الأسرى للدراسات: الأسرى في السجون يحفرون في الصخر ويتحدون إدارة السجون ويحصلون على الشهادات الجامعية خلال فترة اعتقالهم
" إدارة السجون تسعى جاهدة وعلى مدار الحركة الوطنية الأسيرة أن تفرغ الأسير الفلسطينى من محتواه الثقافي والنضالي وتضع له العراقيل على كل الصعد من أجل تحقيق هذا الهدف " هذا ما أكده مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة .
وأضاف : بأن إدارة السجون تمنع الأسرى من الانتساب للجامعات وتمنعهم من إدخال الكتب للسجون في محاولة للتنغيص على الأسرى ووضع الحواجز لتقدمهم العلمي والثقافي والفكري ، ومع هذا استطاع الأسرى في السجون توفير واقع مليء بالعلم والوعي والمعرفة والثقافة داخل السجون .
وقال حمدونة إن تجربة الانتساب إلى الجامعة المفتوحة في إسرائيل جديرة بالاهتمام فبفضل الله ثم بفضل المعركة التي خاضوها الأسرى بجوعهم وصبرهم في الإضراب المفتوح عن الطعام في عام 1992 والذي دام سبعة عشر يوما تم نزع موافقة إدارة السجون للانتساب للجامعة المفتوحة في إسرائيل فقط بعد رفض الإدارة بالانتساب للجامعات العربية بحجة الأمن أو التحريض أو المبررات الإدارية، وكانت الموافقة في الانتساب إلى الجامعة المفتوحة في إسرائيل نوع من تعجيز الأسرى لصعوبة اللغة فتفاجأت الإدارة من إرادة المعتقلين الذين أتقنوا اللغة العبرية بجهودهم الذاتية ومساعدة بعضهم فانتسب للجامعة عشرات الأسرى وعدد كبير منهم من أنهى دراسته في البكالوريوس وآخرين يكملون دراسات عليا " ماجستير " ومنهم من حصل على شهادات امتياز من الجامعة رغم أن إدارة السجون تضع العراقيل في وجه الطلبة الأسرى، كتأخير الكتب لهم، ومزاجية مدراء السجون في الموافقة والرفض للأسير في التعلم، ومنع إدخال الكتب المساعدة، وغلاء الرسوم الجامعية، ونقل الأسرى للعزل لمنعهم من التواصل الجامعي قبل الانتهاء من الدراسة بأشهر، وأحياناً مصادرة الكتب عند التفتيشات، أو تأخير بعث التعيينات لمقر الجامعة عبر البريد.
وأكد حمدونة والذي أمضى في السجون الإسرائيلية 15 عاما متواصلة أنهى خلالها البكالوريوس من الجامعة المفتوحة في إسرائيل أثناء فترة اعتقاله وحصل على شهادة الماجستير في الدراسات الإقليمية تخصص دراسات إسرائيلية من جامعة القدس أبو ديس بعد الإفراج عنه " أنه رغم كل هذه العراقيل إلا أن الأسرى في السجون وبكل الوسائل ارتقوا بأنفسهم وأثبتوا ذواتهم وأنهوا دراستهم وخرجوا من السجون وتبوءوا المراكز العالية في المجتمع ولم يكونوا عبء عليه، فأصبحوا مدراء ووزراء وحملة شهادات ودراسات عليا وأمناء عامون لتنظيمات وكما كانوا مبدعي مقاومة أثبتوا أنهم طلاب علم ووعى وثقافة.
وقال حمدونة إن المراقب إلى الأسرى والسجون الفلسطينية يجدها مدارس وجامعات، فالأمي فيها سرعان ما يتعلم القراءة والكتابة ويتحول إلي مثقف يحب المطالعة والمتعلم يتوسع في دراسته، فيدرس اللغات ويحفظ القرآن ويطالع في شتى العلوم والأبحاث، ويتخصص في مجالات يميل إليها.
وفى السجون الجلسات التنظيمية والحركية والفكرية والتاريخية والاهتمامات الأدبية والثقافية داخل الغرف وساحة السجن ، وشهد الكثير من الحوارات والنقاشات والتحاليل السياسية والاهتمام بالقضية الفلسطينية والهموم العربية والإسلامية والتطورات الدولية .
وأكد حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات أن الأسرى ضحوا بأعمارهم وزهرات شبابهم لنصرة دينهم وشعبهم وقضيتهم وتحقيق الكرامة والاستقلال، فتحملون الألم وتطلعوا بالأمل للمستقبل، وهم يفخرون بتضحياتهم ويتطلعون بثقة لتحقيق أهدافهم، اجتمعوا علي محبة الله والوطن واستعلوا علي الصغائر والماديات والمصالح التي أشغلت الكثيرين وتواصلوا بكلمة الحق، وتعاهدوا علي مسيرة النضال والمقاومة