PCP

يا عمال العالم اتحدوا

حذار يا عرب

من لا تعلمه الأيام، أو تفيده التجارب، يظل جاهلا والجاهل كما يقول المثل عدو نفسه ، وقائمة التجارب الطويلة العريضه ، التي مرت بها شعوبنا العربية، إبتداء بخديعة سايكس بيكو ومرورا بخيانة بلفور ووصولا لكل المؤامرات التي لا تزال تعاني منها كل الشعوب العربية ، وعلى رأسها شعبنا العربي الفلسطيني ، الذي مني بأكبر مكيده في التاريخ ، جعلت كل عربي لا يؤمن بالمثل القائل "الملدوغ يخشى جره الحبل" بل ويقدسه. في غمره التحولات الواعده، التي بدأت بتونس ومرت بمصر، وها هي تعمل بصخب شديد في البحرين، وعلى وشك أن تؤتى أكلها في كل من ليبيا واليمن، تنتصب في الأذهان كل الثمار المره التي جنتها ـ ولا تزال ـ شعوبنا العربيه في معظم بلدانها التي انساقت زعاماتها وراء أوهام التحرر على يد الغرب، واليوم لا يملك المواطن العربي في أي بلد كان سوى أن يرفع حاجبيه استغرابا لهذا الإجماع الغربي على الإنتصار لثورة الشعب الليبي ، ولسان حاله يقول : متى كان الغرب يقدم خدمات مجانية ؟! وعلى الفور يدور جدل في الشارع العربي انطلاقا من هذا التساؤل يتمخض عن شبه إجماع على أن عقلية سايكس بيكو، لا تزال هي المسيطره في الغرب بتقسيم المقسم وتفتيت المفتت ، لبناء شرق أوسط جديد تقوده أكبر قاعده عسكرية لهم في العالم "إسرائيل". هذا هو مشروعهم الذي يعدون له بكل الوسائل وعلى قاعدة الأبقاء على معادلة عسكرية تظل فيها اسرائيل ، قوة متفوقه على القوى العربية مجتمعه سياسيا واقتصاديا وعسكريا ، وهي بالطبع معادله لا تحظى بالقبول فقط من كل الأنظمة العربية التابعة بل بالدعم والتفاني لترسيخها وإدامتها كونها هي الضمانه الوحيدة لبقائهم على عروشهم وفي مواقعهم التي تدر على جيوبهم الخاصة مئات المليارات، وهم بهذا يعتمدون اعتمادا كليا على سادتهم في الغرب. هذا الغرب الذي زخرت خبرته بتجارب جعلت منه مبدعا في فن ركوب موجات التغيير، ليوجهها في النهاية نحو شطئان مصالحه ومطامعه وخدمة لاستراتيجيته الاستعمارية ، ولهذا فقد وجد فرصته الذهبية وهو يستمع إلى أصوات استغاثة تنطلق من أفواه مغرضة ليمتطي أحدث طائراته، ويحرك أهم قطعه البحرية، زاعما تلبية نداء الثورة والثوار ، وهو في الحقيقه إنما ينتصر لمصالحه ومصالح أتباعه ، فبعد نجاح كل من الثورتين التونسية والمصرية أخذ الغرب يستشعر أخطارا جديه بدأت تحيق بمشروعه الاستعماري الاحتلالي الاستيطاني الصهيوني فوجد في هذه "النصرة" الملغومة فرصه سانحه تؤمن له ظهورا بارزا كحامي حمى الشعوب وحقوق الانسان، ومحافظا على حياة المدنيين يتسلل من خلالها ليلتف على الثورات الشعبيه ، ويوجهها الوجهه التي تخدم مصالح إسرائيل وتعيد تدعيم مركزها وموقعها في المشروع الشرق أوسطي، فهو الآن وبتدخله الإمبريالي العسكري السافر إنما يهدف إلى ركوب موجات التغيير العارمه في المنطقة وخلط أوراقها بطريقة مدروسه تسهل له في نهاية المطاف فرزا يحقق أهدافه وعلى هواه، ليس هذه المره تطبيقا لنظريته "الخلاقة" في الفوضى الخلاقه ، بل تطبيقا لخطه هادفه ومرسومة يدهب فيها الطائع في معية العاصي بل خطه يذهب بموجبها العاصي لأمريكا ويبقي على الطائع (التابع) بالنسبة لها ولإسرائيل ، خطه تضغط بها على من تريد أن تضغط عليه ويخفف بها الضغط عن من تريد أن تخفف الضغط عنه ، وبشكل خاص وأساسي عن إسرائيل التي بدت اليوم المنضغط الأول والأخير من مخرجات التغيير الذي أمسى يعم المنطقه ويسيطر على معظم بلدانها. بقلم الرفيق عمر الدحاني (عضو الكتب السياسي للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني