PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني حول أوضاع المخيمات

يا أبنا شعبنا البطل، أهلنا في مخيمات الصمود والعزة، يا من سطرتم أعظم التضحيات الجسام ولا زلتم في وجه المحتل الغاصب، يا من تكسر على صخرة صمودكم كل المؤامرات التي استهدفتكم ولا زالت تستهدفكم، أهلنا الأبطال، إن الاستهداف المباشر والغير مباشر الذي تتعرض له مخيمات شعبنا على كافة الصعد وبشتى الوسائل إن كان داخل الوطن أو خارجه هذه المخيمات التي شكلت على مدار عمر الثورة الفلسطينية عنواناً لقضية شعب مشرد، هذه المخيمات التي أبقت قضية شعبنا حيةً رغم أنف المتآمرين والمحتلين، كونها العصب الحي والرافد الأساس لشرايين الثورة والمقاومة. هذا الاستهداف الذي يخطط له العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية بالتآمر مع الرجعيات العربية وللأسف مع بعض الشرائح الفلسطينية التي رهنت وجودها ومصيرها بما سمي زورا عملية سلمية. يا جماهير شعبنا البطل، إن مخيمات شعبنا تتعرض اليوم لهجمة ممنهجة تستهدف تصفية حق العودة والتعويض، فها هي الأونروا وصلت درجة من تقليص خدماتها حتى أصبح وجودها مهدداً بالزوال، وما قرار الإدارة الأمريكية الاخير إلا مرحلةً متقدمة في إلغاء هذا الوجود لهذه المنظمة الدولية التي ارتبط وجودها بنكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وربطت هذا المصير بعودة الشعب الفلسطيني لأرضه التي هجر منها عنوة، إن ما ساعد ويساعد الإدارة الأمريكية على هذه الخطوة الغير مسبوقة من الوقاحة هو حالة التفريط التي تشهدها الحالة الفلسطينية والانقسام الفلسطيني الفلسطيني، والهرولة نحو التسوية السلمية بدون أي استراتيجية أو خيارات أخرى، فعندما ارتضت منظمة التحرير الفلسطينية لنفسها القبول في توقيعها على معاهدة أوسلو سيئة الصيت "نصاً" أن قضية اللاجئين هي مجرد مشكلة يتم حلها بتراضي الطرفين الصهيوني والفلسطيني، فهي أصبحت بهذا التوقيع مجرد مشكلة إنسانية، ولدولة الكيان الاعتراض على أي حل لا يتوافق مع رؤيتها ومصالحها. في الوقت الذي لا يملك فيه الطرف الفلسطيني أي خيار أو مصدر للقوه لفرض أي حل مشرف. لم يقتصر الاستهداف بما يخطط لوكالة الأونروا الخاصة باللاجئين الفلسطينيين، بل إن الاستهداف وصل لدرجة جعل مخيمات اللجوء بؤراً دائمة للتوتر لتصويرها كمراكز متمردة على السلطة الفلسطينية لتشريع استهداف أهلها. ومن هنا تعمل عدة جهات على توسيع ظاهرة انتشار الأسلحة واستخدامها المشبوه والموجه لتهديد السلم الاهلي وحرف بوصلة التوجه الصحيح لفوهات هذه البنادق إضافةً لحالة الاهمال المتعمدة، سواءً بخلق جيش من العاطلين عن العمل مقارنة مع باقي المناطق، والذي قاد بشكل مباشر إلى انتشار وتوسع ظاهرة تجارة المخدرات، هذه التجارة التي لا تجد رادعا قانونيا أو مجتمعياً صادقاً بل هناك تساهل متعمد بالتصدي لها. ان الظواهر السائدة في هذا المجتمع المصغر(المخيم) لا تندرج إلا تحت عنوان واحد هو الاستهداف الممنهج لما يمثله المخيم من رمز وجوهر للصراع، وقد ساعد على ذلك محاولة العدو تصوير حالة اللجوء والشتات الفلسطيني كحالة جزئية من بحر هادر من اللجوء المنتشر في العالم العربي، والناتج عما سمي زوراً بالربيع العربي. ومن هنا فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني ومن منطلق الحرص على هذا العصب الجوهري في الصراع ضد العدو الصهيوني ندعو كافة شرفاء شعبنا في المخيمات وخارجها لتدارس سبل المواجهة لتعزيز صمود أهلنا في المخيمات والنهوض بها والتصدي لكل المحاولات المشبوهة التي تحاول النيل من صمود وعزة أهلها . المجد والخلود للشهداء الشفاء العاجل للجرحى الحرية لأسرى الحرية حق العودة حق مقدس ولا عودة عنه الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني