PCP

يا عمال العالم اتحدوا

سكان المستوطنات العشوائية ومعاناة الفلاحين الفلسطينين

تبدو بعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية جميلة ومنظمة ومجهزة ببنية تحتية اشبه بالمدن والبلدات في اي دولة غربية. وهناك وجه اخر لهذه المستوطنات، والتي تسمى اسرائيليا بالعشوائية ويقطنها فئة من المستوطنين المتشددين الذين بنوا المستوطنات دون اذن السلطات الرسمية الاسرائيلية. زرت احد تلك المستوطنات واسمها "تسدة بوعاز" وتقع قرب مدينة بيت لحم. لم يكن الشارع المؤدي لها معبدا، ومنازلها اقرب إلى البيوت الجاهزة، وتقف عند مدخلها سيارة عسكرية تحميها وفي اوسطها برج للمراقبة. تتكون المستوطنة من اثني عشر منزلا يعيش بها بضعة عائلات تسكنها منذ ثمان سنوات. من هؤلاء السكان ايتان اوريل، طبيب اسنان، بنى منزله بيده ويؤمن ان الارض لشعب اسرائيل وانه يمثل طلائع الشعب اليهودي، الشعب الذي بدا منقسما حول الاستيطان. وايتان متزوج وله اربعة اولاد ويسافر يوميا الى القدس للعمل في عيادة طب الاسنان وعنده كلب حراسة واحيانا يزور المنزل كلب اسود قال لي انه كلب الجيران. توجد امام منزله، الصغير وان كان اثاثه جيدا، ساحة بها قدر من العشب الاخضر وبعض الالعاب للاولاد. هذه المستوطنة مسجلة على قائمة المستوطنات واجبة الهدم، كما جاء في التعهدات الاسرائيلية تجاه المجتمع الدولي، ورغم وجود قرارات هدم إلى انها مازالت قائمة. سألت ايتان اوريل عن السبب وراء قراره بالعيش في هذه المستوطنة على سفوح الجبال، فقال: "اشعر بتدهور الوعي الوطني تجاه تاريخينا، والعديد من الاسرائيلين لا يحترمون تاريخهم وعلاقتنا بالارض أو لم يقدموا شيئا للوطن. فبداية نشأة اسرائيل هي ما وجدناه هنا. اما كيف يرانا الناس الان فهو مختلف ومحزن. فنحن طلائع الشعب اليهودي"! تجد منزل ايتان وان كان غير قانونيا، في نظر القانون الدولي او الاسرائيلي، مجهزا بالكهرباء والماء بمساعدة المستوطنات القريبة، ناهيك عن حماية الجيش المستمرة. وكانت زوجته مريام حازمة في انها لن تغادر هذا المنزل المهدد بالهدم من قبل السلطات الاسرائيلية. وقالت مريام إنهما ليسا من العلمانين او من المتدينين، ولكن في الوسط، وهي ستترك الخيار لاولادها في تحديد مستقبلهم. الفلاحون الفلسطينيون وقال ايتان انه لا يعتدي على الفلاحين الفلسطينين وان " تلك ارضهم هناك، حيث الزيتون والعنب، وهم يفلحون الارض بلا مشاكل. ونحترمهم، فهي ارضهم، وهي قريبة منا". وترى على الجانب الاخر من الجبل الفلاحين الفلسطينيين الذين عانوا من اعتداءات المستوطنين وكلابهم. فهم حتى لا يغادرون منازلهم ليلا. ذهبت هناك إلى بيت منى عدوي، الاقرب إلى مستوطنة "تسدة بوعاز". ومنى من سكان قرية حوسان وشرحت لي معاناة اهل القرية قائلة: "منذ سنوات وعدد من المستوطنين يعتدون على الفلسطينين ويمنعون بعضهم من الحصاد او حتى من استخدام الطرق. فضلا عن قطع الاشجار". لم يكن من الممكن التأكد إن كان ايتان ممن يعتدون على الفلسطينيين كما قالت منى عدوي ام لا. ومن مشاهداتي للمنطقة، وجدت ان بعض الحقول هُجرت منذ فترة، والاشجار بحاجة إلى رعاية. ويقول الفلسطينيون إن هذه المستوطنة حرمتهم من زراعة بعض الحقول لان المستوطنين يلاحقونهم بالكلاب والجيش الاسرائيلي يرافقهم. ومنذ سنوات وعدد من المستوطنين يعتدون على الفلسطينيين في الضفة الغربية، ويمنعون بعضهم من الحصاد او حتى من استخدام الطرق فضلا عن قطع الاشجار واحراق الحقول.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني