PCP

يا عمال العالم اتحدوا

حوار مع الكاتب والاديب - خليل الغالبي

على هامش الامسية التي افتتح بها البيت الثقافي في الشطرة منهاجه الثقافي الأول ، والذي استضاف به الدكتور والباحث الاجتماعي المعروف - عقيل الناصري - والذي حضر برفقة الشاعر والاديب – ابراهيم الخياط - اجرينا هذا اللقاء السريع مع الكاتب و الشاعر والناقد الادبي – خليل مزهر الغالبي - و- خليل الغالبي -كما عرفناه هو الشاعر الذي كتب القصيدة النثرية والنقد الادبي اضافة لمواضيع في الهم الكوني للانسان واوله الانسان العراقي، كما له نصوص عديدة في كتابة القصيدة الشعبية وتناولات دراسية عنها ، حيث نشرت له معظم الصحف المحلية متنوعه الكتابي هذا من مواضيع في الادب والسياسة وغيرها من ظواهر البيئة والاخر مثل ازمة العالم المالية والاحتباس الحراري وغيرها من مواضيع الساعة،اضافة الى انعطافاته المتناولة لموضوع الجوع الذي عملت عليها الدوائر والمؤسسات الراسمالية و اطلاقها المشوه لمفهوم العولمة الذي نشر البطالة عكس مشروع هذا المفهوم الانساني التي شوهته هذه الدوائر اللاانسانية ، ومن هذا الازدحام المنشغل به الشاعر الكاتب والاديب الناقد خليل مزهر العراقي رحنا في حواره ... 1-يقال ان التنوع في الاهتمام الثقافي الابداعي و الكتابة فيه بدون تخصص ..يضعف الموضوع المنتج لانه يشتت او يوزع فاعلية الذهن المنفذ له،كيف وانت تكتب الشعر والنقد ومرة تكتب في السياسة ومواضيع اخرى في الشأن العالمي ؟ *نعم...لكني اعتمدت اللحظة الناضجة لاي بدء لي في تناولي المنوع والكتابة عنه ،وقد حرصت شديد الحرص على انضاج العوامل البناءة للموضوع من حيث ابستيمولوجيتها –معلوماتها – ومكوناتها الفنية كذلك وجميع حواريتها لدى الطرح ،فانا اكتب القصيدة حينما تنضج ويكتمل وليِدها ، لذا اضن اني اتيت بولادات شعرية غير مشوهة كما يحصل لتناولي لاي موضوع او مشكلة عالمية قد تفاقمت في الساحة ، لاني احس بثقل وليدها في داخلي ، هذا الوليد الذهني الذي يصرخ بي للخروج...خروج في التصريح والاحتجاج ً ضد الاستغلال والتشويه ،كما يحصل لدى القصيدة ، وكما نعرف ان القصيدة تجمل وتنظف مخفينا حين تصريحها...فما اكثر المسخ الذي امتد علينا مع الاسف لذا لابد من حصره وطرده بعيدا عنا. لقد نشرت لي الصحف والمجلات ومنها الخاصة مثل مجلة اوبك المعروفة بمرجعيتها لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط – وهي تشير لاهمية موضعي المعنون – الاستهتار الراسمالي وتلوث الحياة – وهي اشارة منها لموضوع لي نشر اولا في صحيفة الصباح العراقية وفي اكثر من صحيفة وهذا يدلل على اعتنائي وعدم شروعي قبل نضج الموضوع والقصيدة كذلك في ولادة كتابتها . 2- نرى نصوصك الشعرية معتمدة على اللغة كما في لغة مقالاتك النقدية واضحة كذلك،وكما أكدتها مقولة لها حضور دائمي لك – ليس المهم القول بل كيف القول – والخاصة بالقصيدة بل وحتى مقالاتك النقدية *نعم لقد ذكرت ان الفكرة عادت واضحة منذ حبْ قيس بن الملوح وشجاعة ْ عنترة بن شداد وباقي الهموم، هذا ما حصل لدينا منذ مئات السنين لذا لاتدهشنا الفكرة بقدر كيفية كتابة هذه الفكرة وايصالها للمتلقي،حيث انصقلت الجمالية الشعرية الحديثة وبانت أليتها لدينا وبقت واضحة في اسبابها اللغوية والتي تدعوا الى الاعتناء بالتعبير الشعري ولغته المتقدمة كما يؤكدها - جان كوهين – في مسميه – اللغة العليا – أي اللغة البعيدة من وسخ الاستخدام اليومي ،الوسخ الذي حذر منه الشاعر والناقد الادبي –خزعل الماجدي - لذا نريدها لغة ذات صحة وعافية كي تستطيع حمل وايصال ما نريد قوله من ثقيل التصريح الشعري او الفكري المبدع وبنشاط لغوي اسموه البعض –تفجير اللغة – اضافة الى اختراع المدلول اللغوي للمفردة المعبرة أي معناها و الاتي من المستخدم أي المعنى الدلالي الذي دعى اليه- رومان جاكبسون – ومنه عملت اللغة على اضافات في توليد قواميس جديدة وهذه القواميس هي حياة اللغة . لقد حاكى المتنبي اللغة بذكاء ذهني عالي العيار شعرياً كما عمل الجواهري وشعراء محدثين جدد في الانية الشعرية للألفية الثالثة ،و لا اميل لذكر قليلهم الحاضر خشية الخشية من التوجه المجامل في النقد والذائقة والتصريح... وقد بات واضحاً بعض الفتور لدى المناهج الادبية والخاصة بالتلقي في تحقيق الصورة الاخيرة للمبدع النصي خاصة منطوق الشعر ،وهو ما يشغل موضوعة التلقي التي تتطلب القاريء المتصل بعصره بقدر اتصاله بجمالية التراث الشعري الذي امتد كثيراً لدينا ، ومع اختلاف درجة وقدرة عامل التلقي لدى القاريء وتعد هذه الموضوعة الاكثر حضور وقد ازمر ببعض المنظرين الادبين الى اشهار اهمية التلقي ودعوا الى وضع نظرية اسموها – نظرية القراءة –... المهم هذا الموضوع لي قول فيه يمتد لايام فلا تتحمله فرصة لقائنا هذا. 3- هل يمكن ان نعرف بدايتك في النشر خاصة وأنت اديب وكاتب فكري وسياسي معارض انذاك للسلطة ، وكما يوصفك البعض –بجيفاري الموقف والتصريح – كيف وقد عشنا بمرورنا الحياتي في زمن هو زمن قتل وتغيب المثقف والاديب ؟ *انا قليل النشر انذاك فلم أنشر الا مرة لقصيدة –الثملون - في مجلة الهدف الفلسطينية سنة 1978 واخرى في صحيفة التأخي لموضوع في النقد السينمائي كانطباع عن فلم –الشجيرات – للمدرسة السوفيتية انذاك ، وقد جملني تصريحي الشجاع بمعتقلات خوف وقسوة لا انساها . 4- وبعد التغير... اتاح لنا التغير التعبير والنشر لنشاطنا الادبي والاعلامي وغيرها...ما قدمت لنا في ضل التغير من نشاطات ؟ *نعم... نعم نحن اتينا من تقبير ثقافة ال 9999% ..وشعارها - نعم نعم للقائد الضرورة- والان نقول ما يحلوا للحق قوله ،لذا نشرت وبكثرة في صحف الصباح العراقية وطريق الشعب والزمان والمنارة والمؤتمر والشرق وباقي الصحف اضافة لصحف عربية في سوريا والاردن وفلسطين والمغرب واخرى مجلات غربية ،وقد أتت لي دعوات عديدة لحضور مؤتمرات وامسيات من خارج القطر منها المؤتمر الثقافي الفلسطيني السنوي في القاهرة اضافة لحضور احتفال لاستقبال المشاركين في المؤتمر العالمي للاحزاب الشيوعية والعمالية العالمي المنعقد في دمشق ، ودعوة خاصة بعدها من مهرجان للشعر الشعبي بحضور الشاعر العربي الكبير- احمد فؤاد نجم – وغيرها من دعوات اخرى من داخل القطر ، انا الان في خير اوكسجيني رغم رفضي لكثير من المظاهر المستلبة ،ورغم حزني العراقي الذي اتمنى ان ينقشع لكنه موجود. 5- كما نعرف انك اخ وصديق للشاعر المعروف رحيم مزهر الغالبي والذي يشغل حاليا مدير تحرير مجلة انكيدو الثقافية الحرة الالكترونية...ماهو دوره وتأثيره في توجهك وبنائك الادبي والثقافي؟ *نعم ان رحيم الغالبي صديقي اولاً وبعدها اخي ومجا يلي في الدراسة والعيش الادبي حيث وجودنا الدراسي في العاصمة بغداد سنة 1972م ، قد فتح لي صديقي – رحيم مزهر الغالبي - الكثير من المساحات الادبية والمعرفية والعلاقات النظيفة الكثيرة فقد عرفني بكثير من الشعراء والمثقفين في بداية مشواري،ولا انسى الشاعر الرافض عزيز السماوي –الذي رحل عنا والشاعر الراحل والرافض هو الاخر –ذياب كزار- ( ابو سرحان ) كما تعرفت من خلاله على الشاعر النبيل كاظم الركابي – وكلهم رحلوا وانا منتظر أي عربة لارحل بدون ضجيج كاذب او خوف، كما لا انسى ثناءه المستمر لأي منتج ادبي لي ،لما يراه من نشاط وتصميم صادق لدي... 6- هل هنالك ازمة ثقافية أتت بكثير من الازمات لنا...ماذا ترى في المشهد الثقافي والفكري عموماً؟ *ارى الازمة قائمة ليس في أشكالية الموضوع الثقافي الانساني والثقافي الوطني ،لانه جلي وواضح في مراده خاصة ونحن نمر في زمن واضح القراءة رغم صعوبته الموضوعية، وهنا يراد لنا ان نحمل ثقافة تبني الانسان العراقي اولاً ومن بعدها نبني الوطن الصائب بعيداً عن لغوة الكثير من تجار السياسة والثقافة المخرومة ،نعم لابد من تعزيز اواصر المحبة فالازمة قائمة في ذات المثقف وليس في موضوعة الثقافة ، وانا ارى بضرورة فهمنا للمفكر العالمي – انطونيو غرامشي – ولاطروحته –المثقف العضوي – فهو المعالج الصحيح لمشكلتنا الثقافية والأتيه نتيجة لضرفنا السياسي الحاضر ،نعم هنالك ضرورة غرامشية لنجربها ونزيلها ان انتهت مهمتها ،حيث اعتاشت لدينا الان مع الاسف ثقافة (( مالي غرض )) وهي ثقافة غير نشطة وغير شجاعة وهي من اتت وجعلت صدام طاغية علينا . 7- خليل الغالبي بلا مؤلف شعري او نقدي او اخر فماذا تقول..؟!!!!!!! *لك حق السؤال في ذلك ...لي جمع كبير من الشعر والمواضيع النقدية كما لي دراسات وتناولات للواقع العراقي والاخر العالمي وهي جاهزة لثلاثة كتب كل بنوعه وانا منتظر شروعي في طبعها،رغم دعوة تلقيتها لطبعها على حسابهم الخاص ...لكن يبقى انا مهمل واعترف إنني مهمل طباعياً للكتب... 8- الشعر في الشطرة له تاريخ ما هو المنتج الشعري للمدينة الان؟ *نعم للشطرة تاريخ شعري والان كذلك ، تاريخ يحضي بالحضور الابداعي ، منهم الشاعر –امير ناصر – وله اكثر من ديوان والشاعرة العراقية المبدعة – رسمية محيبس زاير – ولها اكثر من ثلاثة دواوين وبالمناسبة اشكر اهداءها ديوانها الجديد لي – سطر من ذاكرة المدينة – والذي اصدرته هذا العام من دار ينابيع سوريا ( تهنئتي وتقديري لها ) كما هو الشاعر خالد خشان وله اصدار اخر بعد ديوانه – طفولة أدم – والشاعر القدير-احمد الشطري – لكنه بقى على ديوانه الاول – مدونة الصمت – ويبقى هنالك شعراء مثل –الفنان – حيدر عبد الله – وانا اعده كناقد ادبي شاعر يكتب ويصور الشعر الذكي أن صح التعبير لكن مشاغله الفنية الكثيرة في العمل المسرحي اقلت من انتاجه ، وهنالك شعراء شباب يتقدمون في كتابة هذا الجنس الادبي (الملعون بطيبة قلبه ) الشعر ..وقد ابدع منهم الشاعر –حيدر جبر الأديب – واتمنى له ومنه مستقبل شعري ،هذا ما يهم الجنس الشعري اما الاخر فكبير من ابداع فني تشكيلي ومسرحي ، علما ان لنا تجمع ابداعي عام اسميناه – منتدى الشطرة الابداعي – ويكن له اتحاد الادباء والكتاب العراقي المقر العام كل التقدير لنشاطاته الكبيرة والمتعددة ، كل هذا اخي – صباح – نشرته في مقال بتناوله الكبير صحيفة طريق الشعب والزمان كما عرضته قناة الفيحاء من خلال شاشتها ذات الطيبة العراقية . 9- نعم لكن لماذا لاتذكر الشعراء الشعبين خاصة وانت تكتب الشعر الشعبي كذلك، ولك هوية الاتحاد العام للشعراء الشعبين العراقين كما اعرف ؟ *نعم نعم لكن اجابتي هذه ِلتضمين سؤالك وليس على مكشوفه،فأنا من الداعين الى دراسة القصيدة الشعبية وتناولها وفق مدارس حديثة،وانا لي اتفاق مبدئي قديم وخاص في النقد هذا مع الشاعر المبدع – مهدي عبود السوداني – هذا الشاعر البعيد والقريب مني، لان ابداع شعرائنا لمنتج القصيدة الشعبية فيه ما يعلو غيرة من النص الفصيح ،خاصة وقول الشاعرالكبير –سعدي يوسف ( انه يضع جبين شعره على طريق الريل وحمد ) لمظفر النواب لازال صحيحاً ونعيشه نقدياً. لقد كتبت عن الشاعر الراحل كاظم الركابي كتابة اعدها البعض مرجع لفهم وتناول هذا الشاعر العراقي –الطيب – اضافة لكتابتي المعنونة- القيم الابداعية في القصيدة الشعبية – وهي دراسة مختصرة لكنها حاوية لمعلومات بخصوص الابداع هذا ،وتناول اعده مختصر عن ديوان - تل الورد - للشاعر القدير – عريان سيد خلف – واخر عن الشاعر –ناجح عنوز - أما اسماء الشعراء فصديقي واخي رحيم شاعر عراقي معروف وكامل سواري والراحل فائق عبد سعدون - وغيرهم من الشعراء الرواد في الشطرة ،كما هنالك نهر وليس دفق لشعراء مبدعيين كتبوا ولا زالوا يكتبوا القصيدة الحديثة ،نعم القصيدة الحديثة التي بصمت جماليتها في بناء الشعر الشعبي المعاصر بحق فني له ،منهم عماد العكيلي وعلاء الياسين وحكيم الغالبي وغيرهم كما اني انتبهت بتقديري لنشاطك بهذا الخصوص في الشعر ومتعلقاته التي كتبت عنها اخي –صباح - . نشكرك اولاً وتقديرنا لك... خاصة ولقائنا هذا المثمر جاء بدون موعد واصبح سريعاً .


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني