PCP

يا عمال العالم اتحدوا

قصيدة ما تزال حيّة ــ لمعين بسيسو

كل الرايات المنفية قد عادت يا وطني إلا رايتك المنفية من أفق ترتحل إلى أفق في سوق لصوص الرايات تباح بلا ثمن صاح «النخاس» تقدم بالحنجرة الملعونة والمحشوة بالخطب خذها لا تخجل خذ راية وطني ما أرخصها وبسيف من «ورق» أو سيف من خشب ضفر منها إكليلاً من ريش لتزين رأس «الديك الهرم» الصائح في كل الأسطح والراقد في كل السرر لكن من يتبع في وطني خطوات السيف الخشبي؟ من يلقي سنبلة واحدة في طاحون من ورق؟ وألقوا السيف الخشبي ما زال من الراية خيط ينمو في ريحك يا وطني. ــ معين بسيسو .. «فلسطين في القلب» ــ = = = = = من الواضح أن الراية ترمز إلى الهوية القومية وإلى النضال وهذه بقيت في سوق لصوص الرايات، أي في يد المتاجرين بالقضية الفلسطينية. هؤلاء سيفهم من ورق، أو من خشب، أي نضالهم المزعوم هزيل، لدرجة أنه ممثل بسيف من ورق، أو من خشب. أما الحنجرة فمحشوة بالخطب، ويضفر بالسيف الورقي أو الخشبي إكليلاً من ريش يزين رأس «الديك الهرم» («الزعيم»)، الذي يملأ كل الأسطح بالصياح. لكن من يصدق في الوطن صياح «الديك» الهرم؟ من يلقي، ولو سنبلة في الطاحونة الورقية؟ الجواب الضمني، لا أحد. فما زال خيط في الراية حياً ويرفرف في الوطن. فعلاً هناك خيط في الراية حيّ ويرفرف بعيداً عن النخاسين، ولكن مع الأسف هناك الكثيرون الذين يلقون بسنابلهم في الطاحون «الورقية» الطائفية والليبرالية. وفي ذلك لبّ المأساة، التي يعيشها الشعب الفلسطيني اليوم. الفلسطيني العادي يتأوه: «إسرائيل تهدم البيوت ...» طبعاً، العسكرية الإسرائيلية تهدم البيوت، وليس الأمر جديداً، من يردعها؟ لقد هدمت العسكرية الإسرائيلية المدن والقرى الفلسطينية، وسوتها بالأرض، وبنت على أنقاضها مدناً وقرىً جديدة بأسماء جديدة؟ هي مطلقة اليد دولياً، ومطلقة اليد عربياً. والفلسطيني العادي في تأوهه يلقي بالسنبلة الفلسطينية في الطاحون «الورقية». ويشكو الفلسطيني العادي: «يعتدون على المسجد الأقصى وعلى المقدسات ...». أمر طبيعي أيضاً، لدى العسكرية الإسرائيلية مقدسات أخرى. أما المقدسات الفلسطينية، فلا تهمها، وهي تعتدي عليها لا من اليوم، وإنما منذ /1948/، والطواحين «الورقية» لا تعارض، ولا تدافع، والشكوى هي بمثابة إلقاء سنبلة في تلك الطواحين. ويستنجد الفلسطيني العادي: «أين الأشقاء؟ أين المسلمون؟». «الأشقاء» و «المسلمون» لديهم هموم أخرى. أما الهمّ الفلسطيني فيجب أن يحمله الفلسطينيون أنفسهم. ويصرخ الفلسطيني العادي، «أين أمريكا؟ أين مجلس الأمن؟ لماذا لا يضغطان على إسرائيل؟» نكتة. الإدارة الأمريكية هي التي أنشأت إسرائيل، وضد شعوب المنطقة، فهل يعقل أن تضغط على إسرائيل؟ والإدارة الأمريكية تهيمن على مجلس الأمن، فهل يضغط هذا على إسرائيل؟ بالعكس إنهما يضغطان على الفلسطينيين، وعلى الإدارات العربية. وزير الخارجية الأمريكي السابق وورن كريستوفر ضغط على الإدارات العربية لرفع المقاطعة العربية عن إسرائيل، التي كانت شكلية أصلاً، ورفعت المقاطعة، والسيد جورج متيشيل طلب في مصر من الإدارات العربية القيام بمبادرات تجاه إسرائيل. أما الإدارة الإسرائيلية فغير مطلوب منها شيء، مطلوب منها أن تجلس على كرسيها منفوشة الريش تتلقى آيات الخضوع من كل صوب، من الزعامات الفلسطينية، ومن الإدارات العربية والإسلامية. كل ذلك بدهي، ويجري أمام أعيننا، ومع ذلك يبقى الناس يلقون بسنابلهم في الطواحين الورقية هنا وهناك. متى يبدأ النضال الحقيقي، لا الورقي لدى الفلسطينيين؟ متى يبدأ النضال الحقيقي، لا الورقي، على أصعدة البلدان العربية؟ متى يرفرف خيط الراية الفلسطينية الباقي في الريح الحية؟ متى ترفرف خيوط الرايات العربية الباقية في الريح الحية؟ لقد قال المرحوم معين بسيسو قصيدته في ستينات القرن الماضي، وما تزال الأمور سيئة، ويتمنى المرء ألا تبقى الأمور كذلك. محمد الجندي


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني