PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

في يوم السبت الموافق 8/5/2022، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، وأفتتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إكراماً وإجلالاً لكل شهداء فلسطين،وبعد إقرار جدول العمل، ناقش الاجتماع أبرز الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية على المستوى المحلي والتي شملت تصاعد الإعتداءات الصهيونية اليومية بحق أبناء شعبنا من حصار وتجويع واستيطان وصولاً إلى الاقتحامات المتكررة لقطعان المستوطنين لباحات المسجد الاقصى في محاولة منهم لفرض وقائع جديدة على الأرض من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وفي هذا السياق أكد الأجتماع على استمرار التمسك بخيار المقاومة "بكافة أشكالها" في مواجهة اعتداءات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، كما أكد على ضرورة انهاء الانقسام الفلسطيني الفلسطيني وتشكيل جبهة وطنية عريضة "من الشعب ومعه" من أجل التأسيس لمقاومة قوية وصلبة ومستندة الى برنامج كفاحي موحد للوصول الى إقامة الدولة الفلسطينية العلمانية المستقلة على كامل التراب الوطني "دولة لكافة أبنائها". وتوقف الاجتماع مطولاً بسبب تدهور الأحوال المعيشية لغالبية أبناء شعبنا الفلسطيني بسبب الارتفاع الكبير في اسعار المواد الغذائية الأساسية، بسبب سيطرة طبقة برجوازية طفيلية على الاقتصاد الفلسطيني، فالهوة تتسع باضطراد بين الدخول والأسعار، في وقت يواصل فيه الكمبرادور الفلسطيني سياسة رفع الأسعار بالتواطؤ مع السلطة الفلسطينية التي تفرض الضرائب على ذوي الدخل المحدود الذين تراجعت أجورهم الحقيقية بسبب الأرتفاع الكبير على أسعار السلع والخدمات الأساسية الأخرى كالصحة والتعليم وغيرها، فالوضع الاقتصادي المتأزم أدى الى ارتفاع معدلات الجريمة والعنف وانتشار ظاهرة المخدرات في بعض المناطق، إن السلطة الفلسطينة هي المسؤولة عن وصول الوضع الاقتصادي الى هذا الوضع الخطير، وذلك بسبب سياساتها الاقتصادية التي تحابي من خلالها الطبقة البرجوازية الطفيلية المرتبطة مصالحها عضوياً مع الاحتلال، كما أن سياسة السلطة الزراعية والتي لا توفر أي دعم للمزارع الفلسطيني والذي يعاني بسبب سياسات الاحتلال من مصادرة للأرض وتجريف لها ساهم في تأزم الوضع الاقتصادي وفقدان الأمن الغذائي للشعب لفلسطيني الذي صمد خلال العقود الماضية في وجه كل الاعتداءات الصهيونية بسبب صمود المزارع في أرضه وزراعتها رغم كل الظروف، لكن سياسة السلطة الزراعية التي اعتمدت على استيراد منتجات زراعية من الخارج أدت لضرب المزارع الفلسطيني وعدم قدرته على تسويق منتجاته بسبب حدة المنافسة بين المنتوج المحلي والمستورد، وبالتالي هجرة العمل الزراعي إلى العمل في الداخل المحتل. كما عبر الاجتماع عن تضامنه المطلق مع مطالب المعلمين المشروعة والمتمثلة برفع أجورهم حتى يتمكنوا من أن يعيشوا حياة كريمة، كما طالب الاجتماع باتباع سياسة فرض ضرائب تصاعدية على أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة واعفاء الطبقة العاملة والكادحين من الضرائب، ووجوب دعم الاقتصاد الحقيقي "اقتصاد الصمود" المتمثل بالإنتاج الزراعي الصناعي والحرفي، وتقديم الدعم للفئات الفقيرة والمهمشة والمتوسطة والذين يشكلون غالبية أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة. على الصعيد العربي، رأت اللجنة المركزية أن ألاوضاع السياسية والاقتصادية في العالم العربي تنذر بغليان شعبي بسبب ارتفاع الأسعار وتدني الاجور وانتشار الفساد، ولكن في نفس الوقت فقد شهدت تنامي الموجة الثورية التحررية تحديدا في كل من اليمن وسوريا والتي أدت إلى تجميد حالة الحرب التي يواجهها البلدان بالرغم من الحصار الاقتصادي التي تفرضها الامبريالية الامريكية والرجعية العربية، كما حذرت اللجنة المركزية من خطورة السياسة التركية في كل من شمال العراق وسوريا والتي تهدف بالاساس الى تقسيم هذه الدول ووسيطرة تركيا على أراضي جديدة تتبعها لها كما تحاول ان تفعل في كل من عفرين وأدلب في سورية وبعشيقة في العراق. على الصعيد الدولي، فقد توقفت اللجنة المركزية مطولاً بسبب احتدام التناقضات بين المراكز الإمبريالية وتجلى ذلك في النزاع ما بين روسيا وأوكرانيا، والذي هو صراع بشكل أو بآخر ما بين الناتو وروسيا الاتحادية تجري أحداثه على الأراضي الاوكرانية، ورأت اللجنة المركزية أن السبب الرئيسي في وصول الأمور الى هذا الوضع الخطير هو الانقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي عام 1991، وصعود الرأسمالية في روسيا الاتحادية والتي تحاول أن تجد لها حصة في السوق العالمي واقتسام النفوذ والأسواق مع حلف شمال الاطلسي العدواني، كما لعب تمدد الناتو شرقا وصولا الى اوكرانيا دورا كبيرا في اندلاع الحرب الحالية، كما لا يمكن أن نُغفل دور حكومة اوكرانيا التي قبلت لنفسها أن تكون دمية في يد الامبريالية الامريكية، كما أن دعم حكومة اوكرانيا للنزعة النازية والشوفونية له دور كبير في اشتعال الحرب ما بين روسيا وأوكرانيا، ولكن كل هذه الاحداث لا يمكن أن تُخفي أن الصراع الطبقي والتناقض ما بين العمل المأجور ورأس المال لا زال هو أساس الصراع وأن الحرب التي تجري اليوم هي حرب بين مراكز رأسمالية والشعوب هي وقود هذه الحرب، أن السلم العالمي وانتهاء الصراع في العالم ينتهي بانتصار الاشتراكية وسيطرتها على وسائل الانتاج وبعد ذلك سوف يبدأ التاريخي الحقيقي للإنسان. وبمناسبة الذكرى السابعة والسبعين للإنتصار العظيم على النازية بقيادة القائد ستالين، فقد حيت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني شعوب الاتحاد السوفيتي السابق التي دفعت تضحيات كبيرة في سبيل تحرير البشرية من وحش النازية والفاشية، لقد حقق الاتحاد السوفيتي والجيش الأحمر السوفيتي الانتصار الكبير على النازية الألمانية والفاشية الايطالية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قوة النظام الاشتراكي العادل. اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني