PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني

أن تقف بوجه شعب وأن تسعى لإحباط أمله بالحرية لهذا ضرب من المستحيل المخالف لحركة التاريخ ، في نيسان 2002 شهد مخيم جنين معركة الدفاع عن هذه الأمانة وهذا الحق المكفول بكل شرائع الكون الإنساني، وهو الحق بالحياة الكريمة في وطنه الذي هجر منه عنوةً إلى شتى بقاع الأرض، حقه باستعادة هذا الوطن من عصابات طارئة على التاريخ، وأصبحت عبئاً على حركته وآخر عثرة بوجه الإنسانية بكيانها المسخ "الاحتلال ألإحلالي" الرابض على صدر شعبٍ يورث حلم العودة جيلاً بعد جيل. لقد صدق المراسل العسكري الصحفي الذي رافق الآليات العسكرية المقتحمة لمخيم جنين عقب عملية ديزنكوف الذي نفذها أحد أبناء المخيم عندما قال " شاهدت الأطفال بالمخيم يهرولون خلف الآليات العسكرية يمطرونها بالحجارة وحيرني أن أحد الأطفال أخذ يطرق بحجره باب الجيب العسكري ويطالب الجنود بفتحه"، إن هذا الطفل هو نفسه الذي سيكون بعد سنوات الفدائي الذي سيحول شوارع المستوطنات الصهيونية إلى جحيم كما حولهما الشهيدين رعد خازم وضياء حمارشة، رعد الذي كان طفلا بعمر هذا الطفل الذي كان يطرق باب الجيب العسكري بحجره عام 2002، وهو الذي أفاق على طفولة مرعبة عندما شاهد الجرافات الصهيونية تجرف مخيم جنين وتسويه بالأرض في نيسان 2002. وهنا يطرح السؤال الكبير هل قدر الشعب الفلسطيني أن يقدم أبناءه جيلاً بعد جيل ضمن حلقة الفداء والتضحية، ليأتي دور المستثمرين والمتطفلين على دمائه من تجار الحروب، لقد حان الوقت للخروج من دائرة التضحيات الجسام التي لم يبخل شعبنا بها بتراكم نوعي يسفر عن تحقيق حلم شعبنا بالحرية والعودة. إن الطفل في مخيم جنين والمقاتل لا يهمه ولا يفكر بالانتماء ألفصائلي وألوان راياتها، بحكم تكرار النكسات في تجارب الانتماء لهذا الفصيل أو ذاك، والتي زعزعت الثقة بين الفصيل وجماهير الشعب إن ما يفكر به أبناء شعبنا في مخيم جنين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية هو من يؤمن له أدوات الفعل المؤثر القادر على التعبير عن حلمه بالحرية والاستقلال وعما تراكم في صدره حقداً تَشربه وتجرع ألمه من كل حكاية جدة فلسطينية عن يافا وحيفا، وحكاية كل قطرة دم سفحت على مذبح الحرية، حكاية كل أسير يصرخ ألماً من قيد الزنزانة ومرضٍ يفتك بجسده أو حكاية شهيد محتجز في الثلاجات أو مقابر الأرقام لدى الاحتلال. لقد أثبت الأحداث الأخيرة أن ما يوحد شعبنا الفلسطيني بكل أطيافه وانتماءاته هي المقاومة بكافة أشكالها ضد هذا المحتل المخادع، وأثبتت الأحداث أيضا أن جماهير شعبنا تقدمت بأشواط كبيرة على كل الفصائل الفلسطينية في مقاومة هذا المحتل ولم تعد تعبأ للمناكفات الفصائلية، فمقاومة شعبنا تحتاج وقبل كل شيء للوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، والتحرر من قيود أوسلو الذليلة التي لا زال البعض يراهن عليها، أن عملية التحرير تحتاج لتضافر كل القوى ضمن بوتقة واحدة من اجل التخلص من الاحتلال الجاثم على صدورنا ويجب أن يعلم الجميع أن التاريخ لا يرحم وأن شعبنا سيحاسب كل الأطراف التي لا زالت منتفعة من الانقسام الحاصل والمرتهنة للحلول الاستسلامية وأن المقاومة هي فعلا الممثل الحقيقي لشعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده،إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يجدد دعوته لكافة فصائل العمل الوطني والحراكات من أجل تشكيل جبهة وطنية عريضة هدفها واحد ووحيد هو كنس الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة وعلى كامل التراب الوطني . المجد والخلود للشهداء الشفاء العاجل للجرحى الحرية للأسرى الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني