PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الإشتراكية هي المستقبل مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في لقاء الاحزاب الشيوعية والعمالية الثالث عشر المنعقد في أثينا اليونان في الفترة بين 9 وحتى 11 كانون الأول لسنة 2011

أسمحوا لي باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، أن أتقدم بالشكر و التقدير للحزب الشيوعي اليوناني لدعوتنا إلى هذا الاجتماع الذي ينعقد سنويا للأحزاب الشيوعية و العمالية. أيها ألرفاق، أيتها الرفيقات الأعزاء لقد كانت ثورة أكتوبر الاشتراكية بقيادة الحزب الشيوعي البلشفي عام 1917 من القرن العشرين حدثاً تاريخياً للبروليتاريا والمسحوقين في جميع أنحاء العالم،حيث سادت سلطة العمال والفلاحين، الذين بدءوا بتفكيك الرأسمالية في روسيا القيصرية وبنو لأول مرة في التاريخ الإنساني صرح الاشتراكية وانتزعوا الملكية ، الخاصة من الرأسماليين والملاكين الكبار وقدموا الأراضي للفلاحين، حيث أنشأت التعاونيات وراقبوا إنتاجها بانين بذلك دولتهم الاشتراكية رغم الجيوش الامبريالية التي حشدتها 14 دولة امبريالية ضد سلطة السوفيت الناشئة. وقد قامت سلطة السوفيت بالصمود ببطولة ضد هذا التدخل الخارجي وضد الجيش النازي الألماني الذين تحالفوا للقضاء على الاتحاد السوفيتي الاشتراكي، إلا أن هذه الدولة الاشتراكية العظيمة هزمت من الداخل خلال المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفيتي عام 1956 حيث استولت زمرة من الانتهازيين والتحريفيين من جنرالات الجيش والمرتد خروشوف على قيادة الحزب الشيوعي في الاتحاد السوفيتي وعلى الدولة السوفيتية مباشرة بعد وفاة (أو قبل) الرفيق ستالين العظيم باني الاتحاد السوفيتي، وقد أخذت هذه الزمرة على عاتقها مهمة إعادة الرأسمالية إلى الاتحاد السوفيتي والقضاء على الاشتراكية. إن الدولة الاشتراكية السوفيتية التي أسسها الرفيق لينين و بناها الرفيق ستالين، عام1991 انهارت ومعها دول المنظومة الاشتراكية. ومنذ ذلك التاريخ وقع العالم تحت هيمنة القطب الواحد بقيادة البرجوازية التي استعاضت عن الشكل الاستعماري المباشر بآخر غير مباشر،اقتصادي، مالي، و ثقافي. إذ أن الدول والمؤسسات الاحتكارية وبعد أن تخلصت من غريمها الاتحاد السوفيتي و دول الكتلة الاشتراكية استفردت بباقي دول ما يسمى بدول العالم الثالث، أو الدول النامية التي لم تعرف تطوراً طبيعياً لتعرضها إلى تشويه وإعاقة التطور من دول المركز. أن الامبريالية سواء كحالة استعمارية مباشرة أو غير مباشرة هي تكثيف للاستغلال والاضطهاد ووضع اليد على مقدرات الشعوب وثرواتها وانتهاك لحقوقها وتطلعاتها في الاستقلال والتقدم فكانت هذه الشعوب والأمم المضطهدة الضحية الأولى للسيطرة الامبريالية، كما أن الدول الرأسمالية تخلت عن نمط الإنتاج الرأسمالي بتحولها من إنتاج السلع إلى أنتاج الخدمات فبعد أن كان النضال منحسراً في التناقض بين قوى الانتاج من جهة و علاقات الإنتاج من جهة أخرى أصبح الصراع بين الطبقة العاملة التي تنتج السلع و الطبقة البرجوازية التي تنتج الخدمات. لقد استفردت البرجوازية في العالم و احتد الصراع بين العمل ورأس المال مما زاد الشعوب فقراً وجوعاً ونهباً نتيجة تحول العالم إلى نظام القطب الواحد وولد ما يسمى بالنظام العالمي الجديد، وفي ظل هذه المستجدات تطورت الإمكانيات المادية والتكنولوجية والمعلوماتية والعسكرية تطوراً هائلاً لا سابق له، وتحول الإنتاج الأمريكي إلى إنتاج خدمات بدلاً من إنتاج السلع لتصديرها و اتبعت هذا المسار باقي الدول الامبريالية. وقد ساعدت الثورة المعلوماتية والتقنية على تطور وتسارع الخدمات بحيث أصبح الاقتصاد الوطني بمجمله تستولي عليه وتديره الطبقة الوسطى (البرجوازية) و ركزت آمالها أكثر وأكثر واستغلت هذه الأموال في المضاربات في الأسهم و السندات في البورصات العالمية.لقد أدى هذا التحول إلى تقليص عدد العمال في هذه الدول وضم الكثير منهم إلى جيش العاطلين عن العمل. وصارت هذه البلدان تتخبط في أزمات متعددة نسميها مرة أزمة اقتصادية و مرة أزمة مالية ....الخ. صارت هذه الأزمات تتزايد باضطراد مما زاد من وحشية الدول المتنفذة ، رأسمالية كانت أم برجوازية، وصار ذلك يثير بؤر التوتر في العالم وتشعل الحروب مدعية بأنها تقوم بحرب ضد الإرهاب، هذه الحرب الذي غالباً ما تكون الطريق الذي تتخذه المراكز الامبريالية لتعبر وتتجاوز بها أزماتها الدولية الحادة اللازمة لأسلوب الانتهاج الحاضر بها النابع من الطبيعة الاجتماعية للإنتاج و أسلوب التملك الرأسمالي الخاص. و ازدادت وتيرة هجوم رأس المال العالمي(رأس المال المعولم) على شعوب الأرض وأممها و صارت هذه الهجمة تزداد حده وانتقل الصراع إلى دول العالم النامي(العالم الثالث) الذي هو مصدر كبير للثروة، وهو سوق استهلاكية كبيرة وواسعة، ومؤخراً أخذ الهجوم أشكالاً متنوعة بما فيها الهجوم والتدخل العسكري لضمان وضع اليد على مصادر هذه الثروات وهذه الأسواق كما فعلوا حين احتلوا في العراق وأفغانستان من أجل إحكام السيطرة على الثروات الوطنية من بترول وغاز طبيعي على أمل أن ينقذ الامبريالية من أزماتها المتعددة. لقد أدى تكرار الأزمات الرأسمالية إلى زيادة بؤس الطبقة العاملة في جميع بلدان العالم وزيادة وثائر العاطلين عن العمل على المستويين الوطني والعالمي، وزاد من حده الصراع الطبقي الذي هو القانون النوعي الذي يحكم الظواهر الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما علمنا ماركس وانجلز، فكل سيطرة طبقة تفرض بالضرورة نضالاً طبقياً عنيفاُ تقوم به الطبقة الأكثر ثورية في المجتمع أي الطبقة العاملة (صراع الأضداد). لقد وحد رأس المال الطبقة العاملة (حفارة قبر الرأسمالية) على المستوى الوطني والعالمي وأصبح الخيار أمام الطبقة العاملة واضح وهو تنظيم نفسها للنضال ضد الامبريالية والبرجوازية المنتجة للخدمات للمجتمع تحت راية حزب الطبقة العاملة)الحزب الماركسي اللينيني) والقيام بثورتهم الاشتراكية. إن الأزمات الرأسمالية المتتابعة سواءً المالية أو الاقتصادية والتي كان أشدها الأزمة التي ضربت البورصات العالمية وخاصة مركز الاقتصاد الرأسمالي العالمي(وول ستريت) حيت انخفضت أسهم الشركات إلى الحضيض وإفلاس البنوك وإفقار الشعوب حيث رمت الأزمة بملاين العمال إلى الشارع دون عمل وبدون مسكن حيث استولت البنوك على مساكنهم لعدم التزامهم بالقروض التي قدمت إليهم. لقد تحملت نتائج هذه الحملة الطبقة العاملة والطبقات الدنيا في المجتمع. لقد ثبت فشل اقتصاد السوق وأصبح عبئاً على اقتصاديات العالم وبات يهدد الاقتصاد الحقيقي أي الإنتاج (الإنتاج السلعي) لأن رأس المال ابتعد عن الاستثمار في الإنتاج وصار يلهث وراء الربح السريع ووجد ذلك في توظيف رأس المال على شكل أسهم وسندات التي تدر له الربح العالي و السريع، مما زاد من تكرار أزماته. هذا يثبت تنبؤات كارل ماركس حول الأزمات الرأسمالية الدورية وحتمية انهيار الرأسمالية على يد الطبقة العاملة. لقد فقدت الشعوب الثقة في نمط الإنتاج الرأسمالي(الذي تحول إلى إنتاج خدماتي) ولن يكون تجميل أو ترميم هذا النظام بخدع الطبقة العاملة والشعوب المضطهدة، وما هو إلا مخرج مؤقت لهذا النظام. على الطبقة العاملة وطليعتها الأحزاب الماركسية ـ اللينينية التصدي لها ونشر الوعي الفكري الاشتراكي الثوري والاشتراك الفعلي في الاقتصاد وإقامة سلطة الطبقة العاملة، سلطة الاشتراكية حيث هي المستقبل للبشرية وهي الحتمية التاريخية نتيجة التطور الموضوعي للمجتمعات. عاشت الطبقة العاملة عاشت الاشتراكية عاشت الأممية البروليتاريه الحزب الشيوعي الفلسطيني 9/12/2011


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني