PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أذرع الأخطبوط الصهيوني مهرجان فينيسيا السينمائي يكافئ مجرمي الحرب

أذرع الأخطبوط الصهيوني مهرجان فينيسيا السينمائي يكافئ مجرمي الحرب حصل مهرجان فينيسيا السينمائي كعادته على مساحة واسعة من الاهتمام الإعلامي، وهي الدعاية المعتادة لأعرق وأقدم المهرجانات السينمائية، وكان اليوم الأول يشير إلى سير المهرجان باتجاه معين، لكن الجوائز جاءت باتجاه مغاير تماماً. فقد شهد المهرجان استقبالاً جماهيرياً حاشداً للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، حيث عرض في المهرجان فيلم وثائقي للمخرج الأمريكي اوليفر ستون بعنوان "جنوب الحدود" يتحدث عن التحولات الاجتماعية في امريكا اللاتينية ويمثل تشافير دورا اساسيا في الفيلم الذي يتضمن عددا من المقابلات مع القادة اليساريين في امريكا اللاتينية ولقطات من وسائل الاعلام الامريكية ومقتطفات من بيانات رسمية امريكية ضد تشافيز. وصرح تشافيز بعيد عرض الفيلم قائلاً: "يقولون ان اقتصاد السوق يمثل الخلاص لنا وان الاشتراكية هي نهايتنا لكن العكس هو صحيح وان اطلاع شعوب القارة الاوروبية والشعب الامريكي على الحقيقة امر في غاية الاهمية". المخرج السينمائي الامريكي مايكل مور عرض فيلمه الوثائقي الاخير بعنوان "الرأسمالية: قصة حب"، والذي ينتقد فيه الرأسمالية، معتبراً أنها فكر ونظام يزيد الاثرياء ثراء والفقراء فقرا، واظهر كيف تسرح الشركات الآلاف من موظفيها وعمالها، مقابل تحقيقها ارباحا غير مسبوقة، والصلات بين عالم السياسة والمال. وأظهرت جوائز المهرجان أن كل ذلك كان هدفه جذب الجمهور وتغطية ما جرى لاحقاً. فالتطبيل والتزمير للسينما الايرانية أظهر أنه كان لثلاثة أفلام اثنان أميركيان وآخر فرنسي أخرجها مخرجون من أصول ايرانية، وحاز "رجال بدون نساء" للمخرجة الأمريكية الايرانية الأصل شيرين نشاط على الجائزة الفضية، وعند تسلمها الجائزة قامت مخرجته بمهاجمة النظام الوطني في ايران. أما الجائزة الذهبية فذهبت إلى المخرج الاسرائيلي صموئيل ماعوز على جائزة افضل فيلم في المهرجان عن فيلمه "لبنان"، ويتناول الفيلم تجربة المخرج الشخصية أثناء مشاركته في الغزو الاسرائيلي للبنان عام 1982، وتم تصوير الفيلم من خلال منظار الدبابة التي كان ماعوز احد افراد طاقمها خلال الغزو، وتظهر مقتطفات الفيلم التي تسنى لنا مشاهدتها، الجنود الصهاينة وهم يراقبون فتاة تلبس اسمالاً، ومؤشر الهدف موجه اليها، في حين تنزل دمعة من عين أحدهم، ويصور الفيلم الغزاة الذين ارتكبوا المجازر ودمروا لبنان اناساً لطفاء وانسانيين، وكأنه في بعض فصوله رد عما كشفه اردوغان عن اعترافات القادة الصهاينة بسعادتهم حين يجتاحون بدباباتهم غزة. أما ماعوز فقد أهدى جائزته للقتلة حين قال "الجائزة هي لآلاف الاشخاص الذين مروا بتجربة مماثلة لتلك التي مررت بها وعادوا من جبهات الحرب سالمين وهم الان يعيشون مثل غيرهم حياة طبيعية لكن ذكرى الحرب محفورة في وجدانهم"، ووضح هدف الفيلم خلال اتصال هاتفي مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي حين قال بانه يأمل ان يساعد الفيلم الاخرين على "فهم اسرائيل والمجتمع الاسرائيلي وتعقيداته بشكل افضل". إذاً هو فيلم دعائي، والدعاية للدبابات الاسرائيلية مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى بعد مجازر غزة وما خلفته من استياء في أوساط الرأي العام العالمي. وحسب النقاد فإن الفيلم لا يتمتع بسوية فنية عالية إلا أن فكرته جديدة، لكننا متحفظون على أن فكرته جديدة، فالمنظور الصهيوني للمنطقة كان ومازال عبر منظار دبابة، وبدونه سيفقد الكيان الصهيوني جزءً من هويته المؤسسة. وعوضاً عن الصور الحية لأطفال غزة التي شاهدها العالم، عرض مهرجان فينيسيا دموع التماسيح وخوف القتلة من ضحاياهم، لا بل وكرمهم ومجد عملهم وكافأهم في النهاية، ليصبح المهرجان بوقاً حقيراً للدعاية الصهيونية. رشيد موسى


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني