PCP

يا عمال العالم اتحدوا

دبي الوهم الذي فضحته الأزمة

دبي الوهم الذي فضحته الأزمة مؤسسات دبي الأكثر حصولاً على الأيزو في العالم العربي، مدينة المعجزة والأمنيات، مدينة الأضواء والصفقات التاريخية، مدينة الأبراج والآلات الحاسبة التي لا تتوقف عن الهدير، مدينة الجزر العائمة والرفاهية المدهشة، مدينة الوجوه الطيبة والأقنعة المسالمة، مدينة السلم والأمان والتعايش، مدينة عربية دخلت العالمية بثقل وثقة وثقافة جديدة، دبي مدينة من المستقبل هكذا كان الحديث عن دبي ،الأنموذج الملمع للمدن الرأسمالية ،ولكن الأزمة الاقتصادية كالامتحان يكرم فيها المرء أو يهان أي تكرم فيها المدن والدول أو تهان. مقدار الخسائر التي تكبدتها هذه الاقتصاديات نتيجة للأزمة العالمية تظهر بصورة واضحة وجلية. حيث تجاوز مقدار الخسائر المعلنة حتى الآن حاجز 2.5 تريليون دولار أخبار مؤشر البورصة كانت كالصاعقة فقد فقد بعام واحد 60 بالمئة من قيمته. تسريحات هنا وإقفال هناك، موظفون بنصف رواتب ولا علاوات 1500 عامل ينهون أعمالهم يومياً في الإمارات تأجل تسليم المترو حتى 2011 توقف العمل في البرج العملاق توقف التوظيف في عشرات الشركات الكبرى العقارات تعرض بلا مشتر وانخفضت أسعار شقق «برج دبي» من 3750 درهما لكل قدم مربعة خلال الربع الثالث من 2008 إلى 2700 درهم لكل قدم مربعة خلال الربع الرابع من 2008 بنسبة انخفاض بلغت 28 في المائة. كذلك انخفضت أسعار «مارينا دبي» بنسبة 18 في المائة، من 2200 درهم للقدم المربعة إلى 1800درهم للقدم المربعة خلال الربع الرابع من 2008. المشاريع لن تسلم في موعدها شركة طيران الإمارات بيعت شركة إعمار باعت أكثر من نصف أسهمها. الايجارات التي وصلت أرقاما فلكية هدأت، أخيرا انخفضت أسعار الشقق في دبي بنسبة 25% وأسعار الفيللات بنسبة 26%. نسبة إشغال الفنادق تنخفض على ذمة أصحاب الفنادق ومهرجان التسوق هذا العام يكاد لا يلاحظ والقرية العالمية تحولت إلى مدينة أشباح. سيارات مرهونة للبنوك يتركها المغادرون ممن تم إيقافهم عن العمل أو أنهوا أعمالهم أو طردوا منها، يتركونها في موقف المطار، ويغادرون، العدد بالآلاف. المفارقة أنه وبنفس هذا الوقت الذي تتبدى فيه الأزمة بأقسى تجلياتها يفرض على الإمارات وبالعصا الأميركي أن تساهم في إنقاذ اليانكي من أزمته فقد أبرمت دولة الإمارات العربية المتحدة صفقة لشراء 16 طائرة نقل عسكرية من طرازي سي-17 وسي-130 جي مع شركتي لوكهيد مارتن وبوينغ الأميركيتين وذلك بقيمة تقارب ثلاثة مليارات دولارحيث أن بوينغ ستزود القوات المسلحة الإماراتية بأربع طائرات من طراز سي-17 وطائرة نقل عملاقة في إطار صفقة تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار. أما شركة مارتن لوكهيد فستزود الجيش الإماراتي بـ12 طائرة نقل من طراز سي-130 جي في صفقة تبلغ قيمتها 1.6 مليار دولار. وفي وقت سابق عقدت الإمارات العربية المتحدة صفقات لشراء معدات وقطع غيار وأنظمة دفاعية من شركات أميركية وأوروبية تصل قيمتها الإجمالية إلى ثلاثة مليارات درهم (817 مليون دولار). وفي تلك الصفقات ستوفر شركة بوينغ قطع غيار ومعدات أرضية في اتفاق تبلغ قيمته 373 مليون درهم، فإن كونسيرتيوم يورو آرت وشركة لوكهيد الأميركية ونظيرتها الفرنسية تال، ستوفران نظام كوبرا المضاد لبطاريات الرادارات بقيمة 893 مليون درهم. في حين وقعت شركة المبادلة للتنمية المملوكة لحكومة أبو ظبي اتفاقاً مبدئياً من أجل إنشاء مركز للصيانة البحرية في الإمارة في مشروع مشترك مع وحدة سيكورسكي للخدمات الجوية التابعة لشركة يونايتد تكنولوجيز، ولم تذكر الشركة قيمة الصفقة. كما حصلت شركة تال الفرنسية على عقد بقيمة 157 مليون درهم لتوفير نظم اتصالات داخلية لدبابات لكليرك القتالية الخاصة بالجيش الإماراتي.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني