مبارك: يقدّم أوراق اعتماده الجديدة
مبارك: يقدّم أوراق اعتماده الجديدة
رغم كل ما فعله نظام حسني مبارك أثناء وبعد حرب إسرائيل على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من خنق للقطاع ومنع الهواء والماء عن سكانه ــ وليس الغذاء والدواء والسلاح فقط ــ ورغم محاولات نظام مبارك المتواصلة لشق الصف العربي وإجهاض أي محاولة لجمع ــ كلمة ــ العرب تجاه القضية الفلسطينية، ومقاطعته لمؤتمرات عربية عديدة، إلا أنه على ما يبدو، أحس مبارك وأبو الغيط أن أسيادهم في واشنطن وتل أبيب، ما زالا غير راضين عنهما، مما اضطر النظام المصري لفعل الفضائح وعلى رؤوس الأشهاد، دون حساب ردة فعل الشعب المصري، لأن هذا النظام يأخذ شرعيته بل وبقاءه من الدوائر الإمبريالية والصهيونية وليس من إرادة الشعوب.
جديد هذه الفضائح، مفارقة مذلة تمثلت بمقاطعة النظام المصري لاحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية، وتجاهل الأمر، في مقابل إرسال مبارك سفيره في تل أبيب، ليمثله في احتفال أقامته حكومة العدو الإسرائيلي لإحياء ذكرى معاهدة كامب ديفيد الخيانية، وهناك ألقى السفير كلمة مبارك النارية والتي لم يتطرق فيها للأسرى المصريين الذين دفنهم الجيش الإسرائيلي أحياء في صحراء سيناء، وللعلم فقط .. لمن لا يعلم أن وزير خارجية مبارك ــ أحمد أبو الغيط ــ أجاب عندما سئل حول الشريط التلفزيوني الذي بثته وكالات الأنباء حول هذه المأساة بحق أسرى مصر:
«مش جايز أبداً نقيّم علاقاتنا بدولة ثانية بسبب فيلم وثائقي».
ولم يتطرق السفير أيضاً لتصريحات .. ليبرمان .. وزير خارجية إسرائيل الذي قال:
«يجب تدمير السد العالي بمصر»، ولم يرد أيضاً السفير على الشتائم التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون بحق «حسني مبارك» شخصياً، السفير المصري شن هجوماً عنيفاً على إيران، طالباً من إسرائيل التعاون لمواجهة الخطر الإيراني.
وبعد ذلك وخلال يومين متتاليين صدر عن نظام مبارك موقفان يدلان على حجم عمالة هذا النظام:
ــ دعوة للمجرم نتنياهو ــ صاحب المجازر بحق الفلسطينيين ــ لزيارة مصر ولقاء حاكمها، ضيفاً عزيزاً عليه ومرحباً به.
ــ حملة افتراءات وكذب بحق السيد حسن نصر الله، واعتقال عنصر من حزب الله مع عدد من المواطنين المصريين كانوا يحاولون إيصال مساعدات لوجستية لأهل غزة المحاصرين، وذلك كله لتوجيه رسالة لإسرائيل وأمريكا أن حسني مبارك يحاول الانتقام لهم من رمز المقاومة الوطنية اللبنانية الذي مرّغ وجوههم بالتراب في جنوب لبنان.
ماذا سيقدم نظام مبارك من أوراق اعتماد جديدة لينال القبول من أسياده بعد أن تعرت خيانته وتآمره أمام شعبه وشعوب المنطقة العربية، وانكشاف كل أوراقه العميلة أمام العالم، وهل ستنفعه كل هذه المحاولات لإطالة عمر هذا النظام .... أشك بذلك.
عمر أدهم