PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

في يوم السبت، الموافق 23/1/2021، انعقد اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث تدارس المجتمعون آخر المستجدات والتطورات على الصعيد المحلي، الاقليمي والدولي. على الصعيد المحلي، رأت اللجنة المركزية أن تصاعد اعتداءات قطعان المستوطنين على أبناء شعبنا في مختلف مناطق الضفة الغربية قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وزادت جرأتهم على دخول بعض القرى الفلسطينية وتخريب ممتلكات السكان فيها، إن هذه الاعتداءات المتكررة والمتصاعدة والمنظمة على مستوى الضفة الغربية هو مؤشر خطير على مدى تغول وتوحش قطعان المستوطنين الذي يتلقون رعاية وحماية من قبل جيش الاحتلال الصهيوني، والهدف من هذه الاعتداءات واضح وهو منع المزارعيين من الوصول لاراضيهم والتضيق على الفلسطينين في قراهم وتحديداً القرى الواقعة تحت مسمى منطقة "ج" وفق اتفاقية اوسلو المشئومة، والتي تشكل أكثر من 60% من مساحة الضفة الغربية من أجل تفريغها من ساكنيها واجبارهم للنزوح نحو المدن الرئيسية التي تسيطر عليها ما يسمى بالسلطة الفلسطينية، إن كل تلك الأحداث تحدث دون أن تعير سلطة الحكم الذاتي أي اهتمام سوى الاكتفاء بالاستنكار والشجب، بل هي على العكس من ذلك تنسق أمنياً مع الاحتلال من أجل اجهاض أي عمل نضالي أو مقاوم ضد الاحتلال وأعوانه وتتساوق معه، ولا تريد سوى المقاومة السلمية التي لا تؤثر على مصالحها وامتيازاتها التي حصلت عليها من قبل الاحتلال، إن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني تدعوا جماهير شعبنا في مختلف المناطق أن تأخذ زمام المبادرة، وتعمل على تشكيل لجان حماية شعبية من أجل التصدي لهذه الاعتداءات المتكررة والمخطط لها، إن هذه اللجان لعبت دوراً كبيراً في الانتفاضة الاولى بالتصدي لقطعان المستوطنيين وكانت مثالاً يحتذى به. كما ناقش أعضاء اللجنة المركزية موضوع اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال العام الجاري، حيث أبدت اللجنة المركزية رفضها الواضح والصريح من المشاركة في هذه الانتخابات، لأن الأجدى هو انهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني، ومن ثم إعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وطنية ثورية والاتفاق على برنامج سياسي يمثل الحد الادنى بين جميع الفصائل الفلسطينية دون استثناء، وانطلاق مقاومة شاملة ضد الاحتلال واعوانه حتى تحقيق حلم شعبنا بالحرية وتقرير المصير باقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية العلمانية على كامل التراب الوطني ولكافة أبنائها، كما رأى المجتمعون أن هذه الانتخابات سوف تعيد انتاج النظام السياسي من جديد ومن ثم تعيد انتاج الازمة ذاتها ولن يكون نتيجتها انهاء الانقسام بل مزيدا من التشظي والتفتت وصرف انظار أبناء شعبنا عن ما يخطط له الاحتلال من مصادرة للآراضي وتهويد للقدس. على الصعيد العربي والاقليمي، رأت اللجنة المركزية أن الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني باعتباره مخرج للازمات الاقتصادية التي تعاني منها بعض الدول كالسودان هو مجرد ذر للرماد في العيون فكل الدول التي وقعت اتفاقية سلام مع دولة الكيان وتلقت وعودا بالازدهاد والتنمية لم تحصد سوى مزيدا من الفقر والتبعية واستشراء الفساد فيها ولنا في مصر مثالا كبيرا وما آلت اليه الامور فيها، كما اعتبرت اللجنة المركزية أن نقل دولة الكيان من منطقة العمليات الاروبية الى القيادة المركزية في الشرق الأوسط لهو أكبر دليل على الدور الوظيفي لدول الخليج العربي الأكثر رجعية وارتباطاً بالمصالح الأمريكية والصهيونية، هذه الدول التي لعبت دورا كبيراً في التآمر على سوريا،العراق ليبيا، اليمن وفلسطين، والهدف من ذلك هو ضرب أي توجه نهضوي عربي يهدف للتخلص من آثار التبعية للغرب ويواجه المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، وقد استخدمت تلك الدول كل الاساليب الخبيثة من أجل تخريب وتفتيت الدول العربية الممانعة، وعلى رأسها اللعب على البعد الطائفي والاثني. وهذه الدول هي نفسها من ساهمت ولعبت دوراً قذراً في محاربة الاحزاب الشيوعية في الوطن العربي وذلك من خلال دعم الفكر الظلامي التكفيري واعتبار الشيوعية والصهيونية وجهان لعملة واحدة، وها هي الظروف تكشف للجميع أن الصهيونية والرجعية العربية والتيارات الاسلامية المتطرفة تمثل نفس التوجه ونفس الخط وتعملان بتنسيق وتعاون مطلق من أجل تفتيت الوطن العربي حتى يتسنى لدولة الاحتلال فرض نفسها كدولة يهودية ضمن محيطها الاقليمي. كما أبدا المجتمعون دعمهم المطلق للانتفاضة التي يخوضها الشعب التونسي وقواه الحية ضد النظام السياسي القائم الذي تم التخلص من رأسه قبل عشر سنوات لكن النظام لم يتم تحطيمه وبقي يحكم لكن بوجه جديد، ان الجماهير التي خرجت قبل عشر سنوات تطالب بالخبز والعمل والعيش الكريم لم يتغير شيء من أوضاعها بل زاد وضعها سوءاً ومن هنا يظهر جليا أن لا حل للازمة الاقتصادية في تونس سوى بناء النظام الاشتراكي والتخطيط المركزي للاقتصاد. على الصعيد الدولي رأت اللجنة المركزية أن كل وعود الازدهار والرخاء الاقتصادي التي اطلقها منظرو البرجوازية في السنوات الأولى بعد الانقلاب على المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفيتي قد ذهبت ادراج الرياح، وإن كل المراهنيين على تفوق النظام الرأسمالي على النظام الاشتراكي قد منيو بهزيمة فكرية كبيرة وباعترافهم هم بذلك، لأن كل الاحداث التي تلت الانقلاب على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي كانت مخيبة لآمال الشعوب التي تم خذاعها، فالنتيجة كانت انتشار الحروب في مختلف بقاع الارض والمجاعات وانهيار منظومة الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي في دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الامريكية، وقد جاءت جائحة كورونا لتكشف حجم الخلل، كما أصبح العالم أكثر قسوة على الطبقة العاملة بسبب سلبها حقوقها المكتسبة خلال تاريخ نضالها الطويل، كما أجبر مئات آلاف الناس على هجرة أوطانهم بسبب الازمات الإقتصادية المتلاحقة وتفشي النزاعات المسلحة، وقد طالت الازمة والتنافس الرأسمالي الولايات المتحدة نفسها، وما شهدناه خلال فترة الانتخابات الامريكية هو نتيجة لصراع قطبي الرأسمالية على الارباح وتقاسمها، وكل ما يقال غير ذلك هو لذر الرماد في العيون فكما قال الرفيق فيدل كاسترو لا يمكن المفاضلة بين فردتي حذاء، إن العالم اليوم بحاجة لنظام يؤمن احتياجات شعوبه الاساسية ويمنع اندثار كوكب الارض بسبب جشع البرجوازين ويقضي على استغلال الانسان لأخيه الانسان، وإن كل الحلول لهذه الازمات لا يمكن حلها إلا بالنظام الاشتراكي ولا يمكن تجاوز هذا الخيار مهما حاول أعداء الشيوعية والاشتراكية ذلك من خلال بث الاكاذيب والافتراء على رموز الشيوعية العظام "لينين وستالين" ومنجزات النظام الاشتراكي . اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني