PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الشعب الفلسطيني في مواجهة الفاشية الصهيونية

تلجأ الشعوب عند مواجهة الأخطار، الحروب، الكوارث والمحن، إلى الوحدة الوطنية بين مختلف الأطياف والتنظيمات السياسية والفئات المجتمعية، وتلتقي تحت سقف واحد يتم فيه تناسي الخلافات التنظيمة الفئوية والعشائرية وتتلاشى التناقضات، حيث تتقدم مصلحة الشعب وتتنازل القوى المختلفة عن مصالحها في سبيل مصلحة الشعب، من أجل مواجهة الأخطار المحدقة التي تتربص بالبلاد وحماية الشعب وتأمين مصالحه وحفظ حقوقه . تلك هي حال الشعوب المقهورة والتي تعرضت للاستعمار والنهب الامبريالي، والتاريخ يشهد على الكثير من هذه الأمثلة، تحالف فيها الخصوم في سبيل الدفاع عن الوطن وحقوق شعوبهم، فمن الجزائر بلد المليون شهيد الى فيتنام وكوبا ...الخ من الأمثلة على توحد الشعوب في مواجهة الاخطار والمحن، ولعل شعبنا العربي الفلسطيني والذي يناضل منذ 100 عام خلت قدم خلالها عشرات الألوف من الشهداء والجرحى أولى من غيرنا بهذه المفاهيم والقواعد، فبلادنا محتلة وشعبنا بين نازح ولاجىء وشهيد ومعتقل ومطارد ومحاصر، وحقوقنا منتهكة وخيراتنا منهوبة وأجيالنا ضائعة ومستقبنا مهدد، ولذلك فإنه لزاما علينا وعلى قوى شعبنا وفصائله أن تتحدد وتتفق وتتحالف لمواجهة أعتى احتلال وأشرس عدو في هذا العصر. ذلك كان واجب قديما ولم يزل، إلا أنه اليوم في ظل تشكيل الحكومة الصهيونية الفاشية، والتي أعلنت عن نيتها في تسريع مصادرة الاراضي والاستيطان وتشريع قوانيين عنصرية من أجل قتل أبناء شعبنا ومنح صلاحيات واسعة لشرطة الاحتلال وجيشه ومستوطنيه، ومواصلة تهويد القدس والمسجد الاقصى والمباشرة في تأدية الطقوس الدينية التوارتية التلمودية والتي توجها الفاشي بن غفير اليوم في القدس من خلال اقتحامه للمسجد الاقصى، فإنه أصبح ألزم وأوجب أن ننحي خلافاتنا جانبا ونتوحد وننهي هذا الانقسام البغيض الذي بعثر قوانا وشغلنا عن هدفنا الأساس وهو تحرير فلسطين واقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الوطني "دولة لكافة أبنائها" إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني وأمام هذه المستجدات الخطرة والاجراءات المتسارعة، والنوايا الشريرة والمخططات الشيطانية ندعو كل القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركتي فتح وحماس إلى البدء بحوارات وطنية شاملة تفضي الى تشكيل قيادة وطنية موحدة تشارك فيها كافة الفصائل والتظيمات الفلسطينية دون استثناء، من خلال إجراء انتخابات المجلس الوطني للكل الفلسطيني وذلك بعد اعلان الخروج من اتفاقية أوسلو والتخلص من كل تبعاتها وافرازاتها الأمنية والسياسية والاقتصادية، وسحب الاعتراف بدولة الكيان، واستعادة العمل بالميثاق الوطني الفلسطيني، واستعادة العمل بكافة أشكال النضال في سبيل التحرير، وعدم الرهان على المفاوضات مع العدو الصهيوني والوسيط الامريكي المنحاز. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يرى بهذه الخطوات الموزونة والقيادة المسؤولة والبرامج المتفق عليها والارداة المشتركة والوعي الهادف واليقظة الدائمة، تمكن شعبنا العربي الفلسطيني من تجاوز هذه المرحلة والتصدي للعدو وافشال مخططاته وردعه وزجره وكي وعيه وإعادته الى مربعات الصراع الأولى والتي ظن واهما أنه تجاوزها وانتهى منها وفرض غيرها وثبت معايير أخرى سوها.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني