PCP

يا عمال العالم اتحدوا

على هامش الانتخابات الديمقراطية الفلسطينية المزمع اجرائها

عند الحديث عن الديمقراطية تتزاحم بالذهن الاسئلة هل نحن ديمقراطيين وهل مجتمعاتنا ديمقراطية وهل تشربنا الديمقراطية في ذواتنا كثقافة ومكون أساس في حياتنا اليومية لتصبح ممارستها أو الحرمان منها تشكل للمواطن كخبزه اليومي الذي لا غنى عنه، قد لا نجافي الحقيقة عندما نقول أن الديقراطية في حياتنا ومجتمعاتنا هي ثقافة استهلاكيه، وليس مكون أساسي لحياتنا إن حضرت مارسناها وإن غابت لم نفتقدها أو نسأل عنها، وهذا ليس لأن المواطن لا يتوق للتقرير والتعبير وممارسة الحق بالاختيار بل لأن واقع الحياة يفرض عليه أولوياته التي تبقيه على قيد الحياة رغم مرارة العيش فلقمة العيش وستر الحال بما تيسر والبحث الدائم عن موطئ قدم وحيز في هذا المجتمع المحكوم بقانون الغاب لا يتيح مجالا للتفكير بحرية أو عرض قناعة على الملأ دون الخوف من العواقب والمتربصين من العسس، شعوب محكومة بالقمع والخوف وناظم علاقتها بالحاكم كعلاقة الراعي بالقطيع والوالي والاتباع ،ان واقعنا الفلسطيني رغم تشابهه مع المحيط في كافه جوانبه يضاف إليه واقع الاحتلال الاحلالي هذا الاحتلال المسير لكافة جوانب حياتنا اليومية فعلياً وان تموضع أحياناً تحت يافطة سلطة فلسطينية هذه السلطة التي بوجودها فاقمت معاناة شعبنا وعسرت نضاله بعوائق شتى وصلت لدرجة الادانه والقمع كما يسرت للاحتلال كل وسائل التمكين من رقاب الشعب وأرضه بأقل التكاليف لتبعات أي احتلال والذي تمحور بتحالف سلطة كمبرادور هجين مع الاحتلال هذه السلطة التي فصلت كل مفاهيم الديمقراطية على مقياس مصالحها وبما يعزز قدرتها على لعب الدور الوظيفي المناط بها وبسياسة العصا والجزرة في التعامل مع شعبها بحيث أصبح رضا السلطة والاحتلال هاجسًا في معادلة العيش والبقاء على قيد الحياة للكثيري، ففي الوقت الذي حرمت هذه السلطة بشقي الوطن الديمقراطيه وممارستها سنين طويلة ها هي اليوم تعود لاستخدامها ورقة لتجديد شرعيتها من شعب لا يملك حرية وخياراته مصادره كأرضه فهل يتوقع من شعب مسلوب الارادة بقوة القمع أن يعبر بحرية عبر صناديق الاقتراع أم أن ما يحدد ورقته الانتخابية هي جملة من الاحتياجات التي تنثر بالساحة الانتخابية ووعود والتي ستتبخر بمجرد اقفال صناديق الاقتراع فلا يمكن لشعب محتل أن يكون صوته حراص الا الصوت المعبر عن غضبه بالشوارع والساحات أو بأقبية التحقيق وزنازين القهر شعب لا يحقق ذاته أو يتوحد إلا بالمواجهه. للاسف تطل علينا بعض الفصائل التي قطعت صلتها بالجماهير منذ اوسلو لتعلن مشاركتها بهذا العرس الديمقراطي الطبقي بامتيار لصالح الكمبرادور ودوره المدمر، ففي الوقت الذي وجب على هذه الفصائل تصحيح البوصلة نحو الجماهير تمعن بحرفها للاتجاه المعاكس حيث تعتبر هذه الفصائل أوسلو قدراً وجب التعامل معه اذا افترضنا حسن النوايا والتي غالبا ما تقود الى جهنم لكن الواقع يشير باصبع الاتهام لجل هذه الفصائل انها تحاول الركب بقطار مصالحها لتكون شريكا بامتيازات اوسلو المؤقته على حساب الشعب وتبيع في محراب ذاتها تاريخ ودماء وتضحيات الآلاف من أبناء شعبنا،إن قرار المشاركة بالانتخابات لهذه الفصائل لم يكن ليكتب له المرور بدون فعل تآمري داخلي لكل هذه المسميات فصائل حيث استطاع الاتجاه الانتهازي بها من تصفية كافة التوجهات والعناصر الثورية فيه ليطفو على السطح بهيئاته القيادية المقررة لهذا الفريق انها عملية ليس وليدة اللحظة بل قرار وتوجه ونهج منذ أوسلو لغاية اليوم حسم قراراته وخياراته باسم الواقعية وضغط المرحلة والأغرب ان كل شعاراته يسوقها باسم الشعب، فعن أي ديمقراطية نتحدث في ظل تقديس قيادات بحجم وطن أي ديمقراطية وحصر السلطات بيد شخص واحد أي ديمقراطية ونحن في أضيق حلقاتها قمعيين بالأسرة والعائلة والتنظيم والمؤسسة.....الخ، قد يتبادر للبعض أن هذه الصورة السوداوية التي أضعها أمام القارئ عارية محبطة لكثيرين لذلك أقول وبكل صدق حقائق ومرارة الواقع انها ضرورية لنعرف اين نقف وكيف نبدأ فالحقائق الموضوعية صفعها للحالمين مؤلم جدا ورغم ذلك ندرك أن الحركة دائمة والتغيير سيد الموقف فهذه مرحلة سيتخطاها الشعب بكل مرارتها فمخاض طول القهر يحدد شدة الانفجار وسنصل يوماً لمرحلة أن الشعب لن يستطيع التحمل والسلطة الحاكمة لن تستطيع السيطرة بأدواتها مهما تنوعت وشعبنا الذي ينهض دوماً رغم حالات اليأس والجزر لقادر على اجتراح المعجزات وتجربة تفجر انتفاضة الحجارة خير دليل في حالة الانحسار والخروج من بيروت وفي الختام قد يخبو وهج الشعب لكن لن يستطيع أحد الوقوف بوجهه. بقلم الرفيق ابو يوسف عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني