PCP

يا عمال العالم اتحدوا

تخسر رهانك ..

تخسر رهانك .. مملكة روتانا الإعلامية صاحبة الشعار المشهور: مش حتقدر تغمض عينيك، حتى تبقى عيون العرب جميعاً مفتوحة على شاشة روتانا ومغمضة عن مآسي هذا الواقع وكوارثه، هذه المملكة المؤلفة من محطات عديدة: روتانا موسيقى، روتانا كليب، روتانا أفلام، روتانا طرب، روتانا زمان ــ مملوكة لأمير شاب من العائلة الحاكمة في السعودية، وهو رئيس المجموعة الاقتصادية المعروفة المسماة: مجموعة المملكة القابضة. تقدر ثروته بأكثر من عشرة مليارات دولار ــ يا سبحان العاطي ــ المعروف عن هذا الأمير حرصه على تقديم فروض الطاعة لسادته في البيت البيض باستمرار، رغم أنهم يبهدلونه في أحيان كثيرة، كما حصل بعد أحداث الحادي عشر من أيلول في أمريكا، حيث فزع أمير روتانا لمساعدة أهل نيويورك قبل حاكم ولاية نيويورك نفسه، وقدم شيك بعشرة ملايين دولار كمساعدة فورية لمساعدة المتضررين، لكن السيد حاكم نيويورك ــ ضربه بالشيك على وجهه ورفض مساعدة الأمير الشهم، هذا الأمير الذي لا يجرؤ على تقديم ألف دولار أمريكي أو كندي إلى شعب فلسطين المحاصر في غزة، أصلاً لو كان يملك ذرة كرامة أو شرف لقال كلمة حق في وجه إجرام الاحتلال الأمريكي في العراق بعد موقف حاكم نيويورك تجاهه ولكن كما قال الشاعر: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام إحدى محطات التلفزة الروتانية ــ تحديداً روتانا سينما ــ تبث منذ أيام مادة إعلانية جعلتني بالفعل ــ مش حتقدر أغمض عيني ــ حيث بثت فيلم تسجيلي قصير يظهر جنود المار ينز الأمريكي في العراق المحتل في عدة مشاهد منها: ــ جندي أمريكي يعالج مواطن عراقي مريض في المستشفى. ــ جندي آخر يقدم الطعام لعجوز عراقية، ومهندسون أمريكيون من سلاح الهندسة في الجيش الأمريكي يساعدون نظرائهم العراقيين في وضع مخطط لبناء جسر في العراق ــ طبعاً هذا الجسر المدمر، دمرته قوات من كوكب المريخ وليس طائرات بوش. ــ جندي آخر يمسك بيد طفل عراقي ليعبر به إلى الطرف الآخر من الشارع. وغيرها من المشاهد التي تظهر بما لا يقبل الشك حجم الإنسانية والأخلاق الذي تتمتع به قوات الاحتلال بالعراق المحتل، وتترافق هذه المشاهد مع صوت مذيع عربي يشيد بالأمان والاستقرار الذي تتنعم به بلاد (الإرهابيين) الذين يعكرون صفو السلام والازدهار في العراق. حقاً كيف سنغمض عيوننا ونحن نشاهد هذا الكذب والنفاق وتزوير الحقائق المعروض أمامنا، كيف سنغمض عيوننا ومشاهد اغتصاب رجال العراق في أبو غريب من قبل المار ينز حاضرة في ذاكرتنا يا سمو الأمير ــ طال عمرك ــ وكيف ستغمض لنا عين وصور مجزرة (حديثة) من اغتصاب طاهرات العراق ثم قتلهن وإحراق جثثهن مع أهاليهن محفورة في ذاكرتنا؟ وكيف سنغمض عيوننا والعراق يسرق تاريخاً وحضارة وحياة وآخر نفطاً؟ مليون قتيل منذ «تحرير» العراق وملايين المهجرين داخل وخارج العراق ومئات الآلاف من المفقودين والجوع يفتك بالناس ومرض الكوليرا يزحف من جنوب العراق إلى شماله ــ هل سمعت بالكوليرا يا سمو الأمير وما تحصد من العراقيين أشك في ذلك!!. لكن صدقت المقولة ــ أن لا جريمة كاملة ــ وجريمة الكذب الروتانية هذه والدعاية المفروضة على الأمير الاقتصادي أن يبثها على شاشته أيضاً، لم تكن كاملة لأن الموسيقى التصويرية المرافقة لهذا الإعلان كانت من إحدى أغنيات ــ سلطان الطرب ــ المطرب السوري جورج وسوف ــ أبو وديع ــ وتقول كلمات الأغنية في مطلعها: تخسر رهانك تخسر رهانك مش أنا اللي يتراهن عليه وهذه هي حال من يراهن على إدارة الاحتلال الأمريكي لأنه حتماً سيخسر رهانه ومن سيكسب الرهان هو المقاومة فقط المقاومة. عادل معصوم عمر


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني