PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الـتـضـامـن مـع فـنـزويـلا

الـتـضـامـن مـع فـنـزويـلا إن الشعب الفنزويلي ، وريث الأفكار التحررية لسيمون إيلوار وإلليبراتو ، هو اليوم بطل ثورة يقودها الرئيس هوغو شافيز والتي تمثل أملا للأمة ولشعوب أمريكا اللاتينية. في السنوات الأخيرة ، وأمام اعتداءات الإمبريالية الأمريكية ، جرت محاولات لضرب الاستقرار وذلك من خلال النشاط الهادف إلى قلب النظام من طرف معارضة داخلية والتي منيت بنكسات بعد عشرة استفتاءات شعبية جرت حتى الآن . فالثورة الفنزويلية الناجحة يمكن أن تمثل نشاطا اجتماعيا واسعا يستفيد منه ملايين المواطنين الذين كانوا مجبرين على العيش في الفقر وفي ظل غياب أدنى شروط النظافة والوقاية. وفي إطار برامج عديدة تحرص الثورة الفنزويلية على تحقيقها ، أعلنت فنزويلا في شهر أكتوبر أنها ودعت الأمية ، حيث تعلم 1,5 مليون مواطن القراءة والكتابة ، حتى أن الكثير منهم يدرس حاليا في مستويات عليا من التعليم ، كما تم توسيع نظام الصحة إلى كامل أرجاء البلاد ليستفيد منه 17 مليون فرد كانوا محرومين من هذه الخدمة الاجتماعية الأساسية ، حيث يترجم توسيعه وتعميمه بإنشاء مستشفيات عمومية وتوفير عتاد وتجهيزات طبية . لقد عرفت نسبة البطالة انخفاضا معتبرا ، وبالموازاة مع ذلك ، تم فتح شبكة واسعة من المراكز والمحلات التجارية التي تسمح لـ 12مليون شخص بشراء المواد الغذائية الأساسية بأسعار جد منخفضة. ورغم المقاومة الشرسة التي تبديها البرجوازية المحلية وكبار ملاك الأراضي إلا أن تطبيق القانون حول الأرض يعرف تقدما ملحوظا ، حيث تم استرجاع مئات الآلاف من الهكتارات وتم توزيعها على آلاف العائلات. من جهة أخرى ، تعمل البلاد على توسيع المنشآت القاعدية لاسيما الطرق والتطوير الصناعي والاكتفاء الذاتي الزراعي ، خاصة أن البترول ، وهو الثروة الرئيسية التي تصدرها فينزويلا ، أصبح الآن الثروة الحقيقية والفعلية للدولة التي تقوم بتوجيه عائداته نحو تطوير البلاد وإنجاز المشاريع الاجتماعية. وعلى الساحة الدولية لا يكف الرئيس هوغو شافيز على تشجيع مشروع بلده (ALBA) وهو عبارة عن مبادرة تمثل بديلا من أجل توحيد دول أمريكا اللاتينية على أسس التضامن والعدالة الاجتماعية والتعاون في شتى المجالات . ووفق هذه المبادئ نسجت كل من فنزويلا وكوبا علاقات واسعة لتحذو دول أخرى على نفس المنوال نحو الوحدة والتضامن والعيش الأفضل . لقد أمضت حكومتا فنزويلا وكوبا في إطار مشروع الألبا على مشروع يسمح لستة ملايين شخص من بلدان أمريكا اللاتينية بتلقي العلاج الخاص بأمراض العيون وهذا في غضون السنوات القليلة المقبلة ، كما يسمح نفس البرنامج بتوفير تكوين مجاني لفائدة 200 ألف طالب في ميدان الطب ، وهذا من أجل ضمان الخدمات الصحية اللازمة للأشخاص المعوزين والمهمشين الذين يشكلون الأغلبية الساحقة في المنطقة . لكل هذه الأسباب فإن الثورة الفنزويلية تعد مثالا لشعوب أمريكا اللاتينية وكل دول العالم الثالث ، فهي تقدم بديلا للقضاء على الفقر واللاعدالة اجتماعية والمفارقات والفجوات الاجتماعية.... وغيرها من دواعي الانهيار والتهيئة للخضوع التي أرادت الإمبريالية أن تزرعها وتذكيها في الشعوب . إن هذا المسار الذي يشجعه ويدعمه شافيز وجهوده من أجل تحقيق الوحدة الجهوية والتضامن يخلق ظروفا جديدة توفر دعائم أنجع لمواجهة الإمبريالية وسياسة الهيمنة التي تميز علاقات الولايات المتحدة مع شعوب المنطقة. كل هذه العوامل تفسر الحملة الإعلامية التي تقودها الإدارة الأمريكية بشراسة ، وأمام التهديدات المتوالية لقادة اليمين المتطرف ، حيث تجري نشاطات داخلية مدعومة لقلب النظام وزعزعة الاستقرار ومساندة بؤر الدسائس الخاصة للإمبراطورية الأمريكية ومافيا ميامي ضد الثورة . لكن الفنزويلين عازمون ومصممون أكثر على الدفاع عن سيادتهم ، وحق تقرير مصيرهم وبناء مستقبل العدالة والرخاء لأمتهم. وأمام الصمت الدولي والتكالب الإمبريالي بكل أشكاله ، فإن الأحزاب الشيوعية والعمالية المجتمعة في أثينا يعبرون عن رفضهم لسياسة العدوان التي تنتهجها الإدارة الأمريكية الحالية ضدا الثورة الفنزويلية ، كما يؤكدون عن تضامنهم مع النضال الشريف والشجاع لشعب فنزويلا. ترجمة يانيس ريان


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني