PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في لقاء الاحزاب الشيوعية والعمالية المنعقد في العاصمة الكوبية هافانا (27-29/2022)

الرفاق الأعزاء، تحية ثورية بولشفية، تحية رفاقية يرسلها حزبنا، حزب الطبقة العاملة الفلسطينية، الحزب االشيوعي الفلسطيني للقائنا هذا آملين له النجاح، كما نحي المشاركين في هذا اللقاء الأممي . كما لابد لنا أن نشكر رفاقنا الكوبيين لحفاوة الاستقبال، فنحن الآن في أرض الثورة والبطولة التي أنشدنا لها الأهازيج الشعبية، ومنها عن بعد عدة امتار من أوكار الاستعمار قام الشعب الكوبي الحر وبنى الاشتراكية. نعم أيها الرفاق من خلال قيادة ثلة من الثوريين وعلى رأسهم الرفيق فيدل كاسترو وبدعم من الأصدقاء استطاعت الثورة الكوبية تحقيق النصر، وخطت خطوات جبارة على طريق بناء الاشتراكية. هذه الطريق كانت وعرة مليئة بالأشواك فمن غزوة خليج الخنازير الفاشلة إلى الحصار والمقاطعة الذي واجهها ويواجهها الشعب الكوبي العظيم ببصمود وبطولة فائقتين. إن هجمة البرجوازية على الثورة الكوبية شرسة، فمحاولة ضرب المنجزات الاشتراكية تتحطم على صخرة صمود الشعب الكوبي، نحن أيها الرفاق، ورغم المآسي التي يمر فيها شعبنا نتضامن مع الشعب الكوبي لأن أي نصر ومهما كان حجمه هو نصر لكل شعوب العالم، ومن بينها شعبنا العربي الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع أشكال التطهير العرقي، من هنا يطالب حزبنا المشاركة بكافة المؤسسات الأممية من أجل تنسيق النضال المشترك. رفاقنا الاعزاء، ينعقد لقائنا هذا في ظروف صعبة ومعقدة، فأزمة البرجوازية تزداد عمقاً، أزمة فائض الإنتاج وتظهر هذه الازمة بارتفاع الأسعار، التضخم، زيادة البطالة وتدني مستوى الدخل والمعيشة الذي أدى ويؤدي لانزلاق مستوى المعيشة لشرائح اجتماعية ليصل بعضها تحت مستوى خط الفقر، وتحاول البرجوازية الخروج من أزماتها من خلال الحروب الكبيرة كالحربين العالميتين، والحروب الصغيرة، كالحرب الكورية والفيتنامية في القرن الماضي والحرب على افغانستان، العراق، ليبيا، اليمن والحرب الكونية على سورية في القرن الحالي. إن صراع أقطاب البرجوازية العالمية للسيطرة على مصادر المواد الأولية، النفوذ، والأسواق أدت وتؤدي إلى الحروب، فالصراع القائم بين البرجوازية الروسية والبرجوازية الاورأطلسية اليوم على الأراضي الأكرانية هو أكبر دليل على ذلك، والذي لا يدفع ثمنه الشعبين الروسي والاكراني فقط بل كل شعوب العالم من خلال التغول في أسعار الطاقة وشح المواد الغذائية. من هنا يطالب حزبنا بوقف الحرب وفرض حل سلمي يحافظ على مصالح الشعبين، نحن إذ نعبر عن تضامننا مع الشعبين نطالب بوقف الحرب فورا، ومن هنا يجب التذكير أن سبب حدوث هذه الأزمة كان نتيجة للإنقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي في تسعنيات القرن الماضي الذي آخا بين شعوب دول الاتحاد السوفيتي السابق التي حققت النصر الكبير على النازية والفاشية في العالم. إن جشع البرجوازية لا حدود له، لذلك تحاول فرض نموذجها الاقتصادي المتمثلة بسياسة الصندق والبنك الدوليين بأي شكل من الأشكال، وذلك من خلال استغلال حاجة الدول الفقيرة والنامية للموارد المالية من أجل التنمية وهنا أيضا يبرز بوضوح دور الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية في دعم الدول النامية من أجل تطوير ذاتها، ولا يخفى على أحد أيضا دور الاتحاد السوفيتي في تمويل السد العالي في مصر والعديد من المشاريع التنموية في كل من العراق وسوريا والجزائر وغيرها من دول العالم الثالث حيث بانهيار المنظومة الاشتراكية إنهار السند للشعوب المقهورة وللطبقة العاملة العالمية، لذلك يجب علينا رص الصفوف لمواجهة كافة المخططات التي تستهدف الشعوب المقهورة كالتى نراها اليوم في ليبيا، سوريا وغرب افريقيا. من هنا نعلن عن تضامننا مع كل الشعوب المناضلة من أجل الحرية والتقدم والتخلص من كافة أشكال العبودية والاستعمار. رفاقنا الاعزاء، تمر منطقتنا في ظروف صعبة فمن استخدام الإسلام السياسي بدعم مباشر من حلف الناتو في الحرب الكونية على سورية وعدوان التحالف الدولي على اليمن من جهة إلى الحرب الطاحنة في ليبيا ومحاولة سرقة المصادر الطبيعية للبنان بعد نهبه وافقاره من جهة أخرى. نحن في فلسطين المحتلة نتعرض لعدوان همجي مستمر كشكل من أشكال الهجمة البرجوازية، فنحن نتعرض لهجمة استيطانية إحلالية عنصرية تأخذ شكل التطهير العرقي فمن تهجير القرى كالعراقيب ومسافر يطا، وهدم المنازل إلى الاعتقال التعسفي والاداري والإعدامات الميدانية، الإبعاد وسياسة الفصل العنصري من خلال بناء الجدار الفاصل وحصار قطاع غزة لأكثر من 15 عاما من جهة اخرى، وكلما دخلت الحكومة الصهيونية في أزمة تقوم بتشديد الهجمة على الأسرى من جهة وقصف قطاع غزة أو الهجوم على المدن الفلسطينية في الضفة الغربية من جهة أخرى، كل ذلك تحت سمع وبصر "المجتمع الدولي" وقيادة السلطة اللسطينية التي تعتبر التنسيق الامني "أي العمالة" مقدس، نحن أيها الرفاق نعيش في ظل أرخص احتلال في العالم لأننا ومن خلال التنسيق الأمني ندافع عن أمن محتل أرضنا ومهجر شعبنا وقاتل أطفالنا في تراجيديا غير مسبوقة في التاريخ. في ظل هذه الظروف المأساوية ونظراً للتغير الديمغرافي الحاصل على أرضنا قرر حزبنا في مؤتمره الذي عقد عام 2016 أن المهمة المرحلية هي النضال كافة أشكال النضال الممكنة من أجل استعادة الحقوق الوطنية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني المتمثلة بحق العودة وتقرير المصير وانشاء دولته الحرة المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس. في الختام نحييكم مجدداً كما نكرر شكرنا للحزب الشيوعي والشعب الكوبي البطل لحفاوة الاستقبال. عاش التضامن الأممي عاشت الأممية البروليتارية عاشت الماركسية اللينينية رفاقكم في الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني