PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بـؤر »ثوريـة« مـن غيفـارا إلـى العالـم

بـؤر »ثوريـة« مـن غيفـارا إلـى العالـم 41 عاماً مضت على استشهاد »الثائر الأممي« ارنستو تشي غيفارا في بلدة في لاهيغويرا البوليفية. أحداث محورية شهدها العالم طوال هذه العقود، التي سقطت خلالها أحلام الكثيرين، فاستسلم بعضهم لليأس والإحباط، في حين سلم الآخرون بمقولة »انتصار الرأسمالية«، ودخلوا في لعبتها. حتى تلك الصورة الشهيرة التي التقطها المصوّر الكوبي البرتو كوردا لـ»تشي« في العام ،١٩٦٠ تحولت إلى مادة استهلاكية استخدمها البعض لتسويق سلعهم، من قمصان وزجاجات فودكا وعلاقات مفاتيح، لكنها حافظت، رغم ذلك، على بريقها الثوري، فظلت تتصدر التظاهرات المناهضة للرأسمالية، حتى في معقلها الرئيسي، الولايات المتحدة. غير أنّ الأمر لم يقتصر على الصورة، فالمبادئ التي أرساها »تشي« ظلت تلهم الملايين ممن يكافحون من أجل تحقيق تلك »الأحلام التي لا تعرف حدودا«، والتي استشهد من أجلها، سواء في كوبا، التي ما زالت ثورتها تواجه بصلابة رياح »الإمبراطورية«، أو في بوليفيا، التي يكافح سكانها الأصليون لاستعادة حقوقهم التي سلبهم إياها المستعمرون البيض. ورغم تبدل أشكال الصراع، ما زالت العديد من المجموعات المسلحة تسير على نهج »حرب الغوار«، التي كان »تشي« أهم من وضع أسسها، في النظرية والممارسة، وإن كان الكثير منها لا تتبنى الأفكار اليسارية التي حملها. وبالإضافة إلى فصائل المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، يمكن الحديث عن العديد من التنظيمات العسكرية في العالم، سواء في أميركا اللاتينية أو في آسيا ومنطقتنا العربية، أبرزها »القوات المسلحة الثورية الكولومبية« (فارك)، التي أثار اغتيال قائدها راوول رييس في آذار الماضي أزمة سياسية حادة بين فنزويلا وكولومبيا، و»حزب العمال الكردستاني« الذي يوجه الضربة تلو الأخرى لتركيا، وصولاً إلى الفلبين التي تشهد حرب عصابات يقودها الشيوعيون وجبهة مورو. وتعتبر منظمة »فارك« من أهم المجموعات اليسارية في أميركا اللاتينية، وهي حركة سياسية عسكرية ماركسية ـ لينينية، تقدم نفسها كمدافع عن الفقراء في الريف الكولومبي ضد الطبقات الثرية، وكحركة مقاومة في مواجهة النفوذ الأميركي. وفيما ينظر إلى »فارك« في نشاطها العسكري كحركة ثورية تستلهم الأنماط التي اعتمدها غيفارا في »حرب العصابات«، يأخذ عليها كثيرون خروجها عن »النقاء الثوري« الذي تميّز به »تشي«، خصوصاً مع الاتهامات الموجهة لها حول تمويل عملياتها من أعمال الخطف وتهريب المخدرات وتجنيد الأطفال، فضلاً عن استهداف المدنيين. وعلى غرار الـ»فارك«، حملت »الحركة الزاباتية« في إقليم تشاباس السلاح للتخلص من هيمنة »البرجوازية« في المكسيك، طارحة من جديد مسألة »حرب الغوار« والسعي نحو استخلاص الدروس من التجارب السابقة. ويبدو أن إستراتيجيتهم الجديدة، قد نجحت في إكسابهم تعاطف العديد من المفكرين في العالم، وخصوصاً في أوروبا. ويطالب الزاباتيون بأن تسحب القوات المركزية بعض قواتها من تشاباس، الإقليم الأكثر فقراً في البلاد، والإفراج عن المعتقلين، وتعديل الدستور بما يضمن حقوق السكان الأصليين. ولعل أبرز المحطات في تاريخ هذه الحركة كانت رحلة الأشهر الستة، التي قام بها قائدها »ماركوس« في العام ٢٠٠٦ سيراً على الأقدام لعرض قضيتها. وفي المكسيك أيضاً، تنشط مجموعة تمرّد صغيرة تعرف باسم »الجيش الشعبي الثوري« في مواجهة الحكومة، وأبرز عملياتها كانت في العام ٢٠٠٧ حيث استهدفت شبكة رئيسية لأنابيب الغاز بثماني عبوات، فجرت بالتزامن. وفيما تعتبر منطقة غيريرو المعقل الرئيسي لهذه المجموعة، فإنّ عملياتها تمتد إلى مناطق أخرى كتشاباس واوكساكا وفيراكروز. وفي آسيا، يستلهم حزب العمال الكردستاني نهج »حرب الأنصار« لتحقيق أهدافه القومية في مواجهة الأتراك. ويصنف »الكردستاني« نفسه كحزب سياسي كردي مسلح ذي توجهات ماركسية ـ لينينية، ويهدف إلى إنشاء »دولة كردستان« المستقلة. ويعتبر الحزب أكثر المنظمات المقاتلة تنظيماً، وقد نجح منذ تأسيسه على يد عبد الله أوجلان في اجتذاب الشرائح الاجتماعية الكردية إلى عمليات جماهيرية. وعلى غرار كافة التنظيمات المصنفة »إرهابية« من قبل الغرب، يتهم الحزب بتنفيذ عمليات ضد المدنيين. وفي آسيا أيضا، تنشط مجموعات مسلحة تسعى لـ»تحرير« منطقة تاميل إيلام، وهو الاسم المعطى من قبل التاميليين للدولة المستقلة التي يطمحون إليها في الأجزاء الشمالية والشرقية لجزيرة سريلانكا. ومن العام ١٩٤٨ إلى العام ،٢٠٠٢ كانت هناك ٣٨ مجموعة فدائية تقريبا قاتلت لاستقلال تاميل إيلام، أبرزها »نمور تحرير تاميل إيلام«، و»منظمة تحرير تاميل إيلام«. وليس بعيدا عن سريلانكا، تنشط جبهة »مورو«، وهي حركة تمرد إسلامية منفصلة مقرها في جنوب الفلبين، وتحديدا منطقة بانجسامورو أو أرض المورو. وتطالب هذه الحركة بالحصول على منطقة مستقلة في ظل حكم ذاتي لمجموعة المورو العرقية، وقامت بالعديد من الأعمال المسلحة لتحقيق ذلك. أما في أوروبا، فيمكن الإشارة إلى منظمة »ايتا«، التي يعني اسمها »وطن الباسك والحرية«. وقد نشأت كمنظمة في العام ،١٩٥٩ وتطورت مع الزمن إلى حركة انفصالية. وتتلخص أهدافها المعلنة بفصل إقليم الباسك الذي يخضع لسيطرة كل من إسبانيا وفرنسا. وكانت أقوى ضربة وجهتها المنظمة إلى الحكومة الإسبانية في العام ١٩٧٣ حين اغتالت رئيس الوزراء الاسباني لويس كاريرو بلانكو وذلك بواسطة سيارة ملغومة في وسط مدريد. وإضافة إلى »ايتا«، هناك منظمة »١٧ نوفمبر« اليونانية، التي تمتد جذورها إلى فترة المقاومة ضد النظام العسكري الذي حكم البلاد بين عامي ١٩٦٧ و.١٩٧٥ وتستقي المجموعة اسمها من تاريخ انتفاضة قام بها طلبة جامعة أثينا ضد النظام العسكري في العام ،١٩٧٣ وهي انتفاضة قمعها النظام بالدبابات. وقد نفذت المجموعة أول هجوم لها في كانون الأول العام ١٩٧٥ وذلك عندما اغتالت مدير مركز وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية في أثينا، ريتشارد ويلتش. وأصبح المسدس عيار ٤٥ الذي استخدم في اغتيال ويلتش، العلامة الفارقة للمجموعة التي اعترفت بتنفيذ ٢١ عملية اغتيال حتى اليوم بينها عمليات اغتيال طالت أربعة دبلوماسيين أميركيين. وسام متى - السفير 09 تشرين الأول 2008


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني