PCP

يا عمال العالم اتحدوا

نجـيـب محفوظ.. ذكرى أديب الحارة المصرية

نجـيـب محفوظ.. ذكرى أديب الحارة المصرية عامان يمران على رحيل نجيب محفوظ شيخ الحارة المصرية، الذي رحل مخلفاً روايات وقصص تجتمع على عشق تراث مصر وأهلها الطيبين، كما اعتبرت أعماله سجلاً يروي تاريخ الأرض والشعب بمزيج من الدقة والإبداع. نقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة والفقيرة في أحياء القاهرة، فعبر عن مشاكلها وهمومها في الحياة وتكلم عن أحلامها وتطلعاتها في المستقبل، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصرية، كما صور حياة الأسرة المصرية البسيطة في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع المصري وخصوصاً في الأحياء المصرية الفقيرة والتي يعيش فيها المصريون. ولذلك اتسمت هذه الأعمال بالواقعية الحية التي تعبر عن الحياة الحقيقية بلا مبالغة. نجيب محفوظ في سطور... اسمه الكامل نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم أحمد باشا، تعود أصول أسرته إلى مدينة الرشيد على ساحل البحر الأبيض المتوسط. ولد محفوظ في حي الجمالية ذي الطابع التاريخي العريق، والقريب من حي الأزهر والحسين بمدينة القاهرة المصرية في /11/ كانون الأول عام /1911/ وأمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، فهو حي شعبي بسيط استلهم منه نجيب محفوظ أركان رواياته التي كتبها فصعد معها إلى آفاق الأدب الإنساني. وانتقل وعائلته من هذا الحي إلى العباسية والحسين والفورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حياته الخاصة، كان والده موظفاً بسيطاً بإحدى الجهات الحكومية، ثم استقال واشتغل بالتجارة وكان له أربعة إخوة وأخوات. عندما بلغ الرابعة من عمره ذهب إلى كتـّاب الشيخ بحيري، وكان يقع في حارة الكبابجي، بالقرب من درب قرمز، ثم التحق بمدرسة بين القصرين الابتدائية وبعد أن انتقلت الأسرة عام /1924/ إلى العباسية، حصل هناك على شهادة البكالوريوس من مدرسة فؤاد الأول الثانوية، إن إتمامه لدراسته الابتدائية والثانوية وعمره /18/ سنة كان مؤشراً على نجابته. شب نجيب محفوظ في أجواء ثورة /1919/ وتأثر بمشهد جنازة الزعيم الوطني المصري سعد زغلول مؤسس حزب الوفد. وتعلم من هذه الأجواء قيمة الوطنية وأثرها في وجدان الجماهير، وقد تبلور هذا في اهتماماته الخاصة بالعدالة الاجتماعية وعلاقتها بالحرية الفردية وتجسد هذا بالفعل في ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين، قصر الشوق، السكرية»، والتي تؤرخ للفترة ما بين /1917 إلى 1944/. التحق بالجامعة عام /1930/ ثم حصل على الليسانس في الفلسفة عام /1934/ وعلى الرغم من دراسته الفلسفية وتسجيله لرسالة الماجستير في هذا التخصص فقد كان يشعر برغبة عارمة في الانخراط في العمل والكتابة الأدبية رغم أنه كان قد بدأ بالفعل في نشر مقالات وأبحاث فلسفية بسن مبكرة جداً أي عندما كان بالتاسعة عشرة تقريباً أي في عام /1930/، واستمر ينشر حتى حلول عام /1945/، متردداً بشدة بين اختيار الأدب أو الفلسفة حتى استقر تماماً على الإبداع الأدبي. أول قصة قصيرة نشرها كانت بالمجلة الجديدة الأسبوعية /1934، وكان تحت عنوان «ثمن الضعف»، واستمر في كتابة القصص والروايات إلا أن صيته بدأ يذيع بعدما أنتج ثلاثيته الشهيرة «بين القصرين، قصر الشوق، السكرية» التي انتهى من كتابتها عام /1952/ ولم يتسنَ له نشرها قبل العام /1956/ نظراً لضخامة حجمها. عمل نجيب محفوظ في عدد من الوظائف الرسمية حيث عمل سكرتيراً برلمانياً بوزارة الأوقاف من عام /1938 حتى 1945/ ثم انتقل للعمل بمكتبة الغوري بالأزهر، ثم نقل للعمل مديراً لمؤسسة القرض الحسن بوزارة الأوقاف حتى عام /1954/ ومن ثم تدرج في مناصبه، فعمل مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم مديراً للرقابة على المصنفات الفنية في عهد وزير الثقافة ثروت عكاشة، وفي عام /1960/ عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، بعدها عمل مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون عام /1962/، ثم عين رئيساً لمجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما في تشرين الأول عام /1966/ إلى أن أحيل نجيب محفوظ إلى التقاعد في عام /1971/ مما جعله ينضم إلى مؤسسة «الأهرام» وعمل بها كاتباً. توقف تماماً عن الكتابة الأدبية طيلة سبع سنوات، وبالتحديد في الفترة من /1952/ إلى عام /1959/ وهي الفترة التي واكبت بداية ثورة /23/ تموز، وبعد هذه الفترة عاد إلى الحياة الأدبية بقوة من خلال روايته أولاد حارتنا والتي نشرها مسلسلة في «الأهرام» في الفترة من /21/ أيلول /1959/ إلى /25/ كانون الأول /1959/ والتي حاز بها جائزة نوبل العالمية للآداب /1988 م/، لكن الأزهر اعترض على الرواية وأوقف نشرها في مصر. وفي عديد من رواياته صور نجيب محفوظ تناقض بين جيلين أحدهما انخرط في الحركة الوطنية وضحى من أجلها، والآخر جنى ثمار ثورة تموز. وتوفي أديب نوبل نجيب محفوظ في الثامنة وخمسين دقائق من صباح الأربعاء /31/ آب /2006 م/. رمزية موسى


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني