PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني حول ما يسمى مبادرة السلام الفرنسية

بالرغم من كل المؤتمرات الدولية والتي كانت تهدف لحل الصراع العربي الاسرائيلي كما يدعون، إلا أنها لم تغير من واقع الاحتلال وقمعه شيئا بل على العكس من ذلك، فبعد مؤتمر مدريد للسلام وتوقيع اتفاقية أوسلو سيئة الصيت، ازدادت وتيرة الاستيطان واجراءات الاحتلال التعسفية بحق أبناء شعبنا ولم يحقق الفلسطينيون أي شيء بالمقابل سوى سلطة ضعيفة لا تملك أي سلطة فعلياً لا على الارض أو باطن الأرض أو الحدود أو الأجواء، ورغم المفاوضات التي استمرت لأكثر من 25 عام لم تحقق هذه المفاوضات أي مكسب للشعب الفلسطيني إلا إذا اعتبرنا من أثروا على حساب الشعب الفلسطيني من رؤوس أموال والمرتبطة مصالحهم بشكل عضوي مع الاحتلال لدرجة انهم أصبحوا يعتبرون بقاء الوضع على ما هو عليه هو أفضل الحلول الممكنة، لذلك نجدهم أول من يعارضون قيام اي مقاومة وطنية شريفة ضد الاحتلال وأعوانه ويسوقون من المبررات والأسباب الواهية التي لم تعد تقنع أحدا حتى أنفسهم. بالرغم من كل ما سبق ذكره، لا زالت سلطة أوسلوا متمسكة بخيار المفاوضات رغم معرفتها أنها لم تحقق شيء من خلال المفاوضات فالأرض تصادر يوميا والاستيطان يستمر وبتصاعد وتهويد القدس وتهجير سكانها لا يتوقف، حتى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يستطع الاستمرار بالمفاوضات مع أكثر حكومات الاحتلال عنصرية عبر تاريخ هذا الكيان بسبب تعنتها منقطع النظير، ولكنه بالمقابل لا يملك أي رؤية أو استراتيجية أخرى سوى المفاوضات العبثية، وبسبب جمود الوضع الحالي في فلسطين المحتلة وعدم تحقيق أي تقدم ولو بسيط يتيح للسلطة الفلسطينة أن تسوق نهجها الاستسلامي لجماهير شعبنا فقد بات الوضع الفلسطيني ينذر بانفجار شامل في الضفة الغربية، ورغم كل محاولات أجهزة الأمن الفلسطينية ومن خلال التنسيق الأمني مع أجهزة القمع الصهيونية إلا أنها لم تستطع خلال الأشهر السابقة من وقف سلسلة العمليات الفدائية الفردية التي ينفذها شباب فلسطين الذي يتوق للحرية والانعتاق من هذا المحتل الغاشم حتى باتت السيطرة على هذا الشكل النضالي الجديد أمر غير ممكن ويحمل في طياته بذور اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، لها قيادة جديدة ومنفصلة عن قيادات التنظيمات الفلسطينية بمختلف أشكالها، هذه القيادة إذا قدر لها أن تتبلور يمكن لها أن تقود نضال الشعب الفلسطيني نحو الحرية وتقضي على التفرد بالقرار الفلسطيني الذي يحتكره طرفي الانقسام الفلسطيني في كل من غزة والضفة، وعلى خلفية هذه الأسباب مجتمعة جاءت المبادرة الفرنسية للسلام كطوق نجاه للجميع من المستنقع الذي كان بانتظارهم، ولكن رغم أن المبادرة الفرنسية لا تلبي الحد الآدنى من التطلعات الفلسطينية إلا أن حكومة الكيان أفرغتها من محتوها قبل بدايتها، فوضعت شروطها المعروفة من أجل المشاركة في المؤتمر الدولي المزمع عقده العام الجاري ووضعت على رأس أولويات المؤتمر نقتطان اساسيتان هما الامن والاقتصاد وغيبت كل القضايا الأخرى الملحة مثل حق اللاجئين بالعودة ووقف الاستيطان ومصادرة الاراضي ورفع الحصار عن قطاع غزة والافراج عن الاسرى الخ...... جماهير شعبنا البطل، لقد ولدت المبادرة الفرنسية ميتة أصلا، ولم يبقى أمام الشعب الفلسطيني سوى خيار المقاومة والذي اتبعته كل الشعوب المستعمرة للتخلص من الاحتلال فمن الجزائر وفيتنام وجنوب افريقيا والقائمة تطول كلها أمثلة حية لكيفة حصول هذه الشعوب على استقلالها، فشعبنا الفلسطيني ليس أقل قدرة ومقاومة من تلك الشعوب المناضلة التي حققت حريتها بالكفاح والمقاومة والتي اعتمدت على نفسها وليس على مبادرات أو مؤتمرات دولية كاذبة منحازة دوما لصالح القوى الاستعمارية والامبريالية في العالم ، وبناءً على كل ما ذكر فإننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نرفض مثل هذه المبادرات المشبوهة ونعتبرها محاولة بغيضة لتصفية حق اللاجئين الفلسطينيين، وحل الصراع العربي الاسرئيلي بما يتناسب ومصالح الإمبريالية والصهيونية العالمية في الشرق الأوسط، وندعوا جماهير شعبنا لعدم الانخداع بهكذا مبادرات التي لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى مزيد من القمع والمصادرة للأراضي تحت غطاء ما يسمى عملية السلام، أن الحل الوحيد لشعبنا الفلسطيني هو بوضع استراتيجية وطنية يتفق علها كل فصائل العمل الوطني ويكون الخيار الاستراتيجي لها هو المقاومة ثم المقاومة ثم المقاومة. عاش كفاح الشعب الفلسطيني الحرية للأسرى والمجد للشهداء الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني