PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني تموز 2024

في يوم السبت الموافق 20/7/2024، عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني اجتماعاً موسعاً لها في مدينة رام الله، وكان على رأس أجندة الاجتماع حرب الابادة التي يشنها الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة، والتطهير العرقي الذي يمارس ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية، بالاضافة الى جبهات الاسناد للشعب الفلسطيني. وقد افتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح شهداء شعبنا الذين قضوا نتيجة حرب الابادة الذي يشنها الكيان الصهيوني الفاشي على شعبنا العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده. وناقشت اللجنة المركزية آخر التطورات السياسية والميدانية في المنطقة، ورأت اللجنة المركزية أن القرار التاريخي الصادر عن محكمة العدل الدولية هو تطور ايجابي، والذي اعتبر الوجود الصهيوني في الضفة الغربية وقطاع غزة احتلال غير شرعي، وطالب بدفع تعويضات مالية بسبب الاضرار الناتجة عنه، وازالة جدار الفصل العنصري، واعتبرت اللجنة المركزية أن هذا القرار رغم ايجابيته بشكل عام إلا أنه اغفل حق اللاجئيين الفلسطينيين بالعودة الى ديارهم التي هجرو منها عام 1948، ولكن يمكن أن يبنى على هذا القرار في حال تم العمل عليه بشكل سليم، كما يستدعي هذا القرار لصالح شعبا تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية، وذلك من خلال انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني البغيض وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ثورية بحيث تشمل كافة فصائل العمل الوطني دون استثناء، وبناءً على ذلك دعت اللجنة المركزية الى ضرورة انجاح الحوار الوطني الذي تستضيفه الصين للخروج من هذا المأزق وللتوحد في مواجهة حرب الابادة الذي يشنها الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبنا. كما ناقشت اللجنة المركزية قرار ما يسمى بالكنيست الاسرائيلي، والذي أقر بأغلبية ساحقة على رفض إقامة دولة فلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1967، والذي جاء ردأ استباقيا على قرار محكمة العدل الدولية بخصوص وجهة نظرها من الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية وقطاع غزة، وغداة هذا القرار العنصري والفاشي والذي ينم عن العقلية الصهيونية بعدم الاعتراف بوجود الشعب الفلسطيني وحقوقه السياسية تسائلت اللجنة المركزية ماذا تبقى من اتفاقية أوسلو الذليلة وملحقاتها، وألا يستدعي ذلك من منظمة التحرير الفلسطينية سحب اعترافها بهذا الكيان المارق، والذي لا يتورع عن ارتكاب المجازر اليومية بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، هذا الكيان الذي يمارس حرب ابادة من نوع جديد لم يشهد لها التاريخ مثالاً من حيث الوحشية والحقد الاعمى والقتل الممنهج للمدينين العزل من اطفال ونساء ونسف المربعات السكنية على رؤوس ساكنيها وضرب للمستشفيات واخراجها من الخدمة وقطع امدادات الوقود والمياه، بالاضافة الى سياسة التجويع الممنهجة على بقعة جغرافية صغيرة كل ذلك من أجل الخروج بصورة نصر تمكنه من استعادة ردعه المتهالك. كما رأت اللجنة المركزية أن تصاعد وتيرة القصف اليومي لقطاع غزة وزيادة ارتكاب المجازر ضد المدنيين العزل وتحديدا خلال الاسبوع الاخير، كان له أهداف عدة ومن أهمها افشال صفقة التبادل من أجل إطالة أمد الحرب حتى موعد الانتخابات الامريكية، والتي من المتوقع أن يفوز بها العنصري ترامب وهو الحليف المقرب للكيان، مسح صورة الانتصار الكبير في 7 أكتوبر وذلك من إجل ربط هذا الانتصار بصور المجازر الوحشية والمؤلمة واستعادة ردع الكيان، ولكن كل ذلك سوف يذهب ادراج الرياح وستبقى صور 7 اكتوبر محفورة في الذاكرة الفلسطينية والوجدان الفلسطيني. وناقشت اللجنة المركزية القرارات الصهيونية العنصرية الجديدة في الضفة الغربية المحتلة والتي كان أبرزها منع البناء الفلسطيني في المناطق المصنفة ب، وهي التي تخضع اداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا للاحتلال واعتبرت هذا القرار يدق نعش ما تبقى من صلاحيات للسلطة الفلسطينية، ويؤشر على ارتفاع هجمة الاحتلال على سرقة الاراضي الفلسطينية لتنتقل من المناطق ج الى المناطق ب، وطالبت اللجنة المركزية السلطة الفلسطينية باتخاذ مواقف أكثر جدية تتجاوز مرحلة الاستنكار والادانة، ورأت اللجنة المركزية ان ازياد هجمات المستوطنين على التجمعات السكانية في ظل حراسة الاحتلال له هدف خبيث وهو تهجير السكان قدر الامكان ولكن صمود شعبنا في مواجهة هذه الاعتداءات افشل هذا المخطط. وأشادت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني بجهود جبهات الاسناد لشعبنا العربي الفلسطيني والتي اثبتت فعاليتها وتأثيرها الكبير على دولة الكيان، ابتداءً من الشمال من خلال هجمات المقاومة اللبنانية على مستوطنات الشمال والمواقع العسكرية، مرورا باليمن العزيز والشقيق الذي اغلق البحر الاحمر وبحر العرب في وجه الناقلات الصهيونية والهجمات بالمسيرات التي يشنها على مواقع مختلفة في جنوب فلسطين المحتلة، ولكن العملية الاكثر ايلاما كانت بضرب اليمن الشقيق معقل الكيان الصهيوني وهي منطقة ما يسمى بتل أبيب، وانتهاءاً بالمقاومة العراقية والسورية والتي تعلب دوراً مهما في جبهات الاسناد لشعبنا العربي الفلسطيني من خلال الاستهدافات المتكررة لمواقع الاحتلال في حيفا وغيرها واستهداف قوات الاحتلال الامريكي وكل من العراق وسوريا. وأدانت اللجنة المركزية العدوان الصهيوني على ميناء الحديدة باليمن والذي اوقع عددا من الشهداء والجرحى، وأكدت اللجنة المركزية أن هذا العدوان لن يزيد إلا من إصرار الشعب اليمني بمختلف فئاته على مواصة دعمه للقضية الفلسطينية وبكل السبل الممكنة. وأمام هذه التحديات التي تواجه شعبنا والخطر اللذي يتهدد قضيتنا الوطنية، جددت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني دعوتها لتشكيل جبهة وطنية عريضة معادية للإحتلال وأوسلو تشمل كافة القوى الوطنية الفلسطينة والحركات الشعبية المختلفة دون استثناء أحد، والاتفاق على برنامج سياسي محدد، من أجل الخروج بشعبنا من حالة التيه الفلسطيني التي استمرت منذ أوسلو ولغاية الآن، والاتفاق على آليات الكفاح والنضال، والتي يجب ان لا يحددها طرف بناء على مصالحه الشخصية والفئوية ولنترك لشعبنا اختيار الطريق الذي يناسبه في الكفاح وان لا تُملي عليه، يتبع ذلك إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ثورية تحريرية قادرة على تغيير الواقع المهزوم والثورة عليه، ولتكون فعلاً الممثل الشرعي والوحيد للشعب العربي الفلسطيني. على الصعيد الاقليمي والعربي، رأت اللجنة المركزية أن الحرب الصهيونية على شعبنا في قطاع غزة كشفت الانظمة العربية الرجعية وارتباطها العضوي بالولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني، فرغم كل مجازر الاحتلال التي فاقت كل وصف، استمرت هذه الانظمة بالخنوع ولم يتعدى موقفها سوى الادانة الخجولة، وبعض الانظمة وصل بها المطاف الى حد إدانة المقاومة الفلسطينية كنظام دولة الإمارات ، كما أن الدول المطبعة مع الكيان لم تقطع علاقاتها معه أو حتى تجمدها، وقد بان دور هذه الانظمة العربية الرجعية عندما ردت ايران على ضرب قنصليتها في دمشق فقد ساهمت هذه الانظمة بشكل فعلي في الدفاع عن الكيان الغاصب وأثبتت أن من يحمي الكيان ليس القبه الحديدية ولا الدفاعات الجوية الصهيونية بل الأنظمة العربية الرجعية والتي هي بحكم الشريك في الدم الفلسطيني، أما شعوبنا العربية فهي داعمة لفلسطين وأهلها وقضيتها. على الصعيد الدولي، رأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني أن الحرب على قطاع غزة لعبت دورا كبيرا في تعبئة وتحريك القوى الثورية في مختلف دول العالم حتى في مراكز الامبريالية في الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا الغربية، وما المظاهرات التي شهدتها مختلف الجامعات الامريكية والاوروبية هو أكبر دليل على ذلك، واعتبرت اللجنة المركزية ان تصاعد الحرب الامبريالية بين روسيا والناتو يمكن أن ينزلق ويؤدي الى مواجهة شاملة تؤدي الى استخدام الاسلحة النووية وأمام هذه الحالة المتأزمة في العالم والصراع على اعادة اقتسام الثروة والنفوذ يبرز بشكل واضح وجلي راهنية النظام الاشتراكي وقدرته على حل التناقضات الرأسمالية الموجودة من خلال القضاء على هذا النظام المتعفن والفاسد وبناء النظام الاكثر عدلا " النظام الاشتراكي" اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني