لينين وحركات التحرر الوطني (القضية الفلسطينية) مداخلة الحزب في الندوة الاممية بمناسبة مئوية لينين التي عقدت في تونس بتنظيم حزب الوطد
في البداية نتوجه بالتحية والتقدير لرفاقنا في الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي (حزب الوطد) لتنظيمه هذا اللقاء في ظل ظروف معقدة، وشائكة يمر بها العالم وخصوصا في منطقتنا " منطقة الشرق الأوسط التي تشهد عدوانا إجراميا في فلسطين ولبنان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في حلف الناتو وأدواتهم الكيان الفاشي الصهيوني، جميعا نعلم أن هذا الكيان أنشىء من اجل الحفاظ على مصالح الإمبريالية، لتكون مهمته في العدوان على حركات التحرر في المنطقة، والذي يفرض على حزبنا خوض معركة وطنية ووطبقية في نفس الوقت ، وطنية مع العدو الصهيوني وطبقية مع الكمبرادور والرجعية العربية. .
إن هذا الكيان الفاشي أسس وصنع على خلفية كذبة تاريخية أسطورية بما يسمى أرض المعياد. وها هو يمارس في وطننا فلسطين ولبنان من جرائم قتل وتدمير ممنهج، وإزالة كل معنى للحياة لتهجير شعبنا من وطنه، إن معركة شعبنا وحركة التحرر الوطني في محمور المقاومة هو معركة وجود في مواجهة العدوانية للكيان الفاشي المدعوم بالمطلق من الغرب الإمبريالي وهم دعاة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان والمرأة وأخيراً المثليين.
إننا ندرك أن هذه الشعارات الكاذبة من أجل خداع الجماهير الشعبية لتخفي خلفها النهب الإمبريالي وتحولها إلى فاشية اجرامية وهذا ما نشاهده الآن من جرائم وتدمير هو الوجه الحقيقي لهؤلاء الدعاة، الوجه الحقيقي للنهب الإمبريالي وكل ذلك اللعب بالكلمات والمشاعر للتحايل واخفاء ما يحدث من صراع طبقي بقيادة الطبقة العاملة وحركات التحرر التي ستنشىء نضالاً ثورياً شاملاً دائمأ في سبيل حريتها.
إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني أمناء لنهج لينين المفكر الماركسي الثوري ونؤكد أن اللينينية هي راية تحرر الشعوب وتقدمها، لقد كشف لينين السلوك المشين الذي سار عليه أغلب الزعماء الإشتراكيين الديمقراطيين ممن يدعون إلى التطور السلمي للرأسمالية وهي الأفكار التي تكمن خلف الشوفنية الاجتماعية وخلف الانتهازية والسياسة الانتهازية وهي التخلي عن الصراع الطبقي، ودكتاتورية البروليتاريا، والدعوة للإصلاحية البرجوازية، والتعاون الطبقي في المجتمع الرأسمالي.
تواجه منطقتنا هذا العدوان وتوحشه أمام صمت العالم الذي يدعي الإنسانية إلا من بعض الحراك بشكل خجول. عدوان لكيان فاشي أنشىْ على عقيدة القتل والإبادة، إنهم لا يقيمون أي اعتبار للإنسانية والقانونية وهو ما يضاف إلى سجلهم الاجرامي.
لقد نوه لينين للتصدي للعدوان على الأمم المظومة
" إن كل اشتراكي في أمة ظالمة لا ينشر في زمن السلم وفي زمن الحرب سواء بسواء الدعاية لحرية الأمم المظلومة ليس اشتراكي ولا أممي إنما هو شوفيني، وإن كل اشتراكي لا يقوم بهذه الدعاية على الرغم من حظر الحكومة أي في الصحافة الحرة وأعني الصحافة السرية بظل منافقا في مناصرته للمساواة بين الأمم في الحقوق"
إن إشارة لينين للأحزاب والشعوب التي تناصر الشعوب المضطهدة خيانة للمبادىْ التي يؤمن بها الثوريين. ومن هنا نطالب رفاقنا في الأحزاب الشيوعية والأمم الحرة لخوض جهد نضالي أعنف في مواجهة العدوان وفضح كل المبررات التي هي لإخفاء هذا العدوان الفاشي وما يرتكب من جرائم ضد البشرية، لقد نبه لينين وشخص الحروب الإمبريالية عام 1920 في جوابه على أسئلة وكالة الأنباء الأمريكية في برلين :
"مشاريعنا في أسيا نفس مشاريعنا في أوروبا التعايش السلمي مع الشعوب مع العمال والفلاحين من جميع الأمم بلا ملاكيين عقاريين، بلا رأسماليين بلا تجار. إن الحرب الإمبريالية في عام 1914-1918 حرب رأسماليين الفريق الانجلو فرنسي روسي ضد الفريق الألماني النمساوي من أجل تقاسم العالم . ايقظت أسيا وعززت هناك كما في كل مكان الطموح الى الحرية والعمل السلمي والحيلولة دون نشوب الحروب"
لقد نوه لينين إلى الحروب الإستعمارية للنهب والسيطرة على مقدرات الشعوب خدمه لمصالحها، إن ما يجري الآن من تأجيج الحروب والصراع في العالم أوكرانيا وروسيا. الصين والغرب الاستعماري ما هو إلا تعبير عن مصالح هذه الدول. إن الصراع الثوري الوحيد هو الصراع بين الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة والمستضعفة ضد الإمبريالية وأنظمة المصالح التجارية.
إن أطروحة لينين حول الثورة الاشتراكية وحق الأمم في تقرير مصيرها تمثل منهجا ثورياً جديداً حول المسألة القومية ومسألة المستعمرات كجزء لا يتجزأ من الثورة الاشتراكية، وقد حدد لينين وأكد على تثقيف الطبقة العاملة بروح أممية سواء في الأمم الكبيرة التي تمارس الاضطهاد أو التي يقع عليها الاضطهداد، وميز بين الموقعين لأن مركز الطبقة العاملة ليس واحداً، فهناك التفاوت الإقصادي بسبب جزء من الطبقة العاملة في الأقطار التي تمارس الاضطهاد وتحصل على فتات الأرباح التي تسلبها البرجوازية من استغلال الشغيلة في البلدان التي تعرض للنهب.
وتحدث عن شعار حق الأمم في تقرير المصير يجب النظر إليه بعلاقته مع ثلاث مجالات رئيسية :
الأولى: وهي الأقطار الرأسمالية المتقدمة مثل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تضطهد أمما أخرى في المستعمرات إن على البروليتاريا أن تدافع عن حرية الإنفصال للمستعمرات والقوميات المضطهدة في هذه الدول .
الثانية: أقطار حيث الحركة الوطنية الديمقراطية البرجوازية قد تطورت، على البروليتاريا دمج الصراع الطبقي التي تخوضه شغيلة الأمم المضطهدة، وشغيلة الأمم التي يقع عليها الاضطهاد ضد عدوها المشترك الملاكين والبرجوازية " نموذجا أقطار اوروبا الشرقية والنمسا والبلقان .
الثالثة: جميع المستعمرات على الأحزاب والجماعات الماركسية أن تطالب بالتحرر العاجل لهذه المستعمرات وأن تساند أكثر العناصر ثورية في حركات التحرر الوطني وتساهم بكل وسيلة في االكفاح ضد الدول الأمبريالية المضطهدة. نموذجا الصين تركيا إيران، وهذا ما استلهمه الاتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي في دعمهم لحركات التحرر الوطنية والدولة المستقلة الهادفة لبناء دولها وكرامة شعوبها واستقلاله الاقتصادي.
رفاقنا الاعزاء:
إن ما يجري في وطننا فلسطين ولبنان الشقيق هو عدوان وحشي هدفه إبادة شعبنا وتهجير من بقي منهم لتوسع الكيان الفاشي ويرتكب أبشع الجرائم عبر التاريخ تشكل وصمة عار على وجه البشرية الصامته، وما يقوم به الجيش المجرم ضد فلسطين ولبنان ما هو إلا إعادة لإرثه التاريخي من عصابات شترين والأراغون والهجانا، وما ارتكب من مجازر لاجتثاث شعبنا من أرضه عام 1948.
يتم كل ذلك أمام سمع وبصر كل العالم على شاشات التلفزة بشكل ممنهج من قتل للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، أجساد مقطعة بيوت مهدمه لم تبقى مدرسة أو جامع أو كنيسة أو مستشفى لم يصبه حقد الفاشست. حصار مطبق ، منع أيصال الأغذية والمياه والأدوية لشعبنا في قطاع غزة، واطلاق مجموعات القتلة والمجرمين في الضفة الغربية من حثالات البشرية للفتك بشعبنا. إن هذه الجرائم أمام تخاذل وتواطوء أنظمة المهانة العربية والإسلامية والصمت الدولي المشين وعجزه عن تطبيق قرارات الأمم المتحدة التي تواجه بالفيتو الأمريكي وموافقة حلفائه.
عشرات آلاف الشهداء وأكثر من 150 ألف جريح و10000 آلاف مفقود، تنفذ هذه الجرائم بمشاركة وإدارة الغرب المجرم فتحت مخازن الأسلحة المحرمة دوليا وتجنيد المرتزقة لكيان لقيط من كل بقاع العالم لإبادة شعبنا الفلسطني واللبناني.
إن فاشية هذا الاحتلال الاحلالي وغطرتسته امتدت لتشمل الهجوم على وكالة الانروا ، حيث أقر ما يسمى بالكنيست الصهيوني قراراً خطير الهدف منه هو التصفية السياسية للقضيىة الفلسطنية وعلى رأسها حق العودة، وذلك من خلال قرار الكنيست العنصري الاخير بطرد منظمة الانروا من القدس وعدم السماح لها بالعمل لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية، وشعبنا العربي الفلسطيني في أمس الحاجة لكل الخدمات التي تقدمها منظمة الانروا من تعليم وصحة وغيرها من الخدمات، إن هدف العدو الصهيوني الاساسي استبدال منظمة الانروا بأي منظمة اخرى تخضع للإملائات الصهيونية والامريكية وتطوطين اللاجئين الفلسطينين في لبنان وسوريا والاردن، وحزبنا يعتقد ان الرد على هذا القرار هو من خلال تصعيد سياسي في منظمة الامم المتحدة تفضي الى طرد دولة الكيان منها ولكن للاسف النظام العربي الرسمي لم يخرج عن رد فعله المعهود وهو الاستنكار والشجب دون أي ردة فعل ضد اجراءات الاحتلال الصهيوني النازي.
إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني منذ سنوات طويلة ونحن نناشد لتشكيل جبهة وطنية عريضة تضم كافة الفصائل وقوى شعبنا الحية من أجل التصدي لهؤلاء المجرمين القتلة متسلحين بأيدلوجيتنا الماركسية اللينينة، ولكن للأسف لم نجد أذنا صاغية عند البعض للحافظ على مكاسبه، ونؤكد باستمرار أن لابديل عن المقاومة
بكافة أشكالها وأن محور المقاومة ووحدة الساحات هي الكفيلة بصد العدوان عن فلسطين ولبنان لدحر وهزيمة العدوان لاقامة دولتنا الوطنية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني وعاصمتها القدس الموحدة.
وشكراً لاستماعكم