PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

في يوم السبت الموافق 642019، اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث تدارس المجتمعون آخر المستجدات على الساحة المحلية والإقليمية والدولية. على الصعيد المحلي، تدارس المجتمعون بشكل موسع آخر التطورات على الساحة الفلسطينية، حيث رأى المجتمعون أن تصاعد عمليات المقاومة النوعية في فلسطين المحتلة هو أكبر دليل على تمسك شعبنا العربي الفلسطيني بأرضه وحقوقه الوطنية المشروعة، رغم كل محاولات الاحتلال لكسر ارادته وعنفوانه من خلال سياسات الاحتلال العنصرية الفاشية والقمعية، ورغم كل الضغوطات الخارجية عليه بدأً من وقف تمويل وكالة الأونروا والمؤسسات الدولية الأخرى وفرض حصار اقتصادي وسياسي عليه، بالإضافة لتخلي الأنظمة العربية الرجعية عن القضية الفلسطينية والتآمر عليها بشكل واضح ومكشوف. إن كل هذه الضغوطات والسياسات الفاشية لم تستطع أن تثني من عزيمة شعبنا العربي الفلسطيني عن التمسك بحقوقه الوطنية المشروعة المتمثلة بإقامته لدولته الحرة المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الواحدة، بل أدت هذه الإجراءات التعسفية إلى تصعيد المقاومة بشكل لافت ضد جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، كما حذر المجتمعون أيضاً من الخطوات الامريكية والصهيونية القادمة والتي من المتوقع أن تعلن عن ضم الضفة الغربية بشكل نهائي لدولة الكيان وإحياء مشروع الوطن البديل سواءً في الأردن أو جزء من شبه جزيرة سيناء، ورغم كل هذه المؤامرات الرامية لتصفية القضية الفلسطينية إلا أن الانقسام الفلسطيني الفلسطيني لا زال مستمراً ويتعمق يوماً بعد يوم بسبب تعنت وتمترس كل طرف خلف مواقفه وتغليب المصالح الفئوية الضيقة على المصالح الوطنية، فإذا كانت كل تلك المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا لم تلقى آذان صاغية من طرفي الانقسام من أجل انهائه فهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عما ستؤول له الأمور بالمستقبل والتاريخ لن يرحمهم وستلعنهم الأجيال القادمة بسبب قصر نظرهم وتغليبهم لمصالحهم الفئوية والشخصية على مصلحة الشعب والوطن، كما دعا المجتمعون جماهير شعبنا للالتفاف حول الاسرى في معركتهم التي يخوضونها ضد سجانيهم، والتي يحاول الاحتلال الصهيوني فيها كسر عزيمتهم وإرادتهم لأنهم هم من يمثلون روح المقاومة ورمز الصمود لشعبنا الفلسطيني، وقد دعا المجتمعون لانطلاق الفعاليات والمظاهرات المتضامنة مع أسرانا خاصة مع قرب بدء اضراب الاسرى عن الطعام احتجاجاً على الإجراءات التعسفية بحقهم، كما دان المجتمعون قمع الأجهزة الأمنية في قطاع غزة المحاصر للمظاهرات التي خرجت للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي، وضد رفع الضرائب على السلع الأساسية واعتبروا أن حق الاحتجاج والتعبير عن الرأي يجب أن يكون مكفولاً لجماهير شعبنا سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة المحاصر. على الصعيد العربي والإقليمي، استنكر المتجمعون وأدانوا قرار الإدارة الأمريكية المتغطرس التي اعترفت بضم الكيان الصهيوني لهضبة الجولان السورية، واعتبروا أن هذا القرار جاء نتيجة لوهن وضعف العالم العربي الذي يعاني من حروب مدمرة وإرهاب وانقسامات تعم معظم دوله، وتحالف الرجعيات العربية المعلن والمكشوف مع دولة الكيان والإدارة الامريكية ضد مصالح شعوبها ومصالح شعوب المنطقة، وحرف البوصلة باتجاه أعداء وهميين وتجاهل العدو الحقيقي للشعوب في المنطقة ألا وهو الكيان الصهيوني وأذنابه، كما أعتبر المجتمعون أن قرارات الإدارة الامريكية المتعلقة بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الكيان وضم الجولان لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه لأنه في نهاية المطاف سيتم تحرير الجولان وفلسطين من براثن العدو الصهيوني وهزيمة المشروع الأمريكي الامبريالي في المنطقة العربية، كما أعلن المجتمعون عن تضامنهم ودعهم لانتفاضة الشعب السوداني ضد نظام البشير القمعي، الذي بسياسته الرعناء دمر اقتصاد البلاد وكان سبب رئيسي في انقسام جنوب السودان بسبب إجراءات نظامه ضد شعب جنوب السودان كما عبر المجتمعون عن دعمهم للرفاق في الحزب الشيوعي السوداني الذين يتزعمون الحراك ضد هذا النظام القمعي حيث طالت الاعتقالات عناصر الحزب من قيادات وكوادر وأعضاء، وهذا يعبر عن مدى انخراطهم في الحراك وقربهم من نبض الشارع، أما بخصوص العدوان المتواصل على اليمن الشقيق منذ عدة سنوات أكد المجتمعون على إدانتهم لعدوان ما يسمى التحالف العربي والذي يقوده النظام السعودي الفاشي ضد أبناء شعب اليمن من أجل السيطرة على مقدراته وثرواته وإلحاق اليمن بركب دول الرجعية العربية في هرولتها نحو التطبيع مع دولة الكيان، لكن حزبنا على قناعة تامة بقدرة الشعب اليمني وقواه الحية على دحر العدوان وتحقيق النصر المؤزر لا محالة وإفشال كل المخططات التي تستهدف اليمن وشعبه العظيم. كما عبر المجتمعون عن تضامنهم ومساندتهم للحراك الجماهيري في الجزائر الشقيق، حيث استطاع هذا الحراك اجبار الطبقة الحاكمة الفاسدة على التراجع عن خططها والتي كانت تطمح لإعادة ترشيح الرئيس بوتفليقة لولاية خامسة، وقد عبر المجتمعون على ضرورة استمرار هذا الحراك حتى يحقق أهدافه كاملة وقطع الطريق على عودة النظام القائم مرة أخرى ولكن بوجوه جديدة وأساليب وأدوات جديدة. على الصعيد الدولي، رأى المجتمعون أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم اليوم لا زالت مستمرة وعصية على الحل رغم كل الإجراءات التقشفية التي تتخذها دول المركز والتي تؤثر على الفئات الفقيرة والمهمشة، وتستهدف الطبقة العاملة في كل تلك الإجراءات والحلول، وتحافظ على مصالح الطبقة البرجوازية، وتحاول تلك الدول تصدير أزمتها للخارج من خلال التدخلات في شؤون دول العالم الثالث في محاولة منها للسيطرة على ثرواتها وجعلها دول ذيلة تابعة لها، وما يحدث في فينزويلا اليوم وسوريا لهو أكبر دليل على ذلك، كما أكد المجتمعون على الدور الطليعي للطبقة العاملة والتي هي الطبقة الوحيدة المؤهلة لإدارة الصراع الطبقي ضد البرجوازية وحلفائها، هذه البرجوازية التي تحاول حرف بوصلة الصراع الطبقي في دول المركز واقتصاره فقط على مطالب معيشة مثل تخفيض الأسعار ورفع الأجور وسن التقاعد وغيرها من المطالب المحقة ولكن الهدف الأساسي للطبقة العاملة وحلفائها هو هدم النظام البرجوازي المفقر والمدمر للشعوب، وبناء صرح الاشتراكية العلمية والقضاء على استغلال الانسان لأخيه الإنسان. اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني