PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الموسيقا في أمريكا اللاتينية جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية وخاصة في كوبا

يستمتع سكان أمريكا اللاتينية بأنواع متعددة من الموسيقا, لذا فإن عزف الموسيقا الحية في الشوارع شائع في تلك المنطقة، كما أن أداء الموسيقى التقليدية، وموسيقى السود والموسيقى الأوروبية الكلاسيكية تجذب أعدادًا كبيرة متحمسة من الجماهير, كما أن لموسيقى الروك شعبية في أوساط أمريكا اللاتينية. يعود تاريخ موسيقى هنود أمريكا اللاتينية إلى عصر ما قبل الاستعمار, وقد قامت تلك الموسيقى بدور رئيسي في معظم احتفالات الهنود ومازالت محتفظة بأهميتها في المناطق التي تقطنها أعداد كبيرة منهم, وقد أدخل المستوطنون الأوروبيون أشكالاً من الموسيقا الأوروبية وكذلك الآلات الموسيقية إلى أمريكا اللاتينية, وتجمع "موسيقى الميستوزو" الألحان الهندية ممزوجة بالأنغام الإسبانية الحية, كما تعكس الموسيقا في جزر الهند الغربية ومناطق الشريط الساحلي الرئيسي تقاليد الموسيقا الإفريقية التي أدخلها الأرقاء السود الذين كانوا يعملون في المزارع الكبرى, ويمكن سماع الأنغام الإفريقية المعقدة في موسيقى الكاليبسو في ترينيداد وألحان السامبا والبوسانوفا في البرازيل. يستخدم الموسيقيون في عزفهم لموسيقى أمريكا اللاتينية التقليدية اَلات موسيقية خاصة ومتنوعة, وتتضمن هذه الآلات: الطبول الخشبية والمعدنية (الكونغا والبونغز والتيمبالس)، الكوترو (الغيتار الخشبي ذي الأوتار الأربعة)، الماراكاس (أدوات قرع من نبات القرع الجاف)، والغييرو( آلة خشبية مجوفة من الداخل يعزف على الأخاديد المحفورة على جانبها بعصا صغيرة))، والكلافي ( قطعتان مستديرتان من الخشب الجاف)، بالإضافة للبيانو الذي يشكل الأرضية الأساسية لهذا النوع من الموسيقا وذلك من خلال الألحان المتكررة التي يعزفها " بمصاحبة الغيتار" مكونة ً دوراً أيقاعياً فعالاً مع الأصوات الفردية والأدوار المكتوبة, ويطلق على هذه الأرضية اسم: (مونتونوMontuno ). وتسود معظم الموسيقا التقليدية آلات الفلوت والقيثارة التقليدية والأبواق النحاسية (الترومبيت و الترومبون والساكسوفون) والكمان والدفوف الصغيرة. توجد في كثير من مدن أمريكا اللاتينية الكبيرة فرق موسيقية كبرى لعزف المعزوفات الموسيقية الكبرى وأخرى للمعزوفات الصغرى بالإضافة إلى الفرق الأوبرالية الكبرى. تعزف هذه الفرق أعمال المؤلفين الأوروبيين الكبار الكلاسيكية. وقد أثرت الألحان الكلاسيكية الأوروبية تأثيرًا واضحًا على الموسيقا السيمفونية المحلية حتى القرن التاسع عشر، ثم بدأ عدد من مؤلفي الموسيقا اللاتين في التعبير عن تراثهم القومي في موسيقاهم. ففي بداية القرن العشرين بدأ عدد من المؤلفين الموسيقيين العالميين من أمثال هيكتور فيلالوبوس من البرازيل، وكارلوس شافيز من المكسيك, وروبين غونزاليس من كوبا في إدخال الميلوديات والألحان الشعبية في موسيقاهم، كما أدخلوا أيضًا بعض الأدوات الموسيقية التقليدية في عزف بعض أعمالهم الفنية. الموسيقا في كوبا لغة في كل خطوة الموسيقى دون أي شك لها تأثير كبير في شخصية الكوبي، ويُقال إنه يتم التحدث في كوبا بطريقة غنائية، والمشي بطريقة راقصة، والحب يقوم ويزدهر على وقع كلمات أغنية. ومن الأعماق يظهر عشق الموسيقى عند الشعب الكوبي، ومن الداخل يصقله الانسجام والإيقاع والموهبة ويستطيع التقاط الحركات والالتواءات والنوتات الموسيقية، ويؤلف معجزة يحتويها المدرج الموسيقي. تنتشر الموسيقى في كوبا كالريح، لأنها ضرورة لسكانها كالهواء، والأنماط الموسيقية موجودة بوفرة نتيجة اختلاف أصول سكانها وتعدد ثقافاتهم المتوارثة من أراضي أجدادهم، وفي كوبا جوقات للموسيقى الشعبية تعد بالمئات يغنوّن بنغمة يطلق عليها النغمة الشارعية، وجوقات للموسيقى للأكثر ثقافة، ويمكن أن تسمع من الجوقات الشعبية عزفاً على آلات تقليدية أو آلات وافدة مع السكان أو من صندوق بسيط ،أو من منجل أو علبة معدنية، والسر في ذلك هوالتداخل الثقافي الذي خلق خليطاً من الثقافات الموسيقية التي وجدت طريقها في بانوراما الجزيرة. أماالرقص اللاتيني فله حكايته أيضا: لقد كان الرقص ذا أهمية كبيرة في حياة سكان أمريكا اللاتينية. وقام الهنود الحمر والزنوج بتطوير رقصاتهم لكي تصاحب العبادات الدينية والاحتفالات ببعض مناسبات الحياة مثل أعياد الميلاد، وحفلات الزواج، والحداد على الموتى. كذلك قام المهاجرون الأوروبيون بإدخال رقصاتهم الشعبية التي أتوا بها من بلادهم إلى أمريكا اللاتينية. ويظل الرقص يؤدي دورًا رئيسيًا في الاحتفالات الدينية والمهرجانات القروية في كثير من أقطار أمريكا اللاتينية، كما أن الرقص شكل من أكثر أشكال المرح شعبية في البلاد. ويوجد في كثير من البلاد كثير من فرق الرقص الشعبي التي تقدم على المسرح رقصات شعبية تقليدية. ومن أشهر هذه الفرق فرقة الباليه الفولكلوري المكسيكي التي قدمت حفلاتها في كثير من أقطار العالم. ولكل قطر من معظم أقطار أمريكا اللاتينية رقصاته الخاصة به, ويتضمن كثير من هذه الرقصات خطوات من الرقصات الشعبية الإسبانية أو البرتغالية. وعلى سبيل المثال نجد الحركة الإسبانية الراقصة زابَاتيدو (خطوات الضرب بالكعب على الأرض) تكون جزءًا من رقصة الكيوكا في بوليفيا وتشيلي والهوروبو في فنزويلا وجاربو تباتيو ورقصة القبعة المكسيكية في المكسيك. أما في جزر الهند الغربية فقد امتزجت التأثيرات الإفريقية والإسبانية في رقصات القاعات الرومبا والتشاتشا وقد اكتسبت رقصات مثل الرومبا والتشاتشا والرقصات الأخرى مثل " التانغو الأرجنتينية والسامبا البرازيلية والسالسا الكوبية " شعبية عالمية واسعة في دول أمريكا كلها ومعظم الدول الغربية. ومن أبرز الموسيقيين اللاتينيين والكوبيين: إبراهيم فيرير (1927– 2005): ولد في مدينة سانت لويس بالقرب من مدينة سانتياغو دي كوبا، توفي والداه عندما كان عمره 12 عاماً مما أجبره على الغناء في الشوارع لكسب المال، سجل مع مجموعته عدة ألبومات موسيقية، يمتاز بصوت جميل و ساحر فريد من نوعه. آرتورو ساندوفال (6 / 11 / 1949): ولد في أرتيميسيا- كوبا, وهوعازف ترومبيت وبيانو و تيمبالس, بدأ العزف على آلته منذ سن الـ12, تأثر بموسيقا الجاز بعد سماعه تسجيلات لأهم عازفي الجاز بأمريكا, عزف مع ديزي غيلسبي عازف الترومبيت الشهير وأحيا معه عدد من الحفلات في أوروبا وأمريكا, كما أحيا مع فرقته عدة حفلات موسيقية في أهم مهرجانات الجاز العالمية , له أكثر من 20 ألبوماً بالاشتراك مع أهم عازفي الجاز في العالم (هيربي هانكوك, تيتو بوينتي .), حاز على خمس جوائز غرامي ,كانت حياته موضوع فيلم بعنوان" من أجل الحب أو الوطن " عام 2000 بطولة آندي غارسياس. تيتو بوينتي (1923– 2000): ولد في مدينة نيويورك من أصل بورتوريكي, من أشهر عازفي الإيقاع اللاتيني عموماً والتيمبالس خصوصاً, اشتهر بتأليف موسيقا المامبو, عزف مع أهم الموسيقيين الكوبيين وألف موسيقى عدد من الأفلام كما ظهر في فيلم (ملوك المامبو).نال عدة جوائز موسيقية أهمها جائزة الغرامي اللاتينية. روبين غونزاليز (1919– 2003): ولد في هافانا, سانتا كلارا,عازف بيانو كوبي و مؤلف موسيقي ، صدر أول ألبوم له مع أرسينيو رودريغز شكل مجموعة من أهم الموسيقيين الكوبيين المخضرمين مونغو سانتاماريا (1917 – 2003): ولد في كوبا, ويعتبر أحد أعظم عازفي الإيقاع اللاتيني في العالم, عزف مع أعظم عازفي الجاز أمثال جون كولترين, هربي هانكوك وآخرون له عدة تسجيلات مع عدد من الموسيقيين المشاهير أمثال تيتو بوينتي وبيريز برادو, فاز بجائزة غرامي عام 1977.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني