PCP

يا عمال العالم اتحدوا

في عالم الرأسمالية ــ دعارة أطفال

في عالم الرأسمالية ــ دعارة أطفال أطفال الشوارع يعدوا بالملايين ... أشار تقرير لمنظمة الوحدة الأفريقية في أديس أبابا إلى أن هناك عشرة ملايين طفل في افريقيا يعيشون في الشوارع وينامون ويعملون بها بلا مأوى أو عائل لهم. وقال التقرير إن /22%/ من الأطفال في أفريقيا الذين تتراوح أعمارهم بين /10 و 14/ عاماً يعملون بالشوارع التي يظلون بها لعدة ساعات يومياً لإعالة أنفسهم. وأضاف أن هذه النسبة من الأطفال في أفريقيا تتعرض لأخطار بالغة سواء من الأمراض أو تجنيدهم في مجال الجريمة والدعارة وتعاطي المخدرات فضلاً عن التسول والسرقة. وقال التقرير إن /30%/ من المشتغلات بالدعارة صغيرات السن تتراوح أعمارهن بين /9 و 16/ عاماً وكثيرات منهن من فتيات الشوارع القادمات من الأحياء في المناطق الأفريقية. انتقال تجارة الجنس للأطفال ... لقد أصبحت تجارة الجنس في عالم الرأسمالية وخاصة بين الأطفال إحدى التجارات الأكثر رواجاً بعد تجارة السلاح وتجارة المخدرات. ويقف العالم مكتوف اليدين وهو يتفرج على الآلاف من الأطفال الجدد من الجنسين يزجون كل يوم في هذا الأتون المرعب ليصبحوا ضحايا وسبايا وسلعاً بيد تجار الجنس الذين ينتجون عنهم ملايين الأفلام ويسوقون إلى مختلف بلدان العالم. وتشير المعلومات إلى أن عدد الأطفال المستغلين في هذا المجال، ولاسيما في أفلام الدعارة، يصل إلى أكثر من مليون طفل. لقد كانت هذه الظاهرة الخطيرة تتركز قبلاً على بؤر الدعارة في الشرق الآسيوي، ولكن الأضواء أخذت تتركز أيضاً على الجانب الآخر من العالم أي الشمال الأمريكي، حيث تبين أن هناك أعداداً كبيرة من الأطفال تباع وتشترى وتزج في أوكار البغاء كل يوم في المدن الأمريكية، وهناك الآن ما بين /200 ــ 300/ ألف طفل وطفلة متوسط أعمارهم /14/ عاماً غارقون في الدعارة في مدن الشمال الأمريكي. وتقول إحدى الباحثات أنه على غرار أطفال تايلاند والهند وبلدان أخرى لا يأتي دخول أطفال الشمال الأمريكي بمحض اختيارهم، بل بسبب ضغط الراشدين قوادين وزبائن البارعين في اصطياد مخلوقات ضعيفة واستغلالها، متروكة في الشارع بدون رعاية أبوية أو حماية من أحد. وتقول الباحثة المذكورة: المفارقة المؤلمة أن الكثير من الأطفال الذين يهربون من بيوتهم ينتهون إلى أن يروا ما يفوق خيالهم في الشارع. إن القوادين يغرفون من منجم ذهب قوامه /500/ ألف طفل هارب من أهله أو مطرود من بيته كل عام، في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. بالطبع لا يدخل كل أطفال الشوارع سوق الدعارة، فالعامل الحاسم الذي يقرر دخول الطفل أو عدمه، هو الاعتداء الجنسي في منزل الأسرة بالذات إذ أن /80%/ من الأطفال الذين وقعوا في مصيدة تجارة الجسد يقولون أنهم تعرضوا للاعتداء الجنسي، أو الضرب الجسدي في المنزل، وما أن ينزل إلى الشارع ويتجول فيه حتى يقترب أحد منه ويفاتحه بمسألة قبول تعاطي الدعارة مقابل المال والطعام والمأوى. إن بعض الأطفال يقبلون هذه الدعوة والجنس لقاء النجاة ويستمع بعضهم إلى نصائح أو بالأحرى لإغراءات، حيث أن هذه الممارسة تعطيهم المال، ويؤكد القوادون لهم: الحمقى وحدهم يمارسون الجنس بالمجان ويقولون للفتاة الصغيرة: أنت كنت تمارسين ذلك في البيت رغماً عنك وبالمجان. إن تجارة الجنس في أمريكا الشمالية تعاني فالطلب الشديد على البالغات واليافعات، سواء من قبل صانعي الأفلام الإباحية، أو خدمات المرافقة للسواح الأثرياء أو نوادي التدليك المساج الرياضية أو نادي الستريب تيزاي التعري ويقوم العملاء والقوادون على تحديد الأطفال الواجب اختيارهم وكسبهم، ثم دفعهم نحو هذه الميادين المذكورة آنفاً وأخيراً تدفع الفتيات القاصرات إلى الشوارع كملاذ أخير. إن العالم الرأسمالي يقف اليوم موقف المتفرج أمام هذه الظاهرة الإجرامية، والدليل على ذلك هو ازدياد عدد الأطفال الذين يزجون كل يوم في هذا الأتون الذي لا مقر له، وأن جميع الإجراءات لإيجاد الطرق الفعالة للجم هذه الجريمة المريعة عصر الرأسمالية المتفسخة، لم تفد شيئاً، وإذا كانت الدعوات تتصاعد كل يوم لوضع حد للإرهاب السياسي، فإن هذه الجرائم التي ترتكب بحق أطفال العالم هي أشد خطورة من إرهاب الكبار، ويقتضي مكافحتها ووضع حد لها. أكثر من مليار إنسان في العالم فقير وجائع يلقى /40/ ألف شخص يومياً حتفهم نتيجة أمراض ناجمة عن نقص الغذاء بسبب الفقر الذي يعاني منه أكثر من مليار شخص في أنحاء العالم وفقاً لدراسة أصدرها البنك الدولي. إن /800/ مليون شخص في العالم يعانون من نقص التغذية يومياً بينما لا يتلقى نحو /500/ مليون طفل معظمهم في المناطق الريفية الغذاء الكافي لضمان نمو عقلي وجسدي سليم. ورغم نجاح البحث العلمي في المجال الزراعي في العشرين عاماً الأخيرة في توفير مواد غذائية إضافية لنحو مليار شخص وفقاً للدراسة إلا أن أي تقدم إضافي في هذا المجال لم يتحقق لأن القطاع الخاص ليس مهتماً بما فيه الكفاية بهذا المجال لأن البحث العلمي لا يؤدي إلى إجراءات اختراع جديدة يمكن بيعها في الأسواق. وجاء في التقرير: إن زيادة السكان الملحوظة تؤدي إلى استمرار تدمير قطاع ضخم من غابات العالم بسبب اضطرار الفلاحين الفقراء وصغار الملاك على حرق مساحات كبيرة من الغابات لزراعتها بغرض إطعام عائلاتهم. رمزية موسى (صوت الشعب)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني