PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الترابط الديالكتيكي بين الإستراتيجية والتكتيك

إن الإستراتيجية والتكتيك الماركسيين ــ اللينينيين إنما هما علم وفن القيادة السياسية للنضال الثوري الذي تخوضه البروليتاريا وجميع الشغيلة من أجل التحرر الاجتماعي والوطني. إن الإستراتيجية تحدد الأهداف الرئيسية والاتجاه الأساسي لنضال الطبقة العاملة الثوري، والاتجاه العام للنشاط السياسي الذي يبذله حزبها في المرحلة التاريخية المعنية. إن مهمات الحزب الستراتيجية تتحقق على امتداد مرحلة طويلة، وتحتفظ بأهميتها في سياق مرحلة تاريخية كاملة وتتكون في وثائق الحزب البرنامجية. أما التكتيك: فهو قسم من الستراتيجية يخضع لها، ويؤمنها، ويرتبط بها وثيق الارتباط. والتكتيك يرسم سبل وأشكال وطرائق النضال في سبيل مقطع ملموس من تطور العملية الثورية ويؤمن حشد الجهود في الاتجاه الأساسي، إن الستراتيجية والتكتيك يشكلان مضمون السياسة، وطرائق وسبل ووسائل بلوغ الأهداف النهائية للطبقة العاملة وقواعد قيادة النضال الطبقي. إن الإستراتيجية كعلم تنطلق من قوانين التطور الاجتماعي السياسي، وهي جزء لا يتجزأ من النظرية التي تعكس هذه القوانين وتشكل طريقة لتحليل الواقع. والستراتيجية والتكتيك كفن يتطلبان التجربة والمهارة والموهبة في تحقيق إمكانيات الفعل السياسي ولقيادة النضال الثوري قيادة صحيحة، من الضروري، من جهة، امتلاك ناصية العلم الاجتماعي الذي يكشف صلة الاقتصاد بالسياسة وصلة البرامج والشعارات بالمصالح الطبقية الاجتماعية، والعلم يتيح معرفة المنطق الموضوعي، وقوانين التطور الاجتماعي السياسي، ورسم تتجاوب مع مقتضيات هذا التطور. ومن جهة أخرى، من الضروري امتلاك ناصية الفن السياسي، ومهارة الاستفادة من الإمكانيات والفرص السانحة واستعمال كل أساليب النضال الثوري. إن الفن السياسي يتيح ربط السياسة بالواقع الفعلي وتطبيقها في الحياة. إن الإستراتيجية تؤمن الصلابة في المسير على الخط السياسي العام للحزب، والتكتيك يؤمن إمكانية المناورة السياسية في إطار النهج المقرر. وفعالية سياسة الحزب تؤمنها وحدة الإستراتيجية والتكتيك التي تتصف بالتتابع والانسجام في السير على النهج العام وبالمرونة في تحديد سبل ووسائل تحقيقه. إن إستراتيجية وتكتيك الحزب الماركسي يتسمان بطابع أممي، ويقومان، كما أكد «لينين» على حساب دقيق موضوعي تماماً لجميع القوى الطبقية في الدول المعنية (والدولة المحيطة لها، وجميع الدول في المجال العالمي). وكذلك على مراعاة تجربة الحركات الثورية». إن تحليل حزب لينين تحليلاً شاملاً للوضع الموضوعي الناشئ في العالم قد أتاح له أن يرسم الإستراتيجية السياسية والتكتيك السياسي، وجملة من السمات والمبادئ التي تتسم بأهمية عامة دائمة غير عابرة وفي عدادها يمكن أن نورد، الطابع العلمي لرسم إستراتيجية الحزب وتكتيكه والتحقيق من صحة النظرية بالتطبيق ورسم السياسة على أساس النظرية الماركسية ــ اللينينية، ومعرفة واستعمال القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي والنضال الطبقي وتحليل وتوزيع نسبة القوى الطبقية .... الخ. رسم الإستراتيجية والتكتيك وفقاً لطابع ومضمون العهد التاريخي المعني. ومراعاة الظروف الدولية وصلة البلد المعني مع البلدان الأخرى، وصلة حركته الثورية مع الحركة العمالية العالمية. وجمع النضال من أجل الهدف النهائي مع النضال من أجل أقرب أهداف الجماهير ومن أجل حاجاتها اليومية. كتب لينين: «وما لم نتقن جميع وسائل الكفاح فإننا قد نتكبد هزيمة كبرى، بل وأحياناً هزيمة فاصلة، إذا ما حدثت تغيرات في وضع الطبقات الأخرى خارجة عن إرادتنا وجابهتنا، هذه التغيرات بشكل من أشكال النشاط نحن فيه ضعفاء لدرجة كبيرة. وأما إذا تضلعنا في جميع وسائل الكفاح فإننا ما دمنا نمثل مصالح الطبقة التقدمية حقاً والثورية حقاً، سننتصر يقيناً حتى فيما إذا كانت الظروف لا تسمح لنا بإشهار السلاح الذي هو أشد خطراً على العدو وأسرع في إنزال الضربات المميتة به». إن المغامرة والجملة الثورية تؤدي إلى عواقب وخيمة على الحركة الديمقراطية بمجملها. عملاً بالوصية اللينينية، تناضل الأحزاب الماركسية ــ اللينينية ضد شتى مظاهر المغامرة الثوروية وتسعى إلى توطيد الصلات مع الجماهير أكثر فأكثر. وفضلاً عن رسم منهاجية الحركة الشيوعية العالمية، وصياغة المبادئ العامة وإستراتيجيتها وتكتيكها. ضرب لينين في مؤلفه «مرض اليسارية الطفولي» في الشيوعية أمثلة عن تطبيقها عملياً لأجل حل قضايا متنوعة منها فن المهارة السياسية، إعادة تجميع القوى، اختيار اللحظة الصحيحة لأجل توجيه الضربة الرئيسية. وكذلك لأجل حل مسائل متنوعة منها العمل في النقابات والاشتراك في البرلمانات البرجوازية والموقف من المساومات. محمد نافع بوزان


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني