PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني آب 2022

بتاريخ 14/8/2022، الموافق يوم السبت، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله حيث ناقشت اللجنة المركزية آخر المستجدات على مختلف الصعد المحلية والاقليمة والدولية. على الصعيد المحلي، رأت اللجنة المركزية في العدوان الصهيوني الأخير على قطاع غزة محاولة من الحكومة الصهيونية المأزومة لرفع حظوظها في الانتخابات البرلمانية القادمة وعلى حساب الدم الفلسطيني حيث حاولت هذه الحكومة الفاشية من خلال عدوانها على قطاع غزة اظهار نفسها أنها حكومة قوية وقادرة على حماية الصهاينة من المقاومة الفلسطينية، وكان استهدافها لحركة الجهاد الاسلامي بالذات محاولة خبيثة من قبلها لشق جبهة المقاومة في غزة، ولكن الأمور لم تجري كما تشتهي حيث اشتركت كل حركات المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني والذي استمر لمدة 3 أيام وخلف عشرات الشهداء ومئات الجرحى، ونعت اللجنة المركزية شهداء شعبنا في قطاع غزة وعلى رأسهم القياديين في حركة الجهاد الاسلامي الشهيد تيسير الجعبري والشهيد خالد منصور، ودعت اللجنة المركزية الى ضرورو رفع الحصار الظالم الذي يتعرض له القطاع منذ أكثر من 15 عاما. ورأت اللجنة المركزية في تصاعد الاعتداءات في الضفة الغربية، وتحديدا في مدينة نابلس بعد اتفاق التهدئة في غزة يثبت عدوانية هذا الاحتلال وغطرسته، ونعت اللجنة المركزية شهداء نابلس الثلاثة الذي استشهدوا خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة نابلس وهم الشهيد ابراهيم النابلسي، الشهيد إسلام صبوح والشهيد حسين جمال طه، وأكدت اللجنة المركزية على ضرورة تكثيف الجهود من اجل اطلاق مقاومة وطنية شاملة تشمل كل الساحات من أجل كنس الاحتلال، وعدم السماح للاحتلال بالتفرد بالساحات أو فصائل المقاومة كلٍ على حدة، وفي هذا الاطار جددت اللجنة المركزية دعوتها من أجل تشكيل جبهة وطنية عريضة تشمل كافة فصائل العمل الوطني والحركات الشعبية من أجل مقاومة هذا الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلة على كامل التراب الوطني وعاصمتها القدس الموحدة "دولة لكافة أبنائها". كما ناقشت اللجنة المركزية موضوع وحدة الشيوعيين الفلسطينين ضمن أطار واحد وجامع وتحت مسمى الحزب الشيوعي الفلسطيني على أسس ماركسية لينينية، واتخذت القرارات المناسبة من أجل هذا الهدف النبيل. وهنأت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني ذراعها الشبابي "اتحاد الشبيبة الشيوعية الفلسطينية" على نجاح مؤتمرهم العام الأول وتمنت لهم تحقيق الأهداف التي أقروها خلال المؤتمر. على الصعيد الاقليمي والعربي، رأت اللجنة المركزية أن تصاعد التوترات الداخلية في مختلف الدول العربية هو مؤشر على الوضع الاقتصادي المتردي، التي تعاني منه شعوب الدول العربية والاقليمية والمعبر عنه بالانسداد السياسي في كل من لبنان، العراق، السودان وليبيا، وتقع على الطبقة العاملة وأحزبها الثورية لعب الدور المحوري والقيادي للخروج من هذا الانسداد السياسي، وذلك من خلال كشف وفضح الطبقات البرجوازية الطفيلة التي تقوم باستغلال شعوب بلدانها ونهب خيراتها، ويقع على عاتق الطبقة العاملة والحزب الثوري العمل من أجل تجهيز الأرضية للثورة الشعبية حتى يتم اسقاط هذه النظم المهترئة والعميلة وبناء النظام الاشتراكي والذي هو مخرج من كل الأزمات التي تعاني منها شعوب العالم. على صعيد الوضع في سوريا، رأت اللجنة المركزية أن الوضع في سوريا يتجه للأفضل رغم الحصار الاقتصادي والعسكري الامريكي والتركي المفروض على الشعب السوري والذي أدى الى تدهور الحالة المعيشية للمواطن السوري حيث كان هدف هذا الحصار هو سلب الانتصار العسكري الذي حققه الشعب والجيش السوري ضد الارهاب الدولي، لكن ورغم كل هذه الظروف إلا أنه لا يمكن لنا اغفال الفساد المستشري في الدولة السورية والذي يلعب دورا سلبيا في الوضع الاقتصادي حيث دعت اللجنة المركزية الى ضرورة محاربة الفساد بشتى أنواعه والى محاربة الفئات الطفيلة التي تستغل الشعب السوري أبشع استغلال كما أكدت اللجنة المركزية على أن الاشتراكية هي أيضا الحل الأمثل لما تواجه سورية من مشاكل اقتصادية وسياسية. على صعيد الحرب في اليمن، حيت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني الشعب اليمني على صموده ضد قوى العداون المتمثلة فيما يسمى بالتحالف العربي بقيادة نظام آل سعود المتحالف مع الصهيونية والامبريالية العالمية في عدوانه على اليمن، ورأت اللجنة المركزية أن نجاح وقف اطلاق النار في اليمن يثبت صلابة شعبه وقواه الحية في مواجهة قوى العدوان وإفشال كافة مخططاته من أجل نهب خيرات اليمن. على الصعيد الدولي، أكدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني بأن أزمة النظام الرأسمالي تتعمق مما يدخل العالم بأسره في مخاطر جمة، وناقشت اللجنة المركزية الأوضاع المتصاعدة في جزيرة تايوان نتيجة الاستفزازات الامريكية المتكررة التي كان آخرها زيارة رئيسة مجلس النواب الامريكي إليها قبل عددة أيام، وزيارة وفد الكونجرس حالياً، وقد تسببت هذه الزيارات بتصاعد التوترات العسكرية في مضيق تايون الذي يمر عبره أكثر من 22% من التجارة العالمية، كما أن هذه الزيارات جاءت من أجل تشجيع حكومة تايوان للانفصال عن الصين وضرب لاستراتيجية الصين الواحدة، حيث تحاول الأمبريالية الامريكية تصدير أزمتها للخارج وذلك من خلال افتعال الحروب والأزمات في مختلف المناطق في العالم، والذي من الممكن أن ينذر بحرب عالمية ثالثة وشاملة تدمر الكوكب بسبب أطماع الأمبريالية والرأسماليين للسيطرة على الأسواق وطرق التجارة العالمية وزيادة أرباحهم، إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني تدعوا كل الطبقات العاملة في العالم الى ضرورة تسعير الصراع الطبقي من أجل السيطرة على السلطة وانقاذ البشرية من عدوها اللدود وهي البرجوازية العالمية. أما على صعيد الحرب الاطلسية الروسية على الأراضي الاوكرانية جددت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني موقفها تجاه هذه الحرب الامبريالية والتي هدفها هو السيطرة على الطاقة وطرق تصديرها وكذلك موقع أوكرانيا الاستراتيجي بين حلف الناتو من جهة الذي توسع بشكل غير مسبوق والاتحاد الروسي من جهة أخرى، واعتبرت اللجنة المركزية أن الصراع هناك هو صراع إمبريالي من كلا الجانبين، وقد اتخذت اللجنة المركزية قرارها بالوقوف الى جانب الشعوب، حقوقها ومصالحها حتى تحقيق النصر النهائي وبناء المجتمع الاشتراكي. واعتبرت اللجنة المركزية أن هناك خيارٌ واحد فقط أمام اﻷحزاب الشيوعية المؤمنة بحق الطبقة العاملة، هو خيار خوض الصراع الأيديولوجي والسياسي المستمر، والنضال من أجل إسقاط الهمجية الرأسمالية، وأن تصطف اﻷحزاب ضد الطبقة البرجوازية وضد دولتها وحكوماتها، وأن تصطدم أيضاً مع كِلا المعسكرين اﻹمبرياليين. إن أي خيار آخر يتحرك في اتجاه منحدر خطر للتوافق مع مستغلي الشعوب، سواء كان ذلك يجري عبر دعم الأوروأطلسيين باسم الدفاع عن أوكرانيا، أو عبر دعم روسيا بإسم "مناهضة الفاشية"، التي كان لها دورها في إعادة تنصيب الرأسمالية، وتقوم بالافتراء على الاشتراكية، و تلجأ إلى بث العداء للشيوعية. إن الصراع ضد الفاشية يرتبط ارتباطاً مباشراً بالصراع ضد الرأسمالية التي تلِدُها، حيث يُشنُّ هذا الصراع ضد المستغِلين الذين يستخدمون القوى الفاشية في كل بلد باعتبارها أداةً للنظام، ولا يُخاض عِبر تنصيب الطبقة البرجوازية ودولتها باعتبارها منقذة للشعوب. إن ذلك هو انفصال عن الواقع و هو متناقض مع مبادئ النظرية الماركسية اللينينية والتي هي بوصلتنا في تحليلنا للواقع.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني