PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المرحلة اللينينية ــ تكون الإمبريالية لينين ــ الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية

المرحلة اللينينية ــ تكون الإمبريالية لينين ــ الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية ...............آزاد المــلا لقد نشأت الإمبريالية باعتبارها تطوراً واستمراراً مباشراً للخصائص الأساسية في الرأسمالية وعند درجة تطور معينة وعالية وكانت السمة الأبرز لها من الناحية الاقتصادية هي حلول الاحتكارات الرأسمالية محل المزاحمة الحرة التي كانت تعتبر أهم صفات الإنتاج البضاعي. من هنا جاء تعريف لينين بأن الإمبريالية هي الرأسمالية في مرحلة الاحتكار. لقد حدث هذا الانتقال في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وفي ذلك الوقت كان العالم يشهد تغيرات عميقة حيث ساعدت الاختراعات العلمية على تطور الصناعات الثقيلة وتطورت بالتالي القوى المنتجة، كما تضخم الإنتاج ومما فاقم أزمات فيض الإنتاج وتواترت الحروب وتنامت ثروات البرجوازية مما أدى لاشتداد النضال السياسي والاقتصادي للطبقة العاملة. ونشط في هذه الفترة خونة الطبقة العاملة من المفكرين الوسطيين أمثال كاوتسكي وهلفر دينغ زاعمين أن الاحتكارات المنظمة تقضي على فوضى الإنتاج ومروجين لرأسمالية بلا أزمات. كان لابد للطبقة العاملة من أن تستخلص معطيات الأحداث الكبيرة التي حدثت منذ كومونة باريس لاستنتاج المهام الراهنة للتعامل مع الظواهر الجديدة وهذا العمل قام به لينين عبر عدة مقالات ومؤلفات أبرزها «الإمبريالية أعلى مراحل الرأسمالية» الذي أعده لينين في المنفى في سويسرا عام 1916 قبل عودته إلى روسيا. بتحليل ودراسة معمقين أثبت لينين أن الإمبريالية تتميز بالسمات الأساسية الاقتصادية التالية: 1ـ تمركز الإنتاج والرأسمال تمركزاً عالياً أدى لنشوء الاحتكارات التي احتلت الموقع الرئيسي في الحياة الاقتصادية. 2ـ اندماج الرأسمال البنكي مع الرأسمال الصناعي ونشوء الطغمة المالية «الرأسمال المالي». 3ـ تم استبدال الموقع الرئيسي للتصدير من تصدير البضائع إلى تصدير الرأسمال. 4ـ تشكلت اتحادات رأسمالية احتكارية عالمية تتصارع لاقتسام العالم. 5ـ انتهى تقاسم العالم بين الدول الرأسمالية الكبرى. 1ـ تمركز الإنتاج والاحتكارات: يشرح لينين التطور التاريخي للاحتكارات على الشكل التالي: 1ـ سنوات العقدين 7 و8 من القرن 19 ـــــــ حالات جنينية للاحتكارات. 2ـ بعد أزمة 1873 الكارتيلات تتطور وتنشأ. 3ـ بعد أزمة 1900 ـ 1903ـ الكارتيلات تصبح أساس الحياة الاقتصادية. وفي الصراع القائم بين الاحتكارات تلجأ هذه الاحتكارات لعدة وسائل منها: ـ الحرمان من المواد الخام. ـ الحرمان من الأيدي العاملة. ـ الحرمان من وسائط النقل. ـ الحرمان من أسواق التصريف. ـ منع المشترين من إقامة علاقات تجارية إلا مع الاحتكار. ـ تخفيض الأسعار بصورة منظمة. ـ إلغاء التسليف. ـ إعلان المقاطعة. وهنا تنشأ صراعات عديدة أهمها: ـ صراع المزاحمة بين الاحتكارات وبين الرأسماليين الخارجين عن الاحتكار. ـ المزاحمة داخل الاحتكار ذاته. ـ الصراع بين الاحتكار ضمن فرع ما إنتاجي واحد. ـ المزاحمة بين الاحتكارات من مختلف الفروع. 2ـ الرأسمال المالي: يؤدي تمركز الإنتاج ونشوء الاحتكارات إلى تمركز الرأسمال في الأعمال المصرفية ونشوء الاحتكارات البنكية وتتحول البنوك من مجرد وسيط بسيط للمدفوعات للقيام بنشاط تجاري كبير إضافة للإشراف والسيطرة على المشاريع الصناعية يقول لينين: «تمركز الإنتاج ـ الاحتكارات الناشئة عن هذا التمركز ـ اندماج البنوك بالصناعة هذا هو تاريخ نشوء الرأسمال المالي». ومن جراء نمو الاحتكارات والرأسمال المالي يؤلف أكبر الصناعيين وأصحاب البنوك فريقاً صغيراً يشرف على مجمل الحياة الاقتصادية والسياسية في البلاد وهكذا تظهر الطغمة المالية ومعها تنشأ رأسمالية الدولة الاحتكارية التي لا تغير طبيعة الرأسمالية إنما تعمق الهوة بين العمل والرأسمال بين أكثرية الشعوب والاحتكارات. 3ـ تصدير الرساميل: بسب طبيعة الرأسمالية فإن فيض الرساميل لا يوجه لتطوير الزراعة ولا لتحسين مستوى المعيشة بل يتم تصديره إلى البلدان المتأخرة حيث ترتفع العوائد على التشغيل بسبب قلة الرساميل وانخفاض أسعار الأراضي والأجور وتوفر الخامات ويتم تصدير الرساميل بطريقتين: أ ـ بشكل رسا ميل منتجة عن طريق التوظيفات في المؤسسات الصناعية والزراعة والنقل. ب ـ بشكل قروض أي يتم الاستيلاء عبر الفوائد على قيم زائدة من نتاج الشعوب كما يتم تصدير الرساميل الخاصة والحكومية ويتم الترويج لنظرية محو الطابع الاستعماري ومساعدة الدول النامية على أساس أن الدول الإمبريالية تعمل على «تطوير» العالم الثالث. 4ـ تقاسم العالم بين الاحتكارات: لم تتمكن الأسواق الداخلية من إشباع حاجات الاحتكارات إلى الأرباح ومع اتساع تصدير الرساميل والحاجة للسيطرة على الخامات وتوسيع السوق جرى مد النفوذ على العالم وتقاسمه والصراع عليه لتغيير الحصص بين الاحتكارات وهنا يتم تحاشي الرسوم الجمركية الوطنية عبر إنشاء معامل في أنحاء العالم وتستخدم سياسة الإغراق لتحطيم الصناعات المحلية. 5ـ تقاسم العالم بين الدول: من سمات الإمبريالية الاستعمار الذي يؤمن حاجات تمركز الإنتاج وتوسعه، وتعمل الحكومات الإمبريالية بصفتها أداة الطبقة الحاكمة أي الإمبرياليين للعمل على الدفاع عن مصالحهم وبالتالي استعمار الشعوب وإحكام السيطرة على الأسواق والخامات وتحويل البلاد المحتلة إلى مزارع أحادية الإنتاج تخدم الاحتكارات وعبر الاستعمار يجري أبشع استخدام للشعوب المحتلة والنهب اللا محدود للخامات ويتم بيع منتجات الدولة المستعمرة بسعر احتكاري وليس بسعر الإنتاج أو السعر العالمي ويتضمن السعر الاحتكاري نفقات الإنتاج + الربح + الربح الاحتكاري العالي. ـ مكانة الإمبريالية في التاريخ: جرى صراع فكري حاد بين لينين وكاو تسكي حول تعريف الإمبريالية حيث أعلن كاوتسكي رفضه اعتبار الإمبريالية مرحلة بلغها الاقتصاد بل سياسة معينة يفضلها الرأسمال المالي وعلى هذا جاء تعريف كاوتسكي بأن «الإمبريالية هي نتاج الرأسمالية الصناعية المتطورة جداً وهي تتلخص بنزوع كل أمة رأسمالية صناعية إلى أن تلحق بنفسها أو تستعبد أكثر ما يمكن من الأقطار الزراعية بصرف النظر عن الأمم التي تقطنها». وهكذا يبرز كاوتسكي بحسب لينين القضية القومية حصراً على أهميتها ويبرز بالتالي الرأسمال الصناعي وليس الرأسمال المالي وهكذا يفصل كاوتسكي سياسة الإمبريالية عن اقتصادها ويصل لضرورة إيجاد سياسة برجوازية أخرى يدعى أنها ممكنة غير قائمة على الاحتكار والعنف ويعتبر أن الإمبريالية هي الرأسمالية الحديثة وتطور الرأسمالية محتوم وتقدمي ومعنى ذلك أن الإمبريالية تقدمية ويقدم كاوتسكي نظرية الإمبريالية العليا التي يعتقد أن تقفز فوق الكارتيلات إلى مرحلة اتحاد الدول في العالم بأسره بدون صراع فيما بينها!! أي مرحلة استثمار مشترك للعالم من قبل الرأسمال المالي الممتد في النطاق العالمي وهي الأفكار التي دحضها لينين عبر الإحصائيات التي بينت منذ ذلك الحين مدى اشتداد الصراع بين الاحتكارات في العالم وحتمية هذه الصراعات تأتي نتيجة السعي الدائم وراء أعلى الأرباح وهو قانون الرأسمالية ويعرف هنا لينين بأن الإمبريالية بصفتها مرحلة تاريخية خاصة من الرأسمالية لها ثلاث خصائص فالإمبريالية هي الرأسمالية الاحتكارية والطفيلية المتعفنة والمحتضرة. ـ الرأسمالية الاحتكارية: تحتفظ الإمبريالية بجميع قوانين الرأسمالية مع ازدياد التناقض بين الطابع الاجتماعي للعمل والشكل الرأسمالي الخاص للملكية وللرأسمالية الاحتكارية أربع أشكال رئيسية: 1ـ ولد الاحتكار من تمركز الإنتاج. 2ـ ولد الاحتكار من البنوك. 3ـ قامت الاحتكارات بالاستيلاء على الخامات والأسواق. 4- ولد الاحتكار من السياسة الاستعمارية. وكل ذلك يعزز الطابع الاجتماعي للعمل وتبلغ القوى المنتجة في الإمبريالية أعلى مستوياتها ويزداد تناقضها مع الملكية الخاصة فتدفع الصراع الطبقي إلى الأمام. الرأسمالية الطفيلية أو المتعفنة: يشرح لينين أن الاحتكار يولد ميلاً للركود والتعفن عن طريق سياسة حصر براءات الاختراعات واستعمار الشعوب وتكون أصحاب المداخيل ومصدري الرساميل وتتباطأ وتائر الإنتاج بالنسبة لنمو عدد السكان وازدياد هائل في البطالة البشرية وانفلات العسكريتارية ونمو استهلاك البرجوازية الطفيلية وتتوسع أجهزة قمع الشعب ويعمل مرتزقة الفكر البرجوازي لإشاعة نظريات السلام الطبقي وتحسين واقع الرأسمالية وإصلاحها وتزداد رشوة أرستقراطية العمال وتتفشى الانتهازية وتسود قوانين الرجعية. الرأسمالية المحتضرة: تزداد وتتعمق تناقضات الإمبريالية الرئيسية وهي: 1ـ التناقض بين العمل والرأسمال. 2ـ التناقض بين الدول الإمبريالية. 3ـ التناقض بين الدول الإمبريالية وشعوب العالم المستعمرة أو العالم الثالث. 4ـ التناقض بين الاحتكار والعلم. 5ـ التناقض بين الاحتكار والشعب. ولم تثبت الوقائع ولا النظريات أي إمكانية لحل هذه التناقضات التي تزداد عمقاً ويزداد تفاوت التطور الاقتصادي بين الدول مما يؤدي لتفاوت تطورها السياسي «مثال الولايات المتحدة وبريطانيا». كما تغير مركز ثقل الحركة الثورية في بريطانيا إلى ألمانيا إلى فرنسا إلى روسيا مما أدى لتفاوت نضوج مقدمات انتصار الثورات الاشتراكية وبفعل قانون تفاوت التطور الاقتصادي والسياسي للبلدان الرأسمالية في عهد الإمبريالية تضعف وتتمزق الجبهة الإمبريالية دائماً. وهكذا بعد ما قام لينين بدراسة واقع الإمبريالية وتطوراتها استخلص سماتها الاقتصادية والعامة ودحض نظريات البرجوازية المداحة للإمبريالية مستنتجاً حتمية فنائها.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني