PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الحزب الشيوعي السوري .... جدلية الوطني والطبقي

حزب الوطن قبل أي اعتبار و فوق كل اعتبار هكذا عرف الرفيق خالد بكداش الحزب الشيوعي السوري . منذ تأسيس الحزب الشيوعي السوري في 24 تشرين الأول 1924 مر الحزب بكل المنعطفات التاريخية التي أحاطت بسورية و المنطقة عموماَ و كان الحزب يدفع ثمن النظرة البعيدة و المواقف الصحيحة التي لم تكن واضحة لباقي القوى السياسية في البلاد من الاتهام بالعمالة للسوفييت إلى الخشبية و عدم التجدد إلى التبعية للنظام إلى عدم فهم العصر بعد التبشير بنهاية عصر الصراع الطبقي و انتصار الرأسمالية في العالم. الحزب الشيوعي السوري كان دائماً يأخذ المواقف الصحيحة باعتماده على التحليل الماركسي اللينيني في الإحداث التي تجري من حوله و كانت البوصلة الطبقية التي لم يحد عنها هي دائماً الموقف من الحلقة الرئيسية و هي الإمبريالية و على رأسها الإمبريالية الأمريكية و ربيبتها إسرائيل الصهيونية و بتحالف الحزب الشيوعي من كل القوى المعادية للإمبريالية مهما كان توجهه الفكري إن كان ( شيوعي - قومي – ديني) و هو مقياس الوطنية الذي أرساه عميد الشيوعيين العرب و زعيم الحزب الشيوعي خالد بكداش و الذي حاز على العداء التام من قبل العدو الطبقي. المراحل التي كانت تعصف بكل القوى السياسية في سورية لم ينجو منها أي حزب دون الوقوع في أخطاء بعضهم من أنقرض بسببها و بعضهم من دفع ثمن عدم فهم الواقع و الظروف الموضوعية السائدة و بسبب المواقف الصحيحة كان الحزب الشيوعي يخرج منها أكثر صلابة تنظيمياً و سياسياً و لهذا مازال الحزب يتلقى الكثير من السهام التي يطلقها أعداء الوطن. من المواقف التي كان الحزب يدفع ثمن وقوفه عكس الشارع لإدراكه موازين القوى السائدة هو الموقف من تقسيم فلسطين و كيف تم الهجوم عليه من قبل القوى الرجعية التي رفعت شعارات معادية للحزب و الآن يفاوضون على الفتات. المرحلة الأخرى موقف الحزب من الوحدة و كيف نكل بأعضائه و تم قتلهم و زجهم في السجون و بعد وقت قصير أعترف الجميع إن الحزب كان على صواب. و الموقف من دخول الجبهة بدعم التوجهات التقدمية التي نقلت و قدمت المجتمع السوري و نرى كيف من لم يفهم الواقع بشكل صحيح الآن يدهم بيد القوى الرجعية و الموقف من التمسك بالأديولوجيا الماركسية اللينينية بوصفها سلاح الفكري الذي لا يمكن النضال في سبيل الاشتراكية بدونه و الموقف من الليبرالية التي دمرت الاقتصاد الوطني و هذه بعض النقاط التي لو ذكرنا تاريخ الحزب فهو بحاجة إلى محاضرات تطول و تطول. الآن في هذه الأوقات التي تمر بها المنطقة العربية بعد الثورات التي عصفت بدول العربية و الحركات الشعبية في بعض الدول الأوربية فهي لم تكن مفاجئة للحزب الشيوعي السوري و كان التحذير من التوجهات الليبرالية التي تطبق بأنها سوف تفاقم النقمة الشعبية بشكل كبير يؤدي إلى ثورات في الشارع و كان الحزب الشيوعي السوري أول حزب من تنبئ بقدوم الأزمة الدورية للرأسمالية العالمية و إن أي أزمة سيكون تأثيرها كبيراً على الحلقات الأضعف و بتالي من يكون مرتبط بشكل تام معها فسيشهد التغيير السياسي و من كان بشكل جزئي سيعاني الكثير . البعض يهاجم موقف الحزب الشيوعي بسبب دعم الثورات في البلدان العربية و عدم المشاركة في الأحداث التي تجري في سورية من الاتهام بالذيلية للنظام إلى خيانة أفكاره بعدم الوقوف مع المتظاهرين منهم اليسراويين الذين يرفعون شعارات و مطالب صحيحة و محقة و هي من صميم نضال الحزب الشيوعي السوري دون الاعتراف بتدخل الخارجي وما تطلبه الإمبريالية من سورية من الابتعاد عن قوى المقاومة و عدم مواجهة المشاريع التي تهدف نهب المنطقة و يكفي النظر إلى الوراء فقط السنوات الخمسة الأخيرة لنرى إن الحزب الشيوعي كان يشكل الجدار الوحيد و المعارض الوحيد ضد السياسات الليبرالية و التوجه الرأسمالي في سورية حتى وصل الأمر إلى إعتقال كوادر في الجزيرة و حلب و كان أخرها بسبب العريضة المطالبة بتخفيض سعر المازوت و من يتابع ( صوت الشعب ) و الدفاع عن مصالح الكادحين و ربطها بصمود الوطني يعرف دقة و بعد النظر للحزب و التي أكدته الرفيقة وصال فرحة بكداش بقولها إن السياسة القوية بحاجة إلى اقتصاد قوي و هناك القوى اليمينية التي لا تريد الإصلاح بحكم المصالح و هي جاهزة للنقاش في أي شيء بشرط الابتعاد الكلام و النقاش عن التوجه الليبرالي و هذا ما يجمع بعض قوى النظام و المعارضة. أن نشوء طبقة كمبرادورية في سورية و ترابط مصالحها مع الاحتكارات الامبريالية دفعت بقوى لتبني سياسات الليبرالية التي دمرت الاقتصاد و شكلت بوابة مفتوحة لعبث القوى المعادية للموقف الوطني. هذه السياسات المطبقة أنتجت بيئة خصبة لنشوء قوى مستائة من الواقع الذين لا يجدون الفرصة الحقيقية بعيش كريم يؤمن الحد الأدنى منه و بسبب توسع الطبقة الفقيرة سهل دخول القوى المعادية للبلد و منها المعارضة المرتبطة بالخارج بالإمبريالية الأمريكية و الفرنسية و الأنظمة الرجعية العربية العميلة و في أول هذه القوى المرتبطة حركة الأخوان المسلمين المجرمة و الليبراليين و يساريين السابقين. الشعارات المرفوعة هي سياسية مطالبة بالحرية و الديمقراطية و هي مطالب الشارع و كل القوى الوطنية الموجودة و لكن المعارضة التي تنتقد النظام لا تجرئ على إعطاء أي موقف من الليبرالية و التوجه الرأسمالي و تخفي تطابق برنامجها مع برنامج الدردري و عطري في الاقتصاد و تطابق برنامجها السياسي مع دول الاعتدال العربي التي ليست لديها مشكلة مع الاستعمار الإمبريالي الأمريكي في المنطقة و المشروع الإسرائيلي الصهيوني و هو موقف كل أطياف المعارضة من التيار الديني إلى القومي إلى العشائري إلى المتستر بالعلمانية. الثورات في الدول العربية كانت تحررية ضد العلاقات التبعية مع الإمبريالية و ضد الرأسمالية الداخلية و هي بالتالي تحررية و وطنية أما ما يجري في سورية فهو محاولة لإدخال سورية إلى المعسكر الأمريكي و تشريع الرأسمالية في النظام الجديد المراد إنشائه. من يتابع المواقف السياسية و الخطابات الموجهة و الدعم الإعلامي الكبير لهم و حتى وصل الأمر بتدخل السفير الأمريكي مباشرة لدعم المعارضة ما يثبت الترابط التام بنهم و عدم الموافقة على الإصلاح بدون طرح برنامج وطني و من جهة استعمال السلاح و التكلم بالعشائرية و الطائفية لا تصعب الرؤية لديه أن المؤامرة كبيرة و ليس هدفهم أصلاح سورية لآن سورية ديمقراطية ستكون أقوى بقول كلمة (( لا )) في وجههم بل المطلوب الانتهاء من سورية و إيران للانتقال إلى المرحلة التالية و هي نفط بحر قزوين. يوم بعد يوم يتضح الموقف و الصورة لدى الشعب و القوى الوطنية تجلى ذالك برفض الشعب السوري أي دخول لقوات حلف الناتو بحجة الدفاع عن الشعب و بسبب هذه الموقف الوطني سحبت المعارضة كلامها العلني بطلب التدخل من الخارج بعد تصريحات العلنية من قبل الزمرة الخائنة ( خدام – الأخوان المسلمين و مرشدهم البيانوني – إعلان دمشق ممثلهم في أوربا عبد الرزاق عيد ) و سحبت تركيا أيضاً تهديدها بدخول الأراضي السورية بعد قول الشعب السوري كلمته برفضهم و رفض مشاريعهم . اليوم يتطلب أكثر من أي وقت مضى الإسراع في قيام إصلاحات جوهرية حقيقية و ليس بشكل الخارجي من فتح المجال للإعلام الحر لطرح كل القوى السياسية أفكارها أمام الجماهير وهو الحوار الكبير الحقيقي الذي يكون الشارع هو الحكم فيها و ليس شخصيات ليس لها أي حضور جماهيري و إصدار قانون للأحزاب يكون فيه من الحرية لفتح المجال لكل القوى الوطنية للمشاركة الفاعلة في القرارات الوطنية التي تحدد مصير الوطن و في المجال الاقتصادي التخلي عن النهج الليبرالي الذي ثبت فشله في العالم الذي أخترعه و ليس فقط في سورية و العودة إلى الخطوات التقدمية من تحسين الوضع المعيشي للجماهير التي هي السند الحقيقي للصمود الوطني و التمسك و تقوية القطاع العام و تخليصه من البيروقراطية التي تنهب الدولة و الشعب معاً و إعادة التوزيع العادل للثروة و المساواة بين المناطق. أن النضال من أجل الحرية و الكرامة في بلد حر أسهل بكثير من النضال في بلد مسلوب الحرية فحرية المواطن من حرية الوطن و حرية الوطن من حرية المواطن و لا يمكن الفصل بينهما


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني