PCP

يا عمال العالم اتحدوا

لما يستمر الهجوم على ستالين؟

في الخامس من آذار من كل عام تنشغل وسائل الإعلام وبرامجها، وخصوصاً الناطقة بالعربية، على نحو لافت واستثنائي بذكرى وفاة الزعيم السوفييتي والأممي الكبير جوزيف ستالين (..) وليس غريباً أن نلمس تجدد الحديث عن هذا الحدث في ربيع كل عام ليس فقط لان شخصية هذا القائد «إشكالية» كما يركز عليها الغرب عبر إعلامه بل لأنها أيضاً شخصية تاريخية استثنائية لم تستطع القوى المتصارعة عالميا تجاوزها حتى الآن. إن أهم ما مثله ستالين إلى جانب إنجازاته كرئيس للاتحاد السوفيتي هو أنه جسد الممارسة العملية المكثفة للمبادئ الماركسية اللينينية وبالتالي شكّل المدرسة التي قامت بتطبيق النظرية الشيوعية وأسسها في الأطر التنظيمية والسياسية، وفي ظل قيادة الدولة لذلك خاضت التجربة اللينينية بقيادته حرباً مريرة على مستويين داخلي وخارجي فام بحلها عبر تطبيق: 1- التجميع الزراعي لتحقيق تنمية اقتصادية في أعلى مستوياتها. 2- حل القضية الاقتصادية الاجتماعية عبر إعادة توزيع عادل للثروات والوصول من خلالها إلى تكريس المسألة الوطنية. 3- الحرب والانتصار على الامبريالية العالمية عبر قراءة واقعية لنشوء الأزمة الاقتصادية العالمية وتراجع قوى الامبريالية وحتمية الصدام المباشر معها عسكرياً. وبالتالي أخضعت البلاد إلى حركة من التنمية وتطوير القوات المسلحة والسلاح قبل سنوات من الحرب العالمية الأمر الذي أدى إلى خروجه منتصراً منها. وهذا قدم للحركة الثورية في العالم نموذجاً عملياً وعبرة في مجابهة الرأسمال بكل قواه، مما أدى إلى تنبه القوى الرأسمالية إلى خطورة هذه البنية الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي أسس لها لينين وقاد معركتها ستالين، مما دعا تلك القوى إلى تغيير وتيرة وطبيعة الصراع ضد ستالين ليس بوصفه قائداً تقليدياً يحارب سياسياً في المحافل الدولية أو عسكرياً على الأرض فحسب، بل كقطب جديد يجب مجابهته بالوسائل كافة. وهكذا بدأ الهجوم عليه بشكل ممنهج شمل أدق التفاصيل من ممارسات وخطابات وإنجازات وجوانب شخصية في حياته. ولم يكن التدقيق في هذه المفاصل ومحاولات تشويهها عفوياً بل كان مدروساً يهدف لقضيتين: 1- ضرب الماركسية اللينينية عبر ضرب تجربتها الممتدة والتي قادها ستالين وطورها في فترة حرجة بتاريخ الصراع البشري المعاصر بحكم أنه الممارس الفعلي لمبادئها ولأنه كان من الصعب على أي قوى عالمية الهجوم على منجزات ثورة أكتوبر التي قادها لينين. 2- التصدي بصرامة للمدرسة التي أسسها ستالين والتي أثبت من خلالها إمكانية رد الهجوم الامبريالي العالمي والانتصار عليه. لقد حمل النظام الرأسمالي نفسه مهمة التصدي للمدرسة الستالينية وهذا ما يشير إلى أهمية الممارسة التي أرساها ستالين منذ ذلك الحين حتى الآن ليتم العمل عليها بجد من داخل المنظومة السوفيتية وخارجها للوصول إلى الانتصار تحت قيادته في حينها. وإن حجم الحرب التي شنت ضد ستالين يؤكد أهمية نهجه كقائد وضرورة دراسة هذا النموذج بدقة، فالقائد الذي طالب الشعوب بالتقاط راية التحرر عندما أدرك تراجع الإمبريالية العالمية إثر نشوء أزمتها الاقتصادية كان آخر من التقطها من الناحية المعرفية وآخر المنتصرين بناءً على هذا الالتقاط. وما يؤكد هذه المقولة هو استمرار الهجوم على الحقبة الستالينية وأسسها حتى الآن وصولاً إلى تشويه الحقائق المتعلقة بتلك المرحلة في كل المناسبات وبكل الوسائل، واشتداد هذا الهجوم اليوم في ظل تراجع النظام العالمي وصعود الحركة التحررية في العالم وتوسع رقعتها. إن الأهمية التاريخية للتجربة الستالينية تتأتى من جوهر الصراع الحقيقي بين قطب الشعوب والنظام الإمبريالي العالمي. هذا هو الجوهر الذي لم يتغير والذي حددت سياسة ستالين الملامح الأساسية لطريق الانتصار في هذا الصراع الذي بدأ يتوضح بقوة ويبشر بقدوم مرحلة جديدة في مسيرة النضال من أجل التحرر. وسيقود هذه المرحلة «الوريث الشرعي والوحيد» لفكر ستالين إذا ما أدرك بوعي وواقعية أهمية ذلك الإرث النضالي، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وتنظيمياً، والذي لايمكن تجاهله، باستناده إلى فكر ماركس ولينين، لتبقى راية التحرر بالمعنى الواسع والفعلي عالمياً للكلمة بانتظار من يلتقطها


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني