PCP

يا عمال العالم اتحدوا

التخبط لا يزال سمة المصالحة

في كل معارك الشعوب المصيرية، الوحدة الوطنية هي دائماً عربون النصر، والعكس صحيح أيضاً، ومن يتابع الوقائع على الأرض لا يمكنه إلا أن يقر بذلك، ومثال الإستيطان الذي تتصاعد وتائره مع كل خطوة انقسامية بات وحده يهدد مصير الوطن وشعب الوطن، في الوقت الذي يحاول فيه كل طرف من طرفي الإنقسام ـ درأ التهمة عن نفسه ـ لأنه يعرف أنها الخطيئة الكبرى ـ بالتظاهر بأنه مع المصالحة ويسعى لها. لو كان الأمر كما يزعمون، لما كانت المصالحة أصلاً بحاجة لأي وساطة، خصوصاً وهم يعرفون النوايا الحقيقية للوسطاء، بدءاً بعمر سليمان / مصر مبارك/وانتهاءً بحمد/قطر الناتو، إن مجرد التدخل الخارجي ـ أياً كان هذا التدخل ـ يشي بحالة من عدم النضوج، وأنٌ كان ما يتم تداوله على صعيد المصالحه، ما هو إلا سيناريوهات مناوراتيه أكثر منها وطنية، مخارج تبريرية أكثر منها مداخل حقيقية لعملية حتمية وضرورية لإنجاز أي تقدم على صعيد المشروع الوطني العام، فسيماء المناوره هي التي تبدو بارزة في كل محاولة من محاولات المصالحة التي باتت من الكثرة محل ريبة وأحياناً اتهام، فكل عناصر الاتفاق في كل مرة تنصب فقط على أدوات ووسائل يرى كل طرف من جانبه أنها تعزز هيمنته وصموده وهدفه الخاص أكثر من تعزيزها لمفاعيل وحدة وطنية ذات مردود عام بدءا ببند إصلاح منظمة التحرير وانتهاء ببند إجراء الانتخابات . مروراً بكل البنود الوسيطة الأخرى، لذلك يبدو طبيعياً وتحصيل حاصل تبخر كل اتفاق عند أول محاولة لتطبيقه وحتى لو تم تنفيذ كل بنود المصالحة بالشكل الذي يتم الاتفاق عليه تبقى ثغرة عدم وجود البرنامج السياسي المرحلي ـ كونها مرتكزاً أساسياً وجوهرياً ولبا للخلاف ـ مصدراً رئيسياً لتخبط كل جهود المصالحة ـ لأن كل شيء لا يلبث أن يعود لسابق وضعه، هل يمكن لأحد ـ بعد كل ما جرى ـ تصور عملية انتخابات أكثر نزاهه وشفافيه من انتخابات 2006؟! فلماذا حدثت أكبر وأخطر عملية انقسام بعدها. صحيح أن الخطآن المتوازيان لا يلتقيان ، ولكن في السياسية يمكن لأي خطين الإلتقاء مرحلياً، وكل محاولات المصالحات الراهنة والسابقة تفتقر لهذا الألتقاء المرحلي اللازم. كم كان ولا يزال يمكن توفير الكثير من الوقت والجهد لو تم أو يتم ابرام مثل هذا الاتفاق، لأنه سيجمد كل التناقضات بين كل من فتح وحلفائها من جهه وبين حماس ومن لف لفها من جهة أخرى إلى أجل هذا الأجل الذي بات ضرورة مرحليه ومصلحة وطنية عليا، ولا أحد ينكر صعوبة وتعقيدات التوصل لمثل هذا الموقف ولكنه بالمقابل ليس مستحيلاً، وحالتنا الفلسطينية ليست استثناءً فكل ثورات الشعوب مرت بمثل هذه الأوضاع، ولكنها كلها استطاعت حل هذا الاستعصاء على قاعدة الهدف العام، وعليه فلا يحق ولا يجوز لحركتين ـ مهما بلغتا من الكبر ـ أن ترهنا مصير قضية مصيريه لرغباتهما ومصالحهما الذاتية والخاصة، وفي الوقت نفسه لا يجوز للأغلبية التي لا تزال تصمت حتى هذه اللحظة أن تتغافل عن ثقلها وتهمل دورها الجماهيري، آن الآوان لأهل الطريق الثالث، وهم الغالبية الساحقة المنتفعة أصلاً بالوحدة الوطنية والمتضرره حقاً بفقدانها أكثر من غيرهم، آن الأوان لهذه القوى وهي القادرة على الحسم، أن ترفع صوتها عالياً، وأن تعرى الحقيقة، عملاً بقول الشاعر : "إذا كان في عري الجسوم قباحة فأجمل شيء في الحقيقة أن تعرى" وأن تباشر فوراً عملية حسم وتنهي وإلى الأبد حالة التخبط التي أرهقت صبر الجماهير فملت الانتظار هيئة التحرير(مجلة الوطن المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني