PCP

يا عمال العالم اتحدوا

كلمة الحزب الشيوعي الفلسطيني في حفل تأبين الرفيق الراحل ناجي علوش

كلمة الحزب الشيوعي الفلسطيني في حفل تأبين الرفيق الراحل ناجي علوش الحفل الكريم، آل الفقيد، وأصدقاءه ومحبيه، تحية لكم جميعاً، تحية عربية ثورية، وسلام إلى وعلى روح المقاومة الفكرية السياسية الأدبية الكبيرة، والتي غادرت منذ 40 يوم فقط، رحلت بكل شرف وإباء عن ميدان الوجود المادي، لتتخلد قامه باسقه منتصبه في كل الضمير الفلسطيني والعربي. يا راحلنا الكبير، بهذه الأبيات المتواضعة جداً أمام قامتكم الوطنية الشامخة أبدأ حديثي معك وإليك في ذكرى أربعينك فأقول: طِب في المنامِ وقَرَ العينَ والجسـدا خلفتَ ذكراً تسامى عزةً وندى إن غابَ جسمكَ فالطهرُ الذي عُرفت به سجاياكَ يبقى بيننا الأبــدا يا خير من جعلَ الأوطانَ قِبلتــهُ وطبتَ حياً كما لم يُستطب أحدٌ وطبتَ أكثر مما طِبتَ مُلتحِدا نعم يا راحلنا الكبير الفذ، أنت وأمثالك لا تموتون، يطوى الثرى في بطونه أجسادكم، ولكنكم تظلون تحلقون بأرواحكم المفعمة مجداً وخلوداً، تكتنزكم ذاكرة الأيام رصداً ثورياً يظلُ يُطل بين الفينة والفينة على كل من وعدتموهم ووعدوكم، بموروثكم الثوري الأبدي الأصيل فيشعل فيهم نار الثأر للكرامة المهدورة ، ويضرم فيهم عنفوان المقاومة لاسترداد الوطن الحبيب الغالي من براثن محتل مجرم متغطرس. ماذا نقول اليوم للراحل الذي طلب ومنذ عام 1972 في مؤلفه الشهير المعروف بثورة فلسطينية جديدة، وبماذا عساها تطالبنا اليوم روحه المتمردة وهي تحوم غاضبه عاتبه فوق بقايا رمادنا تستنهض فيه بقايا الوميض. نعم أيها الراحل الكبير، لن نخذل شموخك، وسنظل دائماً أهلك وربعكَ الذين عهدت فيهم كل الوطنية، وغادرتهم على عهد استرداد القدس بأقصاها وقيامتها، وتطهير كل فلسطين من رجس المحتل ودنسه، سنظل جنود فلسطين الذين انتخيتهم في كل كتاباتك ومؤلفاتك وأشعارك، بحروفك النارية، وكلماتك الثورية الملتهبه، سنحول الوميض تحت الرماد إلى ضرام يمحق المحتل ويشعل الأرض تحت أقدامه ليرحل ذليلاً مقهوراً ، إلى ضرام يعيد لشعبنا عزته ولأمتنا أمجادها، التي باتت تئن تحت وطئة تآمر المتآمرين وخيانات الخائنيين من أغراب وأعراب مستعربين. في تونس الباكورة، وفي مصر الناصرية المنصورة، وفي سورية الشامخة البطلة الصامدة الصابرة على كيد الغرب الموتور وتنكر المستعربين العملاء التابعين الأذلاء، في سورية العربية الأصيلة المجيدة، وفي قلعة نضالها وعلى صخرة صمود شعبها الوفي وجيشها الباسل ستتحطم كل المؤامرات، وبالحزي والعار سيبوء كل المتآمرين من بغاة الغرب وعلوج العرب الشعوبيين المارقين. لقد انكشف كل الزيف، وانزاحت كل الأغطية، فاتضح للجميع أن ليست سورية وحدها المستهدفة، المستهدف هو كل موقف ممانع وكل موقع مقاوم، وكل معارضة تقف في وجه المخطط الإمبريالي الصهيوني العربي الرجعي الساعي لتفتيت المنطقة وتدميرها وتبديد كل طاقاتها المقاومة، تمهيداً للإستيلاء على كل ثرواتها : النفطية وغير النفطية، عبر مشروع الشرق الأوسط الجديد (الكبير) لصالح الخروج من المأزق الإمبريالي المالي وأزمته الرأسمالية العالمية التي لا تزال تتفاقم يوماً بعد يوم . يا راحلنا الكبير وشاعرنا الفذ، وأديبنا المبدع، ومناضلنا العظيم إن من كتبت لهم كل أشعارك وخصصتهم بروائع مؤلفاتك، من عمال وفلاحين وكادحين وصغار كسبه، لن ينسوك أبداً وستظل ذكراك ملهمه لمقاوماتهم، ومشعلة لنيران ثورتهم، لتخلصهم من كل استغلال وتزيح عنهم كل استبداد واستعباد، وإن جماهيرك التي ناديت لها بثورة خالصة جديدة نقية، لا بد مفجرها، ولا بد تحت راية فكركم النير وعلى درب نضالكم العتيد، سيحرر الأهل الوطن المغتصب والأرض الحبيبة الغالية، فالنصر دائما للشعوب التي مثلت دائماً نبراسها، وأوقدت دائماً شعلتها، وكنت هاديها ومرشدها. سلام عليك وإليك، والمجد والخلود لروحك الطاهرة، ولكل أرواح شهدائنا الأبرار والحرية لكل أسرانا البواسل، وعاشت فلسطين حره أبية سيده سائدة ، بعاصمتها القدس العربي، وكامل شعبها العائد من الشتات، المتلاحم إلى الأبد في وحدة واحدة متوحدة في الضفة وغزة وعلى كل أرض فلسطين التاريخية. والسلام عليكم الرفاق في الحزب الشيوعي الفلسطيني رام الله الخميس 6/9/2012


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني