كلمة الشبيبة الشيوعية الفلسطينية في احتفال ذكرى إعادة التأسيس الثلاثون
الرفيقات و الرفاق والأصدقاء الكرام.
نرحب بكم في احتفالنا هذا، و الذي نستذكر فيه ذكرى عزيزة و غالية على وطننا وعلى مناضليه وشرفائه، و هي الذكرى الثلاثون لإعادة تأسيس حزبنا الشيوعي الفلسطيني، ذكرى التشبث براية الماركسية اللينينية بعد أن حاول البعض رميها و التخلي عنها، ذكرى رفض كل طروحات التفريط والتخلي عن المبادئ الثورية التي توارثناها عن رفاقنا منذ تأسيس أول خليه شيوعية حزبية.
ايتها الرفيقات و الرفاق و الاصدقاء:
يأتي احتفالات هذا في مرحلة لا تخفى شرورها على أحدٍ فيكم، فلا يزال العدو يقتطع كل يوم أراضينا و يتغول بآلة القتل الفتاكة التي زودته بها الإمبريالية العالمية على شعبنا و على شعوب المنطقة، و يهدد حاضرنا و مستقبلنا و تاريخنا و جذورنا في هذه الأرض المخضبة بدماء الشهداء، و هو بالتالي كل يوم يزيد ليس فقط من قناعتنا بضرورة تكنيسه من ترابنا، بل و يزيد من عدمية جدوى اي محاولة للركوع له أو التنسيق معه في أبسط الامور و أتفهها، فما بالكم بمن يراهن على التنسيق معه في قضايا الأمن.
و أي أمن؟ أمن الغاصب من غضب المغتصَبين، أمن الطاغية من ثورة المسحوقين، أمن المحتل من تحرر أصحاب الأرض.
لذلك فإن شبيبتنا الشيوعية الفلسطينية و باعتبارها إحدى قوى حركة التحرر الوطني بقيادة و اشراف حزبنا الشيوعي الفلسطيني تؤكد على أن الصراع الأساسي هو مع المحتل و مع المشروع الصهيوني، و هذه هي بوصلة نضالها و محور سياساتها و نشاطاتها.
و تؤكد أيضا على أن اي شكل من أشكال ربط مصير الفلسطيني بمصلحة الاحتلال و إرادته هي خيانة موصوفة للقضية و لدماء قوافل الشهداء التي لم يبخل شعبنا يوما بهم.
و تؤكد أن المقاومة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى هي شرعة الحياة الأولى و أنها الطريق الوحيد و الابدي لتحرير الأرض و الإنسان.
ايتها الرفيقات و الرفاق و الاصدقاء:
بالإضافة إلى كل ما ذكر، فإننا يجب الا ننسى بأن السياسة الاقتصادية المتبعة للسلطة الفلسطينية سواء في الضفة أو من خلال تشديد الحصار على اهلنا في قطاع غزة المحاصر، لا تصب الا في مصلحة العدو، هذه السياسة التي تدفع آلاف الشباب يوميا للوقوف في طوابير الذل من أجل الحصول على تصريح من سلطات الاحتلال للعمل داخل فلسطين المحتلة في بناء المستوطنات! اي في بناء ما يوسع و يزيد غربتنا و شتاتنا و استعبادنا. كمن يدفعه الجوع إلى حفر قبره مقابل أجر من عدوه. تراجيديا غير مسبوقة في التاريخ.
هذه السياسات الاقتصادية التي تضع ميزانيتها بعملة المحتل و قاتل الشعب، هذه السياسة التي تعتبر أن مصلحة الكومبرادور المرتبطة عضويا مع مصلحة الاحتلال، أعلى و أهم من مصلحة ابناء و أسر الشهداء و عندما نقول أسر الشهداء نعني كل الشعب الفلسطيني .
إضافة إلى السياسة الاقتصادية فإن إفشال تجمع الطلاب الفلسطينين في اتحاد طلبة واحد و موحد أيضا حصل و يحصل عن سبق إصرار و ترصد، و تسعى شبيبتنا الى إعادة إحياء هذا الاتحاد العام لطلبة فلسطين ، لما لذلك من تقويض للانقسام الطلابي على اساس التجاذبات السياسية للفصائل المتصارعة ، و لأهمية هذا المشروع على الصعيد الاستراتيجي للقضية الفلسطينية و مستقبلها.
كما تدين الشبيبة الشيوعية الفلسطينية كل محاولات تدمير التعليم و الحياة التعليمية ، و بالأخص تلك الإجراءات التي تشبه ما حدث في جامعتي ابو ديس و بير زيت.
ياعشاق فلسطين:
أن شبيبتنا و من خلف حزبنا تؤكد أن اي نشاط للشعب الفلسطيني يجب أن يصب في مصلحة الثورة و التحرر، فالاقتصاد يجب أن يكون اقتصاد تحرير و ليس استسلام، و التعليم و العلم يجي أن يكونا ثوريين، و الطلبة يجب أن يكونوا كوادر ثورية. بهذا الشكل بالذات يصبح النصر قاب رصاصتين أو أدنى.
أن الشبيبة الشيوعية الفلسطينية، و ايمانا منها بأهمية دورها التاريخي لا تقف موقف المحلل و المشاهد للأحداث، و إنما تسعى ليل نهار بكل ما أوتيت من قوى، للبقاء بين صفوف الشعب للمقاومة و نشر ثقافة التحرر بدل ثقافة الانهزام، ثقافة الإبداع و الانتاج الثوري بدل ثقافة الاستهلاك الفرغ، ثقافة التقدم و العلم، بدل ثقافة الرجعية و الجهل.
فهي تولي أهمية كبيرة لرص صف الشباب الوطني، و تسعى إلى فضح كل من تآمر على الوطن و على حزب طبقته العاملة ( اي الحزب الشيوعي الفلسطيني) سابقا و حاضرا، و في نفس الوقت تسعى إلى وحدة المناضلين و بالأخص منهم الشيوعيين و اليساريين على أسس الاشتراكية العلمية، اي الماركسية اللينينية.
وبهذه أود أن اقتبس قول رفيقنا فلاديمير لينين وهو في غمرة النضال ضد التصفوية نعم الوحدة شيء عظيم غير أننا بحاجة إلى وحدة ماركسيين لا الي وحدة ماركسيين مع خصوم الماركسية و مشوهيها.
و فيما يخص الماركسية اللينينية تسعى شبيبتنا الى تقوية كوادرها بهذا الثقافة الجبارة، هذه النظرية التي تعتبر السلاح النظري القاطع لتحرر الشعوب و الطبقة العاملة، و تسعى إلى نشرها في أوساط الشباب الفلسطيني باوسع شكل، ومجابهة من يحاول تشويهها أو محاربتها سواء عن خبث أو عن جهالة، لان كلا الدافعين يصبان في مصلحة العدو. و بالتالي فإننا نعتبر الثقافة مقاومة، و الشيوعيين كانوا تاريخيا اهلاً لذلك.
في النهاية نعاهد حزبنا الشيوعي الفلسطيني، بأن ما دعاكم منذ ٣٠ عاما لإعادة التأسيس لن يتكرر مرة ثانية، و نعاهد شعبنا و قضيتنا ، و نحن احفاد فضل بورنو و الشهيد عوض و قوات أنصار ، أن نحمل الراية عاليا حتى الرمق الاخير، و نعاهد كل من ينظر إلينا من أحرار العالم و شرفائه أن نكون أهلا لما يتمنوه منا.
النصر لفلسطين.
الموت للإمبريالية والصهيونية .
الحرية للأسرى .
الخلود للشهداء و الشفاء للجرحى.
الخزي و العار للعملاء.
عاشت الماركسية اللينينية
عاش الحزب الشيوعي الفلسطيني.
عاشت الشبيبة الشيوعية الفلسطينية.
يا عمال العالم اتحدوا.
وكل عام و أنتم بخير وشكراً.