جــارتنــا والمــوكب/قصيدة شعرية
وســمعت جــارتنــا التـي لم تـدخل الكتاب فـي يـوم
وليــس لهــا حفيـــد يكتـــب
نـــادت عــلى جــاراتهـــا ،
وعلـــى اللســان تحـــرجـت كــلمـاتها ،
لتــقــول فــي هـمـس ، وكــف فــوق كــف تضــرب :
" مــاذ ؟ أعــرس صــامـت هـذا الـــذي عينـأي تشــهده
وطفـــلي مــن بعيـــد يــرقب ؟
أم أنـــه ســرب مــن الغـربان
يســـرع مثــل زوبعـــة يطــاردهـا عقـــاب أشــــيب ؟
لا صــوت إلا همســـة العجــلات كالأفعـى تفـح وتـــذهب
لا صــوت إلا همســة لمحــرك البنــزين
ف "الســولار " فــي أذن المحــافظ صــوته لا يطـرب
ويهــب طفــل صائحــا ، ومصفقــا :
يــا قــوم لا تســتغـريوا
هــذا الــذي ينســاب ، كالأفعى بــلون الليــل
فــي صمــت الـجنــازة ، ، ، ، ، مــوكــب
***************
وتـــرد جــارتنــا التــي لــم تدخـــل الكتــاب فـي يــوم
وليــس لهـــا لســــان يكـــذب :
" فـــي كــل يــوم مــوكــــب ،
لابــن المحـــافظ مــوكـــب،
ولأبــن بنــت أخـــي المحــافظ مــوكب ،
ولــجــارة حــســناء تعجــب بالمحــافظ مـــوكــب ،
والتـــاس تســـأل أيــن أمــوال " الشـحاذة " تـــذهــب ؟
يـــا قــوم لا تســتغـربوا
ف " البيــك " لا يــرضـى بمــركبــة تســير أمــامه
وثــانيــة تســـير وراءه
وثـــالثــة ب "زامــور " أجــش ينعـــب
لا بـــد مــن رتــل يليــق ،،،، ويــرهب
لــم كــل هــذا والجيـــاع علـــى الــرصيف يـولــولون
وحـــانق مــن بينــــــهم يتــأهب
ليقــول كلمتـــه التـــي إن قـــالهــا
فلســـوف تحتـــرق الشـــوارع تحتـــه
وجــوانـب الطــرقات منهــا تستفــز وتغضـــب
و"يغـــور " بطـــن أجــــرب
*****************
يـــا جــارتي لا تعجبـــي
أولـــى بكتــاب الجــرائد والفــرلئد والقصــائد
قبلنـــــا أن يعجبـــوا
أن يكتبـــوا
فـــي كـــل مركبــة تســـير بمـوكــب الـزعمـاء يكمن مخــلب
وعلـــى فــراش المقعــد الخلفـــي
كــالطاووس يفــرد ســاعديه مهـــرب
قــطط ســـمان ،،،،،،،
يتعــب المتــأملون لهـــــا
تصـــول ،،،، تجــــول فــي كــل الشــوارع
وهـــي " تحــرسـهــا عيـــون اللـــه " فـــي تجــوالهــا لا تتعب
هـــل يتعــب النصــاب ،،،، والنهــاب
والـــدجـاال ،،،،،والكـــذاب
مــن نهـــب الخــزائـن ،،،،،،،
والخـــزائن كـــل ثانيــة تــــدك وتنهـــب
الـــذئب يبقـــى طالمــا القــانون فــي يـــــده
وأدمــاء الفـــريســــة تـــــذ هب
والغـــابة البلهـــاء ،،،،،
فـــي عـــرس الـــذئــاب علـــى الفــرائـس تطـــرب
******************
ورأيــت جــارتنــا التـــي لـم تــدخل الكتــاب في يوم
وليـــس لهــا عيــون تنـــدب
تتــرقرق الــدمعــات فـــي العينيــن
وهــي تعــود مســـرعة لبيـت بـابه قطع الصفيـح
وجـــوفـه قفــر
وســـاحتــه فنـــاء مجــــدب
تبكــي ابنهــا المسـجــون منـــذ عقــود
لا تـــدري متـــى ســيـعـود
لاتــدري بـأي جــريمـة فــي ســجننـا ،
فــــي ســـجنهـــم بيـد الطغــاة يعــذب
فتعـــود تســـأل واقفــا ، لــما يــزل
طـــورا يحـــدق فــي الــرصيـف
وتارة مــن كــل أرصـــفة الشـــوارع يسـتفز فيغضــب
"لــم يــا أخ العــربان ألمــح فــــي عيــونك دمعــة جفـت
وفـــي الـصــدر المحــرق آهـــة تتـــوثب "
فيقــول والــزفــرات تحـــرق نــاطقــا كلمــاته تتـذبذب
"لــو تعــرفيـن لمـــا ســـألـت :
أنــا الــذي ســكب الـزمــان مصــائبـا فـي قلبــه لا تنضــب
وأنــا الـــذي مــن دمعـه ، ودمــائه
ورغيــف صبيتــه تشـــكل مــوكــب
وأنـــا الــذي إن صــفق المتــزلفـون لمــوكب
أدعــو عليــه بــأن "يغــور"
لأنــه أس البـــلآ
ولـــكل أصحأب الفخـــامــة أشــجــب
أنـــا لقمــة الخبــز النــي ســـرقت
وزجــاجــة الطفــل التــي ســلبت بمــا فيهــا
وكـــل زجــاجــة قـــد تســـلب
حتـــى يجـــىء زعيمنـــا فــي مـوكــب فخـــم
وبــموكــب أبهـــى إذا إنتهـــت الزيـــارة يـــذهــب "
وتســـاءليــن .... ألا تــريـــــن
ألكـــل مــن نبــع المفـاســد يشـــرب
لا تســـألي ......
فــأنــا..... وأنـــت .....وخيمتـــي ....
كــــل القضيــــة تشــــطب
وأبــو الفــوارس وحـده ....
وبطــانة مــن حـــولــه......
ربطــت مصــائرهــا بســـــارق أرضنـــا تتكســـب