PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني غداة اتفاق وقف العدوان على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة

في ضوء التطورات الأخيرة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يعبر الحزب الشيوعي الفلسطيني عن رؤيته لهذا الاتفاق بوصفه محطة محورية في مسار الصراع الفلسطيني-الصهيوني. بداية، يتوجه الحزب الحزب الشيوعي الفلسطيني، بأسمى آيات التحية والإجلال لشعبنا الفلسطيني البطل في قطاع غزة، الذي أفشل هذا العدوان الغاشم وفرض إرادته على الاحتلال الفاشي رغم حجم الدمار وعظيم التضحيات. كما نتوجه بالتحية لأسرانا البواسل الذين يمثلون رمزًا للعزيمة والصمود، ونؤكد أن موعد حريتهم قريب رغم أنف السجان. لقد كشفت هذه الأحداث بوضوح أن الإمبريالية الأمريكية هي القوة المحركة للسياسة الصهيونية. إذ لا يمكن لللوبي الصهيوني أو رغبات رئيس الحكومة الفاشية بنيامين نتنياهو، التأثير بشكل كبير على السياسة الأمريكية في المنطقة. ومن هنا فإن أي اتفاق يُوقع مع الاحتلال الصهيوني وأمريكا يثير الشكوك، خاصة إذا كان مبنياً على مراحل. فالواقع أن الأطراف المعنية، سواء كانت الولايات المتحدة الأمريكية أو الكيان الصهيوني أو حلفائهما في المنطقة، كانوا يهدفون إلى إخضاع قطاع غزة بالكامل، وتحرير الأسرى الإسرائيليين، والقضاء على المقاومة الفلسطينية. إلا أن المقاومة في غزة وصمود شعبنا في قطاع غزة ورفضه للتهجير رغم بشاعة المجازر، و تضافر جبهات الاسناد في لبنان، اليمن، العراق، إيران، وسوريا، أفشلت كل هذه الأهداف. لقد تحولت أهداف الاحتلال من محاولة القضاء على المقاومة وتحرير أسرى الاحتلال، إلى مواجهة مباشرة مع إرادة شعب قرر الصمود والقتال حتى النهاية. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم هو مستقبل القطاع بعد تنفيذ الاتفاق. فبينما تفتقر المعلومات حول الموعد النهائي لانسحاب قوات الاحتلال ومستقبل قطاع غزة، لا بد من الإشارة إلى أن الأطراف الغربية تسعى لتكريس الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وهو ما يتبلور حالياً في ضم الضفة الغربية إلى الكيان الصهيوني، وتسريع عملية التطبيع بين الدول العربية ودولة الكيان. إلى جانب ذلك، لا يمكن تجاهل أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولاً في الجهد العسكري الأمريكي نحو اليمن والعراق ولبنان وإيران، من أجل القضاء على قوى المقاومة فيها، ومواصلة الضغط على إيران، خاصة في ظل الاتفاق الاستراتيجي بينها وبين روسيا. تلك التحركات العسكرية تهدف إلى تعزيز الهيمنة الأمريكية في المنطقة على حساب شعوب المنطقة العربية وتطلعاتها بالحرية والاستقلال والانفكاك من السيطرة الامبريالية. وفي حال تنفيذ الاتفاق، سيجد شعبنا الفلسطيني نفسه أمام استحقاق جديد في الضفة الغربية، حيث سيتعين عليه الدفاع عن وجوده وحقوقه ضد سياسات الاحتلال وقطعان المستوطنين الفاشين القتلة وما حدث من هجوم كبير وعنيف على القرى الفلسطينية من قبل هؤلاء القتلة هو أكبر دليل على التحديات القادمة. وستظل الجماهير الفلسطينية في غزة والضفة في مواجهة دائمة مع الاحتلال للحفاظ على كرامتها وبقاءها، بما يتطلب موقفاً فلسطينياً موحداً ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني والتصدي لمخططاته واعتداءاته، ومن هنا يشدد الحزب الشيوعي الفلسطيني على ضرورة انهاء الاتقسام الفلسطيني الفلسطيني وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ثورية بحيث تشمل كافة فصائل العمل الوطني دون استثناء ومنع التفرد بالقرار الفلسطيني لمصالح فئوية ضيقة. لقد أظهرت هذه الحرب بوضوح أن ما يسمى صراع المذاهب والطوائف هو فتنة صنعتها الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها في المنطقة. ورغم ذلك، فإن الوحدة الحقيقية تتجلت في المقاومة الفلسطينية والعربية التي تعبر عن إرادة شعبية واحدة تجاوزت كافة الانقسامات المذهبية والعرقية والطائفية. كما أن الدول العربية والإسلامية، التي خضعت للهيمنة الأمريكية، لم تجد نفسها في معركة عنوانها الأقصى والمقدسات، حيث تآمرت الرجعية العربية والتركية مع أمريكا وإسرائيل وضربت محور المقاومة عبر السماح لمجوعات إرهابية مدعومة غربياً واسرائيلياً للسيطرة على سوريا، واخراجها من دائرة الصراع وهو ما يعتبر ضربة قوية لقوى المقاومة في المنطقة العربية. وفي نفس الوقت، فقد أثبتت قوى المقاومة في اليمن وغزة ولبنان أنه عندما تتوحد إرادة الشعوب مع المقاومة العسكرية، يمكنها أن تهزم أعتى الجيوش في العالم . وهذا النموذج المقاوم يشكل الرد العسكري الفعّال ضد التفوق العسكري الأمريكي والإسرائيلي، ويُظهر الفشل الذريع للجيوش النظامية في مواجهة إرادة الشعوب. على الرغم من الآلام التي تعيشها غزة، ستبقى رمزاً يجمع بين الأمل والحزن، شاهدة على صمود شعبها الأسطوري وإصراره على الحياة. فالإرادة الفلسطينية أقوى من كل التحديات، وشعبنا سيواصل الكفاح لنيل حقوقه المشروعة بالحرية والاستقلال مهما بلغت الصعوبات.وعظمت التضحيات الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني