إسرائيلي يقود أوركسترا القاهرة الوطنية
إسرائيلي يقود أوركسترا القاهرة الوطنية
في الزمن الذي ثقب اذاننا الاعلام المصري، المأجور والمذعور على ولي نعمته، عن الكرامة والسيادة فيما يخص اكتشاف مقاومين لبنانيين لم يخضعوا للقرار المصري بذبح المقاومة والشعب الفلسطيني
فقد وقف الإسرائيلي دانييل بارينبويم على مسرح دار الأوبرا المصرية أعرق معاقل الثقافة المصرية، ليقود أوركسترا القاهرة الوطنية في إبداع أعذب ألحان التطبيع،التي لا تعكرها اصوات النابالم والقنابل الذكية والعزف على أوتار «التقارب» العربي الإسرائيلي.المغمس بدم اطفال غزة..
(دانييل بارينبويم) قائد الأوركسترا العالمي وعازف البيانو استبق الحفل بإطلاق التصريحات الرنانة الداعية للسلام كما يقول: «سيكون من الأفضل كثيراً لو ذهب المصريون والسوريون والفلسطينيون والأردنيون واللبنانيون إلى تل أبيب لشرح وجهة نظرهم والتعبير عنها»، وأوضح أنه: «ليس ذلك للتعرف على المجتمع الإسرائيلي بشكل أفضل فحسب، وإنما أيضا لإمكانية إسماع صوتهم للمجتمع الإسرائيلي وشرح رأيهم»، في دعوة واضحة المعالم والمرامي عن هدفها الكامن في غسيل ذاكرة الشعوب وتلميع صورة القاتل المجرم الذي لم تجف بعد دماء ضحاياه. والغريب هو الحضور الكثيف واللافت للنظر من جانب الكثيرين من المثقفين والفنانين المصرين ، ليصل الأمر حد إطلاق صفة «رجل السلام والتسامح» عليه، وهو ما ورد على لسان الفنان عمر الشريف أثناء تقديمه بقوله : «أحب أعماله وأحب آراءه، إنه رجل يحث على التسامح». وفي المقلب الأخر ثمة من دافع بحجة أخرى كالسينارست أسامة أنور عكاشة الذي قال: «الفن ليس له وطن لأنه يقدم لغة أخرى يجب أن نتحدث فيها بمنطق خارج السياسة، ثم إن بارينبويم ليس مسؤولاً عن جرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين، وبعض الإسرائيليين غير مسؤولين»، ولكن ما نسيه عكاشة أن الدماء في قطاع غزة المحاصر مصريا ما كادت تجف وطوال العدوان لم نسمع أي استنكار أو إدانة أو حتى تعليق من جانب بارينبويم؟