PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الشاعر العربي بمليون دولار

نظمت محطة فضائية عربية خليجية مسابقة فريدة من نوعها، ورصدت لها جائزة قليلة لغاية. فقط مليون دولار واسم هذه المسابقة، (شاعر الشعراء) الشعر الذي يجب على المتسابق إلقاؤه هو من نوع اللهجة السائدة في منطقة الخليج العربي، وهذه المسابقة توأم لسوبر ستار، وبرنامج يا نصيب، وبرنامج من سيربح المليون، أو من سيربح المليونين، حيث تجد الصالات الكبيرة والفخمة التي تشكل استديو البرنامج ومقدمات المسابقة حسناوات يشبهن مقدمات باقي البرامج مع اختلاف اللباس، حيث ترتدي المذيعة في برنامج (شاعر الشعراء) عباءة عربية طويلة (بما يتناسب مع جو الشعر العربي)، والجمهور المنوع من رجال ونساء وحتى الأطفال حاضرون في القاعة كلٌ منهم يحيي بحماس ويُصوت لشاعر بلده، ويحقد على الشاعر المنافس. وهل يعقل أن سوية الشعر تقيم في ذلك الوسط الجمهوري بعيداً عن المستوى الثقافي، إن هذا تهميش لأساسيات الإنسان، أما لجنة التحكيم التي تضم باقة من الحكام ويفترض بهم أن يكونوا نقاداً أدبيين، لكن ما شاهدناه كان مثيراً للدهشة، فهل يعقل أن يعطى حكم في لجنة التحكيم لشاعر ما علامة 48 من 50، بينما حكم آخر 8 دون 40، وهذا أقرب للمديح أكثر من أن يكون نقداً جاداً. وبخصوص الجائزة البالغة مليون دولار فهنا نتساءل: على ما يبدو إن الملايين من الدولارات موجودة وبكثرة في محطات البترو ــ دولار، حتى تصبح جائزة لكل البرامج. ونتساءل أيضاً: ماذا بقي لعنترة بن شداد، والمتنبي، وابن الورد، ومحمود درويش، ونزار قباني، إذا كان شاعر الشعراء، قد نال المليون دولار، وأصبحت قصيدته أفضل من كل معلقات الشعر العربي، كأن الشعر أصبح سلعة تباع وتشترى بدولارات. إن الشعر أكثر عمقاً وبريء من كل هذه التطورات غير الشعرية والتعامل معه بشكل غير جوهري بعيداً عن الاحترام الحقيقي للشعر. لو وزعت المليون دولار على الأيتام وأرامل فلسطين والعراق، ألا يكون هذا أفضل؟ إلا أن هذا المال موظف فقط لتسطيح الثقافة وتهميشها. فريدة أكرم محمد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني