PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني

بتارخ 29/7/2017، الموافق يوم السبت اجتمعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني في مدينة رام الله، حيث ناقش المجتمعون مجمل الأوضاع الحزبية، وآخر المستدجدات على مختلف الصعد المحلية والعربية والدولية. على الصعيد المحلي، رأى المجتمعون أن ما قام به المقدسييون في القدس من صمود وتحدي، والذي أجبر دولة الكيان على التراجع عن اجراءاتها التعسفية بوضع البوابات الالكترونية أو كميرات مراقبة متطورة على بوابات المسجد الاقصى لهو انتصار كبير وعظيم، ويثبت أن المقاومة والصمود هي البوصلة التي تتوحد خلفها كل جهود وطاقات شعبنا من أجل كنس الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل التراب الفلسطيني، فانتفاضة أهلنا بالقدس والجماهير الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة وأهلنا بالداخل هو من أجبر دولة الكيان على التراجع عن كل اجراءاتها التعسفية والعنصرية، وأفشل كل المخططات الرامية للسيطرة على القدس وعلى رمزها الديني والسياسي "المسجد الأقصى". إن كل الفضل في هذا الانتصار يعود لجماهير شعبنا والتي قدمت الشهداء والجرحى ووقفت سداً منيعاً في وجه الغطرسة الصهيونية، وكل الادعاءات الاخرى من قبل الرجعيات العربية والمحلية عن دورها في حل هذه المشكلة هو محض افتراء وأكاذيب، فجماهير شعبنا اعطت المثل والقدوة في كيفية التعاطي مع الاحتلال وأعوانه، فمن خلال المقاومة وعدم الرضوخ لكل اجراءاته القمعية أو الرهان على الرجعية العربية أو المفاوضات التي تقودها السلطة الفلسطينية التي لم يبقى منها سوى تكرار الأسطوانة المشروخة عن ضرورة التزام الكيان الصهيوني بالاتفاقيات المبرمة، وسياسة المفاوضات التي سئمها شعبنا الفلسطيني، والتي لم تجلب له سوى مزيداً من القتل والاعتقال وسرقة الاراضي وتهويد القدس والتضيق عليه اقتصايا واجتماعيا وسياسيا من أجل تركيعه واجباره على الرضوخ للاملاءات الصهيونية. لكن مفاجئة شعبنا كانت أكبر من كل التوقعات الفلسطينية الرسمية والصهيونية بحيث أجبرت الاحتلال على ضرورة مراجعة كل حسابته، والتراجع عن كل اجراءاته خوفاً من تفجر انتفاضة فلسطينية جديدة تعمل على تحقيق تراكم كمي ونوعي وتغير موازيين القوى لصالح أبناء شعبنا الفلسطيني. وقد ثمن المجتمعون صمود أهلنا في مدينة القدس، لأنهم كانوا النواة الصلبة التي قادت الحراك الجماهيري ضد الاحتلال ووحدوا صفوف الفلسطينين خلفهم بغض النظر عن انتمائاتهم السياسية أو الدينية، فكان من أجمل مشاهد الوحدة الوطنية التي افتقدها شعبنا ولا يزال منذ ما يربو عن عقد من الزمن بسبب استمرار الانقسام الفلسطيني الفلسطيني. على الصعيد العربي، رأى المجتمعون أن الانتصار الكبير الذي حققه الشعب والجيش العراقي في تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش الارهابي هو الخطوة الاولى على طريق تحرير كل العراق من براثن هذا التنظيم الإرهابي الذي عاث خراباً وتدميرا في العراق، وقد أكد المجتمعون على ضرورة تبني السلطات العراقية سياسات وطنية تقوم على احترام المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية والطائفية والقضاء على الفساد المستشري في مختلف مفاصل الدولة العراقية وبناء مؤسسات الدولة على أسس وطنية ديمقراطية وليس على أساس المحاصة الطائفية أو العرقية، لأنه في حال عدم القيام بهذه الخطوات الضرورية فإن تنظيم داعش الارهابي قد يتمكن من العودة الى العراق بمسميات وأشكال أخرى. بالنسبة للوضع السوري اتفق المجتمعون على أن الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية مؤخراً سواء في القلمون الغربي وجرود عرسال أو في البادية السورية رغم كل المؤامرات الدولية "الاقليمية والغربية" التي تحاك ضد الجيش والشعب السوري والمقاومة اللبنانية قد تحطمت على صخرة صمود الشعب السوري الذي لفظ كل عملاء الغرب، والمتمثلة بالتنظيمات الارهابية المدعومة والممولة من قبل دول الخليج وتحديداً من قبل النظام السعودي والقطري والإماراتي. بالنسبة للوضع في اليمن والذي ما زال يتعرض للعدوان السعودي منذ أكثر من سنتين فقد ثمن المجتمعون وقوف الشعب اليمني وخروج مظاهرات مليونيه دعما لكفاح الشعب الفلسطيني في معركته الاخيرة في القدس، رغم كل ما يتعرض له الشعب اليمني الشقيق من قتل يومي على ايدي النظام السعوي الفاشي وأعوانه، وقد أكد المجتمعون على دعم الشعب اليمني وجيشه ومقاوميه في مواجهة الغطرسة الوهابية المتطرفة والتي تعتبر الحليف الاستراتيجي للاستعمار والصهيونية في المنطقة العربية. وليس خافيا على أحد تكشف العلاقات السعودية الصهيونية في المنطقة وعمق هذه العلاقة بما لا يدع مجالا للشك في تحالف النظام السعودي الفاشي مع دولة الاحتلال والرجعيات العربية في ضرب كل صوت مقاوم للاحتلال أو مقاوم للسيطرة السيطرة الصهيوأمريكية في المنطقة. وقد دان المجتمعون الجريمة الصهيونية التي ارتكبها أحد حراس السفارة الصهيونية في العاصة الأردنية عمان والتي أدت لاستشهاد مواطنين أردنيين، وهذا الحادث يدل على مدى الاستهتار والغطرسة التي وصلت اليها دولة الكيان، وعلى مدى الذل والهوان الذي وصلت إليه الانظمة العربية الرسمية، حيث أن الحكومة الاردنية لم تتمكن من أتخاذ أي اجراء ضد القاتل بل وسمحت له بالخروج الآمن من الاردن دون أي مساءلة أو محاسبة حيث استقبل استقبال الأبطال من قبل القادة الصهاينة. على الصعيد الدولي رأى المجتمعون أن الازمة الاقتصادية العالمية التي ما زالت تعصف بدول المركز، هي نتيجة منطقية وطبيعة لسيطرة البرجوازية الوضيعة ورؤوس أموالها المكدسة على تلك الدول، حيث تحاول القوى البرجوازية والانتهازية المتمثلة "بالاحزاب الاشتراكية الديمقراطية" بالتستر على الأسباب الحقيقية للأزمة، بسبب سيادة النمط الاستهلاكي على اقتصاديات هذه الدول، وهذا بدوره يتجلى في تفاقم ديونها سنوياً وعدم قدرتها على الايفاء بالتزاماتها المالية، كما رأى المجتمعون أن كل محاولات الانعاش الاقتصادية التي تقوم بها الحكومات في دول المركز لن تجدي نفعا، وعاجلا أم آجلا ستجد حكومات المركز نفسها وجها لوجه في مواجهة كارثة كبرى لن تجدي معها كل محاولات انقاذ اقتصاديتها، وبالتالي سوف تواجه شعوبها وطبقتها العاملة والتي ستقود هذه الدول الى تبني الاشتراكية العلمية في ادارة شؤون بلدانها. اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني