PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في المؤتمر التضامني لنضال الشعب الفلسطيني في مدينة نقوسيا بقبرص

الرفيقات العزيزات ، الرفاق الأعزاء ، باسم الحزب الشيوعي الفلسطيني ، وباسمي ، اتقدم بالتحات لهذا الاجتماع التضامني الذي يعود الفضل لانعقاده لحزب أكيل ، فله منا كل الشكر والتقدير. لقد انعقد هذا الاجتماع في ظرف تميز بصحوة عربية شامله ابتدأت بثورة الشعب التونسي العظيم الذي أسقط بثورته السلمية ، ديكتاتورا ربض على صدره قرابة ثلاثين عاما انتهت بهروب الطاغية وبداية سقوط نظامه الفاسد ، ثم تلتها بتاريخ 25/1 ثورة مصر العظيمة ، مصر الكنانه، فأسقطت طاغية مصر وفرعونها وها هي تجتث نظامه أولا بأول، بهاتين الثورتين المظفرتين انطلقت شرارة التغير وهي تكاد تعم الوطن العربي من أقصاه إلى أقصاه، في اليمن ، في البحرين، في الأردن، وها هو الشعب الليبي يثور اليوم ضد ديكتاتور ليبيا الذي قضى على حكمه الفاسد المتخلف أكثر من أربعين عاما، وهي بلا شك ستحقق النصر التام عن قريب. لقد كان لهذه الصحوة الشعبية الشاملة أسبابها ومقدماتها، فصمود الشعب العراقي البطل في مواجهة الإحتلال ومقاومته المستمرة للطغيان، وانتصار الشعب اللبناني عام 2000 ودحره للإحتلال الصهيوني عن جنوبه، وتحطيمه لأسطورة الجيش الذي لا يقهر وتمريغ هيبته في التراب عام 2006، وانتصار الشعب العربي الفلسطيني الأسطوري أيام الهجمة البربرية الصهيونية والتي قادها جيش فاشي متوحش في غزة عام 2009 كلها كانت ولا شك عناوين انتصار أعادت للشعوب العربية ثقتها بنفسها، وحركة فيها مشاعر العزه والكرامه فراحت تثور على طغاتها الواحد تلو الآخر وتحقق النصر بعد النصر، فقط سلطة أوسلو هي الوحيده التي لم تحركها هذه النجاحات والانتصارات نحو الأفضل. فانطلقت سادره في نهجها الاستسلامي التتفاوضي العبثي . هذا النهج الذي قادها فيما قادها إلى مزيد من التراجع ومزيد من التفريط، وانتهى بها الأمر بتنسيق أمني مشين مع المحتل شجعه على مزيد من الاستهتار بحقوق شعبنا التاريخية الثابته ومزيد من القضم للأراضي، فراحت تلهث وراء فتات حكم ذاتي محدود، يجعل منها خادمة مطيعة لاحتلال غاشم متغطرس، فاصبحت باعتراف رئيس هذه السلطة نفسه أداه رخيصة لأرخص احتلال في الدنيا، احتلال تتوسله مجرد تجميد للإستيطان لفتره محدوده لتبرر لنفسها عوده خانعه للمفاوضات التي وصفها رئيسها أكثر من مره بالعبثية ، وقال عنها صائب عريقات بأنها مضيعه للوقت، ويأبى نتنياهو بكل صلف وغطرسه التجميد المؤقت، ليطلع على السلطة والعالم أجمع بحل مؤقت (دولة مؤقته) تؤجل فيه كل القضايا الرئيسية 1) حق العودة2) حق تقرير المصير 3)القدس 4) المياه 5) الحدود وغيرها إلى أجل غير مسمى، ومع ذلك تستمر السلطة في محاولاتها استرضاء المحتل وحليفه الاستراتيجي بإعلانها عن استعدادها للعمل في خدمته وتقديم كل العون الاستخباري له في أي مكان، في أفغانستان وباكستان والسودان وفي أي بقعة تطالها يد السلطة الفلسطينية. إن حزبنا يرى في مسيرة أوسلو الأولى والثانية. ونهج السلطة الإستسلامي سببا أساسيا للمآزق التي أصبحت سمه لنهج التفاوض والذي تسبب في آخر الأمر بانقسام سياسي وجغرافي أصبح يهدد المشروع الوطني برمته وربما يقود إلى تصفيته ، وإننا كفصيل على الساحة الفلسطينية نرى أن الخروج من هذا المأزق الخطير يتطلب .... 1)انهاء الانقسام على قاعدة برنامج سياسي توافقي، يجعل من المقاومة بكل أشكالها أسلوبا ناجحا ومؤكدا لانهاء الاحتلال، ويؤكد أن هذا الانهاء لن يكون عبر انتخابات رئاسية وتشريعية ما دام الانقسام قائما. 2) الوقف الفوري للتفرد باتخاذ القرار، ولا تكفي المحاصصة فيما بين كل من فتح وحماس ولا بد من مشاركة جماعية تأخذ شكل الجبهة الوطنية تشارك فيها كل قوى الشعب الفلسطيني. 3) لا بد من اعادة هيكلة منظمة التحرير وتفعيلها حسب الاتفاقيات السابقة. 4) اعتماد سياسة مالية واقتصادية تبتعد تدريجيا عن الاعتماد الكلي على الدول المانحة، واصلاح جذري للمؤسسات المالية والادارية وانهاء كل مظاهر الفساد والافساد. 5) انهاء كل أشكال التبعية والارتهان للخارج، والاعتماد الكلي على القوى الشعبية سياسيا واقتصاديا ومقامةُ. إن السلام الشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية الحرة المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس العربية، وعودة اللاجئين إلى ديارهم بموجب القرار رقم 194 وكل حل في غير هذا السياق لن يزيد المنطقة إلا تفجرا وتقضي على كل فرص السلام الشامل والعادل فيها.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني