PCP

يا عمال العالم اتحدوا

خطاب مفتوح لرفيقاتنا ورفاقنا في الحزب الشيوعي الفلسطيني

تحياتي الحمراء لكل الرفيقات و الرفاق في الحزب الشيوعي الفلسطيني في فلسطين الحبيبة و المهجر . تابعت بمزيد من الاهتمام بياناتكم السابقة و البيان الاخير عن انعقاد المؤتمر العام قريبا و تبني وجهة نظر الحل الفلسطيني علي اساس دولة واحدة و هو ما نحييكم عليه ففي ظل سيادة النظرة الدينية و البرجوازية الشوفينية (القومية) لقضية فلسطين ها نحن نجد رفاقا مخلصين لقضيتهم و شعبهم و لا يساومون طمعا في دولارات الصندوق القومي كما البعض الذين يدعون الماركسية. الحل الذي تبناه حزبكم كنا نؤكد عليه في حزبنا منذ 2011 و خضنا صراعات مع رفاق آخرين خونونا و اتهمونا بالمساومة و ذهل آخرون لانهم لم يسمعوا هذا الكلام من قبل فمنذ ان اصبح الأقصى مكان القدس (المدينة) و الصراع اسلامي يهودي او عربي يهودي بعد تحالف الاخوان و النظام القومي في مصر علي رفاقنا الشيوعيين في فلسطين بعد ان ظهرت قوتهم في رفض مشروع التهجير حيث خرجت الجماهير تهتف لا تهجير و لا اسكان يا عملاء الامريكان و سقط شهداء و جرحي برصاص البوليس المصري و افشل المشروع انتبهت السلطات البرجوازية البيروقراطية في مصر للتواصل بين الرفاق في غزة و الحزب الشيوعي المصري -قبل حله و الدخول في ما يسمي الاتحاد الاشتراكي البرجوازي البيروقراطي- و سجنت الرفاق الشيوعيين جنبا الي جنب مع رفاقهم المصريين في الواحات و الفيوم و تعمدت نضالاتنا المشتركة الاممية و الوطنية بدماء رفاقنا جميعا و آلامهم ها نحن الآن نجد انفسنا امام القضية مرة أخري و هي تخسر كل يوم -للأسف- في محيطها الاقليمي و يتصدى للدفاع عنها اما اسلاميون عنصريون لا يهمهم الانسان الفلسطيني و لا يحملون مشروعا تحرريا طبقيا -الا لو اعتبرنا الخلافة مشروع تحرري ، و علي الجانب الآخر نجد سلطة عباس التي لا تمثل سوي درك مجاني لقمع الفلسطينيين خدمة مجانية للصهاينة و هي تحالف برجوازي يتاجر بالشعب الفلسطيني دوليا و اقليميا و يساهم في انتفاخ خزانة العدو المالية ب تحويلات المساعدات و عائدات الضرائب -حيث لا مؤسسات بنكية مستقلة في الضفة - و تسمسر داخليا بشبكة عوائلها في معاناة الشعب الفلسطيني و هو امر واضح لكم (رغم اننا لا ننكر وجود فصائل تقدمية و مناضلة و مقاومة في جسد السلطة كي لا نفتئت علي تضحيات احد) و كل هذا يدفعنا الي التفكير بشكل ماركسي لينيني و ان نخرج عن الشوفينية و الرجعية معا. ان دماء ابناء و بنات الشعب الفلسطيني اليوم التي تراق يوميا علي ايدي الجنود الصهاينة و محاولات المقاومة بابسط الوسائل كالطعن و الدهس لتلقي علي عاتقكم بمسئولية جسيمة فهي تعبر بشكل لا لبس فيه عن اليأس و الإحباط الذي أصاب الشعب الفلسطيني من سلطة اوسلو و توقه الي حل نهائي يحفظ آدميته و كرامته علي أرضه و يجب عليكم ان تأطروا ذلك الغضب و تكونوا بديلا تقدميا مناهضا للرجعية و الصهيونية و الفساد علي حد سواء و تنطلقون من ماركسيتكم اللينينية كي لا تضيع دماء الشعب الفلسطيني هباء او يتاجر بها كما نري يوميا حتي و ان القيت التهم عليكم من هنا و هناك او وسموكم بالتخاذل او غيره فهي تهم جاهزة تخرج لمحاصرتكم و منعكم من التواصل مع جماهيركم الفقيرة و الكادحة و المقهورة و التي ينبغي عليكم ان تتوقعوها و تعدون نفسكم لفضح تلك الاتهامات و توصيل الفكرة للجماهير الكادحة في كامل فلسطين . ايها الرفاق ان حل الدولة الواحدة ليتطلب شجاعة نحييكم عليها في تبنيها و لكن عليكم ان تدركوا حجم المسئولية فلاول مرة ربما سيكون الصراع في صفوف الجماهير الفلسطينية ضد البرجوازيين الفلسطينيين و الصهيونية جنبا الي جنب منذ عقود و عليكم ان تؤكدوا علي طبقية الحل لا كوسموبوليتيته او مثاليته كما يظهر للبعض ، فدولة اوسلو المزعومة اضرت بالقضية الفلسطينية اكثر من ان تفيدها (الا اذا اعتبرنا التنسيق الامني و انتفاخ جيوب عوائل السلطة انجازا) و نحن اليوم اذا نظرنا للخريطة الفلسطينية نجد ان حل الدولتين هو حل طوباوي اكثر من اي حل آخر فتقطع الاراضي الفلسطينية الحوائط العازلة و تتلوي لتعزل الفلسطينيين عن مزارعهم او عوائلهم او مدارسهم و تتكفل المستوطنات بنفس الدور الذي يقوم به الجدار العازل العنصري و قد استمر الاستيطان تحت اعين السلطة دون ان تحرك ساكنا الا بيانات و اجتماعات و وعود لم تفضي الا الي مزيد من التنازلات. ايها الرفاق الاعزاء ان تعميق النضال الطبقي هو الحل الامثل و الانجع للنضال ضد الصهيونية و ضد آلتها الغاشمة و عليكم ان تناضلوا جنبا الي جنب مع القوي اليهودية التي تتبني نفس الرؤية الطبقية و العلمانية (إن وجدت) و تاكدوا ان الصهيونية هي المستفيد الاوحد من حل الدولتين فهي تماطل و تستفيد من ناحية كما ذكرنا و كذلك تتخلي عن مسئولياتها كدولة احتلال و تدعي زيفا انها ليس لها دخل في تلك المعاناة فهناك حماس في غزة و هناك سلطة اوسلو يتكفلان بتقديم تلك الخدمة المجانية للاحتلال . و هي تمارس الحصار و القمع و الاعتقال و التنكيل و التصفية يوميا مختبئة وراء تلك الحوائط للاسف لان هناك من يقدم مصلحته الذاتية علي مصلحة شعبه. رفاقنا الاعزاء ان حل الدولة الواحدة يتطلب حركة دولية واسعة لترويجه و اقناع القوي الديمقراطية و التقدمية به و كذلك يتطلب جهدا اكبر لمقاطعة الصهيونية و هو ما سينهي الاحتلال علي غرار النظام العنصري في جنوب افريقيا حتي و ان طال الزمن و كذلك علينا الا نتخلي عن كل الوسائل السلمية و الجماهيرية (الاضراب ، الاعتصام، العمل العام بكل صوره) و كذلك العمل المسلح ضد الصهيونية فطالما بقيت آلة الحرب صهيونية طالما بقي السبب الرئيسي لعرقلة حل الدولة الواحدة. رفيقاتي و رفاقي في الحزب الشيوعي الفلسطيني ان القضية الفلسطينية هي قضية وطنية وطبقية و تحرر وطني ضد ذراع الامبريالية العسكري في المنطقة و لا نريدكم ان تنخدعوا بالتخاذل الرسمي الاقليمي و التطبيع في عواصمنا من الشرق و الغرب فما زالت قضية فلسطين هي قضية كل مناضل حر و وطني بل و هي قضية كل إنسان يتمسك بانسانيته يرفض العنصرية و القمع و القهر و القتل و التهجير حتي من منطلق انساني و ستعود قضية فلسطين قضية الشعوب علي اختلافاتها فقط في حال بلورة رؤية طبقية و تحرر وطني لها و افتكاكها من براثن الرجعية و الشوفينية و نريد ان نذكركم انكم لم تاتوا بجديد او تبتدعوا حلا طوباويا او تخرجوا عن تجارب الشعوب في تحررها ، فمن يعرف الآن في امريكا اللاتينية و الجنوبية المحتل الاسباني من ابناء الوطن ؟! و من يستطيع ان يميز ابناء الوطن عن المحتلين في افريقيا الجنوبية (اذا استثنينا الاصول العرقية بالطبع فنحن لسنا فاشيين و لا عنصريين) في ظل صياغة عقد اجتماعي جديد و هوية جديدة لتلك البلاد توجت نضالات تلك الشعوب ضد المحتلين و العنصريين ، و نذكركم بكلمة الرفيق ستالين ان النضال ضد الصهيونية لا يمت باي صلة بمعاداة السامية ختاما ان النضال لن يكلفنا اكثر مما يكلفه الصمت يا رفاقي فكونوا اوفياء للقضية كما كان رفاقكم الأوائل في تاريخ النضال الشيوعي الفلسطيني و الحركة الشيوعية في العالم. عاشت الشيوعية عاشت الماركسية اللينينية . عاش الرفاق ماركس و انجلز و لينين و ستالين . عاشت فلسطين حرة موحدة ابية. عاشت نضالات الشعب الفلسطيني و تضحياته. الرفيق اسلام ابو العلا مصر


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني