PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الأزمة الثقافية في المجتمع الفلسطيني

ألثقافة قضية كبيرة و مهمة و في هذا المقال سوف أتناول ثقافة الخصام و الوفاق ألسياسي عند شعبنا آخذا من ألمصالحة دافعا لهذا المقال. ألخلاف ألفلسطيني الفلسطيني لم يكن فقط خلاف في وجهات ألنظر بين ألقوى ألفلسطينية حول وسائل و طرق حل ألنزاع ألعربي ألإسرائيلي، بل كان أيضاً خلاقاً ثقافيً يتمحور حول مفهوم هذه ألقوى في طريقة تسير ألأمور أليومية، كذلك كان خلافاً حول ألثقافة ألسياسية لهذه ألقوى.بمعنى أن هذه ألقوى لم تعتمد ألديمقراطية كأسلوب و لغة للتخاطب فيما بينها، بل أتبعت لغة و ثقافة ألبندقية لحل ألخلافات. ألخلاف في وجهات ألنظر في ألمسائل ألحساسة مسألة صحية في ألمجتمعات ألمتحضرة، ووجهة ألنظر ألأخرى محترمة و يؤخذ بها إذا كانت تتماشى مع وجهة ألنظر ألغالبة في ألمجتمع. أما قيادينا ورغم التجربة ألنضالية ألكبيرة والواسعة لم تقفز فوق ذاتيتها باتجاه المصلحة العامة، أي بمعنى آخر كان أنا أهم من نحن. تنظيم فلان هو ألتنظيم ألذي نصب نفسه بالتنظيم ألقائد مستغلاً ألدعم ألخارجي و ألإمكانيات ألمادية التي توفرت تحت تصرفه بكافة ألسبل مشروعة كانت أم لا، و على البقية السجود أمامه وتقديم فروض الطاعة و الولاء له و لزعيمه، حتى لو كان ألتنظيم دون ألمستوى ألمطلوب،وحتى لو كان هذا الزعيم غير قادر على القيادة. عقلية أنا لدى ألمجتمعات تكون نهايتها ألحتمية ألصدام ألدامي بين أطراف هذا ألصراع.و شعبنا لا يمكن أن يشذ عن ألقاعدة. فتح تنظيم بنا أمجاده و قواه من خلال أمران ألأول كان نضاله من أجل ألقضية ألفلسطينية، و ألثاني هذا ألكم ألهائل من ألأموال ألمتوفرة لدية. لقد كانت مقتطعات من رواتب ألفلسطينيين ألعاملين في ألدول ألخليجية ألمحولة ل م.ت.ف. تحول عن طريق حركة فتح وليس إلى ألمنظمة مباشرتاً لأن شيوخ ألهم و ألغم لم يشاءوا ألتعامل مع ألمنظمة و ألشعب ألفلسطيني إلا من خلال هذه ألحركة،وكأن الشعب ألفلسطيني قد وكل ألشيوخ بالتصرف بأمواله، أصبحت ميزانية ألمنظمة تحت رحمة فلان و علان من قياديي هذه ألحركة. ولو أحسن هؤلاء إدارة هذه ألأموال لما اعترضنا لكن ـ هم منهوب و هم مذبوح ـ كما يقول ألعراقيين هي مصيبة كبرى. (سأتناول موضوع ثقافة ألسلب و ألنهب في مقالٍ آخر). أما حماس فهي من رحم ألانتفاضة الأولى،ورغم علامات ألاستفهام حول كيفية نشوئها بنت أمجادها من خلال طرق عدة ألأول هو ألبعد ألديني لهذا ألتنظيم حيث استطاع و بنجاح دمج ألفكر ألديني لحركة ألإخوان المسلمين بشعارات حركة القوميين العرب،أما ألثاني فهو إتباع أسلوب جديد في المقاومة المسلحة، أسلوب ألعمليات ألاستشهاديه التي كانت و مازالت بنظر عامة ألشعب عمليات بطولية، بغض ألنظر عن ألنتائج. أما ثالثها فهو توجيه اهتمامها إلى ألقطاع ألخدماتي للمجتمع، وقد فاقت أليسار في نشاطها هذا، فمن لجان ألزكاة إلى ألخدمات ألطبية إلى، إلى، إلى. أما رابعهم فكان هذا النهر من الأموال ألمنهمر من جيوب شيوخ ألهم و ألغم من أجل معاداة ألشيوعية، و بعد ألانقسام و ألخلاف مع ألشيوخ أصبحت إيران ألمصدر ألرئيسي ل أموالهم. كلى التنظيمان أعطى أفضلية للذات على ألعام، هكذا أصبحت الطريق باتجاه واحد، و ألصدام حتمية، وقانون رياضيات، و ألبرهان هو ألدماء التي سالت على مذبح أنا ولا احد غيري. أنا قدركم فاسجدوا لي وإلا رأسكم هو ألثمن. هكذا من سلطة واحدة أصبحنا سلطتان، ومن جهاز أمني واحد إلى جهازان،ومن..ومن..ومن.. وهذا ألشعب ألمسكين يدفع ألثمن، أصبح مثل مشجعي كرة ألقدم في أوروبا يتصادم ألمشجعين وريع ألمباراة في جيوب أصحاب ألنوادي. ثقافة ألسلاح ثقافة مميتة، أصبح ألشعب عبداً للقبائل ألمسلحة، أصبح ألاعتقال أليومي يتم حسب أهواء هذا ألزعيم أو ذاك، وقتل ألناس حسب هويتهم السياسية،و ألمصيبة أن ألدماء ألتي أريقت ولدت ثأراً بين صفوف أبناء ألشعب ألواحد. انقسام المؤسسات نتج عنه إيجاد كوادر جديدة في كل منطقة، فتح في ألضفة و حماس في غزة، و ألأعظم أن هذا ألشعب كان بدفع رواتب موظفين في جهاز الدولة مضربين بأمر من رام ألله. كانت مسألة الكوادر الجديدة واحده من أهم ألمشاكل في عملية ألمصالحة، من نُصب زعيم لا يتنازل عن منصبه، ألشاويش لن يقبل أن يعود إلى غفير، وعلى الشعب أن يدفع ألثمن مادياً كان أم معنوياً. هنا لا يمكن نسيان دور ألخارج في تغذية عقلية أنا أمام عقلية نحن، مثال صارخ على ذلك الإصرار ألدولي على عدم قبول نتائج ألانتخابات، و اشتراط بأن تكون ألأموال ألممنوحة من خلال سلطة رام ألله متنكرين لما أفرزته أكثر انتخابات نزاهة و ديمقراطية في العالم العربي و الإسلامي، و إسرائيل استغلت ألوضع لتحجب ألأموال ألفلسطينية ألمستحقة عليها من خلال فاتورة ألمقاصة، و شيوخ ألهم و ألغم رفضوا ألقيام بواجبهم تجاه هذا الشعب،وتطبيق قرارات ألجامعة ألعربية. في نهاية ألمطاف فرضوا علينا مندوب ألبنك ألدولي ليكون جابياً لأموالنا يتحكم بها كما يشاء. تحول هذا ألشعب من شعب مناضل إلى شعب يستعطف من أجل لقمة خبز تماماً كما فعلت وكالة ألغوث بنا بعد ألنكبة و ألنكسة. استخدمت هذه ألأموال من أجل بناء أجهزة أمنية هدفها حماية ألمحتل،بدلا ًمن أن تكون لحماية أبناء شعبتا،أي بمعنى آخر أعطيك مستحقاتك لتقوم بالنيابة عني يلجم إرادة شعبك وحمايتي، وأبلغ دليل على ذلك ما حصل بالقرى ألمحيطة بمستعمرة إيتمار بعد ألجريمة، وكان من ألواجب استخدام هذه ألأجهزة من أجل دعم صمود أهلنا بدل وقوفها متفرجة لما يحصل. استغلوا حجب ألأموال لابتزاز شعبنا و جره لقبول تصفية ألقضية ألفلسطينية، لكن وعي هذا ألشعب و إصراره على رفض أي حل لا يتضمن كامل ألحقوق فرض عليهم التراجع و محاولة ألالتفاف لتحقيق أهدافهم. تدخل الكثيرون من أجل رأب ألصدع، لكن ألوسطاء ألحياديين لم يكونوا وسطاء ولا حياديين، كانوا جزء من فريق أنا داعمين لطرف دون آخر، فرضوا شروطهم مذعنين لمطالب ألخارج و إسرائيل، مما أدى إلى استمرار مهزلة ألانقسام ألداخلي، واستمرت ألأمور على هذا ألمنوال إلى أن بدئت ألجغرافية السياسية في ألمنطقة بالتغير،وأصبح ضغط الشارع كحبل يلتف على عناقهم. عندما وصلت ألأمور إلى طريق مسدود و لم تُقدم إسرائيل ولا حتى ورقة توت لستر ألعوره عاد أصحاب مبدأ أنا إلى طاولة ألحوار متناسين كل ألعنتريات السابقة. فاجئونا بتوقيع إتفاقية ألمصالحة باحتفال مهيب. ألمصالحة وقعت أساساً بين طرفين و من ثم وقع الآخرون عليها، كان هذا تعبير واضح على أن أصحاب فريق أنا من ألطرفين يتصرفون كأن ألوطن هو مزرعة خاصة بهم، أقطاعية يقطنها عبيد، هم أولياء أمورهم، يقررون أن يختلفوا وأن يصطلحوا كما يشاءون، ويدعون ألعبيد للمشاركة بالحرب و السلم متى شاءوا، يدعونهم للتوقيع كشهود زور. كانت مشاركة باقي ألقوى شكلية، وكيف لا وهم لا يمتلكون عصمتهم، قرارهم مربوط بدفتر ألشيكات وكاتبها،لا يمتلكون حق ألتكلم، وكيف يتكلمون و أفواههم مليئة بدولارات ملطخة بدماء شعبهم. عند دراسة بنود ألإنفاق نتساءل عن ألسبب في التأخير في ألتوقيع؟ ولماذا حصل ألخلاف بالأساس؟ ألجواب على ألسؤالين واحد وهو قررنا و بمحض إرادتنا أن يحكمنا مجموعة من ألناس لا تفكر إلا بنفسها، لا تحترم آراء ألآخرين،و مجموعة أنانية سيطرت على ألسلطة و ألثروة ولا تريد ألتخلي عنهما، أصيبوا بالصمات من كثرة التصاقهم بالكراسي، مأمورين من ألخارج بل لهم ألشرف بخدمة ألخارج. المجموعتان لا تختلفان بالممارسات، ألأولى تبطش باسم الانتخابات، و الثانية باسم ألحق ألموروث، أصبح ألشعب بين ألمطرقة و السنديان، لا يحق له ألاعتراض. تمت ألصالحة و ألشعب آخر من يعلم،مسكين هذا ألشعب فقد أصبح مثل ألجمل يسير في قافلة وعلى رأسها حمار، لا يستطيع ألخروج من ألركب خوفاً من ألضياع، أما قائد ألمسيره فبالإضافة لكونه لا يعرف فن ألقياده يحمل سلاحاً يفرض من خلاله سيطرته. هذه هي ثقافتهم عظموني فانا كُلفت بقيادتكم وإني سأقوم بذلك مهما كلف ألثمن، هذا ألثمن ستدفعونه شئتم أم أبيتم، هكذا نختلف و نتصالح متى نشاء و ـ طز فيكم كما يقول ألقذافي ـ لا يهمهم نتائج انتخابات، إرادتهم هي ألأهم. هذه و للأسف ثقافتنا، حولونا من مناضلين إلى مستجدين على أبواب مكاتبهم، من شعب يقف بالحجر أمام الدبابة إلى ذليل أمام ألتنظيم الفلاني أو ألعلاني لكسب رضاهم من أجل تسير أعماله، وصلت الوقاحة بأن تُحول معاملات جوازات ألسفر إلى ألمخابرات ألعامة من أجل ألموافقة. ثقافة هذه ألمصالحة كانت و مازالت ثقافة أنا، لذلك لن تصمد هذه ألمصالحة لأن أصحاب ألمصالح لن يتخلوا عن ذاتيتهم لمصلحة الشعب, على هذا الشعب إذا أراد أن يخرج من هذا النفق المظلم، وأن يفرض إرادة نحن على المنتفعين من مجموعة أنا أن ينتفض على هذه ألعقول ألمتحجرة و أن يرميهم في مزبلة ألتاريخ وألا منك العوض و عليك العوض، وسلامه تسلمك


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني