مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في مؤتمر مكافحة النازية والفاشية – موسكو، والذي عقد من تاريخ 2142025 ولغاية 2442025
السياسات النازية للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني: إبادة غزة نموذجًا
الرفاق الأعزاء،
بداية أتوجه بالشكر الجزير باسمي وباسم رفاقي في الحزب الشيوعي الفلسطيني للرفاق في الحزب الشيوعي في الاتحاد الروسي لدعوتهم حزبنا للمشاركة في مؤتمر مكافحة النازية والفاشية، هذا المؤتمر الذي يكتسب اليوم أهمية عالمية وذلك بسبب تصاعد قوة الحركات الفاشية والنازية في العالم ، والذي ما كان ليحدث ويتعاظم لهذا الحد، لولا الانقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي والذي كان الدرع الحامي للبشرية ضد هذا الوحش الذي لا ينفك يفتك بشعوب العالم كما يشكر الحزب الشيوعي الفلسطيني الرفاق أيضا على حسن تنظيم هذا اللقاء .
يشارك الحزب الشيوعي الفلسطيني في هذا المؤتمر العالمي لمكافحة النازية والفاشية ليؤكد أن الاحتلال الصهيوني في فلسطين ليس إلا امتدادًا للسياسات الاستعمارية العنصرية التي انتهجتها النازية في القرن الماضي. وفي ظل الحرب الإبادية الجماعية التي يتعرض لها أبناء شعبنا في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، بات من الضروري أن نكشف للعالم الطبيعة الفاشية لهذا الكيان.
1. جذور العنف: الاستعمار الاستيطاني والإمبريالية العالمية
من منظور ماركسي-لينيني، فإن العنف والقمع ليسا مجرد أدوات سياسية، بل هما وسائل تضمن استمرار الرأسمالية الإمبريالية. كما كانت النازية أداة للسيطرة على الموارد وتوسيع النفوذ الجيوسياسي، فإن الصهيونية تخدم مشروعًا استعماريًا أوسع، بدعم مباشر من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
2. الإبادة الجماعية في غزة: نموذج صارخ للفاشية الحديثة
كما نفذت ألمانيا النازية عمليات إبادة جماعية في الاتحاد السوفيتي، فإن الكيان الصهيوني ينفذ حرب إبادة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة وتطهير عرقي في الضفة الغربية.
القصف العشوائي والتدمير الشامل: منذ أكثر من عام ونصف، يتعرض قطاع غزة لقصف متواصل يستهدف الأبرياء، بما في ذلك النساء والأطفال، إضافة إلى تدمير البنية التحتية والمستشفيات.
الحصار والتجويع: كما فرض النازيون حصارًا على مدن الاتحاد السوفيتي مثل لينينغراد، تفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة، يمنع عنها الغذاء والدواء والمياه والطاقة.
سياسة العقاب الجماعي: كما كان النازيون يمارسون العقاب الجماعي ضد المدنيين، تعتمد إسرائيل ذات السياسة عبر القصف العشوائي وهدم المنازل والاعتقالات الجماعية.
3. نظام الفصل العنصري والغيتو الحديث
كما أنشأت النازية "غيتوهات" لعزل المجتمعات اليهودية والسلافية، فإن إسرائيل حولت غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان في ظروف لا إنسانية، دون أدنى مقومات الحياة الكريمة.
4. المقاومة الفلسطينية: استمرار للنضال الثوري ضد الفاشية
كما قادت الحركات الشيوعية مقاومة النازية في الاتحاد السوفيتي، فإن المقاومة الفلسطينية تمثل استمرارًا لهذا النضال ضد الاستعمار والإمبريالية. إن غزة ليست مجرد منطقة محاصرة، بل هي جبهة مقاومة ضد الفاشية الصهيونية.
5. التصدي لظاهرة الفاشية والنازية الحديثة
من أجل مواجهة انتشار الفاشية والنازية بأشكالها الحديثة، بما في ذلك الصهيونية:
تعزيز الوعي الثوري والتثقيف السياسي: نشر الفكر الماركسي-اللينيني لتوضيح الترابط بين الإمبريالية والفاشية، وفضح الروايات الكاذبة التي تحاول تبرير جرائم الاحتلال.
توحيد قوى المقاومة والتحرر الوطني: تعزيز التعاون بين الحركات الثورية المناهضة للإمبريالية على مستوى العالم، خاصة في بلدان الجنوب العالمي.
مقاطعة الكيان الصهيوني على جميع المستويات: دعم حملات المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية لعزل إسرائيل كما تم عزل النظام العنصري في جنوب إفريقيا.
فضح التحالفات الإمبريالية-الصهيونية: كشف العلاقة بين الصهيونية والنظام الرأسمالي العالمي، وفضح الدور الذي تلعبه القوى الكبرى في دعم الاحتلال.
تعزيز التضامن الأممي: دعم حركات المقاومة الشعبية في جميع أنحاء العالم، والتأكيد على أن النضال الفلسطيني هو جزء من المعركة العالمية ضد الفاشية والاستعمار.
إصلاح المؤسسات الأممية: الضغط على المنظمات الدولية لاتخاذ مواقف جادة ضد الفاشية الحديثة، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية.
خاتمة
إن ما يجري في فلسطين، وتحديدًا في قطاع غزة، ليس صراعًا سياسيًا فحسب، بل هو معركة بين قوى التحرر والتقدم ضد الفاشية والاستعمار. وكما أسقطت الشعوب النازية والفاشية في القرن العشرين، فإن شعبنا الفلسطيني، مدعومًا بالتضامن الأممي، سيواصل النضال حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني وإنهاء سياساته النازية.
عاش النضال الثوري ضد الإمبريالية والصهيونية!
عاش كفاح الشعب الفلسطيني
والنصر حليف المضطهدين
الحزب الشيوعي الفلسطيني