعادة يزيدون بشكل حاد من استعمال الخطاب اليساري الثوري الشيوعي، ويقسمون بإخلاصهم للشيوعية. ويستشهدون بمؤسسي الماركسية ــ اللينينية. وكان يتميز بهذه المقدرة على تغيير اللون كالحرباء ميخائيل غورباتشوف. فعند لقائه في يوم من الأيام مع رئيس المؤتمر اليهودي العالمي بروخمان وفي جوابه على سؤال هذا الأخير الذي شكك بأنه يجري في الاتحاد السوفييتي تراجع عن نهج الإصلاحات، أجابه غورباتشوف: «يجب عليكم أن تثقوا بصحة نهجي، أما وضع ناقل السرعة فيتعلق بالوضع القائم حالياً». 8 ــ وانطلاقاً مما سبق، برأينا أنه يجب الوصول إلى الاستنتاج بضرورة تعلمنا التكلم بصراحة، ونسمي الأسماء بمسمياتها، وطبعاً في هذه الحالة سيكون هناك زعل. إذا كان في روسيا، لدى زعيم حزب يطلق على نفسه تسمية الشيوعي «انتهى المخزون الثوري للبلد»، فعن ماذا يمكن التكلم، قد يكون عن تغيير اسم الحزب. وإذا كان ممثل الحزب الشيوعي المولدوفي في لقائنا الأسبق في أثينا، حاول أن يقنعنا أن نتخلى عن مفاهيم بالية: «كالرأسمالية والاشتراكية» كما فعلوا هم بتوجههم في بناء اقتصاد سوق اجتماعي، فعلينا أن نجيبهم ، كما فعل لينين سابقاً، أنهم مهما بنو، فسيبنون حتماً الرأسمالية. وقد يكون في مثل هذه الحالات من الأشرف والأصح تغيير الواجهات. 9 ــ وهناك وضع يتطلب تحليلاً خاصاً، عندما يدعم الحزب الشيوعي نظاماً تقدمياً يسارياً ــ وفي بعض الأحيان الذي يطلق على نفسه اسم الاشتراكي ــ في دولة برجوازية (مثل حال فنزويلا مولدوفا، بيلاروسيا، قبرص وغيرها). هنا لاشك يكمن خطر إضاعة الصفة المكونة الأساسية للشيوعيين ألا وهي علميتهم. ولا يمكن أن نعتبر ذلك الحال صحيحاً عندما يكون فيه كل برنامج الشيوعيين مؤطر فقط بدعم النظام القائم وكل أفعاله. فيجب على الشيوعيين أن تكون لهم نظرتهم الخاصة بهم على الوضع القائم، وأن يدعموا الخطوات التقدمية لمثل هذه الأنظمة، ولكن في الوقت نفسه أن ينظروا بمنظور أبعد، بدون أن يضيعوا أفق السير نحو الاشتراكية نحو المجتمع الخالي من الطبقات. وفي حال اتخاذ الزعماء التقدميين لخطوات غير صحيحة ــ يجب على الشيوعيين أن يجدوا في أنفسهم الشجاعة لاتخاذ موقف نقدي، ينصح (يطالب) باتخاذ الخطوات الصحيحة. وبرأينا أن الموقف الذي اتخذه الحزب الشيوعي الفنزويلي بعدم انحلاله في إطار الحزب الاشتراكي الفنزويلي الموحد (حزب تشافيز) هو موقف صحيح فبذلك حافظ الشيوعيون الفنزويليون على استقلالهم الإيديولوجي والتنظيمي. 10 ــ أيها الرفاق.. كما في السابق الآن أيضاً تطرح آراء حول أنه يجب عدم تصعيد حدة العلاقات، وإذا قمنا بالتحديد الدقيق للقطب الشيوعي الصرف في حركتنا، فسيتبلور أيضاً القطب الآخر، وأنه يجب الحفاظ على العمل المشترك، ووحده المختلف، وعلى التبادل للآراء وما شابه. نحن موافقون على أنه يجب الإبقاء على العمل المشترك وتبادل الآراء فهذا الشيء ممكن، ولكن تبلور الأقطاب حتمي وهو يجري بهذا الشكل أو ذاك، فعلى سبيل المثال هذا التبلور يجري في أوروبا من خلال تكوين حزب اليسار الأوروبي. ومثل هذه العملية نجدها أيضاً في أرجاء الاتحاد السوفييتي السابق، حيث يتكون القطب اليساري فيه من حزب العمال الشيوعي الروسي، والحزب الاشتراكي في لاتفيا والحزب الشيوعي الطاجيكي. واليوم نحن نعيش فترة احتدام الأزمة الرأسمالية، وفي مثل هذه الحالة يمكن أن تظهر المواقف المختلفة لأقطاب الحركة. فمعروفة الموضوعة النظرية التي صاغها لينين أنه في فترة الأزمات يعمل الثوريون من أجل استخدام احتدام الوضع لصالح تطوير الصراع الطبقي، بينما يعمل الانتهازيون من أجل طمس هذا الصراع. فالاتجاه الانتهازي سيتبنى الموقف الذي يدعي أن المصاعب ذات طابع عالمي وقومي شامل، لذلك على الجميع أن يرصوا صفوفهم من أجل تجاوزها والخروج من الأزمة، وأن الجميع يعاني الصعوبات لذلك يجب الصبر والعمل وأنه لا يجوز «هز القارب» واتخاذ سياسة غير مسؤولة وما شابه. بينما سياسة الشيوعيين أثناء الأزمة يجب أن تركز على فضح النظام الرأسمالي بذاته، بصفته المصدر الرئيسي للأزمة وللمصاعب المعاشة، هذه السياسة يجب أن تعمل في سبيل استنهاض الشعب لخوض النضال المنظم، من أجل أن تقلل من جهة، عواقب الاستغلال ولا تسمح للرأسمال أن يوقع كل مصاعب الوضع على كاهل الشعب، ومن جهة أخرى العمل من خلال النضال المنظم في فترة ضعف النظام الرأسمالي من أجل نيل حريات سياسية وضمانات اجتماعية إضافية للكادحين. كما أن هناك إمكانية تحول الأزمة إلى وضع ثوري، والشيوعيون يجب أن يعملوا من أجل هذه الإمكانية، لا أن يفروا منها نحو الوفاق مع الطبقة الحاكمة. أيها الرفاق... بالرغم من انفعالات بعض الرفاق، فإن مداخلتنا تحمل طابعاً بناءاً وتهدف إلى تنظيف الحركة اليسارية من الانتهازية. وأود التذكير بكلام لينين بأن: «النضال ضد الإمبريالية، إذا لم يكن مرتبطاً بشكل وثيق بالنضال ضد الانتهازية، فهو عبارة عن كلام فارغ كاذب». ترجمة: بشير الحكيم


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني