PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الفنزويلي 3-5/11/2022

بدايةً أتوجه بالشكر للرفاق في الحزب الشيوعي الفنزويلي على دعوته لنا لحضور هذا المؤتمر الهام والتاريخي في حياة فنزويلا وأمريكا اللاتينية، وأنقل لكم التحيات الثورية من كامل أعضاء الحزب الشيوعي الفلسطيني قيادة وقواعد، وأنقل هذه التحيات أيضا الى الرفاق ممثلي الأحزاب الشيوعية الحاضرين في هذا المؤتمر. أيها الرفاق الجميع يعرف القضية الفلسطينية ومن هو العدو. ولكن قبل ذلك علينا أن نعرف ما هي الصهيونية طبقياً وأيدلوجياً وبناءً عليه يمكن فهم موقفنا السياسي والنضالي في فلسطين المحتلة. أن الصهيونية العالمية هي حركة فاشية عنصرية تمثل مصالح رأس المال المالي اليهودي، وإن اسرائيل تمثل رأس حربة هذه الحركة ورأس حربة المشروع الامبريالي العالمي في منطقتنا. هذه الحركة لا تمثل فقط خطراً علينا وانما خطراً على كل شعوب العالم التواقة الى التحرر من الاستغلال الإمبريالي. والجميع يعرف دور الحركة الصهيونية التخريبي في الاتحاد السوفيتي السابق والدور الذي تقوم فيه هذه الحركة حالياً في أمريكا اللاتينية من خلال دعم اليمين المتطرف والثقافة الرجعية الانعزالية التي تتماشى مع مصالح الامبريالية الأمريكية. وإننا نُصر على أن اسرائيل هي كيان غير شرعي خلقه الاستعمار الامبريالي كقاعدة عسكرية متقدمة له في منطقتنا وانه احتلال امبريالي لأرضنا، وأن الصهيونية لا تعني الدين اليهودي، بل أن الصهيونية قد استغلت الدين اليهودي لمصلحة رأس المال المالي العالمي. إننا كحزب شيوعي فلسطيني نشخص الواقع الحالي في فلسطين على أنه احتلال امبريالي لأراضي فلسطين وأن اسرائيل هي دولة أبارتهايد، وأن معركتنا معها هي معركة تحرر وطني بامتياز، ولهذا فإن معركتنا مع اسرائيل ليست معركة حدود وانما معركة وجود. ونؤكد بعد كل تاريخ التضحيات وبطولة ومقاومة شعبنا الفلسطيني لهذا المشروع بأنه: لا يمكننا القبول بهذا الواقع الحالي الذي فرضته علينا الامبريالية والرجعية العربية والكمبرادور الفلسطيني المرتبطة مصالحه ارتباطاً عضوياً مع إسرائيل وأسيادهم الأمريكان. و نؤكد مقاومتنا للدور الذي لعبه الكمبرادور في اضعاف دور منظمة التحرير وتحولها الى لاعب غير مؤثر في العملية التحررية، وتحول قيادتها الى جهاز اداري في الداخل الفلسطيني لحماية أمن اسرائيل عن طريق التنسيق الأمني الذي افرزه اتفاق أوسلو المشؤوم، وإلى متسول عالمي لضمان استمرار هذه الطغمة الكمبرادورية في السيطره على القرار في منظمة التحرير، وحرمان شعبنا الفلسطيني من أي إمكانية حقيقية في الثورة الشعبية الكاملة و تحصيل حقوقه في اقامة دولته المستقلة على كامل الأرض الفلسطينية وعاصمتها القدس, والتي تضمنها كل الشرائع الدولية. الانقسالم فلسطيني بعد انهيار الاتحاد السوفيتي ووقوع الفصائل الفلسطينية المقاومة في الخطأ التاريخي بالموافقة على أوسلو، باستثناء حركة فتح التي كانت تخطط لهذا الاتفاق، عجزت عن المراجعة الحقيقية لموقفها ولم تستطع الاستفادة من الانتفاضة الكبرى لشعبنا الفلسطيني عام 2000 الذي رفض فيها الواقع المفروض عليه ، أدى ذلك الى صعود الحركات الدينية لأخذ مكان الصدارة في المقاومة. وأسفر عن صراع دموي بين الفصيلين الرئيسيين "فتح وحماس" وهذا أدى إلى سيطرة حماس على قطاع غزة الذي طُرد الاحتلال عمليا عام 2005 منه، و سيطرة فتح على بعض الاجزاء في الضفة الغربية، ولا زلنا نعيش الآثار السلبية لحالة الانقسام هذه، حيث تحولت غزة الى سجن كبير تشن علها اسرائيل حروبها المجرمة كل عامين تقريبا ، و ازداد الاستيطان من جهة أخرى في الضفة الغربية بشكل غير مسبوق عن طريق قضم الأراضي الفلسطينية ، وصولا الى بناء جدار الفصل العنصري الذي يقسم ما بقي في الاراضي الفلسطينية الى كنونات متفرقة ، كل هذا و السلطة الفلسطينية تقف عاجزة عن القيام بأي رد فعل حقيقي يجنب شعبنا هذا الواقع. وبناءً على ذلك فان حزبنا الشيوعي الفلسطيني يؤكد على أهمية بل ضرورة الوحدة الوطنية المبنية على الحرية والوطنية والديمقراطية، كمخرج وحيد من المأزق الراهن على أن تؤخذ آراء جميع الفصائل المقاومة بعين الاعتبار في إطار عمل جبهوي دون التفرد بأخذ القرار من أي فصيل. الموقف من منظمة التحريرالفلسطينية: يرى حزبنا أن حل مشاكل منظمة التحرير يكمن بإعادة هيكلتها على قاعدة الديمقراطية الثوية لتتسع لكل القوى الفلسطينية مهما بلغ حجمها لتتحول إلى جبهة وطنية تضم كل القوى الفلسطينية الساعية إلى تحرير شعبنا ووطننا واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، ونحن نؤكد في داخل هذا الخضم من النضال على الموقف المميز للطبقة العاملة الفلسطينية، فطبقتنا العاملة وجماهير فلاحينا كانت ولا تزال القوة الأساسية والأكثر تضحية في النضال من أجل انتزاع الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا. مهماتنا الرئيسية تتلخص في أربعة نقاط أساسية ومترابطة ديالكتيكياً : 1- النضال بكافة الأشكال الممكنة لتحرير كل شبر من أراضي فلسطين من الغزاة الصهاينة وانشاء دولة فلسطينية حرة مستقلة ديمقراطية شعبية علمانية لكافة أبناءها وعاصمتها القدس، وتحرير جميع الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال وإعادة اللاجئين الفلسطينيين وتطبيق حق العودة (قرار مجلس الأمن 194) وتعويضهم وطي هذه الصفحة السوداء من التاريخ الى الأبد. 2- التحالف مع كافة القوى الوطنية والمقاومة في فلسطين داخل منظمة التحرير بعد إعادة هيكلتها، أو خارج منظمة التحرير على قاعدة الاستقلال وطرد المحتلين وتحطيم المشروع الصهيوني في فلسطين وفي العالم وبهذا تتحقق الوحدة بين الواجب الأممي وبين الواجب الوطني. 3- النضال بلا هوادة من أجل الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة الفلسطينية من عمال وفلاحين ومثقفين ثوريين سواء في العمل أو حرية التعبير أو المكتسبات الاجتماعية الأخرى. 4- الحفاظ على الهوية الأيدلوجية الواضحة للحزب، اي الهوية الماركسية اللينينية انطلاقا من مقولة أن النضال الناجع ضد الإمبريالية يقتضي النضال الناجع ضد التحريفية والانتهازية. والعمل على نشر هذه الثقافة الثورية بين أوسع الأوساط الجماهيرية وتقوية مواقع الحزب شعبيا. إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني، نعبر عن تضامنا المطلق مع الرفاق في الحزب الشيوعي الفنزويلي بسبب التضيق عليهم من قبل سلطات الحزب الحاكم، ونطالب الحكومة الفنزويلية بالوقف الفوري لجميع هجماتها ضد الحزب ومؤسساته، والذين لهم دور كبير في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والشعب الفنزويلي ضد استغلال البرجوازية الذي لم تتخلص فنزويلا منه بشكل نهائي رغم بعض الانجازات التي تم تحقيقيها في هذا المجال لكن الطريق طويل من اجل بناء الاشتراكية في فنزويلا . أيها الرفاق إن الحزب الشيوعي الفلسطيني باعتباره أحد مكونات الحركة الشيوعية العالمية ، يشدد على ضرورة التعاون الأممي بين الأحزاب الشيوعية العالمية و بين كافة قوى التحرر المعادية للإمبريالية والصهيونية ويشدد على الشعار الأممي من أجل أوسع جبهة عالمية مناهضة للإمبريالية، ومع الشعب الفنزويلي في مواجهة الامبريالية ، يحيى المؤتمر السادس عشر للحزب الشيوعي الفنزويلي، و كلنا ثقة أن مقررات هذا المؤتمر ستكون في سبيل تقوية موقع فنزويلا التحرري وفي سبيل تقدم الطبقة العاملة الفنزويلية من أجل تصويب طريق التقدم الاجتماعي و الوصول الى الاشتراكية في فنزويلا وفي أمريكا اللاتينية والعالم. عاشت الأممية البروليتارية عاشت فنزويلا المعادية للإمبريالية عاش الحزب الشيوعي الفنزويلي عاشت فلسطين عاش التحرر الوطني حتى النصر دائماً يا عمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطَهدة.. اتحدوا !


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني