PCP

يا عمال العالم اتحدوا

استحقاق أيلول بين الآلام والآمال

عندما انطلقت الثورة الفلسطينية، انطلقت معها كل الآمال في الانعتاق من نير الاحتلال البغيض، وقدم شعب الثورة ولا يزال كل تضحياته لأجل هذا الانعتاق، وهو عندما اختار طريق الثوار، كان يدرك بأنه الطريق الأقصر لاختصار زمن الآلام والقهر والمعاناه، وصاغ مع قادته ذلك الوقت أهم شعاراته المعبره عن إرادة الثبات والتصميم على النصر. عندما رفع شعار "ياجبل ما يهزك ريح" ولكن هضبة القادة ـ لا جبل الثورة ـ لم تهتز وحسب، بل تأرجحت وسقطت في أخدود أوسلو وما تبع أوسلو من اتفاقيات أدخلت القادة التاريخين في مسالك وعره ومعارج بدوا فيها وكأنهم اختاروا برضاهم الطريق الأطول، والذي ربما يمتد لمئة عام أخرى يتآكل فيها النقمة على الاحتلال، ليس فقط في أذهان الواقعين تحته، بل وفي مخيلات كل المعادين له من الشعوب الأخرى. وما نشهده اليوم من نمط حياتي وسياسي يعم كل أرجاء وطننا المحتل لا يعكس ولا بأي حال من الأحوال. واقع الاحتلال الذي نشكو منه نظريا، ونطالب بانهائه تفاوضيا، مما جعل الكثير من أخواننا العرب يقولون : لا ينبغي أن نكون فلسطينين أكثر من الفلسطينين أنفسهم . إن سلاح "المفاوضات" الذي استلته السلطة وعدم اعترافها بسواه هو في نظر الكثيرين من أبناء شعبنا وسيلة لإطالة أمد الإحتلال وربما للأستفاده منه في بعض الوجوه، وعندما فشل هذا النهج جهارا نهارا وباعتراف المفاوضين أنفسهم، استلت نفس السلطة استحقاق أيلول الذي انشغلت واشغلت الناس به كل فترة تجميد مفاوضات في الوقت الذي لا يزال الاحتلال البغيض يضاعف استيطانه وقضمه للأراضي المحتله. لسنا ضد أيلول واستحقاقاته، ونعلم أن الكثير يمكن أن يقال عن فضائله وربما من بينها أننا سنصبح دولة معترف بها دوليا وستحظى بدعم دولي لا بأس لكن في المقابل، أليس هناك دولاً معترف بها بل من الدول المؤسسة لهيئة الأمم كلبنان مثلا تعرض ولا يزال يتعرض لاعتداءات إسرائيلية متكرره ، وصلت ذات يوم قلب عاصمتها بيروت، ماذا فعل المجتمع الدولي أكثر من التفرج على إسرائيل وهي تضرب عرض الحائط كل قرارات الشرعية الدوليه؟ وهل أعاد المجتمع الدولي طنب الصغرى قبل الكبرى لدولة الإمارات العتيده، الأمثلة كثيره ومتنوعه وكلها تثبت أن اعتراف المرء بنفسه أكبر وأهم من اعتراف الغير به، واين "سلطتنا" العتيده من تحقيقها لاستحقاقاتها الذاتيه، وهي تعجز عن تأمين راتب كامل لشهر واحد فقط لموظفيها عقابا لها على مبادره تصالحيه مع أحد الفصائل، مع أننا سمعنا قبل زمن ليس بقصير وعلى لسان رئيس حكومتنا بأننا قد استكملنا بناء مقومات دولتنا. مره ثانية نقولها، لسنا ضد أيلول واستحقاقاته . ولكننا لا نريده ولا نقبل به بديلا عن الاستحقاق الأولى والأهم، ولا نريده هروبا إلى الأمام وتغطيه على كل السياسات الفاشله السابقه، ولا وسيله جديده لإطالة أمد الاحتلال، نريده استحقاقا مرفوداً ومرتكزاً على استحقاق ذاتي محلي شعبي يتخذ من المقاومة بكل أشكالها أداه مناسبه وضاغطه للإستحصال على الاعتراف المشرف، لسنا بهذه المطالبة بدعاة حرب ولكن أبسط بسطاء شعبنا أدرك أن بداية تراجع وتآكل مشروعنا الوطني التحرري كانت مع أول إيماءة سلام رفت بها عين المرحوم قائدنا. وأن خطأ قادتنا الحاليين ليس فقط في اتخاذهم نهج المفاوضات خياراً واحدا ووحيداً بقدر ما هو تخليهم عن خيار المقاومة الاستراتيجي، كل الثوار قبلنا وبعدنا نجحوا لأنهم زاوجوا بين الخيارين : خيار البندقيه وغصن الزيتون، ولذلك نحن نريد استحقاق أيلول في إطاره الثوري، نريده منسجما مع تطلعات شعبنا وآمله في التحرر، نريده عاملا حاسما لقطع حقبة الآلام والمعاناه لا لإطالتها، تكفي ستون عاما من الهزائم والانكسارات، حتى الذين تنفعوا من تلك الأعوام عليهم أن يعلموا أنهم سيخسرون كل مكتسباتهم وفوقها الوطن مع كل إطاله جديده مقصوده أو غير مقصوده للإحتلال.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني